تعتبر الثقوب في جدران الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان خطيرة في حال عدم اكتشافها وعلاجها، وممكن أن تحدث هذه الثقوب في كل من المريء، أو المعدة، أو الأمعاء الدقيقة والغليظة، أو المستقيم، أو المرارة وغيرها، وسنتعرف في هذا المقال على ثقوب الأمعاء تحديداً.[١]

ثقب الأمعاء

ثقب الأمعاء (بالإنجليزية: Bowel perforation)، هو ثقب يحصل في جدار الأمعاء الدقيقة أو القولون، والأمعاء الدقيقة هي عبارة عن أنبوب طويل مجوف يساهم في هضم الطعام، ويمرر فضلات الأطعمة إلى القولون؛ ليتم التخلص منها فيما بعد، ويعد ثقب الأمعاء من الحالات المؤلمة التي تحتاج إلى تدخل جراحي فورًا لمنع حدوث المضاعفات التابعة لهذه المشكلة، ويجدر الذكر أن نسب الإصابة بثقب الأمعاء الدقيقة تفوق نسب الإصابة بثقب الأمعاء الغليظة أو القولون.[٢][٣]


ما مدى خطورة الإصابة بثقب الأمعاء؟

ثقوب الأمعاء هي حالة طبية طارئة تتطلب التدخل الجراحي السريع لمعالجة المريض، فوجود الثقوب يعني تسرب محتويات الأمعاء إلى الطبقات الداخلية، بما في ذلك الأطعمة وفضلاتها، أو العصارات الهضمية، أو البكتيريا، وقد يسبب ذلك التهابات بكتيرية أو فطرية تسمى عدوى الصفاق (بالإنجليزية: Peritonitis)، وهو التهاب يصيب الغشاء الصفاقي المبطن للجدار الداخلي للبطن، ويغطي معظم أعضاء الجهاز الهضمي، وقد تنتقل العدوى إلى مجرى الدم وتسممه في حال عدم علاجه سريعاً، فيجب اللجوء للطبيب مباشرة في حال الشك بالإصابة لمنع حدوث هذه المضاعفات.[٤][٣]


أعراض الإصابة بثقب الأمعاء

قد تتضمن أعراض ثقب الأمعاء التالي:[٢]

  • ألم شديد في منطقة البطن، يزداد عند الحركة والضغط على البطن، ويخف عند الاستلقاء.
  • قشعريرة.
  • غثيان.
  • حمى.
  • التقيؤ.


وبالإضافة للأعراض العامة لثقب الأمعاء، قد تتضمن أعراض التهاب الصفاق ما يلي:[٢]

  • قلة التبول.
  • الإعياء.
  • ضيق في التنفس.
  • دوخة.
  • زيادة ضربات القلب.


أسباب حدوث ثقب الأمعاء

تتضمن أسباب الإصابة بثقب الأمعاء 3 حالات رئيسية، التعرّض لضربة مباشرة في الأمعاء، أو نتيجة الإصابة ببعض الحالات الصحية، أو بسبب حدوث أخطاء في الإجراءات الطبية والتشخيصية في الأمعاء تسببت في حدوث ثقوب.[٥]


حالات صحية تسبب ثقب الأمعاء

قد يحدث ثقب الأمعاء بسبب العديد من الحالات الصحية، ومنها:[٦]

  • سرطان القولون.
  • التهاب القولون التقرحي.
  • مرض كرون.
  • انسداد الأمعاء.
  • التهاب الرتج.
  • القرحة.
  • العلاج الكيميائي.
  • أكل مواد غريبة، مثل عظام الأسماك.[٥]


إجراءات طبية وتشخيصية تسبب ثقب الأمعاء

قد يحدث ثقب الأمعاء بسبب بعض الإجراءات الطبية والتشخيصية، ومنها:[٦]

  • جراحة في البطن أو الأمعاء.
  • تنظير القولون.


العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بثقب الأمعاء

هناك العديد من العوامل التي من الممكن أن تؤدي لحدوث ثقوب في الأمعاء، ومنها التالي:[٥]

  • التعرّض لعملية جراحية أو تشخيصية في القولون.
  • العمر أكبر من 75 سنة.
  • الجنس الأنثوي، نظراً لأنه عضلات القولون تكون مرنة أكثر، مما يسهل تعرّضها للثقوب.
  • الإصابة بعدة مشاكل صحية، أهمها المشاكل الصحية التي تصيب الأمعاء.


تشخيص الإصابة بثقب الأمعاء

يبدأ الطبيب بمحاولة تشخيص ثقب الأمعاء من خلال طرح أسئلة حول الأعراض التي يعاني منها المريض، والأدوية المتناولة، والإجراءات الطبية المُجرية في الفترة السابقة، ثم يبدأ بعدها بإجراء فحص سريري، يتضمن البحث عن انتفاخ أو مشكلة غير طبيعية، كما أنه يستمع إلى أصوات الأمعاء؛ لأنه لن يكون هناك أصوات إذا كان يوجد ثقب في الأمعاء،[٣] كما يمكن تشخيص الإصابة بثقب الأمعاء بعدة طرق تصويرية ومخبرية، وهي كالتالي:

  • الأشعة السينية: (بالإنجليزية: X-Ray) تساعد الأشعة السينية على ما إن كان يوجد هواء في الأمعاء، مشيراً إلى احتمالية الإصابة بثقب الأمعاء.[٦]
  • التصوير المقطعي: (بالإنجليزية: CT Scan) يتم عمل الأشعة المقطعية للمريض لتحديد موقع ثقب الأمعاء.[٧]
  • الموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Ultrasound) هي الطريقة الآمنة التي ممكن اللجوء لها لفحص النساء الحوامل والأطفال لتحديد ما إن كان لديهم ثقب في الأمعاء أم لا.[٨]
  • فحص الدم: إن إجراء فحص الدم الشامل (بالإنجليزية: CBC) ممكن أن يظهر ما إن كان هناك ارتفاع في عدد خلايا الدم البيضاء مشيراً إلى احتمالية الإصابة بالعدوى، كما أنه يساعد على كشف فقر الدم الناجم عن النزيف في الأمعاء.[٥]


علاج ثقب الأمعاء

كما سبق أن ذكرنا، يجب علاج ثقب الأمعاء على وجه السرعة، ويعتمد العلاج على مدى سوء الحالة المرضية، ويمكن أن يتضمن خيارين:

  • التدخل الجراحي: وهو الإجراء الأكثر شيوعاً، حيث يعمل الطبيب على إغلاق الثقوب، كما قد يقوم بالتخلص من السوائل والمواد التي تسربت إلى داخل طبقات الأمعاء، وقد يقوم الطبيب أيضاً بعمل فتحة في المعدة متصلة بكيس خارجي، وذلك لانتقال البراز والفضلات من الأمعاء عبرها، ويهدف ذلك إلى تخفيف الجهد على الأمعاء وتعافيها بسرعة.[١]
  • الأدوية: من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى الانتظار حتى يُغلق الثقب بنفسه في حالاتٍ قليلة، ويصف فقط بعض المضادات الحيوية التي تهدف إلى علاج العدوى أو الوقاية من حدوثها.[٣]


ما بعد علاج ثقب الأمعاء

تعتبر عملية جراحة ثقب الأمعاء ناجحة في معظم الأوقات، إلا أن نسبة النجاح تعتمد على شدة الحالة، وبعد انتهاء العملية، قد لا يتمكن المُصاب من أكل أو شرب أي شيء من خلال الفم، بل يتم توصيل أنبوب عبر الأنف ووصولاً إلى المعدة لإيصال المواد الغذائية، كما قد توصف المضادات الحيوية لعدة أيام بعد العملية الجراحية، تفادياً لحدوث عدوى بكتيرية مرة أخرى.[١][٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Gastrointestinal perforation", medlineplus, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Causes and treatment of gastrointestinal perforation", medicalnewstoday, 1/1/2018, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Bowel perforation", cancer, Retrieved 4/5/2021. Edited.
  4. Minesh Khatri, MD (12/11/2019), "peritonitis", webmd, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Understanding a Bowel Perforation", verywellhealth, Retrieved 4/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Gastrointestinal perforation", mountsinai, Retrieved 24/3/2021. Edited.
  7. Dr Mohamed Saber and Dr Matt A. Morgan, "Bowel perforation", radiopaedia, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  8. Giuseppe Lo Re, MD, Francesca La Mantia, MD, Dario Picone, MD, Small Bowel Perforations: What the Radiologist Needs to Know, Page 4. Edited.