تنتج جرثومة المعدة عند إصابة المعدة بالبكتيريا الحلزونية (H. pylori)، وعادةً ما تصيب الشخص أثناء مرحلة الطفولة دون أن تُسبّب ظهور أيّ أعراض على المُصاب، في حين قد تخترق الجرثومة الطبقة الواقية للمعدة ما يسبّب بدوره الإصابة بالقرح الهضمية بشكلٍ رئيسي والتهاب المعدة.[١]
إن بكتيريا المعدة الحلزونية قد تعيش داخل الجهاز الهضمي لدى ثلثي سُكان العالم دون أن تسبب أية أعراض لمعظمهم.
تشخيص جرثومة المعدة والفحوصات اللازمة
يتمّ اللجوء إلى أحد فحوصات تشخيص جرثومة المعدة في حال وجود أعراض أو في حال الإصابة الحالية أو السابقة بقرحة المعدة؛ حيث يبدأ الطبيب التشخيص بالسؤال عن التاريخ المرضي للشخص، والأعراض التي يُعاني منها، والأدوية المستخدمة. ثم يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي يشمل الضغط على البطن للبحث عن وجود أيّ انتفاخ أو الشعور بالألم.[٢][٣] وبناءً على ما سبق، قد يقوم الطبيب بطلب فحوصات جرثومة المعدة.
يرتبط استخدام بعض الأدوية بإلحاق الضرر ببطانة المعدة والإصابة بقرحة المعدة؛ مثل مضادّات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)؛ مثل الأسبرين (Aspirin)، والآيبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen)، وأدوية الكورتيزون.
قد يوصي الطبيب بالخضوع لفحوصات جرثومة المعدة دون وجود أية أعراض في حال وجود تاريخ مرضي لدى عائلة المريض للإصابة بسرطان المعدة.
فحص التنفس
يُعرف أيضاً بفحص الزفير باليوريا (Urea breath test) الذي يقوم على قياس مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون الخارج مع الزفير، وفيهِ يقوم مقدّم الرعاية الصحية بأخذ عينتين من نَفَس المريض؛ الأولى كعينةٍ مرجعيّة وذلك عن طريق التنفس داخل كيس مخصص لهذا الإجراء، بهدف تحديد مستوى الغاز الخارج أثناء الزفير بصورةٍ طبيعية، ومن ثمّ يتم إعطاء الشخص سائل يحتوي على مادة اليوريا والانتظار لمدّة 15 دقيقةً تقريباً ليتم بعد ذلك أخذ عينة النَفَسٍ الثانية، وقياس مستوى الغاز الخارج مع الزفير، ففي حال كان الشخص مُصابًا بجرثومة المعدة فإنّ البكتيريا سوف تقوم بتكسير اليوريا لإنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون. وعند مقارنة مستوى الغاز الناتج في العينة الأولى مع الثانية يكون من السهل تحديد وجود أي زيادة عن المستوى الطبيعي للغاز وهذا ما يكشف بدوره عن وجود البكتيريا في المعدة.[٤]
فحص البراز
ينطوي فحص البراز (Stool test) على أخذ عينة من البراز بهدف البحث عن وجود مستضدّات (Antigens) أو بروتينات خاصةٍ بجرثومة المعدة.[٥]
فحص الدّم
يتمّ أخذ عينة من الدّم بهدف البحث عن وجود أجسام مضادّة (Antibodies) أو بروتينات معيّنة ينتجها جهاز المناعة كاستجابة لإصابة الجسم بجرثومة المعدة. [٣][٦]
لا يعطي فحص الأجسام المضادة نتائج دقيقة؛ لأنّ الأجسام المضادّة قد تبقى موجودةً في الجسم لعدّة سنوات بعد الشفاء تماماً من جرثومة المعدة، فالنتيجةً الإيجابية قد تعني وجود إصابة حالية أو سابقة بجرثومة المعدة.
فحص التنظير العلوي
عند إجراء التنظير العلوي (Upper endoscopy) يقوم الطبيب بإدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا عن طريق الفم باتجاه المعدة والإثني عشر مروراً بالمريء؛ للكشف عن وجود تقرحات أو التهابات أو أيّ مضاعفات أخرى ناتجة عن الإصابة بجرثومة المعدة. ويقوم الطبيب بأخذ عينات من أنسجة بطانة المعدة فيما يُعرف باسم الخزعة (Biopsy)، إذْ يتمّ وضع عينة الخزعة على شريحة خاصة تحتوي على اليوريا، فإذا أظهرت النتائج تحطّم اليوريا بواسطة البكتيريا الحلزونية من خلال حدوث تغير في اللون حول العينة الموجودة على الشريحة، مما يؤكدّ الإصابة بجرثومة المعدة.[٥][٦]
من الجدير بالذّكر أنّه لا يُنصَح باللجوء للتنظير العلوي - بالرغم من دقتّه العالية في تشخيص جرثومة المعدة -؛ بسبب وجود فحوصات دقيقة أخرى أكثر بساطةً وراحةً للشخص؛ مثل اختبار البراز وفحص الزفير باليوريا.
القيام بفحص التنظير عادةً يتمّ عند عدم استجابة الشخص للعلاج الأولي للجرثومة الحلزونية، أو لتشخيص القرح الهضمية، أو لتحديد مدى شدّة التهاب المعدة، أو الإصابة بالسرطان وغيرها من الاضطرابات الهضمية الأخرى
متى يجب مراجعة الطبيب؟
تشمل الأعراض التي تتطلّب مراجعة الطبيب ما يأتي:[٢]
- الشعور بألم حارق في المعدة، خاصة عندما تكون المعدة فارغة خلال الفترة ما بين الوجبات أو في منتصف الليل، وقد يستمرّ هذا الألم لبضع دقائق أو ساعات.
- الانتفاخ.
- التجشؤ.
- عدم الشعور بالجوع.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- خسارة الوزن دون وجود سبب واضح لذلك.
فيما يجب على المُصاب مراجعة الطوارئ على الفور عند ظهور الأعراض التالية:[٥]
- ألم شديد أو مستمر في البطن.
- صعوبة في البلع.
- براز بلون أسود قاتم أو ملطخ بالدّم.
- قيء بلون أسود أو مصحوب بالدّم أو شبيه بالقهوة المطحونة.
ماذا بعد الفحص الإيجابي لجرثومة المعدة؟
يقوم الطبيب بوضع الخطة العلاجية المُناسبة وصرف الأدوية اللازمة للعلاج عند تأكيد الإصابة بجرثومة المعدة؛ وتشمل العلاجات الدوائية الأدوية المثبطة لمضخة البروتون والمضادّات الحيوية، بهدف وقف تشكّل المزيد من التقرحات والقضاء على البكتيريا.[٤]
المراجع
- ↑ "Helicobacter Pylori Infections", medlineplus.gov, 16-12-2019, Retrieved 4-3-2021. Edited.
- ^ أ ب "What Is H. pylori?", www.webmd.com, 7-12-2020, Retrieved 6-3-2021. Edited.
- ^ أ ب J Thomas Lamont (6-7-2020)، "Patient education: Helicobacter pylori infection and treatment (Beyond the Basics)"، www.uptodate.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-3-2021. Edited.
- ^ أ ب "Helicobacter pylori (H. pylori) Testing", labtestsonline.org, 11-3-2020, Retrieved 5-3-2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Helicobacter pylori (H. pylori) infection", www.mayoclinic.org, 8-4-2020, Retrieved 5-3-2021. Edited.
- ^ أ ب Charles Patrick Davis (24-1-2020)، "H. pylori Infection"، www.medicinenet.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-3-2021. Edited.