ما هو مرض كرون؟

يشير مرض كرون (Crohn's disease) إلى حالة صحيّة مزمنة تتسبب في حدوث التهاب وتهيُّج بطانة أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي الذي يمتدُّ من الفم إلى المستقيم، ولكنه غالبًا ما يصيب الأمعاء الغليظة،[١] وقد يُعاني المُصابين بهذه الحالة من أعراض مزعجة مثل الإسهال وآلام المعدة، والتي تكون على شكل نوبات تظهر في أوقات، وتختفي في أوقاتٍ أخرى.[٢][٣]



إنَّ داء كرون ليس مرضاً معدياً؛ مما يعني أنه لا يمكن انتقاله من شخص إلى آخر من خلال الاتصال المباشر مع الشخص المُصاب.



أعراض مرض كرون

تظهر أعراض مرض الكرون كل بضعة أسابيع أو أشهر على شكل نوبة أو انتكاسة، وتتضمن الأعراض الشائعة الرئيسية لمرض كرون ما يلي:[٤]

  • الإسهال الذي يمكن أن يحدث فجأة.
  • آلام ومغص في المعدة؛ غالبًا ما تكون في الجزء السفلي الأيمن من البطن.
  • البراز المُصاحب بالدم.
  • التعب العام.
  • فقدان الوزن.


أمّا بالنسبة للأعراض غير الشائعة، فقد يعاني بعض الأشخاص مما يلي:[٤]

  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • الشعور بالمرض.
  • آلام المفاصل.
  • انتفاخ واحمرار في العيون.
  • بقع حمراء منتفخة على الجلد، والتي تكون عادةً في الساقين.
  • تقرحات الفم.


أسباب مرض كرون

يعدُّ السبب الدقيق لمرض كرون غير معروف حتى الآن، وهناك بعض العوامل المحتملة التي قد تسبب الإصابة بمرض الكرون، ومنها:[٥]

  • الجهاز المناعي: قد ينجم مرض كرون عند إصابة الجسم بأنواع من الفيروسات والبكتيريا؛ حيث يمكن أن تؤدي الاستجابة المناعية غير الطبيعية إلى مهاجمة الجسم للخلايا في الجهاز الهضمي أيضاً عند محاولة مكافحة هذه البكتيريا والفيروسات.
  • الوراثة: إنَّ مرض كرون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض كرون، وهذا ما قد دفع العلماء إلى الاعتقاد بأنه قد يكون للجينات دورًا في جعل الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة، بالرغم من أن هناك الكثير من المصابين ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.



إن النظام الغذائي المتبع والتوتر قد تؤدي إلى تفاقم أعراض مرض كرون، ولكنها لا تسببه بشكلٍ مباشر.




عوامل خطر مرض كرون

هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض كرون، نذكر منها ما يلي:[٦]

  • التدخين: يمكن أن يزيد التدخين من خطر الإصابة بمرض كرون بمقدار الضعف.
  • النظام الغذائي: قد يزيد تناول الأطعمة الغنية بالدهون من خطر الإصابة بمرض كرون بشكل طفيف.
  • بعض أنواع الأدوية: يمكن أن تزيد بعض أنواع الأدوية مثل: المضادَّات الحيويَّة، وأدوية منع الحمل، ومضادات الالتهاب اللاستيرويديَّة، كالأسبرين والأيبوبروفين (Ibuprofen)، من خطر الإصابة بداء كرون بشكل بسيط.


تشخيص مرض كرون

يستخدم الطبيب مجموعة من الفحوصات والإجراءات لتشخيص مرض كرون، والتي قد تتضمن ما يلي:


فحوصات المخبرية

ومنها:

  • فحوصات الدم: قد يوصي الطبيب بإجراء هذه الفحوصات للتأكد من الإصابة بفقر الدم أو العدوى أو ارتفاع معاملات الالتهاب.[٧]
  • تحليل البراز: يهدف هذا التحليل إلى الكشف عن وجود الدم بالإضافة إلى العلامات الأخرى التي قد تدلُّ على الإصابة بالعدوى في عيِّنة البراز.[٨]


اختبارات التصوير

مثل:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي: توضح صورة واضحة لداخل الجسم دون استخدام الإشعاع.[٩]
  • الأشعة المقطعية: يستخدم هذا الاختبار الأشعة السينية لعمل صور مفصّلة للأعضاء الداخلية، بما فيها الجهاز الهضمي.[٩]


التنظير

وتتضمن واحدة أو أكثر مما يلي:

  • تنظير القولون: يسمح تنظير القولون للطبيب رؤية القولون بأكمله، وذلك باستخدام أنبوب رفيع مرن وبه كاميرا مرفقة، ويمكن من خلاله أخذ عينات صغيرة من الأنسجة لتحليلها في المختبر.[٥]
  • التنظير العلوي: يُستخدم هذا الإجراء لرؤية الأجزاء العليا من الجهاز الهضمي، مثل المريء، والإثني عشر، والمعدة.[٩]
  • تنظير الكبسولة: يتم ابتلاع كبسولة بها كاميرا في هذا الإجراء، مما يسمح للطبيب برؤية ما بداخل الجهاز الهضمي.[١٠]



يساعد التنظير العلوي والسفلي للجهاز الهضمي أهم الفحوصات التي تعمل على تأكيد التشخيص بمرض كرون، وتحديد المناطق التي تتعرض للالتهاب وبالتالي تحديد العلاج المناسب للمريض.




علاج مرض كرون

بالرغم من عدم توفُّر علاج شافٍ لمرض كرون في الوقت الحالي، إلا أنَّ هناك العديد من الخيارات العلاجيَّة للتخفيف من الأعراض المرافقة له، ونذكر منها ما يلي:[١١]

تغييرات نمط الحياة والعلاجات المنزلية

هناك مجموعة من العلاجات المنزلية التي يمكن اتباعها للتخفيف من أعراض المرض، ومنها ما يلي:[١٢][١٣]

  • متابعة الأطعمة التي تسبِّب ظهور أعراض المرض وتجنُّبها.
  • الإقلاع عن التدخين بسبب زيادته لشدة المرض وصعوبة السيطرة عليه.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة لتخفيف التوتّر وتحسين المزاج.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء.
  • استشارة الطبيب من أجل استخدام المكمّلات الغذائيّة عند الشعور بعدم الحصول على ما يكفي من المغذيات الضرورية للجسم من الطعام نتيجة الإصابة بالمرض.
  • الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على دهون في حال المعاناة من الإسهال الدهني.
  • شرب كمية كافية من الماء لتعويض السوائل المفقودة.


العلاجات الدوائية

تختلف الأدوية المستخدمة في علاج مرض كرون في آليّة عملها بما يتناسب مع مرحلة المرض التي يعاني منها المصاب، وفي معظم الحالات يصف الطبيب هذه الأدوية لتُستخدم لفترة طويلة،[١٤] وتجدر الإشارة بأنّ العلاجات الدوائيّة المستخدمة في علاج مرض كرون يمكن تقسيمها إلى ما يلي:

  • الكورتيزون: يحتاج معظم المصابين إلى تناول هذه الأدوية لفترة قصيرة خلال حدوث النوبة؛ إذ إنها يمكنها تخفيف الأعراض من خلال تقليل التهاب الجهاز الهضمي، وتبدأ عملها في العادة في غضون بضعة أيام أو أسابيع.[٤]
  • المضادات الحيوية: تستخدم المضادات الحيوية لمنع العدوى أو معالجتها في حال كانت السبب في الإصابة بمرض كرون.[١٥]
  • المثبطات المناعية: تقلل هذه الأدوية من نشاط الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى تقليل التهابات الجهاز الهضمي، وتستخدم لفترة طويلة، مثل: ميثوتريكسيت، ازاثيوبرين.[١٠]
  • العلاج البيولوجي: توصف هذه الأدوية في حال فشل العلاجات السابقة في السيطرة على أعراض المرض، وتعطى عن طريق الحقن أو عن طريق التنقيط في الوريد.[٤]


الجراحة

قد يلجأ الأطباء إلى إجراء عمل جراحيّ في بعض الحالات الشديدة من المرض، أو الحالات المصحوبة ببعض المضاعفات الصحيّة مثل: انسداد الأمعاء المتكرّر، حيث يزال في هذه الحالة الجزء المتضرّر من الأمعاء فقط، وهذا يساعد على التخفيف من أعراض المرض.[١٦]


هل يمكن التعافي من مرض كرون؟

الجواب لا؛ لا تتحسن أعراض المرض من تلقاء نفسها أو تتعافى دون علاج، والعلاجات السابقة قد تقلل إلى حد كبير من علاماته وأعراضه، بل يمكنها أن تؤدي إلى شفاء الالتهاب على المدى الطويل.[١٧][٥]


الأطعمة المفيدة لمرض كرون

تظهر أعراض مرض كرون في العادة بشكل مفاجئ، لذلك فإن تناول الأطعمة الصحيحة قد يساعد على تخفيف الأعراض والنوبات، ومن هذه الأطعمة ما يلي:[١٨]

  • الحبوب المكررة، مثل الخبز الأبيض أو الأرز الأبيض.
  • الشوفان.
  • الفواكه قليلة الألياف، مثل الموز والبطيخ.
  • الفاكهة المقشرة أو المسلوقة.
  • العصائر قليلة السكر.
  • اللحوم منزوعة الدهن.
  • الأسماك.
  • الصويا والبيض.
  • منتجات الألبان.
  • الشاي الأخضر.


المراجع

  1. "Crohn's disease", nhsinform, 14-2-2020, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  2. "Crohn's Disease", clevelandclinic, Retrieved 21/3/2021. Edited.
  3. "Is Crohn's Disease Contagious?", medicinenet, 31-3-2020, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Crohn's disease", nhs, 4-4-2018, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت disease is a type,digestive tract in different people. "Crohn's disease", mayoclinic, 13-10-2020, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  6. "Symptoms & Causes of Crohn’s Disease", niddk, 9/2017, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  7. "Crohn's disease", mayoclinic, 13/10/2020, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  8. "Crohn's Disease", healthlinkbc, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Crohn’s Disease", webmd, 27/2/2020, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Diagnosis of Crohn’s Disease", niddk, 9/2017, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  11. "Crohn’s Disease", ada, 28/1/2020, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  12. "Crohn's disease", healthdirect, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  13. "Crohn's disease and ulcerative colitis", betterhealth, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  14. "How Crohn's Disease Is Treated", verywellhealth, 18/11/2020, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  15. "Crohn's Disease", clevelandclinic, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  16. "Crohn's disease", healthnavigator, 23/9/2016, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  17. "Crohn’s Disease: How Do I Get to Remission?", webmd, 18/6/2020, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  18. "Best foods for a Crohn's disease flare-up", medicalnewstoday, 6/11/2018, Retrieved 2/3/2021. Edited.