وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن شخصًا من كل 10 أشخاص يصاب بالقرحة الهضمية (Peptic ulcers) في مرحلة معينة من حياته،[١] ولمعرفة جميع المعلومات المتعلقة بهذه القرحة استمر في قراءة هذا المقال.

ما هي قرحة المعدة والاثني عشر؟

قرحة المعدة (Gastric ulcers) هي تقرحات تتشكل في البطانة الداخلية من المعدة، أما إذا حدثت في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة فإنها تسمى قرحة الاثني عشر (Duodenal ulcers).[٢][٣]



القرحة الهضمية تشمل كل من قرحة المعدة وقرحة الاثني عشر.




ما هي أعراض الإصابة بقرحة المعدة والاثني عشر؟

إن من الشائع جداً الإصابة بالقرحة الهضمية من دون ظهور أي أعراض، ولكن قد تظهر أعراض القرحة الهضمية في بعض الأحيان على النحو الآتي:[٤]


وقد تستوجب بعض الأعراض الشديدة والنادرة التدخل الطبي الطارئ، والتي تشمل ما يأتي:[٤]

  • تقيؤ الدم.
  • براز يحتوي على الدم، أو براز لونه أسود.


كيف تكون طبيعة ألم القرحة؟

يمكن أن يشعر المصاب بالقرحة الهضمية بالألم في أي مكان ما بين عظم الصدر إلى سرة البطن،[٤] لكنه يتركز في منتصف الجزء العلوي من البطن،[٣] وقد يستمر الألم لفترة قصيرة أو يستمر لعدة ساعات، ويكون الألم أشد في العادة عندما تكون المعدة فارغة، أو مباشرة بعد تناول الطعام، أو عند النوم، كما يجدر التنبيه إلى أنّ بعض أنواع الأطعمة قد تخفف من الألم، بينما بعضها الآخر قد يحفز ظهور الألم ويزيد من حدته.[٤]


ما هي أسباب الإصابة بقرحة المعدة والاثني عشر؟

إن الأسباب الشائعة للإصابة بقرحة المعدة والاثني عشر ما يلي:

  • البكتيريا الحلزونية (H.pylori): أو ما يعرف بجرثومة المعدة، وهي أكثر مسبب للإصابة بالقرحة الهضمية؛ حيث تسبب هذه البكتيريا التهاب في بطانة المعدة، مما يجعلها ضعيفة ومعرضة للإصابة بالتقرحات.
  • الاستخدام المفرط لمسكنات الألم الغير ستيرويدية (NSAIDs): حيث تسبب هذه الأدوية تهيج بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة، وتؤدي إلى التهابها.[٢]
  • تناول أدوية معينة أخرى مع مسكنات الألم الغير ستيرويدية: مثل الكورتيزون، أو مضادات التخثر، أو الأسبرين بجرعة منخفضة، أو مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، أو الأليندرونات.[٢]


ما هي عوامل خطر الإصابة بقرحة المعدة والاثني عشر؟

في الحقيقة لا يسبب أي من هذه العوامل القرحة الهضمية، لكنها تزيد من شدة الأعراض وتجعل من الصعب السيطرة عليه وعلاجه، ونذكر منها ما يأتي:[٢]

  • العلاج بالأشعة.
  • التدخين.
  • شرب الكحوليات بكثرة.
  • تناول الطعام الحار.[٢]
  • الإصابة بأمراض الكبد، والكليتين، والرئتين.[٥]
  • أن تكون مريضًا جدًا، وتم وضعك على جهاز التنفس.


كيف يمكن تشخيص قرحة المعدة والاثني عشر؟

يمكن للطبيب أن يشخص الإصابة بالقرحة الهضمية فقط بأخذ التاريخ المرضي للمصاب والتحدث عن الأعراض التي يعاني منها، إذا لم يكن يتناول أي مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية فيكون السبب في العادة بكتيريا، ولتأكيد التشخيص سيطلب الطبيب ما يلي:[٥]

  • الفحوصات لتأكيد الإصابة بجرثومة المعدة:[٦]
  • اختبار تنفس اليوريا (Urea breath test): يعد هذا الفحص الأكثر دقة؛ حيث يتم بلع مادة تحتوي على الكربون الإشعاعي التي تعمل البكتيريا الحلزونية على تكسيرها، ثم يقوم المريض بالنفخ في كيس؛ فإذا كنت مصابًا بالبكتيريا الحلزونية، ستحتوي عينة التنفس على الكربون المشع على شكل ثاني أكسيد الكربون فيكون اختبار التنفس إيجابي.
  • اختبار البراز للكشف عن وجود مولد المضاد (Stool antigen test): وهو عبارة عن بروتينات موجودة على سطح بكتيريا جرثومة المعدة، ويعد هذا الاختبار أكثر تحديدًا من اختبار الأجسام المضادة في الدم.
  • فحص الأجسام المضادة للبكتيريا الحلزونية في الدم: يعد هذا الفحص غير دقيق؛ كون وجود الأجسام المضادة قد يستمر إيجابياً على الرغم من مرور سنوات على الإصابة بهذا الالتهاب البكتيري، كما أنّ هذا الفحص لا يثبت أن البكتيريا تسببت بحدوث قرحة أم لا.
  • التنظير العلوي (Upper Endoscopy) للجهاز الهضمي: حيث يتم إدخال أنبوب مزود بكاميرا من الحلق لرؤية أي تغيرات داخل المعدة والأمعاء، ويمكن أخذ خزعة عند الحاجة.
  • إجراء الصور التشخيصية: تعد أقل شيوعاً لتأكيد التشخيص بالإصابة بالقرحة الهضمية، وتشمل هذه الصور التصوير بالأشعة السينية، والتصوير المقطعي، كما يجب على المصاب شرب سائلًا ليغلف الجهاز الهضمي ويجعل التقرحات أكثر وضوحًا لأجهزة التصوير.


كيف يمكن علاج قرحة المعدة والاثني عشر؟

يعتمد علاج القرحة الهضمية على العامل المسبب في العادة؛ وعادةً ما يتضمن العلاج قتل جرثومة المعدة إذا كانت هي المسبب، والحد من استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو تقليلها إن أمكن، وتخفيف الآلام ومساعدة القرحة على الشفاء بالأدوية،[٧] وقد يشمل العلاج ما يأتي:[٤][٢]

  • المضادات الحيوية لقتل جرثومة المعدة: قد تشمل على الأموكسيسيلين، أو الكلاريثروميسين، أو الميترونيدازول، أو التينيدازول، أو التتراسيكلين، أو الليفوفلوكساسين، ويتضمن العلاج استخدام أكثر من نوع من هذه المضادات للتخلص من البكتيريا.
  • مثبطات مضخة البروتون (PPI): تعمل هذه المثبطات على تقليل كمية الأحماض التي تفرزها المعدة. وتشمل الأوميبرازول، واللانسوبرازول، والرابيبرازول، والإيزوميبرازول، والبانتوبرازول.
  • حاصرات الهيستامين (H2-blockers): والتي تعمل على تقليل كمية حمض المعدة التي يتم إطلاقها في الجهاز الهضمي، وتعتبر علاجاً بديلاً لمثبطات مضخة البروتون، وتتوفر هذه الأدوية بوصفة طبية وأخرى دون وصفة طبية، وتشمل الفاموتيدين، والسيميتيدين، والنيزاتيدين.
  • مضادات الحموضة (Antacids): حيث تعمل على معادلة حمض المعدة وتوفير تسكين سريع ومباشر للألم، ولكنها لا تُستخدم عمومًا لعلاج القرحة.
  • الأدوية التي تحمي بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة: يتم استخدام عوامل حماية الخلايا التي تساعد في حماية الأنسجة التي تبطن معدتك والأمعاء الدقيقة، وتشمل الخيارات الأدوية الموصوفة طبيًا السوكرالفات.



إن الهدف من علاج قرحة المعدة والاثني عشر هو تخفيف الألم، وشفاء التقرحات، ومنع حصول المضاعفات.




 كم تقدر فترة العلاج المتوقعة؟

تعتمد الفترة التي تحتاجها لعلاج القرحة على نوع القرحة؛ فقرحة الاثني عشر تشفى خلال 6 أسابيع عادةً، بشكلٍ أسرع من قرحة المعدة التي تحتاج إلى 2-3 أشهر عادةً. القرحة التي حصلت بسبب تناول الأدوية تبدأ بالشفاء بعد التوقف عن استخدام الدواء بفترة قصيرة، كما يتم استخدام الأدوية المقللة لإنتاج أحماض المعدة لمدة 2-6 أسابيع لتسريع الشفاء وتقليل الألم، وأما القرحة التي حصلت بسبب البكتيريا فتبدأ بالشفاء بعد موت هذه البكتيريا عن طريق استخدام المضادات الحيوية مع الأدوية المقللة لإنتاج أحماض المعدة لمدة أسبوعين ومن ثم الاستمرار بالأدوية المضادة للحموضة وحدها لمدة 4-8 أسابيع، ومن الممكن أن تشفى القرحة التي سببتها البكتيريا من دون استخدام مضادات للبكتيريا مؤقتاً، إلا أنها ستعود أو سيتشكل قرحة جديدة لأن البكتيريا لم تمت. [٨]



قد تحتاج القرحة الهضمية إلى فترة علاج أطول في حالة وجود التقرح الشديد.




كيف يمكن الوقاية من قرحة المعدة والإثني عشر؟

بما أن أسباب الإصابة بجرثومة المعدة غير محددة بدقة حتى الآن، فقد يصعب تحديد طرق الوقاية منها بشكل جازم، ولكن قد تتضمن بعض النصائح المفيدة للوقاية من القرحة ما يأتي:[٩]

  • تجنب الأطعمة التي قد تسبب تهيج المعدة مثل الأطعمة الغنية بالتوابل، والحمضيات، والأطعمة الدهنية.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • مناقشة الطبيب حول إمكانية التوقف عن تناول العقاقير اللاستيرويدية المضادة للالتهابات، وفي حال لم يكن ذلك ممكنًا يفضل تناولها مع الطعام، لأن هذا قد يقلل من خطر تهيج بطانة المعدة.
  • التحكم والتقليل من التوتر والإجهاد العصبي، وغالبًا ما تكون التمارين المنتظمة وتقنيات استرخاء العقل والجسم مفيدة.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب الاتصال بالطبيب أو مراجعته بالسرعة القصوى عند ظهور هذه الأعراض، حيث إن ظهور هذه العلامات تدل على أن القرحة قد تسببت بمشكلة صحية أكبر:[١٠]

  • الشعور بالتعب، أو فقدان الوعي.
  • صعوبة في التنفس.
  • حدوث قيء يحتوي على الدم، أو اللون البني الغامق المائل إلى الأسود.
  • تواجد دم في البراز، أو براز لونه أسود.
  • الشعور بألم مفاجئ، حاد في المعدة، لا يتوقف.


المراجع

  1. "ULCERS", CDC, Retrieved 26/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Peptic ulcer", mayoclinic, Retrieved 26/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Peptic ulcer", .mountsinai, Retrieved 26/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "What's to know about peptic ulcers?", medicalnewstoday, Retrieved 26/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Peptic Ulcer Disease", my.clevelandclinic, Retrieved 26/4/2021. Edited.
  6. "peptic-ulcer", health.harvard, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  7. "peptic ulcer", www.mayoclinic.org, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  8. "Peptic Ulcer", drugs, Retrieved 26/4/2021. Edited.
  9. "Understanding Ulcer Prevention", www.webmd.com, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  10. "Symptoms & Causes of Peptic Ulcers (Stomach Ulcers)", niddk.nih, Retrieved 26/4/2021. Edited.