تعتمد الخطة العلاجيّة المُتبّعة للتخلُّص من الشرخ أو الشق الشرجيّ (Anal Fissure) على تقليل الضّغط في منطقة الشّرج لحين شفاء الشرخ وحده؛ من خلال الحفاظ على ليونة البراز بالممارسات اليومية الصحية واستخدام الملينات؛ بهدف منع نزف الشرخ أو تفاقمه، مع إمكانية استخدام مراهم تخدير موضعية لتسكين الألم وتسريع عملية الالتئام.[١]


كيف يتم علاج الشرخ الشرجي؟

بشكلٍ عامّ؛ تنقسم العلاجات إلى ما يلي تبعًا لشدّة الإصابة إلى نصائح منزلية وأدوية كما يلي:


1- الممارسات اليومية لتليين البراز وتخفيف الألم

أهمها:[٢][١]

  • الحرص على شرب كميّات كافية من السوائل الخالية من الكافيين، لتجنُّب حدوث الجفاف.
  • اتّباع نظامٍ غذائي صحي غنيّ بالألياف، بهدف منع حدوث الإمساك، ويتراوح معدّل الكميّة اللازمة يوميًا من الألياف بين 20-35 غرامًا.
  • الذّهاب إلى الحمّام عند الشعور بالحاجة لذلك، وعدم تأجيلها؛ للحدّ من احتماليّة حدوث الإمساك الذي يتسبّب بآلام وتمزّقاتٍ ناتجة عن قساوة البراز.
  • غسل منطقة الشرج بلطف، تجنُّب استعمال مهيّجات البشرة، كالصابون المُعطّر، ورغوات الاستحمام.
  • الحرص على علاج الإمساك المُزمن، أو الإسهال حال المُعاناة من أحدهما.
  • عمل حمامٍ دافئ عدّة مرات في اليوم الواحد، لمدّة تتراوح بين 10-20 دقيقة، فذلك يُساعد على استرخاء العضلات الشرجيّة.


2- أدوية وتدخّل طبي لعلاج الشرخ الشرجيّ

في حال عدم الاستجابة للممارسات المنزلية، يمكن مراجعة الطبيب والذي سيُجري التّشخيص المُناسب ثم سيصرف إحدى الخيارات الدّوائية المناسبة لحالة المريض،[٣] وهي:[٤]

  • مليّنات البراز: وهي أحد الخيارات العلاجيّة التي يتم إعطاؤها بتوجيهٍ من الطبيب؛ لمساعدة المُصاب بالشرخ الشرجيّ على التبرُّز يوميّاً أو يومًا بعد يوم، ويتمّ وصف أقراص أو حبيبات من المُليّنات للبالغين بجرعاتٍ قليلة، على أن يتمّ زيادة الجُرعة تدريجيّاً لحين تحقيق الهدف المنشود، مثل: اللكتيولوز (المعروف تجارياً بدوفالاك)، وأجيولاكس، ودواء بيساكوديل (المعروف تجارياً باسم دلكولاكس).
  • أدوية لتسكين ألم الشرخ: توصف للمُصابين الذين يُعانون من الشعور بالألم والحرقان عند التبرُّز، حيث يمكن استخدام:
  • كريمات أو مراهم التخدير الموضعيّ: وتُستخدَم للتخفيف من الآلام المُرافقة للإصابة، ويُعتَبر ليدوكايين (Lidocaine) الأكثر شيوعًا، يتمّ استعماله لمدّة لا تتجاوز أسبوعَين، ويُتوقَّع أن يتمّ التعافي من الشرخ الشرجيّ خلال هذه المدّة.[٤][٥]
  • مسكنات الألم الفموية: مثل الباراسيتامول (Paracetamol) والآيبوبروفين (Ibuprofen).
  • أدوية تسرّع التئام الشرخ الشرجي:
  • مرهم ثلاثي نترات الغليسيريل (Glyceryl trinitrate): يستخدم في حال عدم شفاء الشرخ خلال أسبوع، وهو الدواء الأكثر استخداماً لعلاج الشرج، ويُذكر أنّ استخدام هذه المراهم يجب أن لا يزيد عن مدّة شهرين.[٦]



يعمل مرهم ثلاثي نترات الغليسيريل على زيادة التروية الدموية للشرخ، الأمر الذي يُؤدّي إلى تخفيف الآلام التي يُعاني منها المُصاب. ويستخدم عن طريق وضع المرهم مرّتين يوميّاً، تفصل بين كلّ مرّة وأُخرى 12 ساعة تقريبًا.


  • مرهم الدلتيازم (Diltiazem): ويتم اللجوء لاستخدامها في حال عدم نجاح مرهم نيترات الجليسيريل في العلاج، أو تسبُّبه في أعراض جانبيّة غير مرغوبة، حيث تعمل أدوية ضغط الدم على استرخاء العضلات العاصرة الشرجيّة، وتُؤخذ هذه الأدوية إمّا عن طريق الفم، أو توضع على المكان المُخصّص من الخارج، ومن الأمثلة على تلك الأدوية: نيفيديبين (Nifedipine)، والديلتيازيم (Diltiazem).[٥]
  • حقن البوتوكس: يتمّ اللجوء إلى هذا الخيار العلاجيّ في حال عدم نجاح العلاج الدوائيّ للتخلُّص من الشرخ الشرجيّ، ويتلخّص المبدأ الذي تقوم عليه هذه التّقنية بحقن مادّة البوتوكس (Botulinum toxin) في النسيج المُجاور للعضلات العاصرة الشرجيّة لتُساهم بذلك في استرخائها وتمنع حدوث التشنّجات فيها وتحدّ منها لمدّة تصل إلى 3 شهور.[٧]


العلاج الجراحي

لا تتطلّب معظم الحالات تدخلاً جراحيّاً، إذ يتم اللجوء لهذا الخيار في الحالات المزمنة من الشرخ الشرخيّ، ويشتمل التدخّل على إجراء عمليّة جراحيّة تهدف إلى استرخاء العضلات العاصرة الشرجيّة، والتي بدورها تقلّل من الألم والتشنّجات العضليّة، ليتعافى بذلك المُصاب من الشرخ الشرجيّ لاحقًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ نسبة نجاح هذه العمليّة مرتفعة جدًا، فقد تصل إلى نسبة نجاح 9 عمليّات من أصل 10.[٨][٩]


ما هو الإجراءُ المستخدم جراحيًا لعلاج الشرخ الشرجي؟

تعرف العمليّة الخاصّة بعلاج الشرخ الشرجيّ باسم عملية إصلاح الشرخ الشرجي (Sphincterotomy)، والتي تُجرَى تحت تأثير التخدير الموضعيّ، ولا تُسبّب ألمًا كثيرًا كالذي يُسبّبه الشرخ الشرجيّ، إذ يُمكن إجراء العمليّة من قبل الطبيب الجرّاح المُختصّ بإحدى الشكلَين الآتي ذكرهما:[١٠][٢]

  • العملية المفتوحة: يقوم بها الطبيب بإحداث شقوق في الجلد من أجل الوصول إلى العضلة المُرادة، ليبدأ بإحداث شقوقٍ في العضلة ذاتها، ويُمكن أن تُترَك الشقوق مفتوحةً لتتعافى من تلقاء نفسها في وقتٍ لاحق.
  • العمليّة المُغلقة: تتلخّص قيام الطبيب بإدخال شفرةٍ مُخصّصة تحت الجلد للوصول إلى العضلة العاصرة الشرجيّة والمُساهمة باسترخائها.


ما بعد عملية إصلاح الشرخ الشرجي

بالرّغم من فعالية عملية إصلاح الشّرخ الشرجي في الكثير من الحالات؛ إلّا أنّ هناك بعض المخاوف من أحد المُضاعفات المُقلقة التي تتعلّق بإجرائها؛ وهو سلس البُراز، الأمر الذي يُحتّم استشارة الطبيب وأولويّة اتّباع جميع الخيارات العلاجيّة السابقة ذكرها قبل اختيار التدخل الجراحيّ.[١١][١٢]


من هم الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالشرخ الشرجي؟

يمكن أن يصيب الشّرخ الشّرجي أيّ شخصٍ من أيّ عمر، لكن قد يكون الأشخاص من الفئات التالية هم أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بالشرخ الشّرجي:[١٣]

  • البالغون من عمر 20-40 سنة، وتقلّ احتمالية الإصابة مع التقدم بالعمر.
  • الأشخاص المُصابين ببعض المشكلات الصّحية، مثل: سرطان الدم، أو سرطان الشرج، أو الأمراض المنقولة جنسيًا، أو داء كرون، أو التهاب القولون التقرّحي.


هل الشرخ الشرجي خطير؟

الجواب لا، لا يعتبر الشرخ الشّرجي حالةً خطيرة، وجميع الأشخاص معرّضين للإصابة به، إلا أن الشّرخ الشرجي العميق قد يكون علامةً على بعض الحالات الصّحية الأكثر خطورة، مما يستدعي مراجعة الطبيب عند استمرار الإحساس بالألم ورؤية النزيف من منطقة الشرج.[٣]


كم يستمر الشرخ الشرجي؟

تلتئم معظم حالات الشّرخ الشرجي خلال 7-8 أيام، وفي بعض الحالات قد تستغرق بضعة أسابيع، بينما حالات الشّرخ الشّرجي التي تستمرّ لأكثر من ذلك تستدعي مراجعة الطبيب.[٣]


كيفية التمييز بين البواسير والشّرخ الشرجي؟

يمكن تمييز البواسير عن الشّرخ الشرجي بالفحص البصري من قِبَل الطبيب، إذ يبدو الشّرخ الشّرجي بمظهر تمزّقٍ في بطانة الشرج، بينما تظهر البواسير بمظهر الأوردة المنتفخة وكأنها بالونات من الدم.[٣]


هل يمكن استخدام الفازلين للشرخ الشرجي؟

يمكن استخدام الفازلين على الشّقوق الصّغيرة، فهو يحميها من الإصابة بالعدوى ويُسرّع شفائها، لكن الشقوق الكبيرة سيلزم علاجها بمنع ازديادها سوءًا ويتمّ تحقيق ذلك بتليين البراز وتقليل التشنّج خلال التبرّز.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب "Anal Fissures", https://my.clevelandclinic.org/, 22-2-2018, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  2. ^ أ ب Nayana Ambardekar, MD (28-6-2020), "Treatment for Anal Fissures", https://www.webmd.com/, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Anal Fissure Treatments and Medications", www.singlecare.com, Retrieved 19/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Anal fissure", https://www.nhs.uk/, 23-11-2081, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Anal fissure", https://www.mayoclinic.org/, 17-11-2020, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  6. Michael Stewart (11-10-2018), "Glyceryl trinitrate rectal ointment", https://patient.info/, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  7. Anis Rehman, MD (10-5-2020), "Anal Fissure Treatments and Medications", https://www.singlecare.com/, Retrieved 8-7-2021. Edited.
  8. "Anal Fissure", https://fascrs.org/, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  9. Dr Colin Tidy (24-5-2017), "Anal Fissure", https://patient.info/, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  10. Divya Jacob, Pharm. D. (21-7-2020), "Is Fissure Surgery (Sphincterotomy) Painful?", https://www.medicinenet.com/script/main/hp.asp, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  11. Yolanda Smith, B.Pharm. R , "What is an Anal Fissure?", https://www.news-medical.net/, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  12. "Anal Fissures", https://www.hopkinsmedicine.org/, Retrieved 7-8-2021. Edited.
  13. "What Causes Anal Fissures?", webmed, Retrieved 18/9/2021. Edited.