قد يؤدي تعرض الكبد للكحول لفترات طويلة إلى الإصابة بمشاكل صحية عديدة، منها مرض الكبد الدهني الكحولي،[١] تابع قراءة المقال لتعرف ما هو مرض الكبد الدهني الكحولي، وما هي أعراضه.

مرض الكبد الدهني الكحولي

يرتبط الإفراط في تناول الكحول بخطر الإصابة بمرض الكبد الدهني الكحولي (Alcohol related liver disease, Alcoholic Fatty Liver Disease) الذي يعد أحد أكثر المشاكل الصحية شيوعًا، وفي حال عدم السيطرة على المرض قد يتطور إلى التهاب أو تليف الكبد نتيجةً لتراكم الدهون المفرط في خلايا الكبد، مما يجعل الكبد غير قادرًا على تنفيذ وظائفه بشكل سليم،[٢] مثل: حماية الجسم من الأمراض، والقيام بالعمليات الحيوية، وإزالة السموم والكحول من الجسم.[١]


أعراض مرض الكبد الدهني الكحولي

قد لا تظهر أي أعراض ملحوظة في العديد من حالات الكبد الدهني الكحولي، إلى أن يتسبب الكحول بضرر بالغ في الكبد، ونذكر فيما يلي الأعراض التي تظهر في المراحل المختلفة.[٣]


أعراض المرحلة المبكرة من المرض

قد تظهر في هذه المرحلة بعض الأعراض، وتكون غير واضحة السبب تمامًا، ومنها:[٤]

  • التعب العام.
  • فقدان الشهية.
  • ألم في البطن.
  • الإجهاد، والشعور بالإعياء.
  • الإسهال.


أعراض المرحلة المتقدمة من المرض

تصبح الأعراض التالية أكثر وضوحًا وأكثر حدة مع ازدياد تضرر الكبد، ومن ضمنها:[٥]

  • اليرقان، وهو تحول لون الجلد وبياض العينين إلى اللون الأصفر.
  • انتفاخ وتورم السوائل في البطن.
  • القيء المصحوب بالدم.
  • الارتباك، واضطراب النوم، والذاكرة.
  • ظهور بقع حمراء على راحة اليد.
  • ازدياد التعرض للنزيف والكدمات، مثل: نزيف الأنف، أو اللثة.
  • حكة في الجلد.
  • تورم الأقدام والكاحلين نتيجةً لتجمع السوائل في الجسم.
  • فقدان الوزن.
  • ارتفاع الحرارة، يرافقها نوبات قشعريرة.
  • تساقط الشعر.
  • التعب وضعف العضلات.
  • تعجر الأصابع، وهو استدارة أطراف الأصابع، والأظافر بشكل غير طبيعي.


أسباب مرض الكبد الدهني الكحولي

يعد الإفراط في تناول الكحول السبب الأساسي للإصابة بمرض الكبد الدهني الكحولي، ويوجد شكلان للتناول الخاطئ للكحول، هما:[٦]

  • تناول كميات كبيرة من الكحول خلال فترة زمنية قصيرة.
  • تناول كميات من الكحول زائدة عن الكميات المسموحة لفترات طويلة.


عوامل خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني الكحولي

هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بمرض الكبد الدهني الكحولي وهي:[٧]

  • الجنس: تزداد فرص الإصابة عند النساء أكثر من الرجال كما أظهرت الدراسات.
  • الوزن: يزداد خطر الإصابة بسبب السمنة.
  • العرق: تزداد فرص الإصابة عند الرجال من أصول أفريقية أميركية، أو أصول لاتينية.
  • الجينات: ترتبط بعض الجينات بزيادة احتمال الإصابة بمرض الكبد الدهني الكحولي.
  • أمراض الكبد الفيروسية: وخاصة التهاب الكبد الوبائي (ج).
  • سوء التغذية: يتسبب سوء التغذية الناتج عن فقدان الشهية زيادة احتمال الإصابة كذلك.


تشخيص مرض الكبد الدهني الكحولي

قد لا يكون تشخيص مرض الكبد الدهني الكحولي سهلا في بادئ الأمر، حيث لا تظهر أي أعراض في بعض الحالات كما ذكرنا سابقا، لذا يلجأ الطبيب لطرق عديدة للكشف عن المرض وتشخيصه وهي:[٨]


الفحص السريري

يخضع المريض لفحص سريري شامل، يتضمن السؤال عن استهلاك المريض للكحول، ويجب أن يجيب المريض بصدق في هذه المرحلة ليتمكن الطبيب من تحديد نوع المرض، بالإضافة للسؤال عن الأدوية التي يتناولها، وطبيعة حميته الغذائية، والسؤال عن أي أمراض أخرى يعاني منها المريض، كما أن الطبيب يقيس وزن المريض خلال الفحص، ويتأكد من وجود أي علامات لأمراض الكبد مثل الاصفرار أو تضخم الكبد.[٩]


الفحوصات الطبية

يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات الطبية وتتضمن:[١٠]

  • فحوصات الدم: يطلب الطبيب فحص الدم للكشف عن وجود ارتفاع في إنزيمات الكبد (ALT, AST)، والتي تدل على وجود مشكلة صحية في الكبد.
  • الفحوصات التصويرية: تساعد هذه الفحوصات على الكشف عن وجود تراكم للدهون في الكبد، ومنها:
  • الأمواج فوق الصوتية (Ultrasound).
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT-scan).
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  • خزعة الكبد: يلجأ الطبيب لأخذ خزعة من أنسجة الكبد في الحالات المتقدمة لأمراض الكبد الكحولية، مثل: الإصابة بتليف الكبد، أو الكشف عن وجود التهاب أو ضرر في الكبد.


علاج مرض الكبد الدهني الكحولي

يتضمن علاج مرض الكبد الدهني الكحولي جوانب عديدة، نذكرها فيما يلي:[١١]


التوقف عن تناول الكحول

يساعد التوقف عن تناول الكحول على علاج المرض في مراحله المبكرة من خلال عكس آثاره، وإن التوقف عن شرب الكحول بمجرد تشخيص المرض قد يكون كفيلًا بعكس آثاره خلال أسبوعين إلى ستة أسابيع، ونذكر فيما يلي بعض النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند التوقف عن تناول الكحول، وهي:[١١]

  • ينصح المريض بالتوقف عن تناول الكحول في أي مرحلة من مراحل المرض، وعدم الرجوع إليه أبدًا، فبمجرد تناوله مرة أخرى ستعود الحالة إلى ما كانت عليه سابقًا.
  • يسبب استهلاك الكحول المزمن الإدمان، مما يجعل الإقلاع عن تناول الكحول أمرًا صعبًا، لذلك ينصح المريض بالتوقف عن الشرب تدريجيًا، والحصول على مساعدة طبية، خاصةً في حالات الإدمان الشديد، حيث قد يتسبب التوقف المفاجئ عن تناول الكحول بظهور أعراض انسحابية شديدة.
  • يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض الانسحابية للكحول عند الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول، وفي الحالات الأكثر شدة قد يحتاج المريض لدخول مراكز إعادة التأهيل لمساعدته على الإقلاع، ومراقبة حالته الصحية.
  • يحتاج بعض المرضى إلى الاستمرار بأخذ الأدوية التي تمنع من الانتكاسة.


تغيير نمط الحياة

يمكن اتباع بعض التدابير لمنع تطور مضاعفات المرض، ومنها:[١]

  • الحفاظ على الوزن السليم.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • استشارة الطبيب حول أخذ المكملات الغذائية والفيتامينات.


العلاج الدوائي

قد يوصي الطبيب بتناول بعض الأدوية بحسب حالة المريض، ومنها:[١٢]

  • الكورتيزون والبينتوكسيفيلين: يساعد الكورتيزون (Cortisone) والبينتوكسيفيلين (Pentoxifylline) على تقليل الالتهاب في الحالات التي يعاني فيها المريض من التهاب الكبد الكحولي، والتي تعالج في المستشفى غالبًا.
  • أدوية أخرى مثل:
  • المضادات الحيوية.[١٣]
  • العلاج بالخلايا الجذعية.[١٤]



عادة ما يعاني مدمنو الكحول من سوء التغذية ونقص الفيتامينات، لذا قد يقوم الطبيب خلال خطة العلاج الأولية بإعطاء المريض فيتامين ب1/ الثيامين (Vitamin B1, Thiamine) بهدف الوقاية من حدوث ضرر في الدماغ.




زراعة الكبد

يلجأ الطبيب لزراعة الكبد في الحالات المتقدمة التي تؤدي إلى فشل الكبد التام، وعجزه عن القيام بوظائفه بكفاءة، حيث تكون زراعة الكبد الحل الوحيد للمرضى،[١٥] ولإجراء زراعة الكبد يجب أن يكون المريض ملتزمًا بالتوقف عن تناول الكحول لمدة 6 شهور على الأقل قبل الخضوع للزراعة،[١٦] وأن تكون وظائف جسم المريض الحيوية الأخرى سليمة، ومناسبة للخضوع لعملية زراعة الكبد، كما تعتمد الزراعة على وجود متبرع، ويعطى المريض أدوية تقلل خطر رفض الجسم للكبد المزروع، ولا تخلو هذه الجراحة والأدوية المصروفة من الأعراض الجانبية، لذا ينصح المرضى دائمًا بالالتزام بالتوقف عن تناول الكحول، واتباع نمط حياة صحي لعلاج المرض في مراحله المبكرة، والوقاية من أي مضاعفات أخرى.[١٧]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "alcoholic-liver-disease", University of California San Francisco, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  2. "alcohol-related-liver-disease", liverfoundation, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  3. "alcohol-related-liver-disease-arld", nhs, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  4. "Alcohol-related liver disease", nhs, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  5. "fatty-liver-disease", webmd, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "What's to know about alcoholic liver disease?", medicalnewstoday, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  7. "alcohol-related-liver-disease", nhsinform, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  8. "Alcoholic liver disease", medlineplus, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  9. "alcoholic-liver-disease", clevelandclinic, Retrieved 6/4/2021. Edited.