ما هو الناسور؟

يُعرَف الناسور على أنّه اتّصال غير طبيعيّ يُشبه القناة أو الممر بين عضوَين أو وعائَين دمويَّين لا يتّصلان في الحالة الطّبيعيّة، وقد يتشكّل الناسور في أيّ موضعٍ من الجسم، مثلاً بين الأمعاء والجلد، أو بين المهبل والمُستقيم، ويُعدّ الناسور حول الشرج من أكثر مواضع الناسور شيوعًا.[١]


أعراض الناسور

قد يُعاني المُصاب بالناسور من بعض الأعراض بحسب نوع الإصابة، في الآتي إيجازٌ لأبرز الأعراض:[١]

  • الغثيان والتقيُّؤ.
  • آلام في البطن.
  • الإسهال.
  • خروج وتصريف السوائل أو الغازات أو البراز من المهبل.
  • التعرُّض لالتهابات المسالك البولية بشكل متكرّر.
  • تهيُّج في الأعضاء التناسليّة الأنثوية.


أنواع الناسور

تُصنَّف النواسير إلى أربعة أنواع رئيسيّة، وذلك تبعًا لموضع تشكُّلها، في الآتي بيان تلك التّصنيفات:[٢]

  • النّاسور المعويّ الجلديّ (Enterocutaneous)، وهو المُتشكّل بين الأمعاء والجلد.
  • الناسور المعويّ (Enteroenteric)، وهو المُتشكّل في إحدى مواضع الأمعاء الدقيقة أو الأمعاء الغليظة مع الجلد أو الأنسجة المجاورة للأمعاء.
  • الناسور المهبليّ (Enterovaginal)، وهو الناسور الذي يرتبط أحد أطرافه بالمهبل والطرف الثاني مع أحد الأعضاء المجاورة له، كالمثانة أو الأمعاء.
  • النّاسور المثانيّ (Enterovesicular)، وهو الناسور المُتّصل أحد أطرافه بالمثانة والطرف الثاني بأحد الأعضاء المجاورة لها.


أسباب الناسور

تتعدّد الأسباب التي قد تُعزَى لها الإصابة بالناسور، في الآتي بيان أبرزها:[٣]

  • إجراء العمليّات الجراحيّة في منطقة البطن: وهو السبب الأكثر شيوعًا، إذ يُمثّل هذا السبب نسبةً تُقارب 90% من حالات تشكّل الناسور المِعَديّ المِعويّ، والذي يتشكّل كأحد المُضاعفات اللاحقة لعمليّات البطن الجراحيّة، إذ يتوجّب على الطبيب المختصّ إعلام الشخص المُقدِم على إجراء العمليّة بهذه المُضاعفات المُحتمَلة، ومُتابعة حالة الشخص بعد إجراء العمليّة للتأكُّد من عدم ظهور علامات أو أعراض الناسور.
  • القرحة في الجهاز الهضميّ: والتي يتمّ إهمال علاجها كما يوصي الطبيب.
  • التعرُّض المُسبَق إلى الإشعاع في منطقة البطن: والمُستخدَم في حالات علاج السرطان.
  • الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابيّة: مثل داء كرون (Crohn's disease).
  • التعرُّض لإصابةٍ بدنيّة أو ضربةٍ مباشرة على منطقة البطن.
  • بعض أنواع العدوى: كالتهاب الرّتوج (Diverticulitis)،‏ إذ تتكوّن في هذه الحالة انتفاخاتٌ مجوفةٌ كالجيوبِ في الأمعاء.
  • الأورام السرطانيّة.


تشخيص الناسور

تتضمّن الإجراءات التشخيصيّة لتأكيد الإصابة بالناسور على عدّة خطوات، نوضّحها تاليًا:[٤]

  • التصوير بالأشعة السينيّة: سواء أكانَ لجميع أجزاء الأمعاء أو لمكان تشكّل الناسور المُمتدّ من داخل الجلد إلى خارج الجسم.
  • الصور الإشعاعيّة للمعدة والأمعاء: بمُختلف تقنياتها، كالتصوير بالرنين المغناطيسيّ، أو التصوير الطبقيّ، أو التصوير باستخدام الألتراساوند.
  • إجراء عمليّة التنظير للمعدة أو تنظير القولون: الذي يُتيح للطبيب مُعاينة القولون والمعدة والأعضاء من الداخل.


علاج الناسور

تشتمل الخطة العلاجيّة للتخلُّص من الناسور وإغلاقه على عدّة خيارات طبيّة ودوائيّة تعتمد على الهدف المرجو تحقيقه منها، بالإضافة إلى حجم وموضع الناسور والحالة العامّة للمُصاب، وفي الآتي إيجازٌ توضيحيّ لأبرز الخيارات المُتّبعة وأهدافها:[٥][١]

  • التدخلات غير الجراحيّة: وتتضمّن:
  • علاج مُسبّب الناسور، كوصف الأدوية المُثبّطة للمناعة التي تُعطى كجزء من الإجراءات العلاجيّة لداء كرون.
  • تقديم الأدوية، مثل المُضادّات الحيويّة التي تهدف لمنع أو علاج الالتهابات حال وجودها.
  • إعطاء السوائل المُغذّية عبر الوريد أو الأنبوب المُغذّي إذا تطلّبت الحالة، وذلك للتأكّد من حصول المُصاب على الكميّة اللازمة من السوائل والأغذية.
  • القسطرة (Catheter)؛ لسحب الناسور، ويتمّ اللجوء إليها إذا كان الناسور صغير الحجم، بهدف منع الإصابة بالعدوى.
  • استخدام الفايبرين اللاصق، وهو لاصق طبيّ مُخصّص يُستخدَم لإغلاق الناسور في عيادة الطبيب.
  • استخدام السدّادة لإغلاق الناسور، وهي عبارة عن حقنةٍ تحتوي على مادة الكولاجين يتمّ ملئ الناسور بها.
  • الإجراءات المُتعلّقة بالسيطرة على خروج السوائل من الناسور وحماية الجلد الخارجيّ من التلف.
  • التدخّل الجراحيّ: وهو الخيار الأخير الذي يتمّ اعتماده في حال عدم نجاح العلاجات غير الجراحيّة، وتتلخّص العمليّة في الوصول إلى موضع الناسور عن طريق إحداث شقٍّ بسيطٍ فيه واختراق جدار البطن.


دواعي مراجعة الطبيب

تستدعي بعض الأعراض المُرافِقة لحالات الناسور طلب التدخّل الطبيّ الفوريّ، مثل:[٤][مرجع]

  • النزف الشرجيّ الشديد.
  • تضخُّمٌ غير مُعتادٍ في حجم البطن، يرافقه ألم حادّ.
  • التقيُّؤ والإسهال الشديدان.
  • فقدان الوزن غير المبرّر.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • مُلاحظة أيّة تغيُّرات مُتعلّقة بحركة الأمعاء.
  • الشّعور بالإحباط والقلق، والانفعال والإرهاق.
  • عدم الرّغبة في تناول الطعام.


ماذا إن لم يتمّ علاج الناسور؟

تتماثل الكثير من حالات الإصابة بالناسور للشفاء دون عناء، خاصّةً لدى المُصابين الذين يتمتّعون بحالةٍ صحيّة عامّة جيّدة، إلّا أنّ هناك بعض حالات الإصابة بالناسور المِعَديّ المِعويّ التي يتبُعها مُعاناة المُصاب من مشكلاتٍ مُعيّنة، ويجب التّنويه إلى ضرورة اتّخاذ الإجراءات اللازمة فور ظهور هذه المُشكلات؛ وذلك لتلافي تعرُّض المُصاب لمشاكل أكثر خطورة، ومن أبرز المُشكلات المُحتملة:[٥]

  • الجفاف (نقص السوائل).
  • الإصابة بالعدوى.
  • سوء التّغذية.
  • تسمُّم الدم والمعروف طبيّاً بإنتان الدم.


هل الناسور حالة خطيرة؟

يمكن تصنيف الناسور بالحالة الخطيرة إذا تمّ تركه دون علاج، فقد يتسبب في الإزعاج وعدم الراحة وبعض من المشكلات الخطيرة، مثل العدوى البكتيرية التي قد تسبب تعفّنًا للدم، فينتج عنه انخفاضٌ في ضغط الدم بالإضافة إلى تلف الأعضاء أو حتى الموت.[٦]


هل الناسور علامة على الإصابة بالسرطان؟

لا. لكن قد يتسبب الناسور الشرجي في تهيّج الأنسجة الخارجية، وقد يزيد من هذا من احتمالية الإصابة بسرطان الشرج.[٧]


هل يمكن التعايش مع الناسور؟

نعم. من الممكن التعايش مع الناسور إذ إنّه لا يشكّل خطرًا على حياة الفرد، بينما يقلل من جودة نشاطاته وفاعليته في الأنشطة اليومية.[٨]


ما هو ناسور الولادة وكيف يمكن الوقاية منه؟

هو عبارة عن تشكّل فتحة غير طبيعية بين الجهاز التناسلي الأنثوي وفتحة البول أو المستقيم ناتجًة عن عملية الولادة، فتتسبب هذه الفتحة بسلس البول المستمرّ ومشاكل صحية أخرى، ويمكن الوقاية منه عن طريق:[٩]

  • تأخير سن الحمل الأول.
  • وقف الممارسات التّقليدية الضارّة عند الولادة.
  • متابعة عملية الولادة مع مختصّي النسائية والتوليد.


ما الفرق بين الباسور والناسور؟

كثيرًا ما يختلط مفهوم الناسور بالباسور على الرغم من الاختلاف الواضح بينهما، ومن هذه الاختلافات:[١٠][١١]


وجه المقارنة
الباسور
الناسور
المفهوم
انتفاخ في الأوعية الدموية حول فتحة الشرج.
قناة تربط بين عضويين أو وعائيين دمويين لا يتصلان في الوضع الطّبيعي.
الألم
غالبًا ما تكون البواسير غير مؤلمة وغير ملحوظة بحسب نوعها، أو قد تسبب الألم الشّديد.
يمكن ملاحظة خروج القيح من منطقة الشرج.
الأسباب
الإمساك المستمرّ.
السّمنة.
الحمل.
نظام غذائي قليل الألياف والماء.
السعال المستمر.
التهابات فتحة الشرج.
التهابات المسالك البولية.
تقرّحات في الأمعاء الغليظة والمستقيم.
الأعراض
تكتّلاتٌ حمراء، ومنتفخة، ومتقرّحة حول فتحة الشرج.
ألم عند الإخراج.
نزيفٌ دموي يُرافقه الألم.
الإحساس المستمرّ بالإمساك.
تورّم وانتفاخٌ حول مكان تشكّل الناسور.
نزول القيح من الناسور.
احمرار وتهيّج الجلد.
حمّى وتعب.
نزيفٌ شرجي.
ألم عند التبوّل أو الإخراج.
رائحة كريهة للسوائل من فتحة الشّرج.


ما هي مدّة التعافي من الناسور؟

قد تستمر المدّة اللازمة للتعافي من الناسور إلى 3 شهور كحدٍ أقصى.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "WHAT IS A FISTULA?", https://www.nafc.org/, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  2. Amber J. Tresca (26-5-2020), "Fistula Types, Diagnosis, Treatment, and Prognosis", https://www.verywellhealth.com/, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  3. Rachel Nall, MSN, CRNA (29-6-2018), "What is a gastrointestinal fistula and what causes one?", https://www.medicalnewstoday.com/, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Gastrointestinal Fistula", https://www.drugs.com/, 2-8-2021, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت Sarah Lewis, PharmD (15-4-2021), "Gastrointestinal Fistula", https://www.healthgrades.com/, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  6. "8 MOST COMMON QUESTIONS ABOUT FISTULAS - ANSWERED!", nafc, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  7. "Anal Cancer: Risk Factors and Prevention", cancer, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  8. "Quality of life with anal fistula", ncbi.nlm.nih, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  9. "Obstetric fistula", who, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  10. "DIFFERENCE BETWEEN PILES, FISSURES AND FISTULA", narayanahealth, Retrieved 20/9/2021. Edited.
  11. "Chapter 1: Understanding the difference between Piles and Fissure and Fistula", www.mfine.co, Retrieved 23/9/2021. Edited.