من منّا لم يشعر بامتلاء معدته وكأنّه تناول وجبة طعام ضخمة؟ أو أنّه لا يوجد فراغ في بطنه بحيث يكون مشدودًا ومُثقلًا؟ هذا ما يُعرف بنفخة البطن والتي تحدث نتيجة امتلاء الجهاز الهضميّ بالهواء أو الغازات،[١] فما هي النفخة؟ وما أسباب حدوثها؟ ومتى ينبغي مراجعة الطّبيب بشأنها؟

ماذا تعني نفخة البطن؟

نفخة البطن (Bloating) هي مُشكلة شائعة الحدوث، إذ يكون البطن حينها مشدودًا ومملوءًا، ومن الطّبيعي أن يبرز البطن للأمام حين يكون مملوءّا بالطّعام أو البراز وأكثر قليلّا ممّا يكون عليه في الصّباح حين يستيقظ الشّخص من النّوم، لكن في حالات نفخة البطن فإنّها تحدث لأسباب كثيرة لكن معظمها بسيط وغير مؤذٍ وتختفي باستخدامِ علاجاتٍ بسيطة، ونادرًا ما تكون أسبابها خطيرة والتي ستسبّب حينها أعراضًا مزعجة.[٢][٣]


أعراض نفخة البطن

الشّعور بشدّ البطن وامتلائه من أبرز أعراض نفخة البطن، والذي قد لا يكون مصحوبًا ببروز مرئيّ في البطن، وإلى جانب ذلك قد تنطوي نفخة البطن على الأعراض التّالية:[٣]

  • التجشّؤ.
  • مغص البطن.
  • الشّعور بالغثيان.
  • الإسهال.


أسباب حدوث نفخة البطن

يواجه معظم الأشخاص نمطًا واحدًا من النّفخة والذي قد يتكرّر حدوثه لمرّات عديدة على مدار حياتهم، وبذلك لا يوجد ما يثير القلق لطالما تحدث النّفخة وفق النّمط المعتاد، ولكن حين يختلف نمط النفخة أو تصبح أعراضها أسوأ ممّا كانت عليه سابقًا، فعندئذ قد يُعزى حدوثها للأسباب التالية:[٤]

  • الغازات: تراكم الغازات في المعدة والأمعاء من أشهر أسباب حدوث النّفخة، والذي قد يحدث نتيجة تناول أطعمة معيّنة مثل القرنبيط، والبروكلي، والملفوف، أو وجود عدوى في المعدة.
  • التوتر.[٥]
  • عسر الهضم: وهو أمر شائع الحدوث، إذ يشعر الفرد بالانزعاج والتّخمة والذي قد يحدث نتيجة الإفراط في تناول الطّعام أو تناول أدوية مهيّجة للمعدة.
  • الإمساك: وغالبًا ما يسبّب النّفخة.
  • اضطّراب الهُرمونات: قد يسبّب الاضطراب الهرموني الذي يحدث قبل الدّورة الشهرية أو ما بعد سنّ اليأس حدوث النفخة.[٥]
  • اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل:[٢]
  • متلازمة القولون العصبي.
  • مرض التهاب الأمعاء مثل داء كرون.
  • فرط نموّ البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
  • عدم تحمّل الأطعمة: يعاني بعض الأشخاص من النّفخة بعد تناولهم طعام معيّن، وهذه الحالات تُسمّى بالحساسيّة الغذائيّة أو عدم تحمّل بعض الأغذية، مثل:[٤]
  • عدم تحمل اللاكتوز.
  • مرض السيلياك (Celiac Disease).
  • حساسية الجلوتين.
  • عادات خاطئة عند تناول الطّعام والشّراب، مثل:[٦]
  • ابتلاع الهواء عند تناول الطّعام بسرعة
  • مضغ العلكة.
  • الإسراف في شرب المشروبات الغازية.
  • استخدام الماصّة لشرب السّوائل.
  • مصّ الحلوى الصلبة.
  • اكتساب الوزن.[٥]
  • تغيير النّظام الغذائي: عادة ما يؤدّي تغيير النّظام الغذائيّ الذي يتّبعه الفرد إلى حدوث النّفخة، إذ تُفيد بعض النّظريّات أنّ تناول الطّعام يحدث تغييرًا في نوع البكتيريا التي تعيش في الأمعاء؛ ممّا يسبّب النّفخة وتراكم الغازات، مثل تناول الكثير من الأطعمة المالحة والكربوهيدرات.[٥]
  • شلل المعدة: (Gastroparesis)، وهو اضطراب هضميّ يؤثّر في آليّة تفريغ المعدة للطّعام، إذ تتوقف عضلات المعدة عن العمل بشكل طبيعي ممّا يؤدّي إلى بطء في تفريغ المعدة من الطّعام وانتقاله إلى الأمعاء.[٤]
  • التصاقات البطن: قد تحدث النفخة نتيجة وجود التصاقات في البطن بعد الخضوع لجراحة في البطن أو الحوض مثل جراحة استئصال الرحم على سبيل المِثال.[٢]


كيف يمكن علاج نفخة البطن؟

يُمكن التّخفيف من الشّعور بالنّفخة من خِلال:


تعديل نمط الحياة

عادة ما تنتهي مشكلة النفخة لوحدها دون علاج، فقط يحتاج الفرد إلى تعديل في نمط حياته ونظامه الغذائي، ويُنصح إجراء ما يلي:[٥]

  • الحدّ من تناول الأطعمة المالحة، والكربوهيدرات، والمشروبات الغازية.
  • تجنب الأطعمة التي تحتوي على الثّوم، أو البصل، أو القمح، أو الذرة.
  • إذا كان الإمساك هو سبب حدوث النفخة، فيُعالج بتناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية، وشرب كمّيات كبيرة من الماء، وممارسة الرّياضة بانتظام، وقد يحتاج البعض إلى تناول المليّنات للتّخلص من الإمساك.
  • للحالات التي تعاني من عدم تحمّل الطّعام، ينبغي تحديد نوع الطّعام الذي يسبّب النّفخة ومشاكل الجهاز الهضمي والابتعاد عنه، وقد يساعد الطبيب أو أخصائي التغذية في ذلك.
  • تجنّب مضغ العِلكة.[٧]
  • مضغ الطّعام جيدًا وعدم الإسراع أثناء تناوُله.[٧]
  • تجنّب التّحدّث أثناء المضغ لتلافي دُخول الهواء من الفم.[٧]
  • شُرب السوائل من الكأس مُباشرةً دون الحاجة لاستخدام الماصّة.[٧]
  • تقليل كميّة الوَجبة المأكولة.[٧]
  • تجنّب التّعرّض للتّوتر خاصةً للأشخاص الذين يُعانون من مُشكلة القولون العصبي (IBS).[٧]




معلومة: وُجد أنّ تناول البروبيوتيك قد يساعد على التّخلص من النّفخة.




العلاج الطبيعي

تساعد الإجراءات التالية على التخلص من مشكلة النفخة مثل:[٨]

  • تدليك البطن: يساعد تدليك البطن على تشجيع الأمعاء على طرد الغازات والإخراج، وهذا بدوره سيتخلّص من النّفخة.
  • ممارسة نشاط حركي بعد تناول الطّعام: يُنصح بالمشي لمدة 10- 15 دقيقة بعد تناول الطعام وذلك لتشجيع الأمعاء على الحركة.[٩]
  • أخذ حمّام دافئ: إذ تساعد الحرارة على ارتخاء البطن المشدود، ممّا يخلّص الجسم من التّوتر، وبالتّالي يستطيع الجهاز الهضمي أداء وظيفته بفعاليّة أكبر والتخلص من الانتفاخ.
  • شُرب شاي الأعشاب: إذ تُساعِد بعض الأعشاب على التّخفيف من النّفخة، ومن أبرَز هذه الأعشاب:[١٠]
  • النّعناع.
  • البابونج.
  • الشّيح.




يُمكن لشاي الزّنجبيل أن يكون مُفيدًا كذلك.




العلاج الدوائي

يتضمّن العِلاج الدّوائي كُل من:

  • الأقراص أو الكبسولات التي تحتوي على مركب سيميثكون: (Simethicone) والتي تساعد على التّخلص من الغازات المتراكمة داخل البطن.[٦]
  • كبسولات زيت النّعناع: تساعد كبسولات زيت النّعناع على التّخلص من عسر الهضم وما يرافقه من تراكم للغازات؛ فهي تعمل على إرخاء عضلات الأمعاء، ممّا يسمح بحركة الغازات والبراز عبر الأمعاء بفعالية أكبر، وبالتالي التخلص من النفخة.[٨]
  • الحبوب أو السّوائل التي تحتوي على مركب ألفا دي-غالاكتوسايداز: (alpha-D-galactosidase)، وهو إنزيم قادر على تحليل السكريات غير القابلة للهضم.[٦]
  • دواء الفَحم النّشط: (Activated charcoal)، إذ يُمكن استخدام دواء الفَحم النّشط مثل (®Eucarbon) للتّخفيف من الغازات التي تُسبب النّفخة كذلك.[١١]




مُلاحظة: إذا كانت النّفخة مُرتبطة بمرض مزمن مثل كرون، فيجب على المريض الالتزام بأدويته لتجنب الانتفاخ وأعراض الجهاز الهضمي الأخرى.




أعراض تحذيرية تستدعي مُراجعة الطبيب

هُناك أعراض قد تُصاحِب النّفخة وتستدعي مُراجعة الطّبيب، مثل:[١٢]

  • خسارة الوزن: فهي من أبرز العلامات التحذيرية التي تشير إلى وجود مشكلة خطيرة، وتحديدًا إذا لم يحدث تغيير في النّظام الغذائيّ.
  • الاستسقاء: وهو تجمّع السّوائل في البطن أو الحوض، ويسبّب النفخة واكتساب الوزن.
  • آلام حادّة في البطن: والتي يرافقها حدوث النفخة فجأة، فتشير إلى وجود انسداد معوي بسبب نسيج ندبي أو ورم ضاغط على الأمعاء.
  • الحمّى: تشير الحمى التي ترافق النّفخة إلى وجود عدوى أو التهاب ما.


المراجع

  1. "bloating", familydoctor, Retrieved 11/1/2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت John P. Cunha (16/12/2020), "why_am_i_so_bloated", medicinenet, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Dan Brennan (12/11/2020), "what_causes_bloating_in_the_stomach", medicinenet, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Zawn Villines (14/1/2020), "What causes abdominal bloating?", medicalnewstoday, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "bloating", healthdirect, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت Peter Jaret (10/9/2011), "Bloating 101: Why You Feel Bloated ", webmd, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح "11 Proven Ways to Reduce or Eliminate Bloating", healthline, Retrieved 22/9/2021. Edited.
  8. ^ أ ب Jennifer Berry, "Eighteen ways to reduce bloating", medicalnewstoday, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  9. "Be Active to Beat Bloating", everydayhealth, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  10. "8 Herbal Teas to Help Reduce Bloating", healthline, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  11. charcoal is created by,at reducing gas and bloating. "Does Activated Charcoal Help with Gas and Bloating?", connect.uclahealth, Retrieved 22/9/2021. Edited.
  12. "Seriously Bloated: Warning Signs You Shouldn't Ignore", everydayhealth, Retrieved 5/5/2021. Edited.