دودة الإسكارس: الأعراض، الأسباب والعلاج

ما هي دودة الإسكارس؟

تًعد دودة الإسكارس (بالإنجليزية: Ascaris Lumbricoides) من أكثر أنواع الديدان الخيطية المعوية التي تُصيب الإنسان شيوعًا، وأكبر الديدان الخيطية حجمًا، إذ يبلغ طولها ما بين 15 - 35 سنتيمتراً، تُسبب هذه الدودة داء الإسكارس (بالإنجليزية:Ascariasis)، والذي ينتشر في مناطق الصرف الصحي السيئة، كما ويرتبط بسوء التغذية وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد.^[١]

ما هي أسباب الإصابة بدودة الإسكارس؟

يُمكن أن يُسبب تبرز الإنسان المصاب بداء الإسكارس في حقل زراعي أو بالقرب من مصدر المياه في انتقال العدوى إلى الآخرين، كما يُمكن لأي شخص أن يُصاب بداء الإسكارس عند تناول الطعام أو الشراب الملوث خصوصًا إذا لم يُغسل الطعام أو الأيدي بشكل جيد، كما قد يُصاب الأطفال بالعدوى نتيجة للعبهم بالتراب أو النباتات، ومن ثم وضع أيديهم في أفواههم، ولكن توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بدودة الإسكارس، ويُذكر منها ما يأتي:^[٢]

• العيش في المناطق الاستوائية أو شبه استوائية.
• غياب قنوات الصرف الصحي الحديث.
• عدم وجود طرق سليمة للتخلص من البراز.
• استخدام البراز الملوث كسماد للمحاصيل.

ما هي طرق انتشار دودة الإسكارس؟

تبدأ العدوى بدودة الإسكارس عندما يبتلع الشخص بيوض دودة الإسكارس، حيث يفقس البيض في الأمعاء، ويُطلق اليرقات فيها، لتنتقل بعض اليرقات عبر مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى الرئتين، لتنمو هناك لمدة 10-14 يوماً، ومن ثم تتحرك بعض اليرقات إلى الحويصلات الهوائية لترتفع لأعلى الجهاز التنفسي ومن ثم إلى الحلق، ليُعاد ابتلاعها مرة أخرى، وتنتقل بعد ذلك إلى الأمعاء الدقيقة لتنضج فيها وتُصبح دودة بالغة، وتستغرق هذه العملية من شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويُمكن للدودة أن تعيش في الأمعاء من سنة إلى سنتين، ومن الجدير بالذكر أن الديدان البالغة تُفرز البيض في البراز، والذي ينمو في التربة، ليبدأ دورة أخرى عند تناولها.^[٣][٤]



يتواجد بيوض ديدان الإسكارس في الطعام أو المياه الملوثة، وتتميز بأنها شديدة التحمل للظروف حولها، إذ يُمكنها البقاء في التربة على قيد الحياة لعدة سنوات



ما هي أعراض الإصابة بدودة الإسكارس؟

في معظم حالات الإصابة بداء الإسكارس، فإنه لا تظهر أي علامات أو أعراض على المصاب، إلّا أن الإصابات المتوسطة إلى الشديدة قد تُسبب ظهور أعراض اعتمادًا على الجزء المصاب من الجسم، غالباً ما تكون هضمية أو رئوية، وفيما يأتي توضيحًا لذلك:^[٤]

• الأمعاء: إذا كان داء الإسكارس خفيفًا إلى معتدلًا، يُمكن أن يُسبب مجموعة من الأعراض المعوية، ومنها:
• ألم في البطن.
• الاستفراغ والغثيان.
• الإسهال أو خروج دم في البراز.

أما في حال وجود الكثير من الديدان في الأمعاء الدقيقة، فقد تظهر مجموعة من الأعراض، ومنها:

• الألم الشديد في البطن.
• التعب.
• فقدان الوزن وسوء التغذية.
• خروج الديدان في البراز.

• الرئتين: يسبب داء الإسكارس بذلك مجموعة من العلامات والأعراض المشابهة لمرض الربو أو الالتهاب الرئوي، ومنها:
• السعال المستمر.
• ضيق في التنفس.
• الصفير.

كيف يُمكن تشخيص دودة الإسكارس؟

عادةً ما يتم تشخيص داء الإسكارس عن طريق فحص البراز، ولكن يوجد أيضًا العديد من الفحوصات الأخرى،^[٥] وفيما يأتي توضيحًا لذلك:

• فحص البراز المجهري: يُمكن مشاهدة بيض الإسكارس من خلال فحص البراز تحت المجهر، ولكن من سيئات هذا الاختبار أن البيض لا يظهر في البراز إلّا بعد مضي 40 يومًا من الإصابة، كما لا يُمكن أن تظهر في حال كانت الديدان في طور حياة الجهاز التنفسي، بالإضافة لذلك لا يظهر البيض في البراز إذا كانت الإصابة ناتجة عن ديدان الإسكارس الذكور.^[٥]
• اختبار فرط الحمضات: (بالإنجليزية: Eosinophilia)، إذ يكون معدل الحمضات -وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، تكون نسبته في الحالات الطبيعية من 5 - 12%-، ولكن في حالة الإصابة بداء الإسكارس فقد ترتفع إلى 30 - 50% وخصوصًا عندما تكون دودة الإسكارس في طور اليرقات.^[٥]
• الاختبارات التصويرية: قد يطلب الطبيب بعض الاختبارات التصويرية لتحديد عدد الديدان الموجودة في الأمعاء، وتحديد موقعها، ويمكن أن تظهر الاختبارات التصويرية ديدان الإسكارس في كل من الكبد، والبنكرياس، والرئتين، ومن هذه الاختبارات ما يأتي:^[٢][٤]
• التنظير الداخلي (بالإنجليزية: Endoscopy) للنظر داخل الأمعاء.
• التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT Scan).
• التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound).
• الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray).

ما هو علاج دودة الإسكارس؟

تتوفر علاجات فعالة لعلاج دودة الإسكارس، كدواء ألبيندازول (بالإنجليزية: Albendazole) أو ميبيندازول (بالإنجليزية: Mebendazole)، والتي بدورها تقتل أو تشل حركة هذه الديدان المعوية، وتستخدم هذه الأدوية من يوم واحد إلى 3 أيام، كما تتوفر علاجات أخرى، يمكن بيانها كالآتي:^[٦]

• الإيفرمكتين (بالإنجليزية: Ivermectin).
• ليفتميزول (بالإنجليزية: Levamisole).
• بيرانتيل باموات (بالإنجليزية: Pyrantel Pamoate).
• نيتازوكسانيد (بالإنجليزية: Nitazoxanide).
• سيترات البيبيرازين (بالإنجليزية: Piperazine Citrate).

^[٦]

ما هي طرق الوقاية من الإصابة بدودة الإسكارس؟

يساعد اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية التالية في الوقاية من الإصابة بداء الإسكارس:^[٧]

• غسل اليدين بالماء والصابون قبل تناول الطعام.
• تجنّب لعب الأطفال بالأتربة الملوثة ببراز الإنسان أو القريبة من قنوات الصرف الصحي.
• توعية الأطفال بضرورة غسل اليدين باستمرار للوقاية من الإصابة بالعدوى.
• غسل أو تقشير جميع أنواع الخضار والفواكه النيئة قبل تناولها، وخصوصًا التي تنمو في التربة المخصبة بالسماد.
• عدم التغوط في غير أماكن الحمامات لمنع انتقال العدوى للآخرين.
• اتّباع الدولة للأنظمة الآمنة للتخلص من مياه الصرف الصحي.