أعراض سرطان البنكرياس، ولماذا يصعب تشخيصه مبكرًا؟

أعراض سرطان البنكرياس

عادة ما يُصاب الشخص بسرطان البنكرياس دون ظهور أعراض واضحة عليه، ولكن تظهر الأعراض عند تقدُّم المرض وانتشاره إلى الأعضاء الأخرى خارج البنكرياس، وغالبًا ما تكون هذه الأعراض غير محددة؛ أي قد تتشابه الأعراض الناتجة عن سرطان البنكرياس مع الأعراض الناتجة عن الإصابة بغيره من الأمراض. كما تجدر الإشارة إلى أنّ أعراض سرطان البنكرياس تختلف باختلاف الجزء المُتأثر من البنكرياس، وغالبًا ما يكون الجزء المتأثر هو الجزء المسؤول عن إنتاج العصارة الهضمية والأنزيمات المساعدة على هضم الطعام عوضًا عن الجزء المسؤول عن إنتاج الهرمونات كالإنسولين.^[١][١] وفيما يلي نذكربعض الأعراض المرتبطة بسرطان البنكرياس:

^[٢]

اليرقان والأعراض المرافقة له

اليرقان هو اصفرار لون الجلد وبياض العينين؛ إذ تتسبب أورام البنكرياس بزيادة مستويات مادة البيليروبين (Bilirubin) في الدم، وهي مادة صفراء داكنة إلى بنية ينتجها الكبد. وعادة ما يكون اليرقان من أوائل العلامات التي تظهر عند الإصابة بسرطان البنكرياس،^[٣] وهو أكثر شيوعًا عند الإصابة بالسرطان في منطقة رأس البنكرياس؛ وذلك لأن هذا يتسبَّب بانسداد القناة الصفراوية المسؤولة عن نقل العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد وتحتوي على البيليروبين إلى الأمعاء الدقيقة،^[١][٤] فعند انسداد هذه القنوات تتسرب العصارة الصفراوية إلى الدم، وهذا يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض نذكر منها:^[١][٥]

• البول الداكن اللون، والبراز فاتح اللون؛ ففي هذه الحالة ستخرج العصارة الصفراوية من الجسم عبر البول، وليس عبر البراز.
• شحوب الجسم.
• البراز الدهني.
• حكة في الجلد.

آلام البطن أو الظهر

يعد الشعور بألم غير حاد في الجزء العلوي من البطن، أو الجزء الأوسط أو العلوي من الظهر أحد الأعراض الشائعة لسرطان البنكرياس، وأحيانًا قد يبدأ في المنطقة الوسطى من البطن ويمتد نحو الظهر، خاصةً في حال كان الورم في جسم البنكرياس أو ذيله، ممّا قد يُنشئ ضغطًا على العمود الفقري،^[٥] وقد يتفاقم الألم عند الاستلقاء أو تناول الطعام، إلا أنّه قد يتحسن عند الانحناء إلى الأمام،^[٦] وتجدر الإشارة إلى أنّ طبيعة الألم قد تختلف من مريض إلى آخر.^[٥]

فقدان الوزن وضعف الشهية   

يعد فقدان الوزن وضعف الشهية من الأعراض الأكثر شيوعًا عند الإصابة بسرطان البنكرياس،^[٧] خاصةً في حال كان الورم في الرأس من البنكرياس، وقد يصل فقدان الوزن المفاجئ إلى أكثر من 10% من وزن الجسم الإجمالي،^[١] وقد ينتج ذلك عن الشعور بامتلاء المعدة بسرعة، والغثيان، وعدم القدرة على تحمّل الأغذية الغنيّة بالدهون والبروتين، نتيجة لانخفاض كفاءة عمل البنكرياس في إنتاج الأنزيمات الهاضمة لمثل هذه الأطعمة.^[٨]

مشاكل الجهاز الهضمي

قد يبدأ الورم الناشئ عن سرطان البنكرياس بالضغط على الأعضاء المجاورة له كالمعدة، وأعضاء الجهاز الهضمي الأخرى، وهذا قد يُسبِّب ظهور بعض المشاكل في الجهاز الهضمي؛ وقد يكون ذلك ناتجًا عن العلاجات المُستخدمَة، أو سوء امتصاص العناصر الغذائية، أو قلة الإنزيمات المساعدة على الهضم التي ينتجها البنكرياس، وأحيانًا قد يدل ظهور هذه الأعراض على انسداد الأمعاء. ويمكن بيان هذه الأعراض كالآتي:^[٥][٨]

• الغثيان.
• التقيؤ.
• عسر الهضم.
• انتفاخ البطن.
• الإمساك المتكرر أو الإسهال.

التعب الشديد

رغم أنّ التعب الشديد قد يكون أحد العلامات الشائعة للعديد من الأمراض أحدها سرطان البنكرياس، لكن يجدر التنويه دائمًا إلى ضرورة عدم تجاهله ومراجعة الطبيب إن كان دون سبب واضح،^[٥] ولم يعرف الأطباء ما يسبِّب هذا التعب تمامًا، إلّا أنّه قد ينتج عن محاولة الجسم مكافحة السرطان، وقد يكون لقلة النوم الناتج عن الألم الشديد دور في ذلك، بالإضافة إلى ذلك قد تُسبِّب العديد من علاجات سرطان البنكرياس الشعور بالتعب.^[٩]

ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة

قد يُصاب مرضى سرطان البنكرياس بالحمى والقشعريرة من وقت لآخر نتيجة التهاب البنكرياس والإصابة باليرقان.^[١]

تضخم المرارة أو الكبد

عند إجراء الفحوصات الطبية قد يشعر الطبيب بوجود حافة الكبد أو المرارة تحت القفص الصدري الأيمن للمريض، وهذا قد يشير إلى تضخّم المرارة أو الكبد الذي قد يكون مرافقًا للإصابة بسرطان البنكرياس، وينتج هذا عن تسبُّب الورم بإغلاق القناة الصفراوية، فتتراكم العصارة الصفراوية في المرارة ويصبح حجمها أكبر.^[٧]

داء السكري

قد يتسبب سرطان البنكرياس بإتلاف الخلايا المسؤولة عن تصنيع هرمون الإنسولين داخل البنكرياس، فيُسبِّب ذلك ارتفاع نسبة السكر في الدم وبالتالي الإصابة بمرض السكري، ولكن في الحقيقة فإن هذا نادر الحدوث، ومن أعراض ذلك: الشعور بالعطش، والجوع، وكثرة التبول. ومن الجدير بالعلم أن سرطان البنكرياس قد يؤثّر في مستويات السكر في الدم بدرجات طفيفة في كثير من الأحيان، ولكن ليس لدرجة أن تظهر أعراض السكري، إلا أنّه من الممكن الكشف عن هذا الارتفاع من خلال اختبارات الدم.^[٧]

تجلطات الدم

تزداد احتمالية تشكل التجلطات عند الإصابة بسرطان البنكرياس الذي يلعب دورًا في إحداث تغييرات في الدم، وقد تكون الإصابة بالتجلطات دموية في أوردة الساق من أوائل الدلائل على الإصابة بسرطان البنكرياس، وغالبًا ما يُسبِّب ذلك ظهور بعض الأعراض مثل: الألم، والتورم، والاحمرار، وسخونة المنطقة المصابة، في حين قد لا يصاحبه أية أعراض أحيانًا.^[١٠][٩]

في الحقيقة تعد علامة تورسو (Trousseau’s sign) أحد الأعراض المرافقة لسرطان البنكرياس؛ وتعني تشكّل تجلطات دموية عشوائية، في الأوردة العميقة للذراعين والساقين، أو الوريد الذي ينقل الدم من الجهاز الهضمي للكبد، أو الأوردة السطحية.^[١١]

الاستسقاء البطني

الاستسقاء البطنيّ (Ascites) هو احتباس السوائل وتراكمها في البطن، فيزداد محيط البطن، وعلى الرغم من أنّ السبب الرئيسي لحدوث ذلك غير معروف بدقة إلى الآن، إلا أنّه قد ينتج عن انتشار السرطان إلى التجويف البطني والأوعية الليمفاوية.^[٨]

متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب مراجعة الطبيب فور الشعور بأية أعراض جديدة أو عند تفاقمها، وإجمالًا راجع الطبيب عند حدوث التالي:^[٦]

• خسارة الوزن على مدى آخر 6-12 شهر بشكل ملحوظ، دون وجود سبب، أو دون محاولة لذلك.
• ازدياد الأعراض المذكورة سابقًا سوءًا أو عدم تحسنها بعد أسبوعين من ظهورها.
• الشعور بالمرض لأكثر من يومين.
• استمرار الإسهال أكثر من 7 أيام.
• اصفرار لون الجلد أو بياض العينين.

لماذا يصعب تشخيص سرطان البنكرياس؟

يمكن ذكر الأسباب وفق التالي:

• عدم ظهور أعراض البنكرياس في المراحل الأولى من المرض، وتشابهها مع الأعراض الناتجة عن العديد من الأمراض الأخرى.
• وجود البنكرياس في منطقة عميقة من البطن، مما يصعب الشعور بأي ورم فيها أثناء الفحص البدني.