حصوات المرارة

تُعد حصوات المرارة (Gallstones) قطعًا صلبة تُشبه الحصى في شكلها، تتكون داخل المرارة من الكوليسترول أو البيليروبين،[١][٢] ويلجأ الطبيب إلى علاج الحصوات فقط حال ظهور أي أعراض. [٣]




تختلف أعراض حصوات المرارة من شخصٍ لآخر؛ فالعديد من الأشخاص قد يُصابون بحصوات المرارة دون أن تظهر عليهم أي أعراض أو مشاكل، وفي هذه الحالة لا يحتاج المصاب لأي علاج.



حجم حصوات المرارة

يختلف حجم الحصوات التي تُشكلها المرارة من شخصٍ لآخر؛ إذ يتراوح حجمها بين حجم حبات الرمل إلى حجم كرة الجولف، كما يختلف عددها أيضًا؛ إذ يُمكن أن تتشكل حصوة واحدة كبيرة، أو مئات الحصوات الصغيرة، أو مجموعة من الحصوات الكبيرة والصغيرة.[١]


أنواع وأسباب حصوات المرارة

تنقسم حصوات المرارة للأنواع الآتية:[١][٤]

  • حصوات الكوليسترول: (Cholesterol Stones) يميل لون هذه الحصوات للون الأصفر أو الأخضر، وتتكون بصورة أساسية من الكوليسترول؛ عند عدم قدرة العصارة الصفراوية على هضم الكميات الكبيرة من الكوليسترول، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول وتكون حصوات المرارة.



تُشكل حصوات الكولسترول ما يُقارب 75% من حصوات المرارة.


  • حصوات صباغية: (Pigment Stones) يميل لون هذه الحصوات للون الداكن، وتتكون بصورة أساسية من مادة البيليروبين (Bilirubin). ويكمن السبب في تكونها وجود كميات كبيرة من البيليروبين نتيجة لإصابة الشخص بتليف الكبد، أو العدوى، أو أمراض الدم.
  • الحصوات المختلطة: يمكن أن تتكون لدى بعض الأشخاص نوعا حصوات؛ حصوات الكوليسترول والحصوات الصباغية.
  • عدم قدرة المرارة على تفريغ محتوياتها طوال الوقت؛ مما يجعل العصارة الصفراوية شديدة التركيز، وبالتالي تشكّل الحصوات.


أعراض حصوات المرارة

في حال استقرار الحصوة في القنوات الصفراوية، فإنها تسبب انسدادها مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من العلامات والأعراض، منها:[٣]

  • ألم مفاجئ يزداد سوءًا مع مرور الوقت في الجزء الأيمن العلوي من البطن، قد يستمر من دقائق إلى ساعات متواصلة
  • ألم مفاجئ يزداد سوءًا مع مرور الوقت في مركز البطن، أسفل عظام الصدر مباشرةً.
  • آلام الظهر بين لوحي الكتف.
  • ألم في الكتف الأيمن.
  • الغثيان أو القيء.


عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة

هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة، ويُذكر منها ما يأتي:

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بحصوات المرارة.[٥]
  • السمنة الزائدة.[٥]
  • فقدان الوزن بسرعة كبيرة.[٥]
  • تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول، وقلة تناول الأطعمة الغنية بالألياف.[٥]
  • قلة النشاط الحركي، وعدم ممارسة التمارين الرياضية.[٥]
  • الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة.[٥]
  • ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية (Triglyceride) في الجسم.[٥]
  • انخفاض مستوى الكولسترول الجيد (HDL) في الجسم.[٥]
  • عدم تناول الطعام لفترة طويلة، كتخطي وجبة الإفطار يوميًا.[٥]
  • الجِنس؛ فالنساء أكثر عرضة للإصابة بحصوات المرارة مقارنةً بالرجال.[٥]
  • الإصابة بمرض السكري.[٥]
  • تناول بعض الأدوية مثل: الأدوية الخافضة للكوليسترول، حبوب منع الحمل، أو الأدوية التي تحتوي على الإستروجين.[٦][٥]


تشخيص حصوات المرارة

تُشخص معظم حصوات المرارة عن طريق الصدفة،[٧] وفي حال اعتقد الطبيب وجود حصوات في المرارة، فقد يلجأ إلى الاختبارات التصويرية التي تزوده بمعلومات حول موقع وحجم الحصوات، وتأثيرها على وظيفة المرارة،[٨] كما تكشف عن وجود أي التهاب أو انسداد يُعيق تدفق العصارة الصفراوية. [٦] ومن الأمثلة على الاختبارات التصويرية ما يأتي:[٨]

  • تصوير الموجات فوق الصوتية لمنطقة البطن: (Abdominal Ultrasound)، هو الاختبار الأكثر شيوعًا لتقييم أمراض المرارة؛ إذ تنتج الموجات فوق الصوتية صورًا للمرارة والقنوات الصفراوية.
  • التصوير المقطعي المحوسب لمنطقة البطن: (Abdominal CT Scan)، يزوّد التصوير المقطعي صورًا مفصّلة للمرارة والقنوات الصفراوية.
  • تصوير البنكرياس والأوعية الصفراوية بالرنين المغناطيسي: (MRCP)، يزوّد التصوير بالرنين المغناطيسي صورًا مفصّلة للكبد والمرارة والقنوات الصفراوية والبنكرياس.




عند تشخيص حصى المرارة، قد يطلب الطبيب مجموعة من اختبارات الدّم؛ لتقييم عمل الكبد والبنكرياس، وفحص مستوى معاملات الالتهاب.




علاج حصوات المرارة

يعدّ علاج حصوات المرارة ضروريًا في حال تسببت بما يأتي:[٩]

  • الأعراض كآلام البطن.
  • المضاعفات كاليرقان أو الصفار (Jaundice)، أو التهاب البنكرياس الحاد (Acute Pancreatitis).


وفي هذه الحالات يمكن اللجوء إلى ما يلي:

  • يوصى بإجراء استئصال المرارة (Cholecystectomy)، ويتم بإحدى الطريقتين؛ بالمنظار (Laparoscopic Cholecystectomy) وهو إجراء طبي بسيط ينتج عنه مضاعفات قليلة، أو عن طريق عملية مفتوحة (Open surgery).
  • يمكن استخدام الأدوية لتذويب حصى المرارة، ويتم اللجوء إليها في حال عدم قدرة المريض على إجراء استئصال المرارة.
  • في حال تسببت حصوات المرارة بانسداد القنوات الصفراوية، فيوصى بإجراء أحد تقنيات التصوير الخاصة التي تقوم بالكشف عن القنوات الصفراوية ومن ثم حقن مادة تباين خاصة في القنوات الصفراوية بهدف تحديد الحصوات ومن ثم إزالتها بنجاح، ومنها:[٨]
  • تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP): حيث يتم استخدام منظار داخلي يُمرر من الفم إلى الاثني عشر.
  • تصوير الأقنية الصفراوية عبر الكبد عن طريق الجلد (PTC): حيث يتم إجراء شق صغير في الجلد، وإدخال إبرة في القنوات الصفراوية.



تعتبر تقنيات التصوير (ERCP) و (PTC) تشخيصية وعلاجية في آن واحد.




الوقاية من حصوات المرارة

يُمكن التقليل من فرصة الإصابة بحصوات المرارة من خلال اتّباع الإجراءات التالية:

  • تجنّب زيادة الوزن أو السمنة.[٦]
  • تجنّب فقدان الوزن بسرعة كبيرة في حال اتّباع نظام غذائي معين.[٦]
  • تجنّب تناول أدوية منع الحمل، أو الأدوية التي تحتوي على الأستروجين في حال كانت المرأة لديها عوامل خطر أخرى تزيد من فرصة إصابتها بحصوات المرارة.[٦]
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف، كالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة.[٣]
  • تجنّب تخطي وجبات معينة من الطعام، والالتزام بمواعيد الوجبات المعتادة يوميًا.[٣]


هل هناك ضرر من العيش دون مرارة؟

الجواب لا؛ إذ من الممكن أن يعيش الإنسان بعد استئصال المرارة حياة طبيعية؛ حيث يستمر الكبد في إنتاج العصارة الصفراوية، ولكن بدلًا من أن تتجمع في المرارة، ستُفرز مباشرةً في الأمعاء الدقيقة لهضم الطعام.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Definition & Facts for Gallstones", National Institutes of Health, 1/11/2017, Retrieved 10/3/2021. Edited.
  2. "Gallstones", clevelandclinic, 7/10/2019, Retrieved 10/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Gallstones", mayoclinic, 23/1/2021, Retrieved 10/3/2021. Edited.
  4. Minesh Khatri (16/2/2020), "Gallstones (Cholelithiasis)", webmd, Retrieved 10/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Tracee Cornforth (21/8/2019), "Causes and Risk Factors of Gallstones", verywellhealth, Retrieved 10/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Gallstones: Symptoms, diagnosis and treatment", health.harvard, 1/12/2014, Retrieved 10/3/2021. Edited.
  7. Adam Felman (4/12/2017), "Everything you need to know about gallstones", medicalnewstoday, Retrieved 10/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Gallstones", radiologyinfo, 21/1/2020, Retrieved 10/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب