ما المقصود بنقص حموضة المعدة؟
نقص حموضة المعدة (Hypochlorhydria) حالة ناتجة عن انخفاض إنتاج حمض الهيدروكلوريك (HCL) من المعدة، وفي بعض الحالات قد لا يكون هناك أي إنتاج لهذا الحمض على الإطلاق، وهو ما يُشار له بفقد حمض المعدة، وللتوضيح أكثر؛ يعد حمض الهيدروكلوريك ضروريًا لهضم البروتينات في المعدة، كما ويُعد ضروريًا لامتصاص العناصر الغذائية المهمة في الجسم كالكالسيوم، والحديد،[١] وفيتامين ب12،[٢] بالإضافة إلى دوره في التحكُّم بنمو الكائنات الحية الدقيقة غير المرغوب بها في الجهاز الهضمي،[١] فيساعد على الوقاية من الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية.[٢]
ما هي أعراض نقص حموضة المعدة؟
تبدأ أعراض نقص حموضة المعدة عادةً بالظهور بعد عدة ساعات من تناول الطعام، ونذكر منها الآتي:[٣]
- الرغبة بتناول الطعام على الرغم من عدم الشعور بالجوع.
- الشعور بالامتلاء على الرغم من عدم تناول كمية كبيرة من الطعم.
- عسر الهضم والتلبك المعوي.
- الشعور بعدم الراحة والمغص في البطن.
- الغازات والانتفاخ.
- الغثيان والحرقة.
- الإمساك أو الإسهال.
- ظهور أجزاء غير مهضومة من الطعام في البراز.
- التقيؤ.
- الشعور بالألم أو الحرقة في الفم.
- صعوبة في البلع.
- فقدان الوزن.
- التجشؤ.[٤]
ما هي أسباب نقص حموضة المعدة؟
لا يُعرَف إلى الآن السبب الدقيق المُسبِّب للإصابة بنقص حمض المعدة،[٥] إلا أنّه ينتج عن حدوث تضرُّر في الخلايا الجدارية للمعدة المسؤولة عن إنتاج الحمض، [٦] ويمكن تفصيل العوامل والأسباب التي تساهم في حدوث ذلك على النحو التالي:
- التقدم في العمر: خصوصًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا حيث تقل حموضة المعدة لديهم.[٣]
- استخدام أدوية مضادات الحموضة: ومن ذلك:
- أدوية (PPI) خاصةً في حال استخدامها لفترات طويلة، ومن الأمثلة عليها: دواء أيزومبرازول ومن أسمائه التجارية: ®Nexium، ودواء لانزوبرازول (Lansoprazole)، ومن أسمائه التجارية: ®Prevacid.[٧][٦]
- مضادات الحموضة (Antacids)،[١] مثل: ®Gaviscon®، Maalox®، Milk of Magnesia®، Alka-Seltzer، وغيرها.[٨][١]
- حاصرات مستقبل هستامين 2 (H2 Antagonist)،[١] ومن الأمثلة عليها: دواء سيميتيدين ومن أسمائه التجارية: ®Tagamet، ودواء رانيتيدين ومن أسمائه التجارية: ®Zantac.[٩]
- الإصابة بجرثومة المعدة الحلزونية: (H. Pylori) وهذا يُسبب نقصًا مؤقتًا في حموضة المعدة.[٦]
- الإصابة بقصور الغدة الدرقية: إذ إنّ لهرمون الغدة الدرقية دور في إفراز حمض المعدة، وبالتالي فإن نقص هذه الهرمونات قد يُسبِّب نقص حمض المعدة.[٦]
- استخدام العلاج الإشعاعي للمعدة.[٦]
- التوتر والإجهاد الشديد لفترات طويلة.[٣]
- نقص مستويات بعض العناصر الغذائية في الجسم: مثل: الزنك، والحديد، وفيتامينات ب، فهذه العناصر الغذائية ضرورية لإنتاج حمض المعدة.[٣]
- التدخين وشرب المشروبات الكحولية: فهما من العوامل المُسبِّبة لنقص العناصر الغذائية وسوء التغذية.[٣]
- إجراء عملية جراحية في المعدة: كعملية المجازة المعدية (Gastric Bypass Surgery) المُستخدمَة لإنقاص الوزن.[٣]
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية: إذ تُسبِّب هذه إنتاج أجسام مضادة تهاجم الخلايا الجدارية المنتجة للحمض، ومن هذه الأمراض: فقر الدم الخبيث، والتهاب المعدة الضموري المزمن.[١]
- الإصابة ببعض الأورام السرطانية في المعدة.[٦]
كيف يمكن تشخيص نقص حموضة المعدة؟
يلجأ الطبيب بعد جمع التاريخ المرضي والفحص البدني للمريض إلى إجراء اختبار هايدلبرج لتشخيص نقص حموضة المعدة، وفي حال ثبت إصابة المريض به فإنه يلجأ إلى مجموعة من الفحوصات الأخرى لتقييم مدى تقدم الحالة واختيار العلاج المناسب،[١٠] وفيما يأتي بيان لهذه الفحوصات بشيء من التفصيل:
- اختبار هايدلبرج لفحص حمض المعدة: (Heidelberg Stomach Acid Test) يُعد أساسيًا في الكشف عن نقص حموضة المعدة، كما أن نتائج هذا الفحص دقيقة جدًا، ويتطلب الصيام قبله لمدة 12 ساعة، ثم بلع كبسولة إلكترونية صغيرة تساعد على تسجيل الوقت الذي تحتاجه المعدة لاستعادة درجة حموضتها الطبيعية بعد شرب محلول قاعدي.[١٠]
- فحص درجة حموضة المعدة: (pH): ففي حال الإصابة بنقص الحموضة تتراوح درجة الحموضة من 3-5، وفي حال كانت درجة الحموضة أكثر 5 فهذا يشير إلى الإصابة بفقد حموضة المعدة.[٣]
في الأحوال الطبيعية تكون درجة حموضة المعدة أقل من 3.
- تعداد الدم الشامل واختبار الأيض الشامل: يُمكن معرفة معلومات حول المستويات الأساسية لحمض المعدة من خلال إجراء فحوصات تعداد الدم الشامل (CBC) واختبار الأيض الشامل (CMP)، ومن المؤشرات التي يبحث عنها الطبيب ما يأتي:[١٠]
- انخفاض مستوى الحديد الذي يعد أحد العلامات على نقص حموضة المعدة، وذلك لأن عملية امتصاص الحديد تتطلب وجود حمض المعدة.
- انخفاض مستوى الفسفور خصوصًا عند اقترانه بنقص فيتامين د في الجسم.
- مستويات البروتين والغلوبيولين غير الطبيعية في الجسم، فقد تكون مرتفعة أو منخفضة في حال الإصابة.
- انخفاض مستوى الكلور، إذ يحتوي حمض الهيدروكلوريك على الكلور، وبالتالي فإن انخفاض الكلور قد يُشير للإصابة بنقص حموضة المعدة.[١١]
- ارتفاع مستوى نيتروجين يوريا الدم (BUN)، وهو أحد المخلفات الناتجة عن هضم البروتين.[١١]
- اختبار إفراز حمض المعدة: وهذا يتطلب حقن المريض بحقنة هرمونية تُحفز خلايا المعدة على إفراز الحمض، ثم تُدخل أنابيب عبر المريء إلى المعدة لامتصاص الحمض وجمعه، ثم يُرسل للمختبر، وغالبًا ما يوصي الطبيب بهذا الفحص في الحالات الشديدة فقط.[١٠]
لا يعد تشخيص نقص حموضة المعدة سهلاً؛ نظراً للتداخل ما بين أعراض نقص حموضة المعدة والعديد من المشاكل الصحية الأخرى.
كيف يمكن علاج نقص حموضة المعدة والوقاية منها؟
يعتمد علاج نقص حموضة المعدة على السبب الكامن وراء حدوثه، فيختلف العلاج باختلاف السبب، ويمكن تفصيل ذلك كالآتي:[٢]
- مضغ الطعام جيدًا قبل بلعه.
- الحد من تناول الأطعمة صعبة الهضم كالأطعمة المقلية والدهنية.
- تجنُّب الاستلقاء بعد تناول الطعام.
- الحرص على تناول آخر وجبة قبل 3 ساعات من موعد النوم.
- الحد من التوتر ومصادره، وذلك بممارسة التمارين الرياضية، والتنفُّس العميق، وممارسة اليوغا، وغيرها.[٢]
- تناول المضادات الحيوية لعلاج جرثومة المعدة، وعادةً يصف الطبيب ما لا يقل عن اثنين من المضادات الحيوية في نفس الوقت.
- التوقُّف عن تناول أدوية حموضة المعدة ومثبطات مضخة البروتين، أو استبدالها بأدوية أخرى، وذلك وفقًا لما يوصي به الطبيب.
- تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ب12، والحديد، والكالسيوم، وفيتامين د، للتعويض عن نقص هذه العناصر الغذائية الناتج عن الإصابة بنقص حمض المعدة.[١]
- تناول كبسولات المكملات الغذائية التي تحتوي على مكمل حامض المعدة (Betaine HCI) وإنزيم البيبسين (Pepsin enzyme) في بداية تناول الوجبة، وذلك تحت إشراف الطبيب.[١]
- تناول الأطعمة التي تساعد على زيادة حمض المعدة وتحسين عملية الهضم مثل: المخللات، والبروبيوتيك (Probiotics)، وخل التفاح، والزنجبيل.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د Cathy Wong (11/4/2020)، "Natural Remedies for Hypochlorhydria and Achlorhydria"، verywellhealth، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Jayne Leonard (17/7/2018), "What is hypochlorhydria?", medicalnewstoday, Retrieved 4/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "What Is Hypochlorhydria?"، WebMD، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2021. Edited.
- ↑ John Dempster (26/10/2018), "How To Test If You Have Adequate Stomach Acid Levels", Dempster_Clinic, Retrieved 23/5/2021. Edited.
- ↑ Taylor Seier, Thara Vayali (2/1/2015), "THE HYPE OF HYPOCHLORHYDRIA: A BRIEF REVIEW OF GASTRIC ACID ANALYSIS", The Voice of Naturopathic Medicine, Retrieved 23/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Rawish Fatima, Muhammad Aziz. (22/1/2021)، "Achlorhydria"، ncbi.nlm.nih، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. Edited.
- ↑ Michael M. Phillips (27/3/2019), "Proton pump inhibitors", MedlinePlus Trusted Health Information for You, Retrieved 23/5/2021. Edited.
- ↑ Jennifer Robinson (25/4/2020), "Which OTC Meds Treat Heartburn?", WebMD, Retrieved 23/5/2021. Edited.
- ↑ Michael M. Phillips (27/3/2019), "H2 blockers", MedlinePlus Trusted Health Information for You, Retrieved 23/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Dr. John Dempster (26/10/2018), "How To Test If You Have Adequate Stomach Acid Levels", thedempsterclinic, Retrieved 4/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "5 Ways to Test Your Stomach Acid Levels"، drjockers، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. Edited.