مرض كرون (بالإنجليزية: Chron's Disease) مرض مزمن يرافق المصاب به مدى الحياة، ويُصيب الجهاز الهضمي مُسببًا التهابًا في أجزاء منه، وهو أحد أنواع التهابات الأمعاء، ولكن هل يُسبب هذا المرض ألمًا؟[١]


ألم مرض كرون

الألم عرض شائع عند الأشخاص المصابين بمرض كرون، وقد يؤثر بشكل ملحوظ على جودة حياتهم، ويكون ألم مرض كرون شبيه بالمغص (بالإنجليزية: Cramping)، ويبدأ عادةً من أسفل يمين البطن، إلا أنه قد يحدث في أي مكان على طول الجهاز الهضمي؛ وذلك يعتمد على موقع حدوث الالتهاب تحديدًا، ومع مرور الوقت يمكن أن يسبب مرض كرون حدوث ندبات (بالإنجليزية: Scares) في بطانة الأمعاء، مما يؤدي إلى انسدادٍ مؤلم، كما أن استمرار حدوث الالتهاب مع الإصابة بالتقرحات والخراجات أو القيح في الأمعاء هو أحد الأسباب الشائعة للشعور بالألم لدى مصابي مرض كرون، وفي بعض الأحيان قد يكون الألم هو المؤشر الوحيد الذي يدل على تقدم المرض وتطوره نحو الأسوأ، وبالتالي الحاجة إلى تغيير العلاج المُستخدم.[٢]


هل هناك أعراض أخرى مرافقة لألم مرض كرون؟

عندما يكون مرض كرون نشطًا، قد تظهر لدى المصاب بعض الأعراض والعلامات، وفيما يلي بعضًا منها:

  • الحُمى الشديدة.[٣]
  • التعب والضعف العام.[٣]
  • آلام في البطن، أو تشنجات في البطن.[٣]
  • ضعف الشهية، وفقدان الوزن.[٣]
  • ألم أو نزيف بالقرب من فتحة الشرج نتيجة الإصابة بالتهاب الناسور (بالإنجليزية: Fistula).[٣]
  • ظهور دم في البراز.[٤]
  • الإسهال.[٤]
  • حدوث نزيف في حال وُجود تقرح مؤلم بجانب فتحة الشرج.[٤]
  • الحاجة الملحة إلى التبزر.[٤]
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرز.[٤]
  • الإمساك الذي من المُمكن أن يؤدي إلى الإصابة بانسداد في الأمعاء.[٤]


هل يمكن الشفاء من مرض كرون؟

لا يوجد علاج جذري للشفاء التام من مرض كرون؛ إلا أنّ بعض العلاجات التي يوصي بها الأطباء حاليًا يمكنها أن تُخفف من عدد مرات نوبات ألم مرض كرون، أو تكرار ظهور أعراض المرض،[٥] وتركز أهداف علاج مرض كرون على نقاط معينة، نوضحها لك كما يلي:[٣]

  • تخفيف الالتهاب الذي يؤدي إلى تحفيز الشعور بأعراض وعلامات المرض.
  • التشخيص السليم والواضح، والذي بدوره يساعد على تقليل تطور المرض نحو الأسوأ على المدى البعيد؛ وذلك من خلال الحد من مضاعفاته المتوقعة.


كيفية التخفيف من ألم مرض كرون

يمكن لبعض العلاجات أن تساعد على تخفيف حدة الأعراض المصاحبة لمرض كرون، وفيما يلي توضيحًا لذلك.


اتباع نمط حياة صحي

يُركز نمط الحياة الصحي على عدد من النقاط، نوضحها لك كما يلي:

  • اتباع نظام غذائي صحي: يتمثل ذلك بما يلي:
  • الحصول على كمية سوائل كافية يوميًا؛ إذ إن أفضل ما يمكن فعله من قبل الأشخاص المصابين بمرض كرون هو محاولتهم جعل البول سائلًا شفافًا وصافيًا، ويحدث ذلك من خلال الإكثار من شرب السوائل.[٦]
  • تناول وجبات طعام صحية صغيرة وبشكل مكرر؛ للحصول على كمية السعرات الحرارية اللازمة لصحة الجسم.[٦]
  • الابتعاد عن استهلاك المأكولات التي قد تزيد آلام المغص سوءًا كمنتجات الألبان، والأطعمة الدهنية.[٦]
  • يمكن أن يوصي الطبيب أيضًا باتباع نظام غذائي قليل الألياف (بالإنجليزية: Low Residue Or Low Fiber Diet)؛ وذلك بهدف تقليل احتمالية انسداد الأمعاء إذا كان المصاب يعاني من تضيق الأمعاء (بالإنجليزية: Stricture).[٧]
  • تقليل الشعور بالتوتر والقلق: قد يزيد الشعور بالتوتر أو القلق أعراض كرون سوءًا، لكنه لا يُعد سبب من أسباب الإصابة به؛ ويمكن لأساليب الاسترخاء أن تُقلل من حدوث نوبات الألم، وتساعد على الهدوء والراحة، كتقنية التنفس العميق أو التأمل الروحاني (بالإنجليزية: Meditation)، مع ضرورة التأكد من ممارسة القدر الكافي من التمارين الرياضية، والحصول على ساعات النوم المناسبة.[٨]


العلاجات الدوائية

يمكن استخدام بعض الأدوية لتقليل ألم مرض كرون وتقليص عدد مرات حدوثه، ومن الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب ما يلي:

  • الستيرويدات: (بالإنجليزية: Steroids) تستخدم هذه الأدوية لتخفيف الالتهاب، علمًا أنها لا تُؤخذ إلا لفترة زمنية قصيرة، وذلك لتعدد آثارها الجانبية.[٤]
  • الأدوية التي تعالج الالتهابات: منها حبوب 5-أمينو ساليساليت الفموية (بالإنجليزية: Oral 5-aminosalicylate).[٤]
  • المضادات الحيوية: يمكن استخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية أو الناسور إن وجد؛ بحيث يتم هضم تلك المضادات الحيوية وتكسيرها في جدار الأمعاء، ومن أشهر المضادات الحيوية المستخدمة في هذه الحالة عقار سيبروفلوكساسين (بالإنجليزية: Ciprofloxacin)، ودواء ميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole).[٤]
  • مضادات الإسهال: توصف هذه الأدوية عادةً لتخفيف الإسهال الخفيف إلى المتوسط؛ وذلك من خلال إضافة مادة مكتلة تُكثّف البراز، ويُستخدم دواء لوبريمايد (بالإنجليزية: Loperamide) لعلاج حالات الإسهال الحاد.[٣]
  • مسكنات الألم: تُستخدم مسكنات الألم لتخفيف آلام مرض كرون؛ إذ قد يوصي الطبيب باستخدام أسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) في حالات الألم الخفيف، مع الابتعاد عن استخدام مسكنات الألم الأخرى كالإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، أو نابروكسين الصوديوم (بالإنجليزية: Naproxen Sodium)؛ نظرًا لأنها يمكن أن تزيد من حدّة الأعراض، كما تؤدي إلى تقدم المرض نحو الأسوأ.[٣]
  • الفيتامينات والمكملات الغذائية: يوصي الطبيب باستخدام الفيتامينات والمكملات الغذائية في حال وجود خلل في امتصاص العناصر الغذائية بصورة كافية من الأمعاء.[٣]
  • العلاجات الحيوية: تتضمن الأجسام المُضادّة وحيدة النسيلة (بالإنجليزية: Monoclonal Antibodies)؛ والتي تستخدم لتثبيط الاستجابة المناعية.[٩]
  • استراحة الأمعاء: لإعطاء الأمعاء فرصة نقاهة للعلاج، يمكن أن يوصي الطبيب بالامتناع عن تناول الأطعمة والمشروبات لعدّة أيام، ويتم تزويد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة من خلال التغذية الوريدية، ويُسمح خلال تلك الفترة بتناول السوائل الموصوفة من قبل الطبيب، والحصول على أُنبوب تغذية فقط.[٩]
  • الأدوية المُعدّلة للمناعة: تعمل هذه الأدوية على تهدئة الالتهاب من خلال تثبيط فرط نشاط الجهاز المناعي، ومن الأمثلة على هذه الأدوية سايكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporine)، وأزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine).[٩]


ما هي أسباب الإصابة بمرض كرون؟

لا يوجد سبب رئيسي واضح للإصابة بمرض كرون، إلا أن هناك العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، ويتضمن ذلك ما يأتي:[٩]

  • الإصابة بمرض مناعي ذاتي: (بالإنجليزية: Autoimmune Disease) إذ قد تتسبب البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي بتحفيز استجابة الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا المصُابة والسليمة أيضًا.
  • العامل الجيني: عادةً ما تتكرر حدوث أمراض الأمعاء الالتهابية "IBD" بين أفراد العائلة ذاتها؛ فإذا كان أحد أفراد عائلتك مصابًا بمرض كرون، فقد تزيد احتمالية إصابتك به أيضًا.
  • التدخين: إذ يضاعف استهلاك السجائر من احتمالية الإصابة بمرض كرون إلى ضعفين.

المراجع

  1. "Crohn's disease", nhs, 4/4/2018, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  2. "Crohn’s Disease Symptoms You Should Never Ignore", creakyjoints, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Crohn's disease", mayoclinic, 13/10/2020, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Minesh Khatri (18/6/2020), "Signs and Symptoms of Crohn’s Disease", webmd, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  5. Deborah Weatherspoon, Yvette Brazier (11/1/2019), "What is Crohn's disease?", medicalnewstoday, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت Madeline R. Vann, Kareem Sassi, (28/2/2019), "How to Find Relief During a Crohn’s Flare", everydayhealth, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Crohn's Disease", clevelandclinic, 28/5/2020, Retrieved 6/3/2021. Edited.