يتطوّر سرطان المعدة تدريجيًّا وينمو ببطء على مدى سنوات عديدة في الغالب، مُسبِّبًا أعراض عامة مثل الحرقة، وعسر الهضم، والشعور بالغثيان، وفقدان الشهية في المراحل الأولى من المرض. لكن يجب الإشارة إلى أنّ مراجعة الطبيب في هذه المرحلة وتشخيص الإصابة مبكِّرًا يسهِّل من العلاج ويزيد من فرصة نجاحه،[١] لكن ما هي أسباب الإصابة بسرطان المعدة؟ وما العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة به؟
أسباب سرطان المعدة
لا يبدو السبب الرئيسي المسؤول عن الإصابة بسرطان المعدة واضحًا بدقة حتى الآن، لكن من المعروف أنّ الإصابة بسرطان المعدة مرتبطة بحدوث الطفرات الجينيّة داخل الحمض النووي للخلايا، مما يؤدي إلى زيادة معدل تكاثر الخلايا لتشكِّل ورمًا داخل المعدة، كما أنّ هذه الخلايا المتراكمة والمشكِّلة للورم تضر بالأنسجة المجاورة لها، ومع الوقت قد تنتشر هذه الخلايا السرطانية إلى أعضاء الجسم الأخرى، ويمكن بيان الطفرات الجينية المُسبِّبة لحدوث ورم داخل المعدة على النحو الآتي:[٢][٣]
- تنشيط الجينات الورمية: (Oncogene) وهي الجينات المحّفِّزة لنمو الخلايا وانقسامها طبيعيًا، والطفرات المُسبِّبة لتنشيطها تزيد من سرعة تكاثر الخلايا ونموّها.
- تثبيط عمل الجينات الكابتة للورم: (Tumor suppressor genes) وهي الجينات التي تجعل الخلية تموت في الوقت المناسب، وتصلِّح أي أخطاء تحدث في الحمض النووي. وبالتالي فإن منعها عن العمل يجعل الخلايا لا تموت، وهذا كله يزيد من معدل تكاثر الخلايا.
- معظم الطفرات الجينية المُسبِّبة لسرطان المعدة هي طفرات مُكتسبَة، أي أنّها غير وراثية، وحدثت بعد الولادة نتيجة التعرُّض لعوامل مختلفة كدخان السجائر، أو الإصابة بالبكتيريا الحلزونية.
- نسبة صغيرة فقط من الطفرات الجينية المُسبِّبة لسرطان المعدة هي طفرات موروثة من الآباء.
ما هي عوامل الخطر الإصابة بسرطان المعدة؟
يتواجد العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المعدة، ومنها ما يلي:
- الإصابة بجرثومة المعدة: والتي تُعرَف باسم البكتيريا الحلزونية (Helicobacter Pylori)،[٤] وتعد هذه من أكثر الالتهابات البكتيرية شيوعًا حول العالم.
تحذير: إنّ منظمة الصحة العالمية (WHO) تُصنِّف جرثومة المعدة بأنها من المواد المسرطنة من الدرجة الأولى؛ إذ إنّ الالتهاب الناجم عن الإصابة بها قد يحدث ضررًا في الحمض النووي داخل الخلايا، ممّا قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، لكن لحسن الحظ فإن علاجها والتخلُّص منها يعد من أفضل الطرق للوقاية من الإصابة بالسرطان.
- التدخين: فكثرة التدخين لجميع أنواع التبغ مرتبطة بزيادة فرصة الإصابة بسرطان المعدة.[٥]
- الإفراط في تناول الكحول.[٥]
- مرض الارتجاع المريئي: (GERD) [٤][٦]
- السمنة المفرطة.[٤]
- النظام الغذائي غير الصحي: إنّ اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المالحة والمدخّنة،[٤] والأطعمة المُخلَّلة، والكربوهيدرات المكررة أو المعالجة، مثل: الخبز الأبيض، والأرز الأبيض يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المعدة،[٧] بالإضافة إلى ذلك فإنّ اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات قليلة من الفواكه والخضراوات يزيد من خطر الإصابة أيضًا.[٤]
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان المعدة.[٤]
- الإصابة بالتهاب المعدة المزمن.[٤]
- الإصابة بسلائل المعدة: وهي نوع من الأورام الحميدة التي تنمو داخل المعدة.[٢]
- التقدّم في العمر: أي أكبر من 50 عامًا،[٨] ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأنواع من سرطان المعدة أكثر شيوعًا في الأشخاص الأصغر عمرًا.[٧]
- الجنس الذكري: فالرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة من النساء.[٨][٧]
يُعتقد بأن الهرمونات الأنثوية مثل: الإستروجين، والبروجيسترون تساعد على الحماية من سرطان المعدة.
- العدوى بفيروس إبشتاين بار: (Epstein–Barr virus) وهو أحد أنواع فيروسات الهربس المُسبِّبة للإصابة بعدوى كثرة الوحيداتـ أو ما يُعرَف بداء التقبيل.[٥]
- الإصابة ببعض الأمراض أو المتلازمات الوراثية: كمتلازمة لي-فرومني (LFS)، والأمراض التي تزيد من خطر الإصابة بالسلائل والأورام السرطانية داخل الأمعاء بين أفراد العائلة الواحدة، وغير ذلك العديد من الأمراض الوراثية.[٥]
- فقر الدم الخبيث: (Pernicious Anemia)،[٥] وهو فقر الدم الناتج عن عجز الأمعاء عن امتصاص فيتامين B12 بشكل صحيح.[٩]
- التعرّض لجراحة سابقة في المعدة.[٥]
- التعرّض لبعض أنواع العلاج الإشعاعي.[٥]
- العمل في مصانع المطاط.[٥]
- امتلاك فصيلة دم من فئة A: السبب في ذلك غير معروف حتى الآن.[٥]
هل يوجد علاقة بين الأدوية المثبطة لمضخة البروتون (PPI) والإصابة بسرطان المعدة؟
الجواب نعم؛ حيث وجدت الدراسات أن استخدام الأدوية المثبطة لمضخة البروتون مثل دواء نيكسيوم (®Nexium) لفترة طويلة - على مدى سنتين أو أكثر- قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة، وخصوصاً إذا كان الشخص مصاب بجرثومة المعدة الحلزونية. وهناك حاجة لإجراء دراسات أخرى بهدف تأكيد وجود رابط مباشر بين الاستخدام الطويل لالأدوية المثبطة لمضخة البروتون وسرطان المعدة.[١٠]
يجب التنويه إلى ضرورة مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض للقرحة والتحقق من وجود الجرثومة الحلزونية بهدف علاجها والقضاء عليها. كما يجب التنويه بأن فترة علاج الجرثومة الحلزونية تمتد من أسبوعين إلى أشهر محدودة فقط.
يجب الالتزام بتعليمات الطبيب فيما يتعلق بالجرعات والمدة لاستخدام الأدوية المثبطة لمضخة البروتون.
كيف يمكن الوقاية من سرطان المعدة؟
لا يمكن الوقاية من سرطان المعدة في جميع الحالات، ولكن يمكن لبعض التغييرات الصحيّة في نمط الحياة أن تقلّل من فرص حدوثه،[١١] ومنها ما يلي:[٨][١١]
- التحقّق من الإصابة بجرثومة المعدة الحلزونية في حال الإصابة بالتقرحات، وضرورة استخدام العلاج المناسب لها.
- الإقلاع عن التدخين.
- الامتناع عن شرب الكحول.
- المحافظة على وزن صحي، وفقدان الوزن الزائد إن تطلّب الأمر ذلك.
- تقليل كميّة الملح المُتناولة.
- الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه، على الأقل 5 حصص من الخضروات والفواكه المتنوعة يوميًا.
- الحدّ من تناول اللحوم الحمراء والمصنعة مثل: السلامي، وعوضَا عنها اختيار الأسماك، أو الدواجن، والفاصولياء.
- تناول الخبز والمعكرونة المُصنَّعة من الحبوب الكاملة بدلًا من الدقيق الأبيض والحبوب المكررة.
- الحدّ من تناول الأطعمة المدخّنة، والمخللات.
- ممارسة الرياضة باستمرار واتخاذها كعادة يوميّة.
- الحرص على الالتزام بكافة إجراءات السلامة في حال العمل في مكان يمكن التعرض فيه للمواد الكيميائية الضارة باستمرار، مثل: صناعة المطاط أو تعدين الفحم، ويكون ذلك بارتداء ملابس واقية وأقنعة.
- الالتزام بكافة تعليمات الطبيب أو الصيدلاني عند استخدام الأدوية المسكِّنة، وعدم الإفراط في استخدامها، ومن ذلك أدوية الأسبرين والآيبوبروفين، فقد يُسبِّب تناولها بكثرة الإصابة بنزيف المعدة، لذا يُنصَح دائمًا باستشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.[١١]
- استشارة الطبيب حول أهمية إجراء الاختبارات الجينيّة في حال وجود تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان المعدة، فالاختبار الجيني يوضح ما إذا كان الشخص يحمل جينات معينة تجعله أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة.[١١]
المراجع
- ↑ "Stomach Cancer", webmd, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Stomach cancer", mayoclinic, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "What Causes Stomach Cancer?", cancer, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Stomach cancer"، Drugs.com، 8/10/2020، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Risks for stomach cancer", cancer, Retrieved 28/3/2021. Edited.
- ↑ "Gastroesophageal reflux disease", medlineplus, Retrieved 28/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Gastric Cancer", Emory University, Retrieved 21/3/2021.
- ^ أ ب ت "Stomach cancer", nhs, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ↑ "Pernicious anemia", medlineplus, Retrieved 28/3/2021. Edited.
- ↑ "Long-term use of proton-pump inhibitors and risk of gastric cancer: a review of the current evidence", ncbi, 19/12/2021, Retrieved 19/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Can You Prevent Stomach Cancer?", webmd, Retrieved 2/3/2021. Edited.