تحدُث البواسير لدى النّساء عِندما تتورّم وتتهيّج الأوردة أو الأوعية الدّمويّة الموجودة في فتحة الشرج، وحولها، وفي المستقيم السفلي، ويُعزى سبب هذه البواسير لوُجود ضغط إضافي على هذه الأوردة، وفي الواقِع قد تكون البواسير إما داخل فتحة الشرج (داخلية)، أو تحت الجلد المُحيط بفتحة الشرج (خارجية).[١]
أعراض البواسير عند النساء
تختلف أعراض البواسير عند النساء اعتمادًا على نوع البواسير التي تُعاني منها المرأة، فقد تصاب ببواسير داخلية أو خارجية،[٢] وفيما يأتي توضيحًا لذلك:
أعراض البواسير الداخلية
غالبًا لا يُمكن رؤية البواسير الداخلية أو حتى الشعور بها، لأنها عميقة إذ تقع داخل المستقيم، ولكن يُمكن ملاحظة مجموعة من الأعراض، كرؤية الدّم في البراز، أو على مناديل المِرحاض، أو في المرحاض، كما يُمكن رؤية البواسير المتدلية (Prolapsed Hemorrhoid)، وهي البواسير التي تندفع من خلال فتحة الشرج، والتي تُسبب شعورًا بعدم الراحة.[٢]
أعراض البواسير الخارجية
تُعاني النّساء المُصابات بالبواسير الخارجية من مجموعة من الأعراض، ومنها:
- حكة حول فتحة الشرج.[٢]
- ظهور كتل أو تورم حول فتحة الشرج.[٢]
- ألم حول منطقة الشرج، وخصوصًا عند الجلوس.[٢]
- نزيف من المستقيم.[٢]
- تخثر أو جلطة في أوعية البواسير الخارجية،[٢] والذي يُسبب مجموعة من الأعراض، ومنها:[٣]
- الألم الحاد.
- التورم.
- تهيج والتهاب الشرج.
- ظهور كتل صلبة بالقرب من فتحة الشرج (يُمكن الشّعور بها).
أسباب إصابة النّساء بالبواسير
بعض الأمور والأسباب قد تزيد من خطر إصابة النساء بالبواسير، ويُذكر من هذه الأسباب ما يأتي:
- الحمل والولادة، فالحمل قد يُسبب البواسير نتيجة لضغط البطن على الأوعية الدموية في منطقة الحوض، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالبواسير، بينما الولادة قد تُسبب البواسير وذلك لأن الإجهاد والضغط لدفع الطفل إلى الخارج عند الولادة، يزيد من الضغط على الأوعية الدموية الموجودة في منطقة الحوض.[١]
- التاريخ العائلي، فوجود أحد من أفراد الأسرة كالوالدين يعاني من البواسير، قد يزيد من احتمالية الإصابة بالبواسير.[٤]
- الأمور التي تزيد من الضغط على أسفل المستقيم، والتي تؤثر على تدفق الدّم، كما تزيد من انتفاخ الأوردة، ويُذكر منها:[٤]
- الدفع والشد أثناء التبرز.
- الإجهاد نتيجة للقيام بأعمال صعبة جسديًا، كحمل أو رفع الأشياء الثقيلة.
- الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
- الإصابة بالإمساك أو الإسهال الذي لا يختفي، كما أن السعال أو العطس أو القيء يزيد من الوضع سوءًا، كما يزيد من تفاقم البواسير في حال وجودها.
- عدم تناول الأطعمة الغنية بالألياف.[٥]
- السمنة.[٥]
- التقدم في العمر، وذلك لأن النسيج الضام في المستقيم والشرج يُصبح ضعيفًا، الأمر الذي يُسبب انتفاخ البواسير.[٥]
البواسير والحمل عند النساء
من الشّائع أن تُعاني النّساء الحوامِل من البواسير، وخصوصًا في الثلث الثالث منه، وذلك نتيجة لضغط الرحم بعد زيادة حجمه على منطقة الحوض والأوردة الموجودة بالقرب من الشرج والمستقيم، كما قد تحدث البواسير نتيجة لارتفاع هرمون البروجيسترون (Progesterone) أثناء الحمل، إذ يُساعد على ارتخاء جدران الأوعية الدموية، مما يجعلها أكثر عرضة للانتفاخ والتورم، ومن الجدير بالذكر أن البواسير من المشاكل الصحية التي تُصيب الحامل ولكن لا تؤثر في صحتها أو صحة الجنين، كما أنها غالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها بعد الولادة.[٥]
مُجرَّد الإصابة بالبواسير أثناء الحَمل ولو لمرةٍ واحدة، ستزيد من فُرص تكرار الإصابة بالأحمال اللّاحقة.
تشخيص البواسير عند النساء
عادةً تعرف المرأة من تلقاء نفسها أنها مصابة بالبواسير من خلال النظر إلى منطقة الشرج أو الشّعور بها، ولكن في حال كانت البواسير داخلية، يُمكن الكشف عنها وتشخيصها من خلال ما يأتي:[٦]
- الفحص السريع لمنطقة الشرج، إذ يرتدي الطبيب قفازًا طبيًا ويضع على إصبعه مادة مزلقة ليدخله بعد ذلك في منطقة الشرج ليشعر بمنطقة المستقيم وما حولها.
- التنظير السيني (Sigmoidoscopy)، ومن خلاله يتم إدخال كاميرا صغيرة للنظر في المستقيم.
- تنظير الشرج (Anoscopy)، ومن خلاله يتم إدخال منظار صغير لعدة سنتيمترات في فتحة الشرج، من أجل فحص القناة الشرجية.
علاج البواسير عند النساء
يُمكن لاتباع بعض العلاجات المنزلية والإجراءات البسيطة أن يُخفف من الأعراض المصاحبة للبواسير في معظم حالات البواسير، إلّا أنه في بعض الحالات قد تحتاج المرأة للعلاجات الدوائية، أو للإجراءات الجِراحيّة.[٧]
الطّرق المنزلية
يُمكن لبعض العلاجات المنزلية أن تُخفف من البواسير أو تعالجها نهائيًا، ويُذكر من هذه العلاجات ما يأتي:[٧]
- استخدام الكريمات أو المراهم أو التحاميل الموضعية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، والتي تحتوي في تركيبتها على الكورتيزون، أو الضمادات التي تحتوي في تركيبتها على مواد مخدرة توضع على الجلد لتسكين الألم.
- استخدام كمادات الثلج أو الكمادات الباردة على منطقة الشرج المُتورّمة.
- استخدام مغاطس الحمام الدافئة (مغاطِس البواسير) لتخفيف أعراض البواسير، كالحكة والحرقة.
- الاستغناء عن ورق المرحاض الجاف الخشن واستبداله بالورق الناعم المُبلل.
- تناول بعض مُسكّنات الألم التي تُخفف من الألم والشعور بعدم الراحة، مثل الباراسيتامول (Paracetamol)، والإيبوبروفين (Ibuprofen).
العلاجات الطّبيّة والجِراحيّة
في بعض الحالات قد يلجأ الطبيب لبعض العلاجات الطّبيّة والجِراحيّة، ويُذكر منها:[٨]
- ربط الشريط المطاطي: (Rubber Band Ligation)، وفيها يضع الطبيب شريطًا مطاطيًا صغيرًا حول قاعدة البواسير، ليساعد على قطع إمدادات الدّم إلى الأوردة المغذية للبواسير.
- التخثير الكهربائي: (Electrocoagulation)، والذي من خلاله يتم إيقاف تدفق الدّم إلى البواسير عن طريق استخدام التيار الكهربائي.
- التخثير بالأشعة تحت الحمراء: (Infrared Coagulation)، ويتم من خلاله إدخال مسبارٍ صغير في المستقيم، لينقل الحرارة إليه للتخلص من البواسير.
- المعالجة بالتصليب: (Sclerotherapy)، ويتم عبر هذا الإجراء حقن مادة كيميائية في الورد المتورم من أجل تدمير أنسجة البواسير.
- استئصال البواسير: (Hemorrhoidectomy)، ويتم إجراء هذه العملية عادةً تحت تأثير التخدير الموضعي أو التخدير النخاعي أو التخدير العام، وتُعد هذه العملية الطريقة الأكثر فعالية في علاج البواسير الحادة أو التي تحدث بشكل متكرر.[٩]
- تدبيس البواسير: (Hemorrhoid Stapling)، يُستخدم عادة لعلاج البواسير الداخلية، وفيه يتم استئصال البواسير بواسطة التدبيس، ليساعد على منع تدفق الدّم نحو البواسير.[٩]
الوقاية من البواسير عند النساء
يُمكن الوقاية من الإصابة بالبواسير عن النساء من خلال اتباع بعض النصائح والإرشادات ويُذكر منها ما يأتي:[٥]
- إضافة المزيد من الأصناف التي تحتوي على الألياف إلى النظام الغذائي، فالألياف تُساعد على جعل البراز أكثر ليونة، وتُسهل مروره وإخراجه.
- شرب الكثير من الماء أو أي أنواع أخرى من السوائل.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ويُنصح بممارسة التمارين لمدة 20 - 30 دقيقة يوميًا، إذ تُساعِد التّمارين الرّياضيّة على تليين حركة الأمعاء.
- تجنّب إجهاد النّفس أو الشّد أثناء التّبرُّز، لأن ذلك يزيد من الضغط على الأوردة في منطقة الشرج، ويساعد على ظهور البواسير.
- الذهاب إلى الحمام فور الشعور بالحاجة لذلك، وعدم تأجيل الأمر.
- تجنّب الجلوس لفترات طويلة، وخصوصًا على المرحاض، لأن ذلك يُسبب إجهاد الأوردة الموجودة في فتحة الشرج.
المراجع
- ^ أ ب "Hemorrhoids", hopkinsmedicine, Retrieved 4/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Laine Seaton (23/3/2021), "Is It Hemorrhoids or Something Worse?", healthywomen, Retrieved 4/8/2021. Edited.
- ↑ "Hemorrhoids", mayoclinic, 12/5/2021, Retrieved 4/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "Hemorrhoids", webmd, 6/6/2020, Retrieved 4/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Lindsey Konkel (18/8/2020), "What Are Hemorrhoids? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 4/8/2021. Edited.
- ↑ "Hemorrhoids", familydoctor, 9/2020, Retrieved 5/8/2021. Edited.
- ^ أ ب Adam Felman (23/11/2017), "What to know about hemorrhoids", medicalnewstoday, Retrieved 5/8/2021. Edited.
- ↑ "Hemorrhoids", my.clevelandclinic, 18/1/2021, Retrieved 5/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "Hemorrhoids", mayoclinic, 12/5/2021, Retrieved 5/8/2021. Edited.