تمثل البواسير الخارجية أحد أنواع البواسير التي يُعاني منها العديد من الأشخاص، وفي هذا المقال سنتحدث بشكلٍ مُفصّل عن البواسير الخارجية.[١][٢]

البواسير الخارجية

تحدث البواسير الخارجية (External hemorrhoids) نتيجة زيادة الضغط على الأوردة الموجودة خارج فتحة الشرج،[٣] تحديداً تحت الجلد في المنطقة المُحيطة بفتحة الشرج، بحيثُ قد يشعر المريض بوجود كتلة أو قد يراها حول فتحة الشرج،[٤][٣] وفي الحقيقة تُعدّ البواسير الخارجية أكثر إزعاجاً مقارنةً بالبواسير الداخلية، وذلك نتيجةً لاحتمالية حدوث تهيج وتآكل في الجلد الذي يغطي الباسور.


أعراض البواسير الخارجيّة

تتضمَّن علامات وأعراض البواسير الخارجية ما يلي:

  • الحكة أو التهيج في منطقة الشرج.[١]
  • الشعور بألم في منطقة الشرج، خاصّةً عند الجلوس.[٥]
  • ظهور كتلة رقيقة صلبة أو أكثر بالقرب من فتحة الشرج.[٥]
  • مُلاحظة ظهور دم في البراز.[٣]




إن هناك احتمالية تشكّل جلطة دموية داخل البواسير الخارجية؛ وقد ينتج عنها ظهور انتفاخ صلب ذو لون أزرق على حافة فتحة الشرج وقد يكون مؤلم للغاية، وعادةً ما يشتد هذا الألم على مدى 3 أيام ثم يختفي مع زوال الجلط. ومع انحسار الباسور المنتفخ، يمكن أن تتدلى منطقة الجلد التي كانت تُغطي الباسور مشكلة زوائد جلدية قد تؤدي إلى حدوث حكة أو تهيّج.



[٦][٤]


أسباب وعوامل خطر البواسير الخارجيّة

يُعزى حدوث البواسير الخارجية إلى العديد من العوامل، من أبرزها ما يأتي:[١][٧]

  • الإصابة بإسهال أو إمساك مزمن.
  • الإجهاد أثناء عمليّة التبرُّز.
  • الجلوس على المرحاض لفتراتٍ طويلة.
  • السمنة.
  • اتباع نظام غذائي منخفض الألياف.
  • رفع الأثقال بشكلٍ منتظم.
  • الحمل، ذلك أنّ زيادة حجم الرحم من شأنها التسبب بضغط على أوردة القولون، مما يؤدي إلى انتفاخها.
  • الجلوس لفترة طويلة جدًا، حيثُ يمكن أن يؤدي البقاء في وضع الجلوس لفتراتٍ طويلة إلى الإصابة بالبواسير.
  • العُمر، حيثُ يزداد خطر الإصابة بالبواسير لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45 و65 عامًا، ولكن هذا لا يعني أن الشباب والأطفال لا يُصابون به.
  • العامل الوراثي.


تشخيص البواسير الخارجيّة

يقوم الطبيب بدايةً بتشخيص البواسير من خلال أخذ التاريخ الطبي للشخص، وإجراء الفحص السريري له، ويتضمن التشخيص الكشف عن الأعراض المصاحبة للإصابة بالبواسير، وقد يقوم الطبيب بطرح أسئلة أخرى للبحث عن الأسباب الأخرى لنزيف المستقيم بما في ذلك نزيف الجهاز الهضمي، وداء الأمعاء الالتهابي،[٨] أمّا بالنسبة للفحص السريريّ فعادةً ما يتم إجراؤه من خلال نظر الطبيب إلى المنطقة المحيطة بفتحة الشرج،[٩] وذلك للكشف عن وجود ما يلي:[١٠]

  • وجود كتل أو انتفاخ في المنطقة المصابة.
  • البواسير الخارجية التي يُرافقها وجود تجلّط في الأوعية الدموية.
  • تسرب للبراز أو وجود مخاط فيه.
  • تهيج الجلد.
  • الزوائد الجلدية.
  • الشقوق الشرجية، وهي عبارة عن تمزقات صغيرة في فتحة الشرج قد تُسبّب الحكة أو الألم أو النزيف.


علاج البواسير الخارجيّة


تغييرات نمط الحياة

هناك مجموعة من الإجراءات وأنماط الحياة التي يُمكن اتباعها للمساعدة على تسكين الألم، والانتفاخ، والتهاب البواسير، والتي نذكر منها ما يأتي:[١١]

  • شُرب الماء بكثرة، مع الحرص على تجنب السوائل التي تحتوي على الكافيين، مثل: الشاي، والقهوة، والمشروبات الغازية.[١٢]
  • زيادة كمية الألياف في النظام الغذائي، حيثُ تُساعد الألياف على تليين البُراز، والوقاية من الإمساك، وتتضمن المصادر الغذائية الغنية بالألياف: الخبز المصنوع من حبوب القمح الكاملة، والحبوب، والفواكه، والخضروات.[١٢]
  • اتباع إجراءات مُعينة عند استخدام المرحاض، ومنها:[١٢]
  • تجنب الإجهاد لإخراج البراز.[١٢]
  • استخدام ورق التواليت الرطب، بدلًا من ورق التواليت الجاف، أو استخدام مناديل الأطفال المبللة للتنظيف بعد إخراج البراز.[١٢]
  • التربيت على المنطقة عند التنظيف بدلًا من فركها.[١٢]
  • عدم الجلوس لفترات طويلة على المرحاض.[١٣]
  • الجلوس في حوض من الماء الدافئ عدة مرات في اليوم؛ للمساعدة على تخفيف الألم.[١٣]
  • تطبيق كمادات من الثلج المغطى بقطعة من القماش على المنطقة لتقليل الانتفاخ.[٣]


العلاج الدوائيّ

يهدف استخدام العلاج الدوائي إلى السيطرة على أعراض البواسير من خلال المُساعدة على تليين البراز باستخدام الملينات،[٨] ويُمكن تخفيف الألم والالتهاب باستخدام علاجات البواسير التي لا تستلزم وصفة طبية والتي تتوافر عادةً في الصيدليات، وتتضمن: الكريمات، والمراهم، والتحاميل الطبية مثل بروكتو جليفينول (Procto-Glyvenol®)،[١٤] وكريمات ليدوكائين (Lidocaine).[١٥] وفي حال كان الالتهاب شديدًا، فقد يصف الطبيب كريم الكورتيزون.[١٦] ويُمكن استخدام العديد من مسكنات الألم المُتاحة دون وصفةٍ طبية لتخفيف الألم، مثل: الأسيتامينوفين (Acetaminophen)، أو الآيبوبروفين (Ibuprofen).[٣]


الجراحة والإجراءات الطبية

في بعض الحالات قد يكون هناك حاجة إلى علاجات أخرى، خاصّةً إذا كانت الأعراض شديدة أو لم تتحسن بعد مُضي أسبوعين من اتباع العلاجات السابقة، فقد يقترح الطبيب اللجوء لإجراء طبي إمّا من خلال إجراء عملية جراحية لإزالة البواسير، أو من خلال إجراء غير جراحي يُساعد على تقليص حجم البواسير، وتتضمن الإجراءات الشائعة ما يلي:[١٧]

  • المعالجة بالتصليب: (Sclerotherapy)، حيثُ ينطوي هذا الإجراء غير الجراحي على حقن مادة كيميائية في البواسير بحيث تُساعد على تخدير الألم، بالإضافة إلى وقف أي نزيف، كما وتُساهم في تقليل حجم البواسير على مدى فترة تتراوح بين 4-6 أسابيع.[١٦]
  • ربط شريط المطاطي: حيث يتم وضع شريط مطاطي ضيق للغاية حول البواسير لقطع إمدادات الدم عنها، مما يتسبب بسقوط البواسير وخروجها من الجسم في غضون 7 إلى 10 أيام.
  • التخثر أو الكي: (Coagulation or cauterization)، إذ يتمثّل هذا الإجراء باستخدام أداة تُعرف باسم المسبار الكهربائي (Electric probe)، أو إشعاع ليزر، أو ضوء ذو أشعة تحت الحمراء، حيثُ سيقوم الطبيب بإحداث حرق صغير لإزالة الأنسجة وإغلاق نهاية البواسير بدون ألم، مما يؤدي إلى إغلاقها وتقلصها، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الإجراء يُعد مُفيداً في حالات البواسير المتدلية.[١٧]
  • الجراحة: في كثير من الأحيان، قد تكون هناك حاجة إلى إجراء عملية جراحية لاستئصال البواسير (Haemorrhoidectomy)، حيثُ عادةً ما تتطلّب هذه الجراحة تخدير عام لإزالة البواسير.[١٦][١٦]


الوقاية من البواسير الخارجيّة

بشكلٍ عام لا يُمكن منع حدوث البواسير، ولكن يمكن تقليل خطر الإصابة بها من خلال اتباع العديد من النصائح، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[١٨]

  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف والسوائل.
  • تحديد مقدار الوقت الذي يتم الجلوس فيه على المرحاض، بحيث يكون مناسب ليس بالطويل ولا بالقصير.
  • استشارة الطبيب بشأن السيطرة على الإمساك ومنع الإجهاد أثناء التبرّز.
  • الحفاظ على الوزن ضمن النطاق الصحيّ.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Hemorrhoids", mayoclinic, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  2. "External Hemorrhoid", ncbi, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "How do you treat an external hemorrhoid?", medicalnewstoday, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Hemorrhoids and what to do about them", health, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Symptoms & Causes of Hemorrhoids", niddk, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  6. "Haemorrhoids", healthnavigator, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  7. "What to know about hemorrhoids", medicalnewstoday, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Internal and External Hemorrhoids", medicinenet, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  9. "Hemorrhoids", medlineplus, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  10. "Diagnosis of Hemorrhoids", niddk, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  11. "Hemorrhoids", mayoclinic, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث ج ح "Haemorrhoids (piles)", nhsinform, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "Treatment of Hemorrhoids", niddk, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  14. "Tribenoside and lidocaine in the local treatment of hemorrhoids: an overview of clinical evidence", pubmed, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  15. "Lidocaine for piles and itchy bottom", nhs, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث "Haemorrhoids", healthdirect, Retrieved 7/3/2021. Edited.
  17. ^ أ ب "Hemorrhoids Treatment", webmd, Retrieved 7/3/2021. Edited.
  18. "hopkinsmedicine", Hemorrhoids, Retrieved 7/3/2021. Edited.