تُعرَف قرحة المعدة (بالإنجليزية: Gastric Ulcers - Stomach ulcers) بأنها التقرّحات المفتوحة التي تتشكّل في بطانة المعدة، والتي قد يكون أكثر أسبابها شيوعًا هو الإصابة بعدوى جرثومة المعدة، أو الإفراط في تناول بعض أنواع من المسكّنات، وعندما تتشكّل التقرحات في بطانة المعدة أو الاثني عشر، فعندئذٍ تُعرَف باسم القرحة الهضمية (بالإنجليزية: Peptic Ulcers).[١][٢]
كيفية تشخيص قرحة المعدة
يلجأ الطبيب المُعالِج إلى عدة طرق لتشخيص قرحة المعدة ومنها أخذ التاريخ الطبي للمريض، والفحص البدني، والتحاليل والاختبارات الخاصّة للكشف عن وجود قرحة المعدة والتعرّف على أسبابها، إذ إنه لا يمكن التأكد من وجود قرحة المعدة إلا من خلال النظر بشكلٍ مباشر إلى المعدة؛ وذلك إما عن طريق التنظير (بالإنجليزية: Endoscopy) أو من خلال تصوير الأشعّة السّينية (بالإنجليزية: X-ray)،[٣] ونوضّح ذلك بالتّفصيل على النحو التالي:
التاريخ الطبي أو السّيرة المرضية للمُصاب
يقوم الطبيب في البداية بطرح بعض الأسئلة على المُصاب والمتعلّقة بتاريخه الطبي، الأعراض التي يشكو منها، وأيّ أدويةٍ يتناولها سواءً كانت بوصفة أو من دون وصفةٍ طبية، وذلك من أجل تشخيص الإصابة بالشّكل الصّحيح، ويجدر التّنويه على ضرورة ذكر تناول بعض الأدوية دونًا عن غيرها بشكلٍ خاصّ، ومن الأمثلة عليها:[٤]
- الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin).
- الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
- نابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
الفحص البدني
يقوم الطبيب المُشرِف بتحسس البطن والسؤال عن إذا ما كان المُصاب يعاني من أيّ ألمٍ أو انتفاخٍ في تلك المنطقة، كما يمكن استخدام سماعة الطبيب (بالإنجليزية: Stethoscope) من أجل الاستماع إلى أيّة أصواتٍ قد تصدرها المعدة.[٥]
التحاليل المخبرية لجرثومة المعدة
قد يُشير الطبيب إلى أهمية عمل تحاليل مخبرية للكشف عن إذا ما كانت جرثومة المعدة (بكتيريا الملوية البوابية) موجودةً في الجسم أم لا، ويمكن الكشف عنها من خلال التحاليل التالية:
- فحص التنفس: (بالإنجليزية: Breath Test) ويعتبر الفحص الأكثر دقة، الذي يتمّ إجراؤه بتقديم الشراب أو الطعام المحتوي على مادة الكربون المشع للمُصاب حتى يتناوله، ثمّ يقوم بالزّفير داخل كيسٍ مُحكَم الإغلاق، وإن كان الشخص مُصابًا بجرثومة المعدة سيحتوي الكيس على غاز ثاني أكسيد الكربون، فقد قامت جرثومة المعدة بتحليل الكربون المشعّ داخل المعدة إلى ثاني أكسيد الكربون، وتمّ إطلاقه مع الزفير، ولا بدّ من إخبار الطبيب في حال تناول أدويةٍ مضادة للحموضة قبل عمل هذا الفحص، فتناول هذه الأدوية قبل إجراء فحص الزفير يعطي نتيجةً سلبيةً خاطئة.[٦]
- تحليل عينةٍ من الدم: إذ يتمّ البحث عن الأجسام المضادة لبكتيريا الملوية البوابية في عينة الدم عند الاشتباه بحالة العدوى.[٧]
- تحليل عينة من البراز: يُجرَى هذا التحليل للبالغين والأطفال الأكبر من 3 سنوات، على عينة من البراز بحثًا عن مولدات الضد للبكتيريا الملوية البوابية.[٦]
التنظير
يستخدم الطبيب للقيام بالتّنظير أنبوبًا طويلاً ورفيعًا ومرنًا مزوّدًا بكاميرا في نهايته ويُشار إليه باسم المنظار، وذلك من أجل تنظير (بالإنجليزية: Endoscopy) أو فحص الجزء العلوي للجهاز الهضمي، بدايةً من الحنجرة ومروراً بالمريء وثم المعدة ووصولاً إلى الأمعاء الدقيقة، وخلال ذلك يبحث الطبيب عن أي تقرّحات مفتوحة أو التهابٍ في بطانة المعدة، وعند إيجاده لها فإنه يقوم بأخذ عينة أو خزعةٍ (بالإنجليزية: Biopsy) منها لفحصها في المختبر.[٨]
الفحص المعوي
يُطلَق عليه أيضًا باسم تحليل ابتلاع الباريوم أو فحص السلسلة المعدية العلوية (بالإنجليزية: Upper GI series)، وفيه يتم تناول سائل حليبي يسمّى الباريوم (بالإنجليزية: Barium)، من ثمّ يتمّ إجراء تصويرٍ للجهاز الهضمي العلوي بالأشعّة السّينية، إذ يغلّف هذا السائل الجهاز الهضمي ويجعل من أمر ملاحظة وكشف قرحة المعدة أكثر وضوحًا.[٥]
التصوير المقطعي المحوسب
يستخدم الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب أو المعروف أيضًا باسم التصوير الطّبقي المحوري (بالإنجليزية: Computerized tomography scan) مزيجًا من الأشعّة السينية والتّكنولوجيا المحوسبة من أجل إخراج صورٍ للجهاز الهضمي، ويتم فيه إعطاء المُصاب سائلاً لشربه، أو يتمّ حقنه بمادةٍ ملونة أو المعروفة بمادة التباين (بالإنجليزية: Contrast Medium)، ثم يستلقي الشخص على طاولة تنزلق في ما يشبه النفق الذي يتم فيه أخذ التقاط صور الأشعّة السّينية، ولا يحتاج الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب إلى أيّ تخدير.[٣]
أعراض قرحة المعدة
على الرّغم من أن بعض حالات قرح المعدة لا تسبب الألم أو أيّ أعراضٍ ملحوظة، إلا أنّ الألم الحارق في منطقة المعدة بحيث يتحرّك من منتصف البطن إلى الرقبة أو باتجاه أسفل سرّة البطن أو نحو الظهر، مع استمراره من بضع دقائق وحتى ساعاتٍ عديدة بعد تناول الطعام، والذي يزداد سوءًا مع مرور الوقت هو العَرَض الأكثر شيوعًا لقرحة المعدة، بالإضافة إلى مواجهة أعراضٍ أخرى هي:[٧][١]
- عسر الهضم.
- فقدان الشّهية.
- الإحساس بالتوعك والمرض.
- فقدان الوزن.
- التجشؤ، والانتفاخ بعد تناول الأطعمة الدهنية.
- الغثيان.
- الشّعور بالامتلاء بعد تناول كمياتٍ قليلة من الطعام.
دواعي مراجعة الطبيب
تستدعي بعض الحالات مراجعة الطبيب، وهي:[٧]
- تقيؤ الدم، والذي يكون بلونٍ أحمر فاتح، أو قد يكون بلونٍ بني غامق شبيهٌ بالقهوة المطحونة.
- البراز داكن اللون الذي يشبه مادة القطران.
- ألم حادّ ومفاجئ في البطن، يزداد سوءًا مع مرور الوقت.
أطعمة مفيدة لقرحة المعدة
على الرغم من أنّ الطعام لا يسبب قرحة المعدة بشكلٍ عام، إلا أن بعض الأطعمة قد تزيد من حدة الألم، بينما بعضها الآخر قد يساعد على تخفيف حدّة الأعراض، ومن هذه الأطعمة:[٩]
- الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك: (بالإنجليزية: Probiotics)؛ وذلك بسبب احتوائها على البكتيريا النافعة التي تقاوم جرثومة المعدة.
- الأطعمة الغنية بالألياف: (بالإنجليزية: Fiber-Rich Foods)؛ تعمل الألياف الموجودة في هذه الأطعمة على تقليل كمية الحمض المُفرَز في المعدة مع تخفيف حدّة أعراض الألم والانتفاخ، كما أن اتباع نمط غذائي غني بالألياف قد يساعد على منع حدوث قرحة المعدة.
- البطاطا الحلوة: وذلك بسبب احتوائها على فيتامين (أ)، والذي تكمن أهميته في منع حدوث القرحة وتقليص حجمها في حال وجودها.
- الفلفل الحلو الأحمر: وذلك بسبب غناها بفيتامين (ج)، والذي يحمي من حدوث قرحة المعدة، إذ يلعب فيتامين (ج) دورًا هامًا في شفاء الجروح.
أطعمة ومشروبات ضارّة لقرحة المعدة
هنالك بعض الأطعمة والمشروبات التي تزيد من حدّة أعراض قرحة المعدة، لذلك يُنصَح مرضى قرحة المعدة بتجنّبها قدر الإمكان، ومنها:[١٠]
- الكافيين: مثل الشاي والقهوة.
- الحليب: فالحليب يمكن أن يزيد من كمية حمض المعدة المُفرَز.
- بعض أنواع اللحوم: إذ يُفضّل تجنّب اللحوم المليئة بالتوابل، أو اللحوم والبروتينات المقلية، أو النقانق.
- الأطعمة المالحة: فالأطعمة المالحة تحفّز نمو جرثومة المعدة.
- الشوكولاتة.
- الأطعمة الغنية بالدهون.
- الأطعمة الحارة.
المراجع
- ^ أ ب "Stomach Ulcer", patient.info, Retrieved 18/5/2021. Edited.
- ↑ "Stomach ulcer", www.nhsinform.scot, Retrieved 18/5/2021. Edited.
- ^ أ ب do doctors diagnose a,or an X-ray test "Diagnosis of Peptic Ulcers (Stomach Ulcers)", National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases, Retrieved 8/4/2021. Edited.
- ↑ "Diagnosis of Peptic Ulcers (Stomach Ulcers)", www.niddk.nih.gov, Retrieved 18/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "How Are Peptic Ulcers Diagnosed and Treated?", webmd, 15/9/2019, Retrieved 8/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "Helicobacter pylori (H. pylori) infection", mayoclinic, 8/4/2020, Retrieved 8/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Stomach ulcer", www.nhs.uk, Retrieved 18/5/2021. Edited.
- ↑ "Peptic ulcer", mayoclinic, 6/8/2020, Retrieved 8/4/2021. Edited.
- ↑ "Best and Worst Foods for Stomach Ulcers", webmd, 2/11/2020, Retrieved 9/4/2021. Edited.
- ↑ Sharon Gillson (28/1/2020), "What to Eat When You Have an Ulcer", verywellhealth, Retrieved 9/4/2021. Edited.