النزلة المعوية: الأعراض، الأسباب والعلاج

النزلة المعوية

تعرف النزلة المعوية بأنها التهاب المعدة والأمعاء (Gastroenteritis)؛ وهو أحد أنواع الالتهابات التي تصيب بطانة الأمعاء بسبب التعرض لأي من أنواع الجراثيم التي قد تكون فيروسية، أو بكتيرية، أو طفيلية،^[١][٢] ويعدُّ من الحالات الشائعة جدًّا، التي تصيب الأشخاص من جميع الفئات العمرية، لكنه أكثر شيوعاً لدى الأطفال، وهو من الأمراض قصيرة الأمد.^[٣][٤]

أعراض النزلة المعوية

هناك مجموعة من الأعراض المصاحبة للنزلة المعوية، والتي تتضمن ما يأتي:^[٥]

• الإسهال المائي والتقيؤ: تعد من الأعراض الرئيسية. ^[١]
• الشعور بآلام في المعدة.
• الغثيان.
• فقدان الشهية.
• ارتفاع درجة الحرارة بشكلٍ طفيف، والقشعريرة.^[٦]
• صداع الرأس.^[٦]
• التعب وآلام في العضلات.^[٦]
• سوء التغذية؛ خاصة عند الأطفال الرضع.^[٦]
• الجفاف، وذلك بسبب الإسهال الشديد والتقيؤ.^[٦]

متى تبدأ وتنتهي أعراض النزلة المعوية؟

عادة ما تظهر الأعراض المرافقة للإصابة بالنزلة المعوية بعد يوم من التعرض للإصابة، وقد تستمر لأقل من أسبوع في معظم الحالات، لكنها يمكن أن تستمر لفترة أطول في بعض الحالات.^[٤]

أسباب النزلة المعوية

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الأمعاء، ونذكر فيما يأتي بعضٌ منها:^[٣][١]

• الإصابة بالعدوى الفيروسية: إذ تعدُّ الفيروسات السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء.
  

  يعد فيروس الروتا (rotavirus) المسبب الرئيسي للإصابة بإنفلونزا المعدة عند الرضع والأطفال الصغار في العادة، أما فيروس النوروفيروس (norovirus) فعادة ما يصيب الأشخاص البالغين.

  
• الإصابة بالعدوى البكتيرية: على الرغم من أنَّ البكتيريا ليست من الأسباب الشائعة للإصابة بالنزلة المعوية، إلا أن هناك بعض الأنواع التي قد تسبب الإصابة بها، مثل؛ بكتيريا السالمونيلا (Salmonella) وبكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli)، وبكتيريا الشيغيلا (Shigella).
• الإصابة بالعدوى الطفيلية: في بعض الحالات قد تسبب الطفيليات الإصابة بالنزلة المعوية، لكن لا يعّد هذا من الحالات الشائعة.
• أسباب أخرى غير شائعة: هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب المعدة، وهي كالتالي:
• تناول الكثير من الأطعمة الحمضية.
• تناول بعض أنواع الأدوية؛ مثل المضادات الحيوية، ومضادات الحموضة، وملينات المعدة، وبعض أدوية العلاج الكيميائي.
• التعرض للسموم الموجودة في بعض أنواع المأكولات البحرية.
• التعرُّض للمعادن السامة.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالنزلة المعوية

هناك مجموعة من الأشخاص الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء، وهم:^[٦]

• الرضّع والأطفال الصغار؛ بسبب عدم اكتمال جهاز المناعة لديهم.
• أطفال الحضانات، وأطفال المدارس، بالإضافة إلى الطلاب الذين يعيشون في مساكن الطلبة.
• كبار السن؛ وخاصة الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والمتواجدون في دور رعاية المسنين.
• الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية في الجهاز المناعي، مثل: الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، أو الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي.

تشخيص الإصابة بالنزلة المعوية

يتمكن الأطباء في كثير من الأحيان من تشخيص الإصابة بالنزلة المعوية من خلال ملاحظة الأعراض المرافقة لها فقط، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض الاختبارات لاستبعاد بعض من الحالات الصحية الأخرى، وذلك من خلال:^[٣]

• أخذ عينات من البراز (Stool analysis): وذلك للكشف عن وجود بكتيريا، أو طفيليات، أو فيروسات في البراز.
• إجراء التنظير الشرجي أو ما يعرف بالتنظير السيني: ويتمُّ إجراء هذا التنظير من قبل الطبيب، وذلك عن طريق إدخال أنبوب رفيع ومرن يحتوي على كاميرا صغيرة من فتحة الشرج إلى الأمعاء الغليظة السفلية للبحث عن علامات الإصابة بالنزلة المعوية، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الإجراء لا يتطلب استخدام أي مخدر، وعادة يتطلب من الوقت ما يقارب 15 دقيقة.

علاج النزلة المعوية

يختلف علاج النزلة المعوية بالاعتماد على المسبب الرئيسي الكامن وراء الإصابة بها، وفي ما يأتي شرح لكيفية العلاج:

التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي

بداية يجدر التنبيه إلى أنّه لا يوجد علاج طبي محدد للنزلة المعوية الفيروسية في العادة، لكن يمكن اللجوء إلى مجموعة من تدابير الرعاية الصحية للحفاظ على الراحة وتجنب الإصابة بالجفاف، مثل:^[٧][٤]

• اشرب كميات قليلة من السوائل على مدار اليوم، وخاصة الماء؛ وذلك للوقاية من الإصابة بالجفاف، ويجدر التنبيه إلى أنّ شرب رشفات صغيرة متكررة من السوائل على مدار ساعتين خلال اليوم يعدُّ أفضل من شرب كمية كبيرة دفعة واحدة.

• احرص على تناول كميات صغيرة من الطعام بشكل متكرر عند الشعور بالغثيان، وحاول البدء تدريجيًّا بتناول الأطعمة الخفيفة وسهلة الهضم بما في ذلك الخبز المحمّص، والموز، والأرز، والتوقُّف عن الأكل في حال الشعور بالغثيان مرة أخرى.
• احرص على الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة.
• استخدام مسكنات الألم مثل دواء بنادول (Panadol)؛ للتخفيف من حدة الأعراض.
• تجنّب كل من الحليب، ومنتجات الألبان، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، بالإضافة إلى الأطعمة الدهنية أو الأطعمة التي تحتوي على الكثير من البهارات لبضعة أيام.
• احرص على الامتناع عن تناول الأطعمة الصلبة لبضع ساعات، حتى يزول الشعور بالغثيان.
• يجدر التنبيه إلى ضرورة تجنُّب إعطاء الأدوية المضادة للإسهال والتقيؤ للأطفال دون استشارة الطبيب.

التهاب المعدة والأمعاء البكتيري أو الطفيلي

يمكن أن يصف الطبيب المضادات الحيوية في حال كانت العدوى البكتيرية هي السبب وراء الإصابة بالنزلة المعوية، أو الأدوية المضادة للطفيليات في حال كانت العدوى الطفيلية هي المسبب، كما ينصح باتباع الإجراءات السابق ذكرها في هذه الحالة أيضاً.^[٨]

متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب اللجوء إلى طلب المساعدة الطبية في الحالات الآتية:^[٦]

• استمرار ظهور الأعراض لأكثر من خمسة أيام، أو في حال ازدياد شدتها.
• ظهور الأعراض مرة أخرى بعد اختفائها.
• ظهور دم في البراز.
• الشعور بألم مستمر في البطن.
• الإصابة بالجفاف؛ وتتضمن أعراض وعلامات الجفاف ما يأتي:^[٦][٣]
• جفاف الشفتين والفم.
• برودة اليدين والقدمين.
• الشعور بالعطش الشديد.
• ظهور البول بلون داكن، وذو رائحة كريهة.
• قلة كمية البول عن المعتاد.
• الدوار، والدوخة عند الوقوف.
• الشعور بالتعب العام.
• عند الأطفال، ملاحظة أي من الأعراض السابقة بالإضافة إلى ظهور القليل من الدموع عند البكاء، أو جفاف الحفاضات لمدة تزيد عن 4-6 ساعات.