التهاب البنكرياس (بالانجليزية: Pancreatitis) هو التهاب يصيب غدة البنكرياس، والتي تقع خلف المعدة في الجزء العلوي من البطن، وينتج البنكرياس إنزيمات تساعد على الهضم وهرمونات أخرى تساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، ويمكن أن يحدث التهاب البنكرياس على شكل التهاب حاد، مما يعني أنه يظهر فجأة ويستمر لعدة أيام، أو يمكن أن يكون مزمنًا، أي يحدث الالتهاب على مدى سنوات عديدة، وقد تختفي الحالات الخفيفة من التهاب البنكرياس دون علاج، ولكن الحالات الشديدة يمكن أن تسبب مضاعفات إذا ما تم تشخيصها وعلاجها مبكرًا،[١] تعرف على تشخيص التهاب البنكرياس وأهم الفحوصات.


تشخيص التهاب البنكرياس

هناك نوعان من التهاب البنكرياس، التهاب البنكرياس الحاد والتهاب البنكرياس المزمن، ويمكن بيان طرق تشخيصهما كالآتي:


تشخيص التهاب البنكرياس الحاد

التهاب البنكرياس الحاد هو نوبة التهاب مفاجئة وقصيرة تصيب المريض، ومن أولى الاختبارات التي يتم إجراؤها لتشخيص التهاب البنكرياس هو قياس مستوى مستويات الأميليز والليباز في الدم، إذ تشير مستويات هذه الإنزيمات العالية إلى حدوث التهاب الحاد في البنكرياس، وعادةً لا تكون مستويات هذه الهرمونات مرتفعة في حال التهاب البنكرياس المزمن،[٢][٣] إذ ترتفع مستويات هذه الإنزيمات في الأيام الأولى من الالتهاب وتعود لمستواها الطبيعي بعد 5-8 أيام من الالتهاب،[٤] ويعد هذا الفحص من الفحوصات المتاحة والسريعة، وقد يطلب الطبيب أيضًا عند أخذ عينة من الدم إجراء فحص لاختبار وظائف الكبد والكلى، أو وجود عدوى، أو فقر دم،[٢][٣] وقد يطلب الطبيب المزيد من الاختبارات للمساعدة في تحديد مدى خطورة الحالة وتقييم خطر الإصابة بمضاعفات أخرى، وقد تشمل هذه الفحوصات:[٥]

  • التصوير المقطعي المحوسب: حيث يتم أخذ سلسلة من الصور باستخدام الأشعة السينية لبناء صورة أكثر تفصيلاً للبنكرياس.
  • فحص التصوير بالرنين المغناطيسي: حيث تُستخدم المجالات المغناطيسية القوية وموجات الراديو لإنتاج صورة مفصلة للأعضاء داخل الجسم.
  • فحص بالموجات فوق الصوتية: حيث يتم استخدام الموجات الصوتية لإنشاء صورة للمرارة للكشف عن حصوات المرارة وصورة للبنكرياس.


تشخيص التهاب البنكرياس المزمن

التهاب البنكرياس المزمن هو التهاب مستمر في البنكرياس لعدة سنوات، ولا توجد اختبارات موثوقة ومحددة لتشخيص التهاب البنكرياس المزمن، ويمكن أن يعتمد الطبيب في البداية على الأعراض الظاهرة على المريض، أو تاريخ نوبات التهاب البنكرياس الحاد المتكرر، أو اتباع أنماط حياة غير صحية مثل تعاطي الكحول، وقد تكون اختبارات الدم مفيدة في فحص مستويات الجلوكوز في الدم، والتي قد تكون مرتفعة في حال الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن، وكما ذُكر سابقًا فإنه لا يمكن الاعتماد على اختبارات الدم لمستويات مرتفعة من الأميليز والليباز في هذه المرحلة، وسيحتاج الأطباء إلى إلقاء نظرة فاحصة على البنكرياس وإجراء العديد من الفحوصات الأخرى من أجل تشخيص المرض بشكل صحيح،[٤] وتشمل الفحوصات التي قد يطلبها الطبيب لذلك ما يأتي:[٢][٦]

  • اختبار وظائف البنكرياس بمادة السكريتن: يتحقق هذا الاختبار من استجابة البنكرياس لهرمون تفرزه الأمعاء الدقيقة يسمى السكريتن (بالإنجليزية: Secretin)، عادةً ما يؤدي السكريتن إلى إفراز البنكرياس لعصارة الجهاز الهضمي، حيث يقوم الطبيب بتمرير أنبوب من الحلق، إلى الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة لإدخال مادة السكريتن وقياس استجابة البنكرياس لذلك.
  • اختبار الجلوكوز الفموي: قد يحتاج المريض إلى إجراء هذا الاختبار إذا اشتبه الطبيب في أن الالتهاب قد أضر بخلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، حيث يقيس هذا الاختبار كيفية تعامل الجسم مع السكر من خلال فحص مستوى السكر في الدم قبل وبعد شرب محلول سكري.
  • تحليل البراز: قد يطلب الطبيب إجراء تحليل للبراز لمعرفة ما إذا كان جسم المريض يواجه صعوبة في هضم الدهون.
  • التنظير الداخلي بالموجات فوق الصوتية: يتم خلال هذا الاختبار إدخال أنبوب طويل ورفيع يحمل منظاراً داخلياً من خلال الفم، عبر الحلق والمعدة، ووصولًا إلى الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، ومن ثم يتم أخذ مجموعة من الصور عالية الدقة للأعضاء الداخلية مثل البنكرياس وقنوات المرارة.
  • تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع: والذي يُعرف اختصاراً (ERCP)، يتم خلال هذا الاختبار إدخال أنبوب طويل ورفيع يحمل كاميرا مثبتة في نهايته من خلال الفم، عبر الحلق والمعدة، ووصولًا إلى الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، في منطقة تسمى "أمبولة فاتر"، ويتم حقن الصبغة في قناة البنكرياس والقناة الصفراوية، مما يتيح للطبيب رؤية ما بداخل البنكرياس والقناة الصفراوية، ويمكن خلال هذا الاختبار إزالة أي شيء يسد البنكرياس أو القناة الصفراوية، مثل حصوة المرارة أو حصوة البنكرياس.
  • تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالرنين المغناطيسي: يلتقط هذا الاختبار الصور باستخدام موجات الراديو والموجات المغناطيسية القوية ويعرضها على جهاز كمبيوتر، في بعض اختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي، سيحتاج المريض إلى حقن صبغة لإظهار صورة أكثر تفصيلاً للبنكرياس وقنوات المرارة.

المراجع

  1. "Pancreatitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 4/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Pancreatitis", clevelandclinic, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Acute and Chronic Pancreatitis", www.medicinenet.com, Retrieved 4/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "What's to know about chronic pancreatitis?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4/5/2021. Edited.
  5. "Acute pancreatitis", www.nhs.uk, Retrieved 4/5/2021. Edited.
  6. "Chronic Pancreatitis", cedars-sinai, Retrieved 29/3/2021. Edited.