تّنظيف الكبد (Detox) مصطلحٌ شائعٌ للتعبير عن طرق وتغييرات يُجريها الفرد في أسلوب تغذيته ونمط حياته، لتنظيف الكبد من السموم، ومساعدته على إنجاز مهامه بشكل أفضل، فما هي هذه الطرق؟ وهل هي حقاً مفيدة؟[١]

ما هي طرق تنظيف الكبد؟

الكبد قادرٌ على تنظيف نفسه بنفسه،[١]لا يحتاج لتناولك مشروبات خاصة أو أعشاب لتنظيفه من السموم، فكل ما يُروج له تحت هذه المظلة من عصائر، وخلطات عشبية، ومكملات غذائية، فوائده غير مثبتة في تنظيف الكبد تحديداً، فلنبدأ بالحديث عنها واحدة تلو الأخرى مع بيان فوائدها المحتملة وآثارها:


1- اتباع حمية تقتصر على شرب العصائر الطبيعية فقط



الفاعلية والأمان: حمية العصائر الطبيعية من الخضروات والفواكه الطبيعية وحدها تحرم جسمك من أهم العناصر الغذائية، بدلاً من ذلك اتبع نظام غذائي صحي يحتوي على جميع العناصر الغذائية، وفي الوقت ذاته أكثر من عصائر الخضار والفواكه.



من النّصائح الشّائعة لاختيار الحميات الغذائية اختيار الأصناف التالية:[١]

  • اختيار الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة العضوية، والخالية من المبيدات: فهي تساعد على تجدد خلايا الجسم وتعافيها، خاصة:
  • عصير البقدونس: يمكن أن يساعد على تعزيز صحّة الكبد، ومنع تلف خلاياه، وذلك بسبب احتوائه على نسبةٍ مرتفعة من مضادات الأكسدة.[٢]
  • شراب عرق السوس: يحتوي عرق السوس على مركب يحدّ من التهاب الكبد، ويساعد على تجديد خلاياه، إذ يمكن شرب عصير عرق السوس، أو تناول المكمّلات الغذائية منه.[٣]
  • الثوم.
  • الحمضيات كالليمون.
  • الشاي الأخضر.
  • التفاح.
  • الكركم.
  • الشمندر.
  • الجزر.
  • اختيار أنواع الدهون الصّحية: مثل الموجودة في الأفوكادو، واللوز، وجوز الهند، وبذور الشيا، وبذور الكتان، وبذور اليقطين، أو البيض والأسماك الدهنية، إلى جانب الحدّ من الأطعمة كثيرة الأملاح.
  • الحدّ من كمية السكر التي يتمّ استهلاكها: مع الحفاظ على استهلاك ما يُقارِب 20-30 غرامًا من السكر أو أقلّ، تجنّبًا لاضطراب مستوى سكر الدم، كما يمكنك التحلية بقليل من للعسل فهو قد يكون مفيدًا في حماية خلايا الكبد من التلف، والناجم عن انسداد القناة الصّفراوية.[٤]



لا بدّ التّنويه على أنّ استخدام عرق السوس قد يسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل استخدامه لدى مرضى ضغط الدم المرتفع، أو من يعانون أمراض القلب، أو أمراض الكلى.




2- تناول المكملات التي تحتوي على مستخلصات عشبية لتنظيف الكبد



الفاعلية والأمان: فاعليتها غير مثبتة علمياً، ولكن قد تكون مفيدة لصحة الكبد بشكل عام، هي غير ضارة، لذلك يمكن تجربتها طالما لا تعاني من أي أمراض في الكبد تمنع استخدامها فحينها يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها.



أشهر المكملات العشبية المعروفة والمتداولة لتنظيف الكبد:[٣][٥]

  • شوك الحليب (Milk thistle): هو مكمّل عشبي شائع الاستخدام لمشكلات الكبد، تعمل مركّباته النشطة كمضادات للأكسدة، تحيّد النواتج الضّارة التي تسبب الالتهابات في الجسم، فضلاً عن دوره في خفض مستوى إنزيمات الكبد، التي عادةً ما يشير ارتفاعها إلى تلف في خلاياه.
  • الزنك: يمكن أن يمنع نقص الزنك حدوث الأمراض المزمنة في الكبد، فهو عنصر أساسي لمناعة الجسم، إذ يحمي من الالتهابات الفيروسية، وبالأخصّ التهاب الكبد الوبائي.


3- استخدام الحقن الشرجية لتنظيف القولون وإراحة الكبد من السموم



الفاعلية والأمان: تشير بعض المزاعم إلى أن استخدام الحقن الشّرجية يساهم في تنظيف القولون وبالتالي إراحة الكبد من السموم، إلاّ أن ذلك يمكن أن يسبب ضررًا يفوق المنفعة المرجوّة، لذلك لا ينبغي الإفراط في استخدام هذه الوسائل أو استخدامها دون استشارة الطبيب.


[٦]


4- تناول مدرات البول



الفاعلية والأمان: الكلى قادرة على تخليص الجسم من السوائل والسموم الذائبة في البول، ويتمم الكبد تنقية الجسم من أنواع أخرى من السموم، وإن تناولك للمدرات دون حاجة طبية ممنوع ومضر لصحتك، فقد تعاني من نقص في المعادن والفيتامينات، وهبوط في الضغط كأثر جانبي إن استخدمتها دون حاجة.




الخلاصة: هل طرق تنظيف الكبد المتداولة آمنة؟

الجواب لا. فعلى الرغم من توافر مكمّلات غذائية وأعشاب وأدويةٍ تزعم بقدرتها على تنظيف الكبد، إلا أن سوء استخدامها يعود بأضرارٍ على الكبد، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى مشاكل مهددة للحياة.[٧]


ما هي الأضرار الجانبية لتنظيف الكبد؟

يمكن أن تنطوي عملية تنظيف الكبد على بعض الأضرار الصّحية ومنها:[٨][١]

  • عدم توفير التغذية المتوازنة: فقد لا تحتوي حمية تنظيف الكبد على جميع المغذيات التي يحتاجها الشخص، وبمرور الوقت قد تؤدي إلى سوء التغذية خاصّةً عند الأطفال، أو النساء الحوامل، أو الأشخاص المصابين بالسكري.
  • مشكلات في طبيعة عمل الأمعاء: يمكن للحقن الشرجية المستخدمة من أجل تنظيف الكبد أن تكون خطيرة، فهي إما أن تسبب مشكلات للأمعاء أو قد تسبب مشكلاتٍ مهددة للحياة عند إدخالها بطريقة خاطئة.
  • لا يُغني تنظيف الكبد عن العلاج بالأدوية: فعند القيام بتنظيف الكبد بدلاً من العلاج الطبي، فمن المُحتمَل أن يؤدي ذلك إلى عدم علاج المشاكل الصّحية الخطيرة.


هل يساعد تنظيف الكبد على الوقاية من الإصابة بالأمراض؟

الجواب لا. تتأثر الصّحة العامة عادةً بالجينات، وأسلوب الحياة اليومية، وطبيعة البيئة التي يعيش فيها الفرد، لذلك لا يمكن لتنظيف الكبد أن يمنع الإصابة بالأمراض بشكلٍ مطلق.[٧]


هل يساعد تنظيف الكبد على فقدان الوزن بشكلٍ آمن؟

الجواب لا. تُباع العديد من المكمّلات الغذائية المزعومة بقدرتها على تنظيف وإزالة سموم الكبد بالإضافة إلى التخلّص من الوزن الزائد، لكن على الرغم من ذلك فإنه لا يوجد أي أدلّة تدعم هذه الادعاءات، بل على العكس فإن بعض المكمّلات الغذائية قد تسبب خطرًا على صحة الكبد لذلك فمن الضّروري استخدامها بشكل حذر وتحت إشراف الطبيب.[٥]


نصائح للمحافظة على صحة الكبد

نظرًا لكون تنظيف الكبد ليس بأمرٍ فعّال، ويحمل عددًا من المخاطر على الكبد بدلاً من تعزيز صحته، فإن الطّرق الأكثر أمانًا للحفاظ على صحّة الكبد تتمثّل بما يلي:

  • غسل اليدين قبل تناول الطعام،[٩] وعدم مشاركة الأغراض الشخصية.[١٠]
  • الحرص على غسل الخضار والفاكهة بشكلٍ جيد للتخلّص من بقايا المبيدات الحشرية: فقد يؤدي التعرض للمبيدات الحشرية والسموم الأخرى إلى التسبب بتلف الكبد.[٥]
  • شرب كمياتٍ وفيرة من الماء: ويُقدَّر ذلك بمعدل 8 إلى 10 أكواب يوميًا.[١]
  • الامتناع عن استهلاك الكحول: إذ إن شرب الكحول يعيق وظائف الكبد، لذلك يُنصَح دومًا بالامتناع عن استهلاك الكحول.[١]
  • تجنب التعرّض للسموم: إذ إن السموم قد تُضرّ بخلايا الكبد، لذلك يجب الحدّ من التلامس المباشر مع المنظفات والمبيدات الحشرية، والمواد الكيميائية، ولبس القفازات وأقنعة الوجه، والحرص على تهوية المكان بشكلٍ جيد خلال استخدامها.[١١][١٠]
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم: تساعد التّمارين الرياضية على حرق السّعرات الحرارية الزائدة، مما يقلل من خطر الإصابة بمجموعة الأمراض؛ مثل مرض السكري، والبدانة، وارتفاع ضغط الدم، إذ ترتبط هذه الأمراض مع الإصابة بمرض الكبد الدهني، والذي قد يتطوّر إلى حالة تليّف الكبد.[١]
  • السيطرة على الضغوطات النفسية والتوتر: يُنصَح بالسّيطرة على التوتر والضغط النفسي عبر ممارسة تمارين اليوغا، وذلك من أجل السيطرة على مستوى هرمون الكورتيزول، والذي بدوره يقلل من الإجهاد على الكبد، فضلاً عن أنه يمكن تلقّي المشورة الطبية لتحقيق نتائج أفضل.[١]
  • تجنّب زيادة الوزن، وفقدان الزائد منه: إذ يتمثّل الوزن الطبيعي بمؤشر كتلة جسم يتراوح من 18-25، من أجل تقليل خطر الإصابة بأمراض الكبد؛ وأحدها الكبد الدهني غير الكحولي.[٥]
  • تجنب استخدام الإبر الملوّثة: يجب القيام بالفحوصات الطبية بعد أيّ اختراقٍ أو وخزٍ للجلد بأدواتٍ حادة أو إبر.[١٠]
  • المتابعة مع الطبيب: في حال التعرّض أو تلامس الدماء مع الآخرين تحت أي سبب.[١٠]
  • إخبار الطبيب بجميع الأدوية أو المكمّلات الغذائية التي يتمّ تناولها: وذلك لأن بعض الأدوية معالجتها عن طريق الكبد مما قد يؤدي إلى إجهاده وتلف خلاياه مع مرور الوقت.[١٢]
  • القيام بالفحوصات الدورية والمتابعة مع الطبيب: وخاصة للأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي C، إذ يجب مراجعة الطبيب كل 3 - 6 أشهر.[١٢]
  • الحرص على أخذ المطاعيم: إذ يجب الحرص على أخذ مطاعيم كلٍ من التهاب الكبد الوبائي A والتهاب الكبد B، مع الحرص على ضرورة أخذها قبل السفر.
  • ممارسة الجماع الآمن: إذ إن ممارسة الجماع الآمن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، والتي من الممكن أن تؤثر على صحّة الكبد، بالإضافة إلى ضرورة إجراء الأزواج الفحوصات الدورية للتحقق من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا أم نفيها.[١١]
  • الامتناع عن السّلوكيات التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية: مثل تعاطي المخدرات، أو إجراء عمليات نقل الدم دون اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Anita Dhanorkar (1/4/2021), "How Do You Flush Out Your Liver?", medicinenet, Retrieved 10/4/2021. Edited.
  2. "Hepatoprotective effects of parsley, basil, and chicory aqueous extracts against dexamethasone-induced in experimental rats", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Do liver supplements work?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  4. "Honey prevents hepatic damage induced by obstruction of the common bile duct", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Detoxing Your Liver: Fact Versus Fiction", hopkinsmedicine, Retrieved 9/4/2021. Edited.
  6. Anita Dhanorkar (1/4/2021), "How Do You Flush Out Your Liver?", medicinenet, Retrieved 10/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Can a Detox or Cleanse Help Your Liver?", www.webmd.com, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  8. Zawn Villines (21/12/2017), "Do liver cleanses work? Evidence and risks", medicalnewstoday, Retrieved 9/4/2021. Edited.
  9. "health", hopkinsmedicine, Retrieved 10/4/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "13 Ways to a Healthy Liver", liverfoundation, Retrieved 10/4/2021. Edited.
  11. ^ أ ب Zawn Villines (21/12/2017), "Do liver cleanses work? Evidence and risks", medicalnewstoday, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  12. ^ أ ب Jennifer Warner (2/5/2018), "8 Ways to Protect Your Liver if You Have Hepatitis C", everydayhealth, Retrieved 10/4/2021. Edited.