طرق تشخيص أمراض الجهاز الهضمي

يتم تشخيص أمراض الجهاز الهضمي بناء على الأعراض التي يعاني منها المريض، حيث يبدأ الطبيب بإجراء الفحص البدني السريري ومن ثم يلجأ إلى بعض الفحوصات التالية بهدف الوصول إلى التشخيص الدقيق المناسب لحالة المريض: [١]

  • فحوصات الدم: وهي الخطوة الأولى التي توجه الطبيب لإجراء مزيد من الفحوصات؛ حيث تستخدم للتحقق من وجود الأجسام المضاد والعلامات الالتهابية الخاصة بالإصابة ببعض الأمراض.
  • فحوصات تحليل البراز: من الفحوصات الأولية، حيث تكشف عن وجود أي خلل فيه وخصوصاً إذا كان المريض يعاني من الإسهال أو وجود دم في البراز.
  • الفحوصات التصويرية: التي تستخدم لرؤية جميع الأعضاء الداخلية للجهاز الهضمي، وتستخدم بشكل شائع في تشخيص أمراض الزائدة وانسداد الأمعاء، والأمراض المتعلقة بالأعضاء التابعة للجهاز الهضمي مثل الكبد والمرارة والبنكرياس
  • فحوصات التنظير: التي تهدف لرؤية تجويف القناة الهضمية من الداخل، ويتم أخذ خزعة عند الحاجة.


فحوصات الدم

تساعد فحوصات الدم على التحقق من مستويات بعض المواد في الدم، الأمر الذي يساعد على تشخيص بعض الأمراض، نذكر منها:[٢]

  • مرض حساسيّة القمح، أو غيرها من أنواع الحساسية ضد الطعام: ففي مثل هذه الحالات ترتفع مستويات أجسام مضادة معينة داخل الدم.
  • أمراض الأمعاء الالتهابية: وتتضمن هذه: داء كرون، والتهاب القولون التقرحي، إذ قد يشير ارتفاع مستويات كريات الدم البيضاء ومعاملات الالتهاب داخل الدم إلى وجود التهاب في الجسم.
  • قرحة المعدة: إذ قد تكشف فحوصات الأجسام المضادة في الدم عن الإصابة بعدوى البكتيريا الحلزونية.



معلومة: يعتبر فحص التنفس باليوريا هو الفحص الأدق لتشخيص البكتيريا الحلزونية.


  • سرطان المعدة: عن طريق فحص معاملات خاصة بالأورام.
  • فحوصات وظائف الكبد والبنكرياس والقنوات الصفراوية: مثل أنزيمات الكبد والبنكرياس والبيليروبين.


فحوصات البراز

تساعد فحوصات البراز على تشخيص الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي، مثل: الأورام، وأمراض الأمعاء الالتهابية، بالإضافة إلى البواسير، والشق الشرجي، والعدوى، ومن هذه الفحوصات ما يلي:[٣]

  • اختبار الدم الخفيّ في البراز: (Fecal Occult Blood test, FOBT) والذي يُجرى للتحقق من وجود الدم في البراز.
  • فحص مخبري لتحليل وزراعة البراز: (Stool analysis and cultures): يساعد هذا الفحص على التحقق من وجود أي عدوى في الجهاز الهضمي كالبكتيريا والطفيليات، وأي خلايا أو مركبات غير طبيعية في البراز مثل المخاط أو خلايا دم بيضاء وغيرها.[٤]
  • اختبار الحمض النوويّ للبراز: (Stool DNA test) يساعد هذا الفحص على التحقق من وجود أية أورام في القولون أو المستقيم، إذ يساعد الفحص على الكشف عن أي كميات صغيرة من الحمض النووي (DNA) داخل البراز.[٣]


الفحوصات التصويرية

تتضمن الفحوصات التصويرية المساعدة على تشخيص الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي الفحوصات الآتية:

  • السونار (Abdominal Ultrasound): حيث تعمل على إنتاج صور للأعضاء داخل الجسم باستخدام الموجات الصوتية عالية التردد، بحيث توفر معلومات تساعد على التشخيص والعلاج، فيمكن من خلالها مثلًا تشخيص الإصابة بأمراض المرارة.



معلومة: يُعرَف السونار بتصوير الموجات فوق الصوتية، أو تخطيط صدى الصوت.


  • التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يعمل هذا الفحص على إنتاج صور عديدة مفصلة من زوايا مختلفة للجزء المراد تصويره باستخدام الأشعة السينيّة، فيعطي مجموعة من الشرائح المقطعية للمنطقة المراد تصويرها.[٥]
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُنتج هذا الفحص صورًا واضحة ومُفصلَّة للجسم باستخدام المجال المغناطيسي وموجات الراديو.[٥][١]



تحذير: لا يمكن للأشخاص الذين يمتلكون أجهزة تنظيم ضربات القلب، أو غيرها من الأجهزة المعدنية المزروعة داخل الجسم إجراء فحوصات الرنين المغناطيسي.


  • الأشعة السينية أو التصوير الشعاعي (X-ray) باستخدام الباريوم: [٥] والباريوم هو مسحوق يتم خلطه بالماء ليتم بلعه أو إدخاله إلى الجهاز الهضمي عبر الحقنة الشرجية،[٦] فيملأ أعضاء الجهاز الهضمي ويبطنها من الداخل لتصبح أكثر وضوحًا عند التصوير بالأشعة السينية، ويمكن تقسيم هذا التصوير إلى نوعين، هما:[٥]
  • التصوير الشعاعي العلوي: يركِّز هذا الفحص على تصوير المريء والمعدة والاثني عشر؛ وقد يكشف عن وجود أورام، أو دوالي في المريء، أو تقرحات، أو فتق في الحجاب الحاجز، أو تضيُّق أو انسداد هذه الأعضاء.
  • التصوير الشعاعي السفلي: يساعد هذا الفحص على تشخيص مُسبِّب بعض الأعراض كالألم، أو الإمساك، أو الدم في البراز، فيساعد على الكشف عن أية تضيقات أو انسدادات داخل المستقيم، أو الأمعاء الغليظة، أو الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة، وفي الحقيقة قد يغني أحيانًا عن إجراء فحوصات تشخيصية أخرى مثل: تنظير القولون.[٧][١]
  • تصوير الأوعية الدموية بالتصوير المقطعي المحوسب (CT Angiography): وتُستخدم هذه الطريقة لتصوير الأوعية الدموية والأنسجة في منطقة البطن بحيث تجمع بين التصوير المقطعي المحوسب وحقن صبغة طبية خاصة.[٥]
  • تصوير الأقنية الصفراويّة بالرّنين المغناطيسي (MRCP): وهو اختبار ينطوي على استخدام الرنين المغناطيسي بعد حقن صبغة في أوردة المريض للمساعدة على إظهار البنكرياس، والمرارة، والقنوات البنكرياسية، والقنوات الصفراوية.[٨]
  • دراسة حركة الفم والبلعوم (Oropharyngeal motility study): يُعطى المريض كميات صغيرة من سائل يحتوي على الباريوم ليشربها، ثم يكون هذا متبوعًا بسلسلة من الأشعة السينية لمراقبة وتقييم ما يحدث في الفم والبلعوم بعد ابتلاع الباريوم.[١]
  • التصوير النووي: وهو التصوير الذي يُستخدَم فيه مواد مشعة؛ ليتم تناولها أو شربها كجزء من وجبة طعام، أو بعد حقنها في الوريد، ومن ثم يتم تتبع حركتها باستخدام أجهزة تصوير خاصة، ومن الأمثلة على هذه الفحوصات: مسح إفراغ المعدة (Gastric emptying scan, GES) وفيه تُؤخَذ عدة صور لمنطقة البطن لدى المريض على أوقات مختلفة بعد تناوله الطعام، لتحديد كمية الطعام التي تم إفراغها من المعدة، والوقت الذي استغرقه ذلك. وتُجرَى هذه الفحوصات في قسم الطب النووي في المستشفى [٩][١٠]
  • وجبة لحم البقر بالباريوم (Barium beefsteak meal): وفيه يتناول الشخص وجبة طعام تحتوي على الباريوم، فيسمح هذا الفحص للطبيب بمشاهدة المعدة وهي تهضم الطعام، وحساب الوقت الذي يستغرقه الهضم وخروج الطعام من المعدة، ويعطي فكرة عن كفاءة عمل المعدة، أو وجود أي مشاكل في إفراغ المعدة قد لا تظهر عند تناول سائل الباريوم فقط، كما في التصوير الشعاعي العلوي المذكور سابقًا.[١]
  • دراسة عبور القولون والمستقيم (Colorectal Transit Study): يُجرى هذا الفحص بابتلاع المريض لكبسولات تحتوي على مواد صغيرة يمكن الكشف عنها باستخدام التصوير بالأشعة السينية، ويراقب الطبيب حركة هذه المواد عبر القولون عن طريق أخذ عدة صور بعد 3-7 أيام من ابتلاع الكبسولة، وخلال هذه الفترة على المريض اتباع نظام غذائي عالي الألياف، وتكمن أهمية هذا الفحص في بيان كيفية تحرك الطعام عبر القولون.[١١]
  • تقنية التصوير الإشعاعي التبرزي (Defecography): يُستخدم هذا الاختبار لتقييم اضطرابات الأمعاء السفلى التي لا تكون ظاهرة بالاختبارات الأخرى بما فيها تنظير القولون، وتساعد على إظهار المستقيم وقناة الشرج أثناء التبرّز باستخدام الأشعة السينيّة.[١٢]


فحوصات التنظير

يتضمن هذا إدخال أنبوب يحمل كاميرا صغيرة عبر المريء أو المستقيم لرؤية ما في داخل الجهاز الهضمي، ويمكن بيان هذه الفحوصات على النحو الآتي:

  • تنظير الجهاز الهضمي العلوي: يستخدم للاطلاع على الأغشية المبطِّنة للجهاز الهضمي العلوي؛ وهي المريء والمعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، فيساعد على تشخيص العديد من الأمراض مثل: الارتداد المريئي، والالتهابات، والأورام، والتضيقات، والانسدادات، وغيرها العديد، كما يمكن للطبيب أخذ خزعة أثناء إجراء الفحص.[١٣]
  • تنظير القولون السفلي (Colonoscopy): يتم عن طريق إدخال منظار عبر المستقيم على التحقق من وجود أي اضطرابات في الأمعاء، كما يمكن للطبيب أخذ خزعة أثناء إجراء هذا الفحص، فيساعد هذا على تحديد سبب الإصابة بالنزيف، أو الإسهال أو الإمساك المزمن، أو ألم البطن.[١٤]
  • التنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP): هو من الفحوصات التي تسمح برؤية قنوات البنكرياس والقنوات الصفراوية الحاملة للعصارة من الكبد والبنكرياس إلى الأمعاء، وذلك للكشف عن وجود أي مشاكل فيها.[١٥]
  • التنظير السيني المرن (Flexible sigmoidoscopy): يساعد هذا الفحص على تقييم منطقة الجزء السفلي من الأمعاء الغليظة، فيتمكن الطبيب من الرؤية داخل المستقيم، والقولون السيني، وجزء كبير من القولون النازل، ولكن لا يتمكن الطبيب فيه من رؤية كامل الأمعاء الغليظة، ويمكن أخذ خزعات من هذه المناطق عند إجرائه.[١٦]
  • تنظير الكبسولة (Capsule endoscopy): تنطوي هذه الطريقة على ابتلاع كبسولة تحتوي على آلة تصوير لإعطاء صورًا لداخل المريء، والمعدة، والأمعاء الدقيقة؛ لرؤية داخل الأمعاء الدقيقة حيث لا يمكن رؤية كامل الأمعاء باستخدام التنظير.[١٧]


اختبار تنفس اللاكتلوز

يُستخدَم اختبار تنفس اللاكتولوز (Lactulose breath tests) للتحقق من فرط النمو البكتيري داخل الأمعاء الدقيقة، ويكون بإعطاء المريض محلول من السكر غير قابل للامتصاص، ثمّ قياس مستوى غاز الهيدروجين وغاز الميثان في الهواء الذي يخرجه المريض، إذ تقوم البكتيريا داخل الأمعاء الدقيقة بتخمير السكر وإنتاج الغازات، وبالتالي يشير ارتفاع مستوى الغازات على فرط النمو البكتيري المعوي.[١٨]


قياسات الضغط

تقوم قياسات الضغط (Manometry) بقياس مستوى الضغط داخل أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمي، فتساعد على تحديد ما إذا كانت انقباضات الجهاز الهضمي طبيعية وتحديد كفاءة عمل الأعضاء والصمامات في مواقعها المختلفة،[١٩] ومن ذلك:

  • قياس الضغط الشرجي: (Anorectal manometry) يُجرى هذا الفحص للمرضى الذين يُعانون من سلسل البراز، والإمساك، وداء هيرشسبرونغ لدى الأطفال.[٢٠][٢١]



مرض هيرشسبرونغ (Hirschsprung's Disease): هو عيب خلقي تكون فيه الخلايا العصبية مفقودة في نهاية الأمعاء لدى الطفل، ممّا يؤدي إلى مشاكل في حركة البراز داخل الأمعاء، الأمر الذي قد يُسبِّب انسدادها.


  • اختبار قياس ضغط المريء: (Esophageal Manometry).[٢٢]
  • اختبار قياس ضغط المعدة والإثني عشر: (Gastroduodenal manometry).[٢٣]


مراقبة الرقم الهيدروجيني للمريء (Esophageal pH monitoring)

يُستخدَم هذا الفحص للكشف عن عدد مرات دخول أحماض المعدة إلى المريء، ومعرفة مدة بقاء هذه الأحماض داخل المريء، فيساعد على تشخيص العديد من الأمراض كالارتداد المعدي المريئي، والحرقة، وصعوبة البلع، وغيرها.[٢٤]



من الطبيعي انتقال الطعام من المريء إلى المعدة، وعدم انتقال أي شيء بالاتجاه المعاكس.




المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Digestive Diagnostic Procedures"، hopkinsmedicine، اطّلع عليه بتاريخ 5/3/2021. Edited.
  2. ↑ tests can show levels,stomach cancer and food allergies. "Blood tests for digestive issues", ukhealthcare, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Stool Test Options", verywellhealth, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  4. ↑ "Stool Tests", choc, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Imaging Tests for Digestive Diseases", webmd, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  6. ↑ "Barium tests", betterhealth, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  7. ↑ "X-ray (Radiography) - Lower GI Tract", radiologyinfo, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  8. ↑ "Magnetic Resonance Cholangiopancreatography", stanfordhealthcare, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  9. ↑ "What Is a Gastric Emptying Scan?", verywellhealth, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  10. ↑ Jonathan Gotfried (6/2019), "Nuclear Scans of the Digestive Tract", MSD MANUAL Consumer Version. Edited.
  11. ↑ "Colorectal Transit Study", stanfordhealthcare, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  12. ↑ "Patient Information on Defecography ", motilitysociety, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  13. ↑ "Upper GI Endoscopy", niddk, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  14. ↑ "What to expect before, during, and after a colonoscopy", medicalnewstoday, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  15. ↑ "ERCP (ENDOSCOPIC RETROGRADE CHOLANGIO-PANCREATOGRAPHY) PATIENT INFORMATION FROM SAGES", sages, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  16. ↑ "Flexible sigmoidoscopy", mayoclinic, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  17. ↑ "Capsule Endoscopy (Wireless Capsule Endoscopy)", medicinenet, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  18. ↑ can be diagnosed by the lactulose breath,resulting from fermentation of the sugar by bacteria. "Lactulose Breath Test", gidoctor, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  19. ↑ Jonathan Gotfried (6/2019), "Manometry", MSD MANUAL Consumer Version, Retrieved 22/3/2021. Edited.
  20. ↑ "Anorectal Manometry", Cleveland Clinic Centennial, 12/4/2019, Retrieved 22/3/2021. Edited.
  21. ↑ "Hirschsprung Disease", niddk, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  22. ↑ "Esophageal Manometry Test", clevelandclinic, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  23. ↑ manometry is a test of the pressure,with X-ray, and the endoscope is then removed. "Gastroduodenal Manometry", hoag, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  24. ↑ "Esophageal pH monitoring", MedlinePlus Trusted Health Information for You, 25/10/2018, Retrieved 28/3/2021. Edited.