طرق طبيعية لتخفيف آلام القولون العصبي

تعتبر متلازمة القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome) واختصاراً IBS من المشاكل الصحية الشّائعة التي تؤثر في الجهاز الهضمي مسببةً العديد من الأعراض، والّتي لا علاج نهائيّ لها؛ لكن قد تساعد حدوث بعض تغييرات النظام الغذائي والأدوية على السّيطرة على حدّة الأعراض، وفي المقال التّالي نذكر أبرز الطّرق الطبيعية التي تخفّف من آلام القولون العصبي.^[١]

أعراض متلازمة القولون العصبي

تختلف الأعراض المرافقة لمتلازمة القولون العصبي من شخصٍ لآخر، وتعتبر آلام البطن الأكثر شيوعًا، وذلك لأنها تتعلق بحركة الأمعاء، مثل؛ الإسهال، أو الإمساك، أو كليهما، وقد تتضمن الأعراض الأخرى ما يلي:^[٢][٣]

• انتفاخ البطن.
• ظهور مخاط أبيض في البراز.
• الشّعور بعدم إفراغ المستقيم بعد الذهاب إلى المرحاض.
• تشنُّجات البطن، والمغص الشديد.

طرق طبيعية لتخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي

هناك العديد من الطرق الطبيعية التي يساعد اتباعها على التقليل من أعراض القولون العصبي، نذكر منها الآتي:

إجراء تغييرات مناسبة في النظام الغذائي

يمكن أن تشمل هذه التغييرات ما يلي:^[١][٤]

• حمية الإقصاء: تتضمّن حمية الإقصاء تجنُّب جميع الأطعمة المحفّزة للقولون العصبي لمدة شهر لتقييم أيّ تأثيرٍ في الأعراض، وبعد قضاء فترة الحمية، يمكن إعادة تقييم الأطعمة جميعها لمعرفة النّوع الذي يسبب المشاكل.
• حمية الفودماب: حيث تركّز هذه الحمية على تجنُّب الأطعمة التي لا يسهل تفكيكها بواسطة القناة الهضمية، مثل؛ بعض أنواع الفواكه والخضراوات، والحليب، ومنتجات القمح بشكلٍ عام.
• الإكثار من تناول الألياف: يُوصي الأطباء بتناول الأطعمة الغنية بالألياف تدريجيًّا على مدار عدة أسابيع، مثل الخضراوات والفواكه، والفاصوليا لعلاج القولون العصبي، وبالرغم من أنّ الألياف تساعد على تخفيف بعض الأعراض كالإمساك؛ إلّا أنها تؤدّي إلى تفاقم أعراضٍ أخرى مثل التقلُّصات والغازات، وقد يوصي الأطباء في بعض الأحيان بتناول مكملات الألياف مثل الميتاموسيل بدلًا من الألياف الغذائية.^[٥]
• التقليل من تناول منتجات الألبان: قد يعاني بعض الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمُّل اللاكتوز من القولون العصبي، لذلك يمكن تناول الزبادي بدلًا من الحليب، أو استخدام منتج إنزيمات الهضم للمساعدة على معالجة اللّاكتوز، كما قد يوصي الطبيب أحيانًا بتجنُّب منتجات الألبان تمامًا، لذلك يجب التأكد من استهلاك ما يكفي من البروتين والكالسيوم من مصادر أخرى.
• استخدام البروبيوتيك: يعتقد بعض الخبراء بأن تناول الأطعمة أو المكمّلات الغذائية التي تحتوي على البروبيوتك- البكتيريا النافعة في الجسم- يساعد على تخفيف الغازات والانتفاخ، بالإضافة إلى تخفيف الألم والإسهال الذي يُصاحب متلازمة القولون العصبي، لكن لا يزال الأمرُ غير واضحٍ حتى الآن، وذلك فيما إن كانت الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك تعزز البكتيريا النافعة حقًّا.^[٦]

التقليل من التوتُّر

يؤدّي التوتر إلى زيادة آلام القولون العصبي، لذلك يجب الحدّ من مستويات الإجهاد في الحياة لتخفيف الأعراض، ويكون ذلك من خلال اتّباع ما يلي:^[٧]

• تعلُّم تقنيات الاسترخاء، والتنفُّس العميق.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
• ممارسة اليوغا، أو رياضة تاي تشي؛ وهي إحدى الفنون الصينية للدفاع عن النفس.

تناول الأعشاب

من الأمثلة عليها: شاي النعناع، والزنجبيل؛ حيث يمكن أن تساعد الأعشاب على تخفيف آلام البطن، والغازات، واضّطرابات المعدة، بالإضافة إلى انتظام عمل الجهاز الهضمي، ويمكن تناولها على شكل أقراص، أو سوائل، أو إضافتها إلى الطعام. ويجب استشارة الطبيب قبل تناول أيٍّ منها.

استخدام الكمادات وقربة الماء الدافئة

يمكن تهدئة آلام القولون العصبي من خلال استخدام وسادة تدفئة أو زجاجة ماء ساخن، ولكلٍّ واحدٍ منهما ميزات معيّنة، حيث توفر وسادة التسخين حرارة أقوى من التي توجد في زجاجة الماء الساخن، وبالرّغم من ذلك، تعتبر زجاجة الماء الساخن آمنة للاستخدام أثناء النوم، وكل ما عليك فعله هو وضع الوسادة أو زجاجة الماء الساخن على المنطقة التي تشعر فيها بالألم، والتأكُّد من حماية البشرة بطبقة أو اثنتين من الملابس لمنع الحروق.^[٤]

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

تساهم الرياضة في خفض مستويات الكورتيزول- هرمون التوتُّر- في الجسم، وتعزيز مستويات هرمون الإندورفين الذي يحسّن الحالة المزاجية، مما يؤدي إلى تخفيف أعراض القولون العصبي، وقد وجدت إحدى الدراسات التي نشرت عام 2019 في مجلة Bodywork and Movement Therapies أنّ الأشخاص الّذين يعانون من آلام القولون العصبي، والّذين قضوا حوالي 30 دقيقة على جهاز الجري ثلاث مرات في الأسبوع قد تحسنّوا من أعراض القولون العصبي.^[٨]

الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم

يلعب النوم دورًا مهمًّا في عمل الجهاز الهضمي، حيث يساعد الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم في تخفيف الأعراض، وقد وجدت دراسة نشرت عام 2021 في مجلّة PLoS One بأنّ الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي أكثر عرضة للإصابة بالأرق أو التعب بمقدار 2 إلى 4 مرات أكثر من الأشخاص الذين لا يعانون من متلازمة القولون العصبي.^[٨]

العلاج بالإبر

يعدُّ العلاج بالإبر من العلاجات الصينية القديمة، حيث يعمل المعالج على وخز إبر رفيعة جدًّا على سطح الجلد في نقاط معينة، ويُعتقد بأن العلاج بالإبر الصينية يحفّز وينظّم تدفُّق الطاقة الخاصة بالجسم، ممّا يساهم في تخفيف الألم والقلق، ويساعد على الاسترخاء، ويهدّئ أيضًا آلام المعدة، وتشنُّجات العضلات في الأمعاء.^[٦]

نصائح عامة لتخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي

في الحقيقة لا يوجد نظامٌ غذائي أو دواءٌ واحد لحلِّ مشكلة متلازمة القولون العصبي، لكن قد يساعد اتباع النصائح التالية على تخفيف الأعراض:^[١]

• تجنب تخطّي وجبات الطعام أو تأخيرها.
• تجنُّب تناول الأكل بسرعة.
• احرص على التقليل من تناول الأطعمة الدهنية، أو الحارة، أو المصنّعة.
• تجنب تناول أكثر من ثلاثة أجزاء من الفاكهة الطازجة في اليوم، حيث تساوي الحصة الواحدة حوالي 80 غرام.
• تجنُّب شرب أكثر من ثلاثة أكواب من الشّاي أو القهوة في اليوم.
• احرص على تجنب شرب المشروبات الكحولية.

مراجعة الطبيب

قد تستدعي بعض الأعراض لمتلازمة القولون العصبي مراجعة الطبيب، حيث يمكن أن تكون دلالة على وجود مشاكل إضافيّة أكثرُ خطورة، ومن هذه الأعراض:^[٩]

• المعاناة من الأعراض أكثر من ثلاث مرّاتٍ في الشّهر لأكثر من ثلاثة أشهر
• إذا كانت الأعراض تتداخل مع أنشطة الحياة اليومية
• ألمٌ حادٌّ في البطن.
• النزيف.
• ارتفاع درجة حرارة الجسم.
• خسارة الوزن دون سبب مبرر.