يساهم تشخيص الإصابة بأمراض الكبد بشكلٍ مُبكر في المساعدة على منع حدوث تلف الكبد، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن طرق تشخيص أمراض الكبد وأهم الفحوصات التي يمكن إجراؤها.[١]

تشخيص أمراض الكبد وأهم الفحوصات

يشمل التشخيص الدقيق لأمراض الكبد: الحصول على التاريخ المرضي والعائلي للشخص وإجراء الفحص البدني للشخص من قبل الطبيب المختص،[٢] ومن ثم يطلب الطبيب الخضوع لبعض الفحوصات المخبرية أهمها فحص وظائف الكبد وأنزيمات الكبد والمواد الأخرى التي ينتجها الكبد حيث تشير إلى مدى صحة الكبد، وإجراء بعض الفحوصات التصويرية للحصول على معلومات إضافية عن الكبد والأعضاء المحيطة به بهدف التأكد من التشخيص الدقيق للمرض.[٣]


التاريخ الطبي والفحص البدني

قد يقوم الطبيب بالاستفسار عن بعض الأمور المهمة التي قد تدل على احتمالية الإصابة بأمراض الكبد، ومن الجدير ذكره بأن الفحص البدني يتم لجميع أنحاء الجسم؛ بما في ذلك القلب، والرئتان، والدماغ، والجلد، والجهاز العصبي، والبطن، وذلك في سبيل الاستدلال على الإصابة بأمراض الكبد، ومن أهم الأمور المتعلقة بالتاريخ الطبي والفحص المدني ما يأتي:[٤]

  • السؤال عن التاريخ الصحي السابق للشخص.
  • السؤال عن التاريخ العائلي للإصابة بأمراض الكبد.
  • تناول المريض الكحول أو المخدرات.
  • وجود تاريخ مرتبط بنقل دم ملوث.
  • وجود تاريخ مرتبط باستخدام حقن ملوثة.
  • السؤال حول ما إن كان هناك تاريخ مرتبط بممارسة العلاقات الجنسية غير الشرعية.


فحوصات وظائف الكبد

يُستدل على مدى سلامة الكبد من خلال إجراء مجموعة من فحوصات الدم، ويمكن من خلالها تحديد ما إذا كانت المشاكل الصحية المتعلقة بالكبد حادة أم مزمنة، بالإضافة إلى إمكانية التمييز بين حالات الكبد المختلفة من خلالها، ومن أبرز فحوصات وظائف الكبد نذكر ما يأتي:[٥]

  • فحص ناقلة أمين الألانين: (Alanine transaminase test)، واختصاراً (ALT)، والذي قد يُفيد في الكشف المبكر عن الإصابة بأمراض الكبد، إذ تشير المستويات المرتفعة من الإنزيم إلى وجود مشكلة في الكبد حتى وإن لم تكن الأعراض ظاهرة.[٦]
  • فحص ناقلة أمين الأسبارتات: (Aspartate transaminase test)، واختصاراً (AST)، إذ يتسرب هذا الإنزيم إلى الدم عند حدوث تلف في الكبد أو العضلات، وبالتالي فإن قياس مستوياته تساعد على الكشف عن الإصابة بأمراض الكبد.[٧]
  • فحص ناقلة الببتيد غاما غلوتاميل: (Gamma-glutamyl transpeptidase test)، واختصاراً (GGT)، إذ يتواجد هذا الإنزيم في جميع أنحاء الجسم وبتركيز أعلى داخل الكبد،[٨] لذلك قد تشير المستويات المرتفعة منه إلى الإصابة بأمراض الكبد أو تلف في القنوات الصفراوية.[٩]
  • فحص الفوسفاتيز القلوي في الدم: (Serum alkaline phosphatase test, ALP)، إذ يتسرب إنزيم الفوسفاتيز القلوي إلى الدم عندما يتضرر الكبد، لذلك قد تشير المستويات المرتفعة من الفوسفاتيز القلوي في الدم إلى وجود أمراض الكبد.[١٠]
  • فحص بيليروبين الدم: (Serum bilirubin test): إذ يعد البيليروبين من المركبات التي يتم إنتاجها في الكبد، ويتم إفرازها في العصارة الصفراوية، وقد تدل المستويات المرتفعة من البيليروبين على وجود انسداد يُعيق تدفق العصارة الصفراوية أو مشاكل في الكبد تعيق عمليات معالجة العصارة الصفراوية.[٥]
  • فحص ألبومين الدم: (Serum albumin test)، والذي يقيس مستويات بروتين الألبومين الذي يعد البروتين الرئيسي الذي ينتجه الكبد، لذلك فإنّ جودة صناعة بروتين الألبومين تُشير إلى مدى صحة وسلامة الكبد.[١١]
  • فحص زمن البروثرومبين: (Prothrombin time test)، واختصاراً (PTT)، ويعد البروثرومبين أحد البروتينات التي تتم صناعتها في الكبد، وهو يمثل أحد العوامل المسؤولة عن عملية التخثر، ويقيس فحص زمن البروثرومبين الزمن الذي يستغرقه الدم لتكون الخثرة الدموية،[١٢] لذلك قد يشير ارتفاع هذه المدة إلى وجود مشاكل في الكبد أو نقص في عوامل التخثر الأخرى.[٥]
  • فحص إنزيم نازع لهيدروجين اللاكتات: (Lactic dehydrogenase test, LDH)، وقد يشير وجود هذا الإنزيم بمستويات مرتفعة إلى الإصابة بأمراض الكبد، ولكن قد يرتبط أيضاً بوجود مشاكل واضطرابات أخرى.[١٣]
  • فحص النوكليوتيداز: (Nucleotidase test)، يعد إنزيم 5'-نوكليوتيداز أحد الإنزيمات الخاصة بالكبد، لذلك قد يشير هذا الفحص إلى الإصابة بأمراض الكبد؛ خاصة الأمراض المتعلقة بالركود الصفراوي.[١٤]
  • فحص ألفا فيتو بروتين: (Alpha-fetoprotein test)، وعادةً ما يطلب القيام بفحص ألفا فيتو بروتين للكشف عن السرطانة الخلوية الكبدية (Hepatocellular carcinoma) أو لمراقبة فعالية علاجات بعض أنواع السرطانات.[١٤]
  • فحص الأجسام المضادة للميتوكوندريا: (Mitochondrial antibodies test)، إذ قد يُشير وجود الأجسام المضادة للميتوكندريا في الدم إلى الإصابة بالتهاب الأقنية الصفراوية الأولي، أو التهاب الكبد المزمن، أو قد يشير إلى الإصابة بأحد أنواع أمراض المناعة الذاتية.[١٤]
  • فحص عوز مضاد التريبسين ألفا 1: (Serum alpha-1 antitrypsin test)، واختصاراً (A1AT)، ويُجرى عادةً للكشف عن الإصابة ببعض أنواع تليف الكبد لدى الأطفال والبالغين.[١٤]
  • فحوصات الدم الروتينية: ومن أبرزها: فحص التعداد الكامل للكشف عن عناصر الدم؛ ففي حال الإصابة بأمراض الكبد المتقدمة على وجه الخصوص قد ينخفض عدد خلايا الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية.[٤]


الفحوصات التصويرية

كما ذكر سابقًا تساعد الفحوصات التصويرية الطبيب على التأكد من التشخيص الدقيق للحالة، ومن أبرز الفحوصات التصويرية التي تتعلق بأمراض الكبد ما يأتي:[١٥]

  • تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية: (Abdominal Ultrasound)، يتم إنتاج صور للكبد والأعضاء الأخرى داخل البطن باستخدام الموجات فوق الصوتية، ويُمكن ذلك من تقييم تدفق الدم من الكبد وإليه باستخدام تقنية دوبلر المتصلة بجهاز الموجات فوق الصوتية.[١٦]
  • التصوير المقطعي المحوسب: (CT-scan)، والذي يساهم في توفير معلومات تتعلق بأمراض الكبد، والمرارة، والقنوات الصفراوية، وذلك من خلال الصور التي يتم إنتاجها بواسطة الأشعة السينية وتكنولوجيا الحاسوب،[١٥] ومن الجدير ذكره أن التصوير المقطعي المحوسب للبطن يمكّن أيضاً من تقييم شدة أمراض الكبد.[١٦]
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI)، وفيه يتم إنتاج صور مفصلة للكبد بما يُتيح تقييم الأضرار الناتجة عن الإصابة بأمراض الكبد المختلفة، وذلك باستخدام مجال مغناطيسي قوي ونبضات ترددات لاسلكية بالاستعانة بأجهزة الحاسوب.[١٦]
  • تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي: (MRCP)، والذي يعد أحد البروتوكولات الخاصة التابعة للتصوير بالرنين المغناطيسي، ويتم الاستعانة بهذا الإجراء لتقييم الجهاز الصفراوي الذي يعد جزء من الكبد والمرارة.[١٦]


الخزعة

يعد إجراء الخزعة أحد الطرق المتبعة لتشخيص أمراض الكبد، وفيه تتم إزالة عينة من نسيج الكبد لتشخيص أمراض الكبد والبحث عن علامات يمكن من خلالها الاستدلال على مدى صحة وسلامة الكبد أو مدى تلفه، وعادةً ما يتم هذا الإجراء بإدخال إبرة طويلة عبر الجلد إلى الكبد لسحب عينة من أنسجة الكبد ومن ثم إرسالها إلى لمختبر لفحصها.[١٧]


المراجع

  1. ↑ "The Progression of Liver Disease", liverfoundation, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  2. ↑ "Liver Disease", medicinenet, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  3. ↑ "Cirrhosis", mayoclinic, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Liver disease diagnosis", news-medical, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Liver Function Tests for Chronic Liver Disease", stanfordhealthcare, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  6. ↑ "ALT Blood Test", medlineplus, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  7. ↑ "Aspartate Transaminase", urmc.rochester, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  8. ↑ "Gamma-Glutamyl Transferase (GGT)", labtestsonline, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  9. ↑ "Gamma-glutamyl Transferase (GGT) Test", medlineplus, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  10. ↑ "Alkaline Phosphatase", medlineplus, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  11. ↑ "Liver Disease", labtestsonline, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  12. ↑ "Viral Hepatitis and Liver Disease", hepatitis, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  13. ↑ "Liver function tests", mayoclinic, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث "Common Liver Tests", hopkinsmedicine, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  15. ^ أ ب "CT Scan of the Liver and Biliary Tract"، urmc.rochester، اطّلع عليه بتاريخ 4/4/2021. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث "Cirrhosis of the Liver", radiologyinfo, Retrieved 4/4/2021. Edited.
  17. ↑ "Liver disease", mayoclinic, Retrieved 4/4/2021. Edited.