قد تُصيب أنواع مختلفة من البكتيريا الأمعاء وتسبب لها أمراضًا مختلفة؛ مثل الالتهاب المعوي الذي تتراوح أعراض الإصابة به من البسيطة إلى الشّديدة، ورغم أنّ عدوى الأمعاء البكتيرية أقل شيوعًا من تلك الفيروسيّة، إلا أنّها ما تزال تشكّل خطرًا على صحّة الإنسان، فما أنواع البكتيريا التي تصيب الأمعاء؟ وما أعراضها؟[١]


أنواع بكتيريا الأمعاء وأعراضها

تختلف أنواع البكتيريا التي تُصيب الأمعاء وتسبّب التهابًا فيها، تختلف الأعراض في شدّتها عند الإصابة بها؛ وأبرزها الإسهال والتقيّؤ وآلام البطن، وفي هذا المقال نذكر أشهر أنواع بكتيريا الأمعاء وأعراضها.[٢]


العصيات القولونية (Escherichia coli)

تعيش بكتيريا العصيات القولونية بشكل طبيعي في أمعاء الإنسان، ومعظم أنواعها غير مؤذية، لكن قد تسبّب بعض سلالاتها أعراضًا شديدة مثل الإسهال الدمويّ والتقيّؤ، فقد يُصاب الإنسان بها نتيجة تناول طعام ملوّث؛ خاصّة الخضار النّيئة أو اللّحوم الحمراء غير المطبوخة جيّدًا، وعادةً ما يتعافى منها البالغون الأصحّاء في غضون أسبوع، بينما الأطفال والكبار في السّن فقد يكونون عرضةً لخطر الإصابة بمضاعفاتها، وقد تظهر على المُصاب الأعراض التّالية:[٣]

  • الإسهال، الذي يتراوح بين إسهال خفيف ومائيّ القوام إلى إسهال شديدٍ مصحوبٍ بالدم.
  • تقلّصات وآلام في المعدة.
  • غثيان وتقيّؤ لدى بعض الحالات.


السالمونيلا (Salmonella)

هي أحد أنواع البكتيريا الممرضة والتي تصيب الجهاز الهضمي في ما يسمّى بداء السالمونيلا (Salmonellosis)، تنتقل هذه البكتيريا إلى الإنسان بعدّة طرقٍ، مثل: تناول الأطعمة النيّئة أو غير المطبوخة جيدًا، أو عند عدم غسل الأشخاص العاملين في تحضير الطعام أيديهم بعد انتهائهم، أو إهمال تنظيف أسطح المطبخ وأدوات الطّبخ، كما قد تنتقل من الحيوانات كالدواجن إلى الإنسان بعد مخالطتها مع إهمال نظافة الأيدي قبل البدء في تحضير الطّعام، وتبدأ أعراض العدوى بالظّهور بعد مرور 12- 72 ساعة من بدء الإصابة، فتستمرّ من 4 - 7 أيام وغالبًا ما تتعافى حالات الإصابة منها دون التدخّل العلاجي، وتتضمّن الأعراض ما يلي:[٤]

  • الإسهال.
  • الحمّى.
  • تقلصات في البطن.
  • في الحالات الشّديدة؛ تكون الأعراض أكثر حدّة، مثل: الحمّى الشديدة، والصداع، والإعياء والتّعب، بالإضافة إلى ظهور طفح جلدي، ودم في البول أو البراز.


الشيغيلا (Shigella)

تسبّب بكتيريا الشيغيلا داء الشّيغيلات أو ما يُسمّى بالزّحار، والذي ينجم عنه الإسهال والحمّى، إذ تنتقل العدوى للإنسان عبر الفم بعد لمس الأيدي للأسطح الملوّثة بالشيغيلا مثل ألعاب الأطفال، أو تجهيزات الحمام، أو طاولات غيار الحفاض، كما قد تنتقل من شخصٍ مصاب إلى آخر، كأن تنتقل من الطفل المصاب إلى الشخص البالغ عند تغيير الحفاض مع عدم غسل الأيدي جيدًا، أو تنظيف الحمام بعد استعماله من قبل شخصٍ مصاب، وعادة ما تظهر أعراض الإصابة بعد 1-2 يوم من التّعرض للعدوى والتي تستمرّ لمدة 7 أيام، وأحيانًا يبقى الشخص معديًا لعدّة أسابيع حتى بعد اختفاء الإسهال، وتتضمّن الأعراض الشّائعة لعدوى ما يلي:[٥]

  • الإسهال الذي قد يكون مصحوبًا بالدم.
  • الحمّى.
  • آلام المعدة.
  • الشّعور بالحاجة إلى التّغوط حتى وإن كانت الأمعاء فارغة.


بكتيريا العطيفة (Campylobacter)

تحدث الإصابة بعدوى العطيفة نتيجة تناول طعامٍ ملوّث ممّا يسبّب التهابًا معويًا، ويكون الأطفال الرّضع والأطفال الصّغار أكثر عرضةً للإصابة من البالغين، كما أنّ الرّجال أكثر عرضة للإصابة من النّساء، وتزداد حالات الإصابة في فصل الصّيف مقارنة بفصل الشّتاء، وتبدأ الأعراض بالظّهور بعد عدّة أيّام من تناول الطّعام الملوّث، التي تستمرّ عادة لمدّة أسبوع، وتكون الأعراض كالتّالي:[٦]

  • الإسهال والذي قد يكون مصحوبًا بالدم.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • تشنّجات في البطن.
  • الانتفاخ.
  • الحمّى.


الكلوستريديوم أو بكتيريا المطثية (Clostridium)

تسبّب الإصابة ببكتيريا المطثية التهابًا حادًّا في القولون (Colitis)، وتتراوح أعراض الإصابة بين الخفيفة التي تتضمّن الإسهال المائيّ، والذي يحدث 3- 4 مرّات في اليوم ويستمر لعدّة أيام بجانب تقلّصات وآلام المعدة، إلى أعراضٍ شديدة ترتبط بالتهابٍ حادّ في القولون، والذي يسبب تكوّن الخرّاج في أنسجة القولون بالإضافة إلى نزفها، وتتمثل الأعراض عادةً بما يلي:[٧]

  • الإسهال الذي يحدث لأكثر من 10 مرّات في اليوم.
  • تشنّجات حادّة في البطن.
  • الحمّى.
  • الغثيان.
  • فقدان الشّهية والوزن.
  • الجفاف.
  • تسارع دقّات القلب.


اليرسينيا المعوية (Yersinia)

هي بكتيريا معويّة تنتقل للإنسان عند تناوله طعامًا غير مطبوخ جيدًا، ويكون الأطفال أكثر عرضةً للإصابة من البالغين، كما تكثر الإصابة بها في فصل الشّتاء، وتسبّب اليرسينيا ظهور الأعراض بعد 4- 7 أيّام من التّعرض للعدوى التي تستمرّ من 1- 3 أسابيع، وتكون الأعراض بناءً على عمر المُصاب كما يلي:[٨]

  • الأطفال الصّغار: تتمثل لديهم الأعراض بالحمّى، وألم في البطن، وإسهال مصحوبٍ بالدم.
  • الأطفال الأكبر سنًّا والبالغون: تتمثل لديهم الأعراض بالحمّى، وألم في الجهة اليمنى من البطن، والذي يسبّب الالتباس أحيانًا مع أعراض التهاب الزّائدة الدودية.


الكوليرا (Cholera)

هي عدوى بكتيريّة تصيب الإنسان نتيجة شرب ماء ملوث، أو العيش في أماكن مزدحمة تفتقر إلى الصّرف الصّحي، وتسبّب الكوليرا إسهالًا حادًّا يرافقه الجفاف المهدد للحياة في غضون ساعات إن لم تتم معالجته، وقد لا تظهر الأعراض على المُصاب رغم خروج البكتيريا في برازه لمدة 7 -14 يومًا، وحين ظهور الأعراض فهي تتمثّل بما يلي:[٩]

  • الإسهال؛ يحدث الإسهال المرتبط بالكوليرا فجأة ويسبّب فقدان كميّات كبيرة من السّوائل، أيّ ما يُعادل لترًا واحدًا في الساعة، ويظهر البراز بلون فاتح وأقرب للون الحليب أو الماء الذي يُغسَل فيه الأرز.
  • الغثيان والتقيّؤ؛ إذ يبدأ التقيّؤ في المراحل الأولى من العدوى ويستمرّ لعدّة ساعات.
  • الجفاف؛ قد يتطوّر الجفاف بعد عدّة ساعات من ظهور أعراض الكوليرا، ويتراوح من جفافٍ بسيط إلى حادّ، إذ إنّ فقدان 10% من وزن الجسم يُشير إلى وجود جفاف حاد.


كيف تنتقل البكتيريا إلى الأمعاء؟

تنتقل العدوى البكتيرية إلى الأمعاء من خلال تناول طعام أو شراب ملوّثين بالبكتيريا، والذي قد يحدث كالآتي:[١٠]

  • تلوث اللّحوم أو الدّواجن بالبكتيريا عند معالجة الحيوانات.
  • تلوّث الماء المُستخدم في ريّ المزروعات أو تربية المواشي بفضلات الإنسان أو الحيوان.
  • تحضير الطّعام بشكل غير مناسب في المطاعم أو محلّات البقالة أو المنازل.
  • تحضير الطّعام من قِبَل شخص مصاب مع عدم غسل يديه جيّدًا قبل البدء بتحضيره.
  • استخدام أدوات طبخ، أو ألواح تقطيع ملوّثة.
  • شرب مياه غير معالجة، أو حليب غير مبستر.
  • تناول اللّحوم غير المطبوخة جيّدًا، أو الخضار النّيئة وعصير الفواكه.


علاج بكتيريا الأمعاء

في معظم الحالات يحدث الشفاء من بكتيريا الأمعاء دون التدخّل العلاجي، لكن ما يحتاج إلى العلاج هو التقيّؤ والإسهال، وعمومًا ينُصح باتّخاذ تدابير العلاج المنزلي التالية:[٢]

  • أخذ قسط كافٍ من الرّاحة.
  • شرب كمّيات كبيرة من السّوائل وخاصّة الماء لتعويض السّوائل المفقودة.
  • تناول الحساء أو الشوربات، فقد يسبب الجفاف فقدان كميّات كبيرة من أملاح الصّوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم، كما تتوفّر محاليل الأملاح الخاصّة لذلك في الصّيدليات.
  • تناول كميّات قليلة من الطّعام الغنيّ بالمعادن في أوقاتٍ منتظمة.
  • تجنّب منتجات الألبان، والطّعام الغنيّ بالألياف والفواكه.
  • تجنّب الرّياضة أو تناول المشروبات الغازية أو تلك التي تحتوي على كميّات كبيرة من السّكر.
  • إذا كان الجفاف شديدًا ولا يمكن تعويض السّوائل عن طريق العلاجات المنزليّة فينبغي الذّهاب إلى المستشفى للحصول على المغذّيات الوريدية.




يصف الطبيب المضادات الحيوية في الحالات الشديدة من التهاب الأمعاء البكتيري.




الوقاية من بكتيريا الأمعاء

يمكن الوقاية من الإصابة ببكتيريا الأمعاء باتّخاذ التدابير التالية:[١]

  • غسل اليدين جيدًا عند التّعامل مع الطّعام أو قبل البدء بطهيه.
  • عدم ترك الطّعام لفترة طويلة عند تقديمه، والتخلّص منه إذا كان هناك شك بأنه أصبح تالفًا.
  • تجنّب استهلاك الطعام أو الشراب الملوّث.
  • تجنب مخالطة الأفراد الذين تظهر عليهم أعراض مثل التقيّؤ أو الإسهال.
  • تجنّب تناول الطعام غير المطبوخ جيدًا.
  • استخدام معقّمات اليد الكحولية.


المراجع

  1. ^ أ ب "Bacterial Gastroenteritis", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "How to treat and prevent bacterial gastroenteritis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  3. "e-coli", www.mayoclinic.org, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  4. "salmonella-salmonellosis", www.fda.gov, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  5. "Questions & Answers", www.cdc.gov, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  6. "campylobacter-infection", www.webmd.com, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  7. "Clostridium Difficile (C. Diff)", www.webmd.com, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  8. "yersinia", www.cdc.go, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  9. "/cholera", www.mayoclinic.org, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  10. "Bacterial gastroenteritis", medlineplus.gov, Retrieved 4/4/2021. Edited.