تظهر الإصابة بالتهاب البنكرياس عندما تبدأ إنزيمات البنكرياس الهاضمة بمهاجمة البنكرياس نفسه بدلًا من القيام بوظيفتها المعتادة في هضم الطعام عند وصوله إلى الأمعاء الدقيقة، ومن الممكن أن يحدث التهاب البنكرياس بصورة مفاجئة ويستمر لعدة أيام أو أن يكون مرضًا مزمنًا لسنواتٍ طويلة،[١] وللتعرف على أهم المعلومات الطبية المتعلقة بالتهاب البنكرياس عليك قراءة هذا المقال.


التهاب البنكرياس

يعرّف التهاب البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatitis) على أنّه التهاب يصيب غدة البنكرياس، وهي غدة كبيرة تقع خلف المعدة بجانب الأمعاء الدقيقة،[٢] وهناك وظيفتان رئيسيتان لغدة البنكرياس، وهما:[٣]

  • إفراز الإنزيمات التي تساعد على هضم الطعام.
  • إفراز الهرمونات التي تساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم.


أنواع التهاب البنكرياس

هناك نوعان من التهاب البنكرياس، وهما:

  • التهاب البنكرياس الحاد: (بالإنجليزية: Acute pancreatitis) والذي غالبًا ما يحدث بشكل مفاجئ، ويتعافى المصابون به خلال عدة أيام من العلاج، وتُعدّ آلام البطن الشديدة، بالإضافة إلى التقيؤ والغثيان من الأعراض الشائعة لهذا النوع، وتُعتبر الإصابة بحصى المرارة مسببًا رئيسيًا له.[٣][١]
  • التهاب البنكرياس المزمن: (بالإنجليزية: Chronic pancreatitis) حيث يستمر لسنوات عديدة، ولا يمكن التشافي منه بشكلٍ تام، وقد يزداد سوءًا مع مرور الوقت، ويسبب تلفًا دائمًا في خلايا البنكرياس، وينتج عادةً عن الاستهلاك المفرط للمشروبات الكحولية.[٣][١]


أعراض التهاب البنكرياس

تختلف أعراض وعلامات التهاب البنكرياس تبعًا لنوعه،[٣] ويمكن توضيحها فيما يأتي:


أعراض التهاب البنكرياس الحاد

تكون الأعراض المرافقة لالتهاب البنكرياس الحاد شديدة نوعاً ما وتتطلب المراجعة الفورية للطبيب، وتتضمن هذه الأعراض:[٤]

  • ألم البطن في المنطقة العلوية، ويمكن وصفه كما يأتي:
  • يحدث بشكل بطيء أو مفاجئ.
  • يمتد إلى الظهر في بعض الأحيان.
  • تتراوح شدته ما بين خفيف أو حاد.
  • يستمر لعدة أيام.
  • الحمى.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • تسارع في دقّات القلب.
  • انتفاخ أو تحجر في البطن.


أعراض التهاب البنكرياس المزمن

من الممكن ألّا تظهر أعراض التهاب البنكرياس المزمن على بعض المصابين حتى تظهر مضاعفات المرض، بينما يعاني الآخرون من الأعراض والعلامات الآتية:[٤]

  • ألم في الجزء العلوي من البطن، ويتصف هذا الألم بما يأتي:
  • يمتد لمنطقة الظهر.
  • يكون دائمًا وحادًا.
  • يشتد بعد تناول الطعام.
  • يختفي مع ازدياد الوضع سوءًا.
  • الإسهال.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • ظهور براز دهني ذو رائحة كريهة.
  • فقدان الوزن.


أسباب التهاب البنكرياس

من الممكن أن يُصاب الأشخاص بالتهاب البنكرياس دون وجود سبب واضح، ولكن تعد الإصابة بحصى المرارة أو شرب الكحول بشكل مفرط من الأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب البنكرياس، وهنالك مسببات أخرى أقل شيوعًا وتتضمن:[٥]

  • تعرض البنكرياس لإصابة نتيجة الخضوع لعملية جراحية أو رضّة في منطقة البطن.
  • تشوهات وراثية في البنكرياس.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات الأيضية الجينية
  • الإصابة بعدوى فيروسية، مثل: الإصابة بداء النكاف.
  • تناول بعض أنواع الأدوية مثل: بعض مدرّات البول.
  • التدخين أو التدخين السلبي.
  • السمنة وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم.[٦]


تشخيص التهاب البنكرياس

لتشخيص الإصابة بالتهاب البنكرياس يجري الطبيب عدة فحوصات مخبرية وتصويرية وذلك بحسب حالة المريض، ومن هذه الفحوصات نذكر ما يأتي:[٢]

  • تحليل وظائف البنكرياس والتي تتضمن: تحليل مستوى الإنزيمات الهاضمة التي يفرزها البنكرياس في الدم، حيث يدل ارتفاع مستوى إنزيمي الأميليز واللايبيز دليلًا على الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية Ultrasound.
  • التصوير المقطعي المحوسب CT scan.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.
  • التنظير الباطني الراجع: حيث يمرر الطبيب أنبوبًا طويلًا يحمل في نهايته أداة تصوير إلى البنكرياس والقنوات الصفراوية.
  • الخزعة: عن طريق أخذ عينة من أنسجة البنكرياس وتحليلها.


وبالإضافة لما سبق فقد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات إضافية للدم والبراز للتأكد من التشخيص، بالإضافة إلى فحص تحمل سكر الغلوكوز وذلك لقياس نسبة التلف الحاصل على الخلايا المسؤولة عن إنتاج هرمون الإنسولين في البنكرياس.[٢]


علاج التهاب البنكرياس

يُعالج التهاب البنكرياس الحاد في المستشفى، وعادة ما يتعافى المصابون به خلال أسبوع من العلاج دون ظهور أي مضاعفات أخرى، ومن الممكن أن يعاني البعض من مضاعفات غالبًا ما تتحسن خلال يومين.[٧]


العلاجات الأولية لالتهاب البنكرياس

تتضمن العلاجات الأولية لالتهاب البنكرياس والتي تجرى تحت إشرافٍ طبي في المستشفى ما يأتي:[٨]

  • الصيام: حيث يُطلب من المصاب الامتناع التام عن تناول الطعام لمدة يومين، مما يساعد على تعافي البنكرياس والسيطرة على الالتهاب، وبعد ذلك يبدأ المريض بتناول السوائل الصافية والأطعمة الخفيفة، ومن ثم العودة بشكل تدريجي لتناول الطعام.
  • الأدوية المسكنة للآلام: وذلك للسيطرة على الألم الذي قد يسببه التهاب البنكرياس.
  • السوائل الوريدية: لإمداد المريض بالسوائل الكافية لمنع حدوث الجفاف، الذي قد ينتج عن الإصابة بالتهاب البنكرياس خصوصًا في أول 24 ساعة من الإصابة.[٩]
  • أدوية الغثيان: وذلك لمعالجة الغثيان الناتج عن التهاب البنكرياس.[٩]
  • علاج مسببات المرض: فور السيطرة على التهاب البنكرياس، سيبدأ الطبيب بمعالجة السبب الكامن وراء الإصابة بالالتهاب سواء كان ناتجًا عن حصى المرارة أو ارتفاع الدهون الثلاثية، وقد يقترح عليك دواءًا بديلًا آمنًا في حال كان الالتهاب نتيجة أثر جانبي لأحد الأدوية.[٩]


العلاجات الإضافية لالتهاب البنكرياس المزمن

بالإضافة للعلاجات الأولية التي ذكرناها سابقا يحتاج المصابون بالتهاب البنكرياس المزمن إلى علاجات إضافية يقررها الطبيب حسب وضعهم الصحي، ومنها:[١٠]

  • مسكنات الآلام.
  • حبوب إنزيمات البنكرياس: للمساعدة على هضم الطعام، وعادة يتناولها المريض مع كل وجبة.
  • تغيير النظام الغذائي: حيث يجب اتباع نظام غذائي صحي مع تقليل استهلاك الأطعمة الدهنية، وعادةً ما يتم تحويل المريض إلى أخصائي تغذية لمساعدته على اتباع الحمية المناسبة لوضعه الصحي.
  • علاج المضاعفات: إذا نتجت أمراض أخرى عن الالتهاب وتلف خلايا البنكرياس، مثل: الإصابة بالسكري أو بعض الأورام في البنكرياس فيجب معالجتها بشكل منفصل.


الوقاية من التهاب البنكرياس

لا توجد طريقة لمنع الإصابة بالتهاب البنكرياس بشكلٍ تام، ولكن هناك طرق بمكن اتباعها للتقليل من فرصة الإصابة به،[١٠] وتتضمن:[١١]

  • تجنب شرب المشروبات الكحولية.
  • تناول الأطعمة الدهنية باعتدال، فقد تنتج حصى المرارة عن تراكم الكوليسترول في العصارة الصفراء.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الحفاظ على وزن مثالي.
  • تجنب ممارسة الحمية القاسية، فقدان الكثير من الوزن بشكلٍ سريع قد يؤدي إلى زيادة انتاج الكوليسترول في الكبد، مما يزيد من احتمالية الإصابة بحصى المرارة.
  • الإقلاع عن التدخين، فقد أثبتت دراسة تم نشرها في عام 2019 في مجلة أمراض البنكرياس أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد أو المزمن بمقدار مرة ونصف مقارنة بغير المدخنين.[١٢]


التعافي بعد التهاب البنكرياس

يتعافى أغلب المصابين بالتهاب البنكرياس الحاد بعد عدة أيام من العلاج، ولكن قد تظهر بعض المضاعفات الخطيرة لدى 15% من المصابين،[٩] أمّا التهاب البنكرياس المزمن فيبقى مستمرًا ولكن تناول الأدوية واتباع العلاجات المقدمة يساعد على السيطرة على أعراضه.[١٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Pancreatitis", medlineplus, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Pancreatitis", webmd, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Pancreatitis", mayoclinic, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Symptoms & Causes of Pancreatitis", NIH, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  5. "Pancreatitis", betterhealth, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  6. individuals have increased risk,University Hospital, told Endocrine Today. "Obesity, high triglycerides tied to acute pancreatitis risk", healio, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  7. "Acute pancreatitis", NHS, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  8. "Pancreatitis", mayoclinic, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "ACUTE PANCREATITIS RISKS AND TREATMENT", pancreasfoundation, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Pancreatitis", familydoctor, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  11. "5 Ways to Prevent Pancreatitis and Exocrine Pancreatic Insufficiency", everyday health, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  12. "Tobacco smoking and the risk of pancreatitis: A systematic review and meta-analysis of prospective studies", sciencedirect, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  13. "Chronic Pancreatitis", Harvard Health Publishing, Retrieved 13/1/2021. Edited.