تضخم القولون
يُعرف تضخم القولون، أو تضخّم القولون السّام (بالإنجليزية: Toxic Megacolon)، بأنه مشكلة صحية تُصيب القولون، ويحدث ذلك نتيجةً لإصابته بالتهاب أو عدوى ما تؤدي إلى تهيُّجِه في البداية، ويُطلق على هذه المشكلة التهاب القولون (بالإنجليزية: Colitis)، ومن ثم يتوسع القولون بأكمله أو جزء منه، ويُصبح أعرض من المعتاد، يبدأ بدفع المواد السامة التي يحتويها إلى جميع أنحاء الجسم، وهو ما يُعرف بالسُّمية الجهازية (بالإنجليزية: Systemic toxicity)، ويحتاج المصابون بهذه المشكلة الصحية إلى تلقي العلاج على الفور؛ إذ يمكن أن يؤدي إهماله والتأخر في علاجه إلى حدوث مضاعفات خطيرة ومهددة للحياة.[١]
أعراض وعلامات تضخم القولون
يعاني الأشخاص المصابون بتضخم القولون من عدد من الأعراض والعلامات، والتي تظهر خلال فترة زمنية قصيرة من الإصابة، وفيما يلي أهمها:[٢]
- انتفاخ في البطن.
- ألم في البطن.
- حمى شديدة، وهذا قد يشير إلى الإصابة بتسمم الدم.
- الإسهال المصحوب بالدم في معظم الأوقات.
- ارتفاع معدل ضربات القلب.[٣]
أسباب وعوامِل خطر الإصابة بتضخم القولون
من أبرز أسباب تضخم القولون ما يلي:[٤]
- الإصابة بأمراض القولون الالتهابية، وتشمل ما يلي:
- التهاب القولون التقرحي، وهو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية، وعادةً ما يستهدف كلًا من القولون والمستقيم.[٣]
- مرض كرون.
- عدوى بكتيريا المطثية العسيرة (بالإنجليزية: Clostridioides Difficile).
- مرض الأمعاء الإقفاري (بالإنجليزية: Ischemic bowel disease).
- عدوى بكتيريا العطيفة (بالإنجليزيّة: Campylobacter)، والسالمونيلا (بالإنجليزيّة: Salmonella)، والشيغيلا (بالإنجليزيّة: Shigella).[١]
- الإصابة ببعض الأمراض غير الالتهابية مثل انسداد القولون الزائف، أو انسداد القولون الحاد، أو تمدد القولون الخلقي.[٤]
- يمكن أن تؤدي بعض الأدوية مثل الأدوية ذات المُركّبات الأفيونية، ومضادات الاكتئاب وغيرها من الأدوية التي تقلل من تدفق الدم إلى الأمعاء إلى حدوث تضخم القولون.[١]
كما أن هناك بعض عوامل الخطورة والمشكلات الصحية التي يرافقها تضخم القولون كأحد مضاعفاتها، وفيما يلي أبرزها:[٣]
- سرطان القولون: يمكن أن يزيد الإصابة بسرطان القولون من خطر تضخمه، إلا أن هذا الأمر نادر الحدوث.
- نقص التروية (الإقفار): حالة مرضية يعاني فيها القولون من انخفاض تدفق الدم إليه.
- عوامل إضافية: تشمل مرض السكري، وزراعة الأعضاء، والفشل الكلوي، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
تشخيص تضخم القولون
لتشخيص الإصابة بتضخم القولون يُجري الطبيب مجموعة من الفحوصات البدنية والمخبرية والتصويرية، فيما يلي أبرزها:[٥]
- الفحص البدني: خلال هذا الإجراء يقوم الطبيب بالتحقق من عدد من الأعراض والمؤشرات الدالة على تضخم القولون، وذلك اعتمادًا على نتائج التصوير الإشعاعي التي تُظهر تمدد القولون بأكثر من 6 سنتيمترات، إضافةً إلى الأعراض التالية:
- ارتفاع درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية.
- ارتفاع معدل ضربات القلب لما يتجاوز 120 نبضة/دقيقة.
- صُدور بعض الأصوات من البطن.
- الفحص المخبري: يزود الفحص المخبري الطبيب بعدد من المعلومات التي تُعد مؤشرًا على الإصابة بتضخم القولون، وتشمل ما يلي:
- ارتفاع كريات الدم البيضاء (WBC)، وبالتحديد الخلايا المتعادلة (Neutrophils).
- ارتفاع معاملات الالتهاب: وهي معدل ترسب كريات الدم الحمراء (ESR)، البروتين التفاعلي C (بالإنجليزية CRP).
- الإصابة بفقر الدم.
- الجفاف.
- اضطراب مستويات الأملاح.
- انخفاض في معدل ضغط الدم.
- نقص بوتاسيوم الدم.
- نقص ألبومين الدم.
- الفحص التصويري: يساعد هذا الفحص على معرفة شدة المرض ومدى تقدمه، ويُستخدم عادةً التصوير البسيط للبطن، والتصوير المقطعي "CT" الذي يمنح الطبيب تقييمًا واضحًا للمضاعفات المحتملة لتضخم القولون.
هل يمكن الشفاء من تضخم القولون؟
الجواب نعم، يمكن الشفاء من تضخم القولون في معظم الحالات، ويعتمد هذا على ما إذا كان من الممكن علاج العامل المسبب للمرض، ففي تضخم القولون الحاد والسام يمكن علاج السبب الكامن عادةً أو يزول من تلقاء نفسه بصورة طبيعية، ومع ذلك فإن تضخم القولون المزمن يرتبط بمشكلات صحية متقدمة أو خلقية لا يمكن علاجها.[٦]
علاج تضخم القولون
لعلاج تضخم القولون يلجأ الطبيب لاستخدام إحدى الطرق العلاجية الآتية:[٣]
- العلاج الدوائي: تهدف الأدوية المستخدم في علاج تضخم القولون السام على علاج العامل المسبب له، سواء أكان مشكلة صحية أو عدوى ما، وعادةً ما يصف الطبيب للمصاب الأدوية المضادة للالتهابات للسيطرة على الالتهاب، كما يمكن أن تساعد المضادات الحيوية في علاج العدوى أو الوقاية منها.
- راحة الأمعاء وتخفيف ضغط الأمعاء: يهدف هذا الإجراء على التخلص من الغازات والمواد التي تملأ القولون، مما يقلل من الشعور بالانزعاج والضغط الحاصل فيه.
- السوائل الوريدية: يمكن أن يستخدم الطبيب السوائل الوريدية؛ لتزويد المصاب بالسوائل والأملاح التي يحتاجها، والمحافظة على صحة جسمه، ومنع إصابته بالجفاف.
- التدخل الجراحي: يلجأ الطبيب للتدخل الجراحي في حال لم تقلل العلاجات الأقل توغلاً من حجم تضخم القولون السام خلال 2 - 3 أيام، وتقوم الجراحة على إزالة إما جزء من القولون أو القولون كاملًا.
- علاجات أخرى: في بعض الحالات يمكن أن يُطلب من المصاب التوقف عن تناول بعض الأدوية أثناء تلقيه علاج تضخم القولون السام، ومن الأدوية التي يمكن أن تجعل الحالة أسوأ هي المواد الأفيونية، والأدوية المضادة للالتهابات، والأدوية لوقف الإسهال، ومضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للكولين.
مضاعفات تضخم القولون
يمكن أن يرافق تضخم القولون مجموعة من المضاعفات التي تتفاوت في شدتها، وفيما يلي أبرزها:[٢]
- انثقاب القولون.
- تسمم الدم.
- الموت.
متى يجب أن أُراجع الطّبيب؟
لتجنب المضاعفات الخطيرة لتضخم القولون، يجب الاتصال بالطّبيب على الفور في حال ظهرت أي من الأعراض الآتية:[٢]
- ألم شديد في البطن.
- إسهال دموي.
- حمى.
- الإسهال المتكرر.
- ارتفاع معدل ضربات القلب.
- انتفاخ في البطن.
المراجع
- ^ أ ب ت Sabrina Felson (25/5/2019), "What Is Toxic Megacolon?", webmd, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Toxic megacolon", mountsinai, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Toxic Megacolon", hopkinsmedicine, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Toxic megacolon", medlineplus, 26/2/2021, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ↑ Ewelina Skomorochow; Jose Pico (10/7/2020), "Toxic Megacolon", National Center for Biotechnology Information, Retrieved 25/3/2021. Edited.
- ↑ is an abnormal dilation,or sepsis) if left untreated. "Megacolon: What Is It, Causes, Symptoms, Treatment, and More", osmosis, Retrieved 25/3/2021. Edited.