يُفرز البنكرياس السليم يومياً ما يعادل 8 أكواب من العصارة البنكرياسيّة ويطرحها عبر قنوات خاصة في الاثني عشر،[١] والاثني عشر هو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة،[٢] وتحتوي العصارة البنكرياسيّة على إنزيمات البنكرياس التي تساعد على هضم وتحليل الدهون، والبروتينات، والكربوهيدرات الموجودة في الطعام، كما تحتوي على مادة البيكربونات (بالإنجليزية: Bicarbonate) التي تساعد على معادلة أحماض المعدة عند دخولها للأمعاء الدقيقة.[١]
أنواع إنزيمات البنكرياس ووظيفتها
توجد أنواع عديدة لإنزيمات البنكرياس ولكلٍّ منها وظيفتها الخاصّة، ويُمكن تلخيصها في الجدول الآتي:[١]
اسم الإنزيم | وظيفة الإنزيم | النتائج المترتبة على نقص الإنزيم |
الليباز (بالإنجليزية: Lipase) | يعمل الليباز مع العصارة الصفراويّة التي يفرزها الكبد على تحليل جزيئات الدهون، ممّا يساعد على امتصاصها واستخدامها من قبل الجسم. | * نقص مستويات الدهون التي يحتاجها الجسم، وفي مستويات الفيتامينات الذائبة في الدهون. * الإصابة بالإسهال أو البراز الدهنيّ. |
البروتياز (بالإنجليزية: Protease) | * يعمل البروتياز على تحطيم البروتينات. * المساعدة على حماية الأمعاء من الجراثيم؛ مثل: البكتيريا، والفطريات، والطفيليات.[١]
| * الإصابة بالحساسية أو تشكُّل مواد سامة بسبب عدم اكتمال هضم البروتين. * زيادة خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء. |
الأميليز (بالإنجليزية: Amylase) | يعمل الأميليز على تحليل الكربوهيدرات (النشا) إلى سكريات يمكن أن يمتصها الجسم بسهولة أكبر، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الإنزيم يتواجد في اللعاب أيضاً. | الإصابة بالإسهال بسبب تأثير النشا غير المهضوم الموجود في القولون. |
أين تُصنع إنزيمات البنكرياس؟
توجد خلايا داخل البنكرياس تسمى بالخلايا العُنيبية (بالإنجليزية: Acinar cells) تعمل على إنتاج الإنزيمات المسؤولة عن الهضم، كما يُنتج البنكرياس سائل العصارة البنكرياسيّة التي تعمل على تهيئة الظروف المناسبة لعمل إنزيمات البنكرياس، ومن الجدير بالذكر أنّ حوالي 90% من خلايا البنكرياس مُخصصَّة لصنع الإنزيمات المسؤولة عن الهضم.[٣]
خصائص إنزيمات البنكرياس
توجد خصائص عديدة لإنزيمات البنكرياس، ومن أهمها ما يأتي:[٣]
- تصنيع إنزيمات البنكرياس بشكلها غير الفعال المعروف باسم مولد الإنزيم: (بالإنجليزية: Zymogen)، حتّى لا تؤثر هذه الأنزيمات في خلايا البنكرياس نفسها وتهضمها، ومن ثم تُنشَّط الأنزيمات بمجرد دخولها للأمعاء، حتى تتمكن من تحطيم جزيئات الطعام.
- احتواء العصارة البنكرياسيّة على تركيز عالي من أيونات البيكربونات ذات الطبيعة القلوية: ويُعد ذلك ذو أهمية في معادلة أحماض المعدة، والمساعدة على تفعيل إنزيمات البنكرياس.
- التحكُّم بإفراز إنزيمات البنكرياس من قبل الجهاز العصبي للجسم وبعض الهرمونات: ويمكن بيان ذلك كالآتي:
- تحكم الجهاز العصبي بإفراز البنكرياس للإنزيمات المسؤولة عن الهضم، إذ يُرسل الجسم إشاراتٍ كهربائيّة عبر الأعصاب إلى البنكرياس عند تواجد طعام في المعدة، فتُحفّز هذه الإشارات البنكرياس على إنتاج المزيد من الإنزيمات مع العصارة البنكرياسيّة.
- التحكُّم بإفراز أنزيمات البنكرياس عبر بعض الهرمونات التي تفرزها خلايا الاثني عشر في حال وجود الطعام، ومن الأمثلة على هذه الهرمونات: هرمون السيكريتين (بالإنجليزيّة: Secretin)، وهرمون كوليسيستوكينين (بالإنجليزية: :Cholecystokinin).
العلاج بإنزيمات البنكرياس
يُطلق مصطلح قصور البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatic insufficiency) على الحالة التي يكون فيها البنكرياس غير قادر على إفراز كميات كافية من الإنزيمات اللازمة لعملية الهضم، وفي هذه الحالة يقوم الطبيب بإعطاء حبوب تحتوي على الإنزيمات اللازمة لعملية الهضم والتي تتضمن إنزيمات البنكرياس، وذلك للمساعدة على تحسين عملية هضم وامتصاص الطعام،[١] وفي الحقيقة يُعزى حدوث قصور البنكرياس إلى العديد من الحالات، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[١]
- أورام أو سرطانات البنكرياس.
- الخضوع لجراحات مُعينة؛ مثل: استئصال البنكرياس الكلي (بالإنجليزية: Total pancreatectomy)، أو إجراء ويبل (بالإنجليزية: Whipple procedure)،[١] وهو الإجراء الذي يتم به استئصال رأس البنكرياس، والاثني عشر، والمرارة، والقنوات الصفراوية.[٤]
- حدوث انسداد أو تضيق في القناة البنكرياسيّة، أو القناة الصفراويّة.[١]
- أورام الاثني عشر.[١]
- الإصابة بالتليّف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic fibrosis)، أو التهاب البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatitis).[١]
يُنصَح بتناول إنزيمات البنكرياس مباشرة قبل البدء بالطعام، فعادةً ما تكون فعالة لنحو ساعة كاملة بعد أخذ الجرعة.
أعراض نقص إنزيمات البنكرياس
توجد بعض الأعراض المصاحبة لقصور البنكرياس، والتي يجب مراجعة الطبيب عند ظهورها، والتي نذكر منها ما يأتي:[٥]
- شحوب البراز أو ظهوره بلونٍ فاتح.
- المعاناة من الانتفاخ أو غازات ذات رائحة كريهة.
- خروج براز ذي قوام دهنيّ ولزج.
- الإصابة بعسر الهضم، أو الارتجاع، أو التجشؤ.
- الإحساس بمغص بعد تناول وجبة الطعام.
- خروج براز رخو أو متكرر.
- فقدان الوزن.
- الإصابة بهزال العضلات والتعب.
- الإصابة بنقص الفيتامينات والمعادن.
التأثيرات الجانبية للعلاج بإنزيمات البنكرياس
تعد إنزيمات البنكرياس التي تؤخذ عن طريق الفم آمنة بشكلٍ كبير عندما تُؤخذ تحت إشراف طبيّ، لذلك يجب اتباع تعليمات الطبيب عند أخذها، وقد تشمل الآثار الجانبية للعلاج بإنزيمات البنكرياس ما يأتي:[٦]
- زيادة أو انخفاض في نسبة سكر الدم.
- الإصابة بآلام في المعدة.
- كثرة الغازات.
- حدوث تغيُّرات في عملية الإخراج.
- الإصابة بالصداع أو الدوخة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Pancreatic enzymes"، www.pancan.org، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2021. Edited.
- ↑ Linda J. Vorvick, David Zieve (10/8/2018), duodenum is the first,digestive juices from the pancreas. "Duodenum", MedlinePlus, Retrieved 25/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "What does the pancreas do?", www.patient.info, Retrieved 13/1/2021. Edited.
- ↑ Whipple procedure — also known,pancreas, intestine and bile duct. "Whipple procedure", Mayo Clinic, 3/6/2020, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ↑ Education/Pancreatic-enzymes.pdf "Pancreatic Enzymes", www.bccancer.bc.ca, Retrieved 13/1/2021. Edited.
- ↑ "PANCREATIC ENZYME PRODUCTS", www.webmd.com, Retrieved 13/1/2021. Edited.