ما هو الكبد: أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان

يتكون الجهاز الهضمي في جسم الإنسان من العديد من الأعضاء المهمة، التي تعمل معًا لتحقيق وظيفتها في هضم الطعام، والسوائل التي تدخل إلى الجسم، وتحويلها إلى طاقة يستفيد منها الجسم في القيام بالعمليات الحيوية، ويعد الكبد أحد أهم هذه الأعضاء، وسنتحدث في هذا المقال عن الكبد، ووظائفه في جسم الإنسان.^[١]

ما هو الكبد؟

يعد الكبد أكبر عضو وأكبر غدة في جسم الإنسان، إذ يزن حوالي 1.5 كيلوغرام، ويقع على الجانب الأيمن من الجسم، ويتميز بلونه البني المحمر وملمسه المطاطي، ويصنف الكبد كجزء من الجهاز الهضمي، ولا يمكن للفرد الشعور بكبده أو لمسه، وذلك لأنه محمي بالقفص الصدري، ويتكون الكبد من قسمين كبيرين، هما: الفص الأيمن، والفص الأيسر، وتقع المرارة وأجزاء من البنكرياس، والأمعاء، تحت الكبد مباشرة، ومن الجدير بالذكر أن الكبد يقوم بأكثر من 500 وظيفة أساسية في جسم الإنسان.^[٢][٣]

وظيفة الكبد

يقوم الكبد بالعديد من الوظائف المهمة في جسم الإنسان، إذ يتحكم الكبد في معظم المستويات الكيميائية في الدم، وفي ما يلي ذكر لأهم وظائف الكبد:^[٢][٤]

• إنتاج العصارة الصفراوية، والتي تساعد على امتصاص الكوليسترول، والدهون، والفيتامينات، الموجودة في الطعام.
• امتصاص واستقلاب البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) وهو مركب ناتج من تحطم بروتين الهيموجلوبين، وهذه العملية مهمة في إنتاج خلايا دم جديدة.
• تخزين الفيتامينات، والمعادن مثل A و D و E و K و B12، وذلك لعدة سنوات، بالإضافة إلى تخزين الحديد الناتج من تكسير الهيموجلوبين على شكل مركب الفيريتين.
• إنتاج العديد من البروتينات المهمة لخلايا الدم.
• إنتاج الكوليسترول، والبروتينات الخاصة للمساعدة في نقل الدهون عبر الجسم.
• تحويل الأمونيا الضارة إلى يوريا، والتخلص من اليوريا من خلال البول.
• محاربة الالتهابات ودعم المناعة، والتخلص من البكتيريا في مجرى الدم.
• تنقية الدم من المواد الضارة، مثل: الأدوية.

مشاكل وأمراض الكبد الشائعة

تظهر على المريض المصاب بأمراض الكبد بعض الأعراض التي تدل على حدوث مشاكل في الكبد، مثل: انتفاخ البطن والساقين، وظهور كدمات على الجلد غير مبررة، وتغيرات في لون البول والبراز، واصفرار في الجلد والعينين، وفيما يلي ذكر لأهم المشاكل الصحية والأمراض التي تصيب الكبد:^[٥][٣]

• التهاب الكبد: ينتج التهاب الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis) عن عدوى من بعض الفيروسات، مثل: التهاب الكبد A، و B، و C، وقد ينتج أيضاً عن الإفراط في شرب الكحول، أو الاستخدام الخاطئ للأدوية، أو نتيجة الإصابة بحساسية، أو نتيجة لزيادة الوزن المفرطة.
• تليف الكبد: يعرف تليف الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis) بأنه حدوث ندوب دائمة في الكبد نتيجةً للأذى المستمر للكبد، وينتج ذلك عن التعرض للسموم، أو الإفراط في شرب الكحول، أو بسبب تناول أدوية معينة لفترات طويلة.
• سرطان الكبد: ويحدث سرطان الكبد عادةً بعد الإصابة بتليف الكبد.
• فشل الكبد: يحدث فشل الكبد نتيجة التعرض لعدوى، أو الإصابة بأحد الأمراض الوراثية، أو نتيجةً للإفراط في شرب الكحول.
• الاستسقاء الكبدي: يحدث الاستسقاء الكبدي (بالإنجليزية: Ascites) نتيجة الإصابة بتليف الكبد، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في منطقة البطن، فيصبح البطن منتفخاً وثقيلاً.
• داء ترسب الأصبغة الدموية: يعرف داء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis) بأنه ترسب وتجمع الحديد في الكبد، وفي أجزاء الجسم الأخرى، مما يؤدي إلى حدوث تتضرر في الكبد.
• التهاب القنوات الصفراوية المصلب الأولي: (بالإنجليزية: Primary sclerosing cholangitis) وهو من الأمراض النادرة التي تسبب التهاب، وندوب في القنوات الصفراوية الموجودة في الكبد.
• تليف الكبد الصفراوي الأولي: (بالإنجليزية: Primary biliary cirrhosis) وهو مرض نادر يحدث فيه تدمير بطيء لللقنوات الصفراوية في الكبد، مما يؤدي إلى حدوث ندوب في الكبد، وبالتالي الإصابة بتليف الكبد.

فحوصات الكبد

تساعد فحوصات الكبد على معرفة السبب الرئيسي وراء أمراض الكبد المختلفة، مما يسهل على الطبيب البدء بالعلاج اللازم، وفي ما يلي ذكر لأهم الفحوصات التشخيصية أمراض الكبد:^[٦][٧]

• فحوصات الدم: تساعد اختبارات الدم في تشخيص العديد من أمراض الكبد، وتسمى اختبارات وظائف الكبد، وتقيس هذه الاختبارات مستويات إنزيمات الكبد في الدم، والتي تساعد على تشخيص التهاب الكبد، ومن الجدير بالذكر أن مستوى إنزيمات الكبد قد تكون طبيعية في المراحل النهائية من أمراض الكبد، وذلك بسبب محاولة الكبد مواجهة التلف الشديد الذي لحق به، وتوجد اختبارات دم أخرى تساعد على الكشف عن بعض أمراض الكبد الأخرى، مثل: تعداد الدم الكامل (بالإنجليزية: CBC)، وفحص فيروس التهاب الكبد الوبائي، واختبارات عوامل تخثر الدم.
• الاختبارات التصويرية: قد يلجأ الطبيب إلى إجراء تصوير للكبد لتقييم هيكل الكبد، والأنسجة المحيطة به، وللكشف عن تليف الكبد، وتتضمن: فحص الموجات فوق الصوتية، والتصوير بالأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
• فحص خزعة من أنسجة الكبد: في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب لأخذ خزعة من الكبد، وذلك لتقييم درجة الضرر الذي لحق بالكبد، أو لتأكيد التشخيص بالإصابة بمرض معين، وتؤخذ الخزعة من الكبد عبر إدخال إبرة رفيعة وطويلة عبر الجلد إلى الكبد، ثم أخذ جزء صغير من أنسجة الكبد، وترسل العينة بعد ذلك إلى المختبر وتُفحص تحت المجهر، وفي بعض الحالات قد تُستخدم الموجات فوق الصوتية للمساعدة على توجيه الإبرة، وذلك لاستهداف موضع معين بدقة، وتجدر بنا الإشارة إلى أن أخذ الخزعة من الكبد يجب أن يجرى في ظروف معقمة، وتحت إشراف طبي لمنع حدوث أي عدوى، ويمكن استخدام مخدر موضعي على الجلد لتقليل الشعور بالألم عند إدخال الإبرة.

نصائح للحفاظ على صحة وسلامة الكبد

يوجد العديد من الإجراءات يمكن اتباعها للحفاظ على صحة وسلامة الكبد، نذكر منها ما يلي:^[٨]

• تجنب تناول الأدوية غير الضرورية، بالإضافة إلى تجنب خلط الأدوية مع بعضها البعض دون استشارة الطبيب.
• التوقف عن شرب الكحول.
• التعامل بحذر مع المنظفات التي يمكن رشها، إذ أن استنشاق رذاذ المنظفات قد يكون سامًا للكبد.
• تجنب استنشاق رشاشات مضادات الحشرات، وبخاخات الطلاء، وجميع البخاخات الكيميائية الأخرى.
• أخذ مطعوم ضد فيروس التهاب الكبد الوبائي A و B.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام كالمشي، وصعود الدرج.
• تجنب مشاركة مستلزمات العناية الشخصية مع الآخرين مثل: أمشاط الشعر، وشفرات الحلاقة، وأدوات العناية بالأظافر.
• تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا ومتكاملًا، وذلك بالحرص على احتوائه على جميع العناصر الغذائية.
• التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف في الحمية الغذائية، مثل: الفواكه، والخضروات الطازجة، والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، والأرز.
• تجنب السمنة، وزيادة الوزن والحفاظ على وزن صحي.
• التوقف عن التدخين.
• الالتزام بالجرعة الصحيحة من الأدوية التي يصفها الطبيب.
• مراجعة الطبيب لإجراء فحوصات منتظمة، وإخبار الطبيب بجميع الأعراض السريرة التي قد يشعر بها المراجع.