إذا أظهرت نتائج فحص الدم ارتفاعًا في مستويات إنزيمات الكبد، فسيقوم الطبيب بالبحث عن الأسباب الكامنة التي تسببت في حدوث ذلك، ويمكن أن يُجري مزيدًا من الاختبارات إلى جانب سؤال الشخص عن نمط حياته وعاداته الغذائية، وعندما ترتفع مستويات إنزيمات الكبد إلى 80 فإنه يُعد ارتفاعًا معتدلًا.[١][٢]


الأسباب الكامنة وراء ارتفاع إنزيمات الكبد إلى 80

السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع إنزيمات الكبد الطّفيف أو المعتدل هو الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، والذي يمكن أن يؤثر في ما يصل إلى 30% من الأشخاص، وتشمل الأسباب الشائعة الأخرى كلًا من مرض الكبد الكحولي، وأمراض الكبد المرتبطة بالأدوية، والتهاب الكبد الفيروسي بما في ذلك التهاب الكبد "ب" و "ج"، وداء ترسّب الأصبغة الدموية،[٣] وفيما يلي توضيحًا مفصّلًا لهذه الأسباب وطرق العلاج الشائعة لكلٍ منها:


مرض الكبد الدهني غير الكحولي

كما أسلفنا الذكر يُعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي (Non-alcoholic Fatty Liver Disease - NAFLD) السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع إنزيمات الكبد؛ إذ تُشير الأبحاث إلى أن ما يُقارب من 25 - 51% من الأشخاص المصابين بارتفاع إنزيمات الكبد يعانون من هذه الحالة، ويحدث مرض الكبد الدهني نتيجةً لتراكم الدهون في الكبد، ومن الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الأيض (Metabolic Syndrome) هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي، وفي بعض الأحيان يمكن أن يُسبب مرض الكبد الدهني غير الكحولي التعب والألم في الجانب الأيمن من البطن، ولكنه غالبًا لا يسبب أي أعراض تُذكر، بالإضافة لذلك يُعد كلًا من السمنة، ومرض السكري، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا خاصةً الرجال من عوامل خطر الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي.[١][٤]



يُركز علاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي على فقدان الوزن، وقد ينصح الطبيب المصاب بإجراء تغييرات في نمط حياته لمساعدته على ذلك، ومن الأمثلة على هذه التغييرات، ممارسة الرياضة بكثرة، واتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن، ومحاولة حرق سعرات حرارية أكثر من استهلاكها.




متلازمة الأيض

تُعرّف متلازمة الأيض أو التمثيل الغذائي بأنّها مجموعة من الأعراض التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد يُجري الطبيب اختبار إنزيمات الكبد للأشخاص الذين يعانون من واحدٍ أو أكثر من هذه الأعراض:[١]

  • ارتفاع نسبة السكر في الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة الوزن.
  • ارتفاع الدهون.



تشمل علاجات متلازمة الأيض كلًا نت فقدان الوزن، وممارسة الرياضة بكثرة، واتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وإدارة مستويات السكر في الدم، وتقليل مستويات التوتر.




التهاب الكبد الفيروسي

عندما تتضرّر خلايا الكبد نتيجةً لعدوى فيروسية فإن الإنزيمات تتسرّب إلى مجرى الدم، وهذا يؤدي إلى ارتفاع مستويات إنزيم معين.[٥]



عادةً ما يتضمن علاج التهاب الكبد طويل الأمد الأدوية المضادة للفيروسات.




أمراض الكبد المرتبطة بالأدوية

يمكن أن تُسبب مجموعة متنوعة من الأدوية اضطرابًا في مستويات إنزيمات الكبد لدى بعض الأشخاص، وتشمل هذه الأدوية ما يأتي:[٦]

  • الباراسيتامول (Paracetamol).
  • بعض مسكنات الألم بما في ذلك ديكلوفيناك (Diclofenac)، ويُباع تجاريًا باسم فولتارين (Voltaren).
  • أدوية خفض الكوليسترول.
  • بعض المضادات الحيوية.
  • بعض أدوية السل.
  • بعض الأدوية المضادة للفطريات.
  • بعض الأدوية النفسية.
  • بعض أدوية النوبات التّشنجيّة.


أسباب أخرى

إضافةً للأسباب الشائعة السابقة، قد يحدث ارتفاعًا في إنزيمات الكبد نتيجةً للأسباب التالية:

  • مرض الكبد الكحولي: (Alcoholic Liver Disease)، يحدث ذلك نتيجة الإفراط في تناول الكحول الذي يضر الكبد، مما يؤدي إلى تراكم الدهون والالتهابات والتندب، كما يمكن أن يكون مرضًا قاتلًا، وتشمل أعراضه المُبكرة التعب، وألم في البطن، والقيء، والغثيان، والإسهال، وفقدان الشهية.[٧]
  • داء ترسّب الأصبغة الدموية: (Hemochromatosis)، يُعرف أيضًا بفرط الحديد؛ وهو حالة طبية يُخزّن فيها الجسم كميات كبيرة من الحديد، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجةً لأسباب وراثية، وعادةً ما يظهر في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر.[٨]
  • مرض الاضطرابات الهضمية: (Celiac Disease)، هو اضطراب في الجهاز الهضمي والمناعة الذاتية يمكن أن يُسبب تلفًا في الأمعاء الدقيقة.[٩]
  • المكملات العشبية ومكملات الفيتامينات: يشمل ذلك شاي السنفري، والحديد، وفيتامين أ (Vitamin A).[٨]
  • التهاب الكبد المناعي الذاتي: (Autoimmune Hepatitis).[٨]
  • اضطرابات غير مرتبطة بالكبد: يشمل ذلك اضطرابات الغدة الدرقية، وانّحلال الدم، واضطرابات العضلات.[٢]


هل يجب أن أقلق بشأن الارتفاع الطفيف في إنزيمات الكبد؟

لا داعٍ للقلق، إذ يمكن اكتشاف إنزيمات الكبد المرتفعة أثناء اختبار الدم الروتيني، وفي معظم الحالات ترتفع مستويات إنزيمات الكبد بشكلٍ طفيفٍ ومؤقت، كما أنها لا تُشير دائمًا إلى وجود مشكلة طبية مزمنة وخطيرة في الكبد.[١٠]


هل يمكن الوقاية من ارتفاع إنزيمات الكبد؟

في الحقيقة لا يمكن الوقاية من بعض الحالات الطبية التي تُسبب ارتفاع إنزيمات الكبد، ولكن قد يكون هناك خطوات يمكن اتخاذها للحفاظ على صحة الكبد، وفيما يلي بعضها:[٨]

  • تجنّب شرب الكحوليات أو شربها باعتدال.
  • تجنّب مشاركة الإبر أو الأشياء الملوثة بالدم.
  • اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • تلقي لُقاح التهاب الكبد "أ" و "ب".
  • التحكّم في سكر الدم للأشخاص المصابين بمرض السكري.
  • إخبار الطبيب عن الأدوية والأعشاب والمكملات الغذائية التي تُؤخذ عادةً.
  • المحافظة على وزن الجسم صحي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Lana Burgess (23/7/2019), "Elevated liver enzymes: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Mildly Elevated Liver Transaminase Levels: Causes and Evaluation", American Family Physician, 1/12/2017, Issue 96, Folder 11, Page 709-715. Edited.
  3. "Causes and Evaluation of Mildly Elevated Liver Transaminase Levels", Amercan Family Physician, 1/11/2011, Issue 84, Folder 9, Page 1003-1008. Edited.
  4. Colin Tidy (11/12/2017), "Non-alcoholic Fatty Liver Disease", patient, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  5. "The acute phase of hepatitis C", Hepatitis C Trust, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  6. Siamak N. Nabili (19/3/2020), "Liver Blood Tests Levels and Results", emedicinehealth, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  7. Adam Felman (6/2/2018), "What's to know about alcoholic liver disease?", medicalnewstoday, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Elevated Liver Enzymes", clevelandclinic, 28/6/2021, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  9. "Celiac Disease", clevelandclinic, 10/1/2020, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  10. "Elevated liver enzymes", mayoclinic, 5/3/2020, Retrieved 8/10/2021. Edited.