الإقفار المعوي: ما هو؟

يحدث الإقفار المعوي أو الاحتشاء عندما يتباطأ تدفق التروية الدموية المتّجهة نحو الأمعاء، بسبب انسدادٍ في أحد الشرايين الواصلة إليها، وقد تؤثر حالة الإقفار المعوي إمّا على الأمعاء الدقيقة، أو الأمعاء الغليظة، أو كليهما، ويعتبر الإقفار المعوي حالةٌ خطيرة تتسبب بالألم، وتجعل عمل الأمعاء أمرًا صعبًا، فقد يؤدي توقف تدفق الدم بالكامل عن الأمعاء إلى تلف أنسجتها، وقد يكون مهددًا للحياة، وعلى الرغم من ذلك تتوافر علاجاتٌ عديدة لهذه الحالة، إلا أنه من الضّروري الحصول على تشخيصٍ مبكّر للأعراض التي تظهر، بهدف الحصول على مساعدةٍ فورية، وتحسين فرص الشفاء.[١]

ما هي أعراض الإقفار المعوي؟

قد تظهر أعراض وعلامات الإقفار المعوي بشكلٍ مفاجئٍ ويطلق عليها اسم الإقفار الحاد، أو قد تطور بشكلٍ تدريجي وتسمى بالإقفار المزمن، وتختلف أعراض كل منهما، كما تختلف من شخصٍ لآخر، ويمكن تفصيلها كما يلي:


أعراض الإقفار المعوي الحاد

تتطوّر أعراض الإقفار المعوي الحادّ بشكلٍ مفاجئ، والتي يمكن بيانها على النحو التالي:[٢]

  • ألم شديد في البطن، يتركّز في منطقةٍ واحدة منه.
  • الإحساس بالغثيان، أو التقيؤ، أو كلاهما.
  • وجود دمٍ في البراز.


أعراض الإقفار المعوي المزمن

تحدث أعراض الإقفار المعوي المزمن بشكل تدريجي، والتي يمكن بيانها على النحو التالي:[٢]

  • الإحساس بآلامٍ في البطن بعد تناول وجبات الطعام.
  • فقدان الوزن.
  • الخوف من الأكل، أو تغيّر في عادات الأكل بسبب الإحساس بالألم ما بعد تناول الطعام.
  • الغثيان أو التقيؤ، أو كلاهما.
  • الإمساك أو الإسهال.


أسباب الإقفار المعوي

يحدث الإقفار المعوي بشكلٍ رئيسي عندما يتباطأ أو يتوقف تدفق التروية الدموية بشكلٍ كامل عن الأمعاء، ولهذه الحالة من المُحتمَل وجود عدة أسباب، نبيّنها حسب الجزء المتأثر من الأمعاء أو طريقة الحدوث على النحو التالية:


إقفار القولون

يحدث إقفار القولون عندما يتناقص تدفق الدم نحو القولون، وما زال السبب في ذلك غير واضح حتى الآن، إلا أنه يوجد عدد من العوامل التي تجعل الشّخص معرضاً لخطر الإصابة بحالة إقفار القولون، وهي:

  • تضخّم الأمعاء بسبب تشكّل أنسجةٍ ورمية أو ندبية، والذي يتسبب بانسداد الأمعاء.
  • احتباس الأمعاء داخل الفتق، أو الإصابة بالانسداد المعوي.
  • تشكّل جلطة أو خثرة دموية في الشريان المغذّي للقولون.
  • اضطراباتٌ تؤثر في الدم؛ مثل فقر الدم المنجلي، أو الذئبة، أو التهاب الأوعية الدموية.
  • استخدام الأدوية الهرمونية، كحبوب منع الحمل.
  • استخدام أدوية الميثامفيتامين أو الكوكايين.
  • ممارسة الأنشطة الشاقّة، كالرّكض لمسافاتٍ طويلة.
  • تناول بعض أنواع الأدوية التي تُضيّق الأوعية الدموية، مثل الأدوية المُستخدمة في حالات الشّقيقة أو أمراض القلب.


إقفار الأمعاء الدقيقة الحاد

يحدث إقفار الأمعاء الدقيقة الحاد بشكل مفاجئ، ويؤثر هذا النوع على الأمعاء الدقيقة، ويكون ناتجًا عن أحد الأسباب التالية:

  • خروج جلطة أو خثرة دموية متشكّلة في القلب، وانتقالها عبر الأوعية الدموية، وصولاً إلى الشريان المساريقي، المسؤول عن إمداد الأمعاء بالدم والأكسجين، ويعدّ هذا السبب أحد أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بإقفار الأمعاء الحاد.
  • انسدادٌ في أحد شرايين الأمعاء الرئيسة، الأمر الذي يؤدي إلى تباطؤ تدفق الدم وربما توقفه التام في هذه الشرايين، وفي الغالب ما يكون ذلك ناجمٌ عن تراكم الرواسب الدهنية على الجدران الداخلية للشرايين.
  • انخفاض ضغط الدم، الذي ينجم عنه تباطؤ في تدفق الدم، وقد ينخفض ضغط الدم نتيجة التعرّض لصدماتٍ، أو ضربات، أو تناول بعض أنواع الأدوية، أو الإصابة بفشل كلوي مزمن.


إقفار الأمعاء الدقيقة المزمن

يحدث إقفار الأمعاء المزمن، أو الذي يُشار إليه باسم الذبحة المعوية، نتيجةً لتراكم الترسبات الدهنية على الجدار الداخلي للشريان المسؤول عن إمداد الأمعاء بالدم والأكسجين، ويتطوّر هذا الأمر بشكلٍ تدريجي، وعمومًا فإنه ليس بحاجةٍ إلى العلاج إلا عندما يصبح 2 أو 3 من الشرايين المغذّية للأمعاء متضيّقة، أو مسدودة بشكلٍ كامل.


إقفار بسبب احتباس الدم في الأمعاء

يمكن أن تتشكّل جلطة أو خثرة دموية في أحد الأوردة الناقلة للدم من الأمعاء، وذلك يؤدي إلى حدوث انسدادٍ فيها، فيعود الدم إلى الوراء نحو الأمعاء، مسببًا بذلك تورّمًا ونزيفًا فيها، وقد يحدث نتيجةً لأحد الأسباب التالية:

  • إصابةٌ مباشرة في البطن.
  • سرطانات الجهاز الهضمي.
  • الأمراض التي تصيب الأمعاء، مثل داء كرون، أو التهاب القولون التقرّحي، أو التهاب الرتج.
  • تناول بعض أنواع الأدوية التي تزيد من تخثّر الدم، مثل الإستروجين.
  • الأمراض التي تؤثر في تخثّر الدم، مثل أمراض تجلّط الدم الوراثية.
  • التهاب البنكرياس.
  • عدوى تحدث في البطن.


عوامل تزيد من خطر الإقفار المعوي

تشتمل العوامل المُحتمَل أنها تزيد من خطر الإقفار المعوي ما يلي:[٣]

  • التقدّم في العمر، إذ إن الإصابة بالإقفار المعوي أكثر شيوعًا عند كبار السن.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بأمراض القلب، بما فيها أمراض الشرايين التاجية، أو فشل القلب، أو أمراض صمام القلب، أو الرجفان الأذيني.
  • ارتفاع مستوى كوليسترول الدم، أو الدهون الثلاثية.
  • التدخين.
  • سهولة تجلّط الدم.
  • مرض الروماتيزم الذي يتسبب بالتهابٍ في الأوعية الدموية.
  • الفشل الكلوي.
  • تعاطي بعض أنواع الأدوية بشكلٍ غير قانوني، مثل الكوكايين.


تشخيص الإقفار المعوي

يعمد الطبيب في البداية إلى مراجعة السيرة المرضية للمُصاب، ومن ثم يقوم بإجراء عدد من الفحوصات والتحاليل نذكرها على النحو التالي:[٤]

  • تحاليل الدم: والتي يمكن من خلالها الاستدلال إلى وجود التهاباتٍ أو عدوى متسببة في حالة الإقفار المعوي.
  • التصوير بموجات دوبلر فوق الصّوتية للشرايين: والذي يساعد في التحقق من التروية الدموية للأمعاء، وتحديد وجود أيّ انسدادٍ في الشرايين المعوية.
  • التصوير الطبقي المحوري: يساعد في تحديد أيّة مشاكل في الشرايين، مثل تسلّخ الشريان الأبهري، والذي يؤثر على تدفق الدم إلى الأمعاء.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يوفّر رؤيةً واضحة لتدفق الدم في الشرايين المغذّية للأمعاء.
  • تنظير الجهاز الهضمي: يُدخِل الطبيب في هذه الحالة أنبوبًا مرنًا ومزوّدًا في نهايته بضوءٍ وكاميرا، تمكّنه من رؤية داخل الجهاز الهضمي، وفحص الأمعاء من الداخل.
  • تصوير الأوعية الدموية بالقسطرة: يمكّن هذا الفحص الأطباءَ من رؤية الشرايين بوضوح، وفضلاً عن كونه أحد الفحوصات التشخيصية، يُمكّن هذا الفحص الطبيب من القيام بالعلاج خلال إجرائه، فإذا تمّ العثور على جلطةٍ دموية، سيتمّ إزالتها.


علاج الإقفار المعوي

يهدف علاج الإقفار المعوي إلى فتح الانسداد في الأوعية الواصلة إلى الأمعاء، ويكون العلاج بحسب الحالة كما يلي:[٥]


علاج الإقفار المعوي الحاد

  • يُعطَى المريض مسكّناتٍ قويةٍ لتخفيف الألم الشديد.
  • حقن دواءٍ مذيب للجلطات في الوريد، والذي يتمّ إعطاؤه في حال تمّ العثور على جلطةٍ دموية خلال تصوير الأوعية الدموية.
  • التدخّل الجراحي، الذي يلجأ الطبيب إليه في حالة الاشتباه بوجود تلفٍ في الأمعاء، بحيث يتمّ إزالة الجلطة من الوعاء الدموي، واستعادة تدفق الدم بالشكل الطبيعي.


علاج الإقفار المعوي المزمن

  • قسطرة البالون: (بالإنجليزية: Balloon angioplasty)؛ تُجرَى في ذات الوقت الذي يتمّ فيه إجراء تصوير الأوعية الدموية، وذلك بهدف بدء العلاج في أسرع وقتٍ ممكن، إذ سيدخل الطبيب بالونًا صغيرًا داخل الوعاء الدموي المتضيّق، ثم يقوم بنفخه ليدفع اللويحات الدهنية المتراكمة والمتسببة بتضيق الوعاء الدموي، بعد ذلك سيدخل دعامةً شبكية لإبقاء الوعاء الدموي مفتوحًا.
  • جراحة المجازة: (بالإنجليزية: Bypass Surgery)؛ يقوم الطبيب بعمل مسارٍ آخر لتدفق الدم حول الجزء المسدود أو المتضيّق من الأوعية الدموية، وبذلك يمكن استعادة تدفق الدم الطبيعي نحو الأمعاء.

المراجع

  1. "Intestinal ischemia", www.nchmd.org, Retrieved 9/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Intestinal Ischemic Syndrome", my.clevelandclinic.org, Retrieved 9/4/2021. Edited.
  3. "Mesenteric Ischemia", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 9/4/2021. Edited.
  4. "Diagnosing Mesenteric Ischemia", nyulangone.org, Retrieved 9/4/2021. Edited.
  5. "Mesenteric Ischemia", vascular.org, Retrieved 9/4/2021. Edited.