تُعرف الأمعاء الدّقيقة بأنّها مكان نظيف نسبيًّا مقارنة بأجزاء القناة الهضميّة الأخرى، وتتمثل وظيفة الأمعاء الدقيقة في امتصاص العناصر الغذائيّة، بمساعدة البكتيريا النّافعة التي تعيش بها بشكل طبيعيّ، لكن يحدث أحيانًا خلل في وظيفة الأمعاء وينتج عن ذلك فرط في نموّ بكتيريا الأمعاء.[١]

فرط النّمو البكتيري في الأمعاء

يُعرف فرط النّمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة (Small intestinal bacterial overgrowth, SIBO)، بأنّه اضطراب يحدث نتيجة ضعف وبطء حركة الطعام داخل الأمعاء، فيبقى الطعام لفترة أطول ممّا يسبّب زيادة مفرطة في نموّ البكتيريا في الأمعاء الدّقيقة، وهذا بدوره يؤدي إلى الإصابة بالإسهال وعسر امتصاص العناصر الغذائية.[٢][٣] ويتم علاجها عن طرق المضادات الحيوية وتغيير النظام الغذائي للشخص.



يُسمّى فرط النمو البكتيري في الأمعاء أحيانًا بمتلازمة العروة العمياء أو متلازمة العروة المغلقة (Blind loop syndrome)




أعراض فرط النّمو البكتيري في الأمعاء

تتضمّن الأعراض المرافقة لفرط النمو البكتيري في الأمعاء ما يلي:[٤]

  • الإسهال والذي يكون عادة مائي.
  • آلام، وتشنّجات، وانتفاخ في البطن.
  • الشّعور بامتلاء البطن.
  • وجود الغازات في البطن.
  • ظهور البراز الدهني.
  • فقدان الوزن.
  • فقدان الشّهية.[٥]
  • التعب والضّعف العام.[٥]


أسباب فرط النّمو البكتيري في الأمعاء

قد يحدث فرط النّمو البكتيري نتيجة انتقال البكتيريا من أحد أجزاء القناة الهضمية إلى الأمعاء الدّقيقة، أو بسبب تكاثر بكتيريا الأمعاء بشكل مفرط، وقد يحدث ذلك لأي من الأسباب الآتية:[٦]

  • بطء غير طبيعي في حركة الجهاز الهضمي.
  • انخفاض مستوى أحماض المعدة.
  • ضعف جهاز المناعة.
  • مضاعفات لجراحة في البطن، بما فيها: جراحات السّمنة كالمجازة المعدية، أو جراحة الاستئصال المعدي لعلاج القرحة الهضمية، أو سرطان المعدة.[٣]
  • وجود خلل في تكوين الأمعاء الدقيقة، كأن يحدث تندّب في الأنسجة أو ما يُعرف بالتصاقات الأمعاء، والتي يمكن أن تلتفّ حول الجزء الخارجيّ من الأمعاء الدّقيقة.[٣]
  • وجود انسداد في الأمعاء.[٥]
  • الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة والتي تحدث نتيجة استئصال جزء من الأمعاء الدّقيقة.[٤]


عوامل خطر فرط النّمو البكتيري في الأمعاء

تلعب العوامل التالية دورًا في زيادة خطر الإصابة بفرط النّمو البكتيري، وتتضمّن ما يلي:[٧]

  • استخدام الأدوية المضادة للحموضة.
  • وجود عيب في الصّمام اللفائفي.
  • تناول الأدوية المثبّطة للمناعة.
  • التوتّر العصبي.
  • التقدّم في السن.
  • الجنس: حيث تكون الإناث غالبًا أكثر عرضة للإصابة به.[٦]
  • اتباع نظام غذائي مرتفع السكّريات والكربوهيدرات والأطعمة المعالجة، إضافة إلى تناول الكحول.
  • الإصابة بأحد الأمراض أو الاضطرابات التّالية:
  • مرض حساسيّة القمح.
  • التهاب البنكرياس المزمن.
  • خزل المعدة السكري.
  • داء كرون.[٣]
  • مرض تصلّب الجلد.[٣]
  • ورم الأمعاء اللّيمفاوي.[٣]
  • رتج الأمعاء الدّقيقة (بالإنجليزية Diverticulosis)، والذي ينطوي على وجود فتق مخاطيّ يشبه الكيس في النّقاط الأكثر ضعفًا في جدار الأمعاء.[٨]
  • الضّمور العضليّ.[١] 
  • مرض باركنسون.[١]
  • وجود ممرّ غير طبيعيّ في الأمعاء الدّقيقة يُعرف بالنّاسور.[٣]
  • العلاج الإشعاعي.[٥]
  • تراكم بروتين يطلق عليه اسم الأميلويد في الأمعاء.[٥]


مضاعفات فرط النّمو البكتيري في الأمعاء

قد ينجم عن فرط النمو البكتيري المضاعفات التّالية:[٣]

  • ضعف امتصاص الدّهون، والكربوهيدرات، والبروتينات.
  • نقص الفيتامينات؛ فنتيجة لنقص امتصاص الدّهون، لن يتم امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدّهون بشكل كامل مثل فيتامين د، وفيتامين أ، وفيتامين ك، وكذلك نقص فيتامين ب 12 والذي يسبب الضّعف، والإرهاق، وتنميل اليدين والقدمين.
  • هشاشة العظام نتيجة نقص امتصاص الكالسيوم.
  • تكوّن حصوات الكلى نتيجة نقص امتصاص الكالسيوم أيضاً.
  • سوء التغذية.[٦]


تّشخيص فرط النّمو البكتيري في الأمعاء

يمكن إجراء مجموعة من الفحوصات التي تهدف للكشف عن نموّ البكتيريا في الأمعاء، وسوء امتصاص الدهون، أو أي مشكلة أخرى تساهم في ظهور الأعراض،[٣] وتتضمّن الفحوصات ما يلي:

  • فحص التنفس: (Hydrogen/Methane Breath Test) ويقيس هذه الفحص نسبة الهيدروجين والميثان في نفس المريض، وتشير النّتيجة إلى موقع وشدّة النّمو البكتيري في الأمعاء، إذ تعمل البكتيريا على إطلاق الهيدروجين والميثان في الأمعاء عند تحطيم الكربوهيدرات، وتنتقل جزيئات الهيدروجين والميثان إلى مجرى الدّم، ومن ثمّ إلى الرّئتين وبعدها تغادر الجسم أثناء التّنفس، ويحتاج المريض إلى الصّيام لمدّة 24 ساعة قبل إجراء هذا الفحص، ولإجراء هذا الفحص سيطلب من المريض شرب مشروب يحتوي على سكّر اللاكتوز، وأن يتنفّس داخل بالون أو أنابيب على فترات منتظمة.[٦]
  • فحص زراعة السائل المعوي: (Intestinal fluid culture test) ويُجرى بواسطة التنظير الداخلي (Endoscopy)، إذ يدخل الطبيب المنظار من الحلق ليصل إلى الأمعاء الدقيقة وتُؤخذ عيّنة من سوائل الأمعاء ليتم فحصها والبحث عن البكتيريا، ويُعدّ هذا الفحص من أفضل الطرق للكشف عن فرط النّمو البكتيري في الأمعاء.[٣]
  • فحص البراز: (Stool analysis) للبحث عن مشاكل امتصاص الدّهون.[٥]
  • الفحوصات التصويريّة: مثل التّصوير بالأشعّة السينية (X-ray)، أو الرّنين المغناطيسي (MRI)، أو التّصوير الطّبقي (CT-scan)، وذلك للبحث عن أيّ خلل في الأمعاء.[٥]
  • تحليل الدم: (Blood test) ويُجرى للكشف عن نقص بعض العناصر الغذائية كالفيتامينات، أو الإصابة بفقر الدّم.[٥]


علاج فرط النّمو البكتيري في الأمعاء

يتضمّن علاج فرط النمو البكتيري في الأمعاء ما يلي:[٢]

  • المضادّات الحيوية: يشعر معظم النّاس بالتّحسن بعد تناول المضادّات الحيوية عن طريق الفم لمدّة 10 -14 يوماً، ولكن لا تهدف المضادّات الحيويّة إلى القضاء على البكتيريا تمامًا، فبعضها مفيد وضروريّ لإتمام عمليّة الهضم. من أشهر أنواع المضادّات الحيوية المستخدمة في الخطّ العلاجيّ الأوّل الأموكسيلين (Amoxicillin)، والريفاكسيمين (Rifaximin)، ومترونيدازول (Metronidazole)، وقد يلجأ الطبيب إلى استخدام نوع واحد أو أكثر تبعاً لحالة المريض.[٦]




على الرغم من أنّ الجرعة الواحدة من المضادّات الحيوية لمدّة أسبوعين تكون كافية في معظم الحالات، إلا أنّ حالة فرط النّمو البكتيري تميل إلى التكرار، ولذا قد يحتاج المريض حينها إلى تكرار جرعات المضادّات الحيويّة، بحيث يتناولها لأسبوعين ومن ثمّ يتوقّف عن أخذها لأسبوعين آخرين وهكذا..



[٦]

  • تغيير النّظام الغذائيّ وتناول المكملات الغذائية: حيث يُنصح باتباع الخطوات التالية:[٥]
  • اتّباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات مع زيادة الدّهون لتعويض النّقص الحاصل فيها نتيجة سوء الامتصاص. [٢]
  • اتباع النّظام الغذائي الأساسيّ، وهو عبارة عن خطّة تتضمّن تركيبات غذائيّّة خاصة تلائم احتياجات الجسم، بدلًا من تناول الأطعمة التّقليدية.
  • الامتناع عن تناول الأطعمة التي تزيد الأعراض سوءًا والانتظار لمدة 3 أيام قبل إضافتها مرة أخرى إلى قائمة الطعام، وبهذا يُحدّد نوع الأطعمة التي تهيّج الأعراض.
  • تجنّب مكمّلات الألياف الغذائية وأدوية الشّراب التي تحتوي على السكر كأدوية السّعال.
  • تجنّب سكّر اللاكتوز، ففي حال تلف الأمعاء الدّقيقة لن تستطيع هضم سكّر اللاكتوز والذي يوجد في منتجات الحليب.
  • تناول المكمّلات الغذائية التي يصفها الطبيب لتعويض النّقص الحاصل في العناصر الغذائية. [٢]
  • الحصول على البريبايوتيك (Prebiotics) عن طريق الإكثار من تناول الفواكه والخضار والحبوب الكاملة، والبروبيوتيك (Probiotic) وهي البكتيريا النافعة، حيث يتواجد البروبيوتيك في الأطعمة المخمّرة مثل الزّبادي.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "SIBO (Small Intestinal Bacterial Overgrowth) Causes, Symptoms, Treatments, and Diet", www.medicinenet.com, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Small Intestinal Bacterial Overgrowth (SIBO)", www.msdmanuals.com, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "small-intestinal-bacterial-overgrowth", www.mayoclinic.org, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Small bowel bacterial overgrowth", medlineplus.gov, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "sibo-overview-what-is-it", www.webmd.com, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح "What to know about SIBO and its treatment", /www.medicalnewstoday.com, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  7. "What is Small Intestinal Bacterial Overgrowth (SIBO)?", www.nbwellness.com, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  8. intestinal diverticulosis refers to,points in the intestinal wall.&text=Small intestinal diverticula are far less common than colonic diverticula. "Small Intestinal Diverticulosis", emedicine.medscape.com, Retrieved 6/4/2021. Edited.