علاج فتق الحجاب الحاجز: النصائح والطرق الطبية

تتعدد أنواع الفتق بتعدد طبيعتها ومكان حدوثها، ويعبّر فتق الحجاب الحاجز (Hiatus hernia) عن الفتق الذي يحدث عند اندفاع الجزء العلوي من المعدة باتجاه منطقة أسفل الصدر من خلال الحجاب الحاجز؛ وذلك بسبب وجود ضعفٍ فيها،^[١] وفي هذا المقال سنتحدث عن أبرز النصائح والعلاجات المتاحة لفتق الحجاب الحاجز.

علاج فتق الحجاب الحاجز

تختلف الخيارات العلاجية التي يلجأ إليها الطبيب باختلاف حالة الصحة العامة للشخص؛ حيث يهدف علاج فتق الحجاب الحاجز بالدرجة الأولى إلى التخفيف من الأعراض التي يعاني مها الشخص، والوقاية من المضاعفات التي قد يتعرض لها.^[٢] ويمكن تلخيص خيارات العلاج كما يلي:

• في حال عدم ظهور أي أعراض وفي حال لا يشكل الفتق أي ضرر أو قلق، فقد لا يحتاج المريض إلى أي تدخل علاجي، كما هو الحال في معظم حالات الإصابة بفتق الحجاب الحاجز،^[١]
• في الحالات التي تعاني من بعض الأعراض، ينصح الطبيب أن يبدأ الشخص بتغيير النظام الغذائي ونمط الحياة، كما من الممكن أن ينصح باستخدام بعض الأدوية المضادة للحموضة أو غيرها.^[٣]
• في بعض الحالات التي يشك فيها الطبيب بوجود خطر تعرض الشخص إلى مضاعفات صحية ناجمة عن الفتق، فقد ينصح حينها بإجراء عملية جراحية، حتى لو لم يكن الشخص يعاني من أعراض واضحة.^[١]

نصائح لعلاج فتق الحجاب الحاجز

في الحقيقة يمكن لاتباع بعض التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة أن يساعد على التخفيف من الأعراض التي يتسبب بها فتق الحجاب الحاجز في بعض الحالات،^[٤] وفيما يأتي سندرج لك أهم هذه التغييرات:

• تناول وجبات صغيرة ومتعددة بدلًا من تناول وجبة واحدة كبيرة الحجم.^[٥]
• حاول الإقلاع عن التدخين؛ وذلك لتجنب تفاقم الأعراض بسبب تهيج الجهاز الهضمي نتيجةً لدخان السجائر.^[٥]
• احرص على الحفاظ على وزن مثالي، وتخفيف وزنك إذا كنت تعاني من السمنة أو الوزن الزائد.^[٦]
• تجنب تناول الأطعمة أو المشروبات التي تتسبب بتهيج الجهاز الهضمي، مثل صلصلة الطماطم، أو العصائر، أو الفاكهة الحمضية أو غيرها.^[٦]
• تجنب تناول الأطعمة المقلية والغنية بالدهون.^[٦]
• حاول تقليل استهلاك المشروبات والأطعمة الغنية بالكافيين، مثل القهوة والشوكولاتة.^[٦]
• قلل من تناول النعناع، والكاتشاب، والخردل، والخل، والمشروبات الغازية، والمشروبات الكحولية.^[٦]
• احرص على رفع رأسك لما يقارب 15 سنتيمترًا عند الاستلقاء على ظهرك، وقم بذلك من خلال رفع مرتبة سريرك وليس باستخدام الوسائد، إذ من الممكن أن تتسبب الوسائد بالألم في ظهرك، وتكمن أهمية رفع الرأس عند الاستلقاء بمساهمته في منع رجوع محتويات معدتك إلى المريء.^[٦]
• تجنب ارتداء الأحزمة الضيقة، أو أي ملابس ضيقة أخرى قد تتسبب بالضغط على بطنك.^[٦]
• تجنب ممارسة الرياضة، أو الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرةً، بل انتظر مضيّ 3 إلى 4 ساعات.^[٧]
• احرص على اتباع نظام غذائي قائم على الأطعمة المهروسة واللينة بعد 2 - 3 أسابيع من إجراء العملية الجراحية في حال أوصى بها الطبيب.^[٧]
• اشرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء في اليوم؛ فذلك يساعد على الوقاية من الإمساك الذي قد يزيد من الأعراض.^[٨]

الخيارات الطبية لعلاج فتق الحجاب الحاجز

عند تعرض الشخص إلى بعض الأعراض الناجمة عن فتق الحجاب الحاجز، يلجأ الطبيب إلى استخدام أحد الأساليب الطبية لعلاج هذه الأعراض، وتتضمن الخيارات الطبية لعلاج فتق الحجاب الحاجز ما يأتي:

الأدوية

يوصي الطبيب باستخدام الأدوية للمساعدة في التخفيف من أعراض فتق الحجاب الحاجز، خاصّةً الحموضة وحرقة المعدة والارتجاع الحمضي، ومن أهم هذه الأدوية نذكر ما يأتي:

• مثبطات مضخة البروتون (PPI): وهي الأدوية الأكثر فعالية؛ إذ تعمل هذه الأدوية على تقليل إنتاج المادة الحمضية في المعدة، والمساعدة على تعافي الأنسجة التالفة في المريء، ويصرف بعض أنواع أدوية مثبطات مضخة البروتون بدون وصفة طبية، مثل أوميبرازول (Prilosec أو Omedar)، ولانزوبرازول (Lanzotec أو Prevacid)، بينما تصرف أدوية مثبطات مضخة البروتون ذات التأثير الأكثر قوة بوصفة طبية فقط.^[٩]
• أدوية حاصرات مستقبل هيستامين 2 (H2 Receptor Antagonists): تعمل هذه الأدوية على تقليل إنتاج المادة الحمضية في المعدة، مثل: سيميتيدين (Tagamet)، وفاموتيدين (Pepcid أو Famodar)، ونيزاتيدين (Axid أو Tazac).^[٩]
• مضادات الحموضة (Antacids): تعمل هذه الأدوية على معادلة حمض المعدة بشكل فوري وسريع، مثل: دواء Maalox أو Tums.^[٤]

• الأدوية المحفزة لحركة القناة الهضمية (Prokinetics): تساعد هذه الأدوية على تقوية العضلة المسؤولة عن منع المادة الحمضية الموجودة في المعدة من الارتداد والعودة إلى المريء، بالإضافة إلى مساعدة عضلات المريء وعضلات المعدة على الحركة وتفريغ محتوياتهما.^[٧]

الجراحة

في الحقيقة من النادر أن تتطلب حالات فتق الحجاب الحاجز إجراء عملية جراحية، إذ يلجأ الطبيب إلى إجرائها فقط في الحالات التي يعاني الشخص فيها من ارتجاع أحماض شديد لا يمكن السيطرة عليه باستخدام الأدوية، أو في حال عدم قدرة الشخص على استخدام الأدوية.^[١] ويتم علاج أغلب الحالات الجراحية لفتق الحجاب الحاجز باستخدام عملية تنظير البطن (Laparoscopy)، وذلك لكونها أسهل من العمليات التقليدية بسبب فتح شقوق أصغر حجمًا، مما يعني انخفاض فرصة التعرض للعدوى أو الالتهاب، وشفاء الشقوق بسرعة كبيرة نسبيًّا، ويبدأ الطبيب بإجراء العملية من خلال جرح عدة شقوق في بطن المريض، بحيث يتراوح عرض الشق الواحد بين 5 إلى 10 ملليميترًا، ومن ثم يدخل فيها أنبوبًا مرنًا ورفيعًا يحمل في مقدمته منظارًا صغيرًا لتصوير أعضاء البطن من الداخل، ومن ثم اتخاذ الإجراء المناسب بناءً على ذلك.^[٧]

ويخضع الشخص بعد إتمام عملية التنظير إلى بعض الراحة لمدة من الزمن، إذ يتطلب الأمر عدة أشهرٍ للتعافي التام من الآثار الجانبية للعملية، واستعادة القدرة على القيام ببعض الوظائف الحيوية البسيطة بشكلٍ طبيعي وبدون ألم، مثل التجشؤ، والبلع، والتخلص من الغازات، وفي ما يأتي سنذكر أهم الإرشادات المتعلقة بفترة راحة المريض بعد إجراء العملية:^[٥]

• يخضع المريض إلى المراقبة في المستشفى لمدة يومين إلى 3 أيام، ومن ثم يصبح بإمكانه المغادرة إلى المنزل.
• يستطيع الشخص العودة إلى عمله في غضون 3-6 أسابيع تقريبًا.
• ينبغي أن يلتزم بنظام غذائي خاص لمدة 6 أسابيع قبل أن يكون قادرًا على تناول الأطعمة الأخرى المعتادة.