تعد العدوى ببكتيريا السالمونيلا من أكثر أنواع التسمُّم الغذائي شيوعًا؛ إذ يُصاب البعض بالتسمم الغذائي بعد تناول الطعام أو الماء الملوث،[١] كما قد تنتج الإصابة بعدوى السالمونيلا عن لمس الحيوانات المصابة، أو برازها، أو أي شيء متعلق بها.[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّه عادةً لا يشعر المُصابون بأية أعراض، إلا أنّ البعض قد يعاني من المغص، والإسهال، والحمّى بعد 8-72 ساعة من تناول الطعام الملوّث، وغالبًا لا يحتاج المُصاب إلى أية علاجات، إذ يتحسّن خلال عدة أيام، لكن في بعض الحالات قد يُسبِّب الإسهال الجفاف الأمر الذي لا بد من علاجه على الفور، ولعلاج المرض بطريقة صحيحة لا بد من تشخيصه أولًا بدقة،[٣] فكيف يتم تشخيص عدوى السالمونيلا؟
تشخيص عدوى السالمونيلا وأبرز التحاليل
تعد الفحوصات المخبرية الهادفة للكشف عن وجود بكتيريا السالمونيلا في براز المُصاب، أو أنسجة وسوائل جسمه الطريقة الرئيسية المُستخدَمة لتشخيص عدوى السالمونيلا،[٤] ففي الحقيقة تتشابه أعراض عدوى السالمونيلا مع الأعراض الناتجة عن العديد من الأمراض الأخرى، ويعد فحص البراز الطريقة الرئيسية لتأكيد التشخيص في حال اعتقد الطبيب أنّ الأعراض التي يعاني منها المريض ناتجة عن التسمُّم بعدوى السالمونيلا،[١] ويمكن تفصيل كيفية تشخيص عدوى السالمونيلا على النحو الآتي:
الفحص البدني
يبدأ الطبيب عادة بالفحص البدني السريري، وجمع المعلومات اللازمة من التاريخ الطبي للمريض، بالإضافة إلى سؤال المريض عن الأعراض التي يشعر بها، [٥] ويتضمن الفحص البدني الآتي:
- تقييم العلامات الحيوية: ومنها: درجة حرارة الجسم، وضغط الدم، ومعدل نبضات القلب، ومعدل التنفس.[٦][٥]
- التحقق من وجود أي أدلة على الجفاف:[٥] والذي قد ينتج عن الإسهال الشديد مع فقدان القدرة على شرب ما يكفي من السوائل لتعويض المفقود منها. [٣]
الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بالجفاف:
- قلة التبول.
- جفاف الفم واللسان.
- العيون الغائرة.
- قلة إنتاج الدموع، كبكاء الطفل دون دموع.
- تفحص البطن باللمس: للتحقق من وجود أي ألم أو تصلب.[٥]
- إجراء فحص للمستقيم للتحقق من وجود دم أو مخاط في البراز: ويكون هذا للأطفال عادةً.[٥]
الفحوصات المخبرية
تساعد الفحوصات المخبرية على تشخيص عدوى السالمونيلا واختيار العلاج المناسب، وتكون هذه الاختبارات إمّا فحوصات للبراز، أو فحوصات للدم أحيانًا.[٧]
فحص زراعة البراز
إنّ وجود بكتيريا السالمونيلا في البراز يعني الإصابة بعدوى السالمونيلا، وللتحقق من ذلك يُجرى زراعة البكتيريا بعد جمع عينة من البراز ووضعها في وعاء خاص مُعقَّم وفق إرشادات الطبيب،[٨] وعادة ما تظهر نتائج هذا الفحص في غضون 24-48 ساعة، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم المُصابين يتعافون من الأعراض التي يعانون منها بحلول وقت ظهور النتيجة.[٩][٣]
فحوصات البراز لتحديد نوع السالمونيلا
يعرف تحديد نوع السالمونيلا بـاسم النمط المصلي (Serotype)؛ إذ يوجد أكثر من 2000 نوع مختلف من بكتيريا السالمونيلا، وبعض أنواع المضادات الحيوية غير فعالة ضد بعض أنواع السالمونيلا، كما أن هناك بعض الأنواع التي من المعروف أنّها تُسبِّب عدوى طفيفة، وأخرى تُسبِّب مرضًا أكثر شدّة، وبالتالي قد يساعد معرفة نوع السالمونيلا على اختيار المُضاد الحيوي المناسب في حال احتاج المُصاب للعلاج باستخدام المضادات الحيوية، وفي الحقيقة لا يطلب الطبيب مثل هذه الفحوصات دائمًا لتشخيص العدوى بالسالمونيلا.[١][٧]
فحوصات الدم
تؤثر بكتيريا السالمونيلا في الجهاز الهضمي فقط عادةً، ولكن في بعض الحالات التي يشتبه فيها الطبيب دخول هذه البكتيريا إلى مجرى الدم فيطلب فحوصات الدم للتحقق من ذلك، واتخاذ الإجراءات اللازمة على الفور،[١٠] فإهمال العلاج في مثل هذه الحالات قد يُسبِّب التهاب المفاصل، أو التهاب السحايا، أو التهاب أغشية القلب، أو غيرها العديد من المضاعفات.[٣]
فحوصات أخرى
قد يحتاج بعض المُصابين في حالات نادرة إلى إجراء فحوصات تصويرية كالتصوير بالأشعة السينية، أو غيرها بناءً على إرشادات الطبيب، كما أنّه في حال إصابة الشخص بالجفاف ودخوله المستشفى للعلاج، قد يطلب الطبيب العديد من الفحوصات المخبرية للتأكُّد من استقرار حالته الصحيّة.[٥]
هل تحتاج الإصابة بعدوى السالمونيلا إلى زيارة الطبيب؟
لا يحتاج معظم المٌصابين بعدوى السالمونيلا إلى زيارة الطبيب؛ إذ تتعالج هذه العدوى من تلقاء نفسها في غضون 4-7 أيام دون اللجوء إلى المضادات الحيوية، وفي هذه الأثناء لا بد من شرب كميات كافية من السوائل أو إعطاء الأطفال المحاليل الخاصة التي تمنع الإصابة بالجفاف، والتي يمكن الحصول عليها من الصيدليات.[٤][٣]
تجدر الإشارة إلى وجوب مراجعة الطبيب في الحالات التالية التي تستمر فيها الأعراض لعدة أيام:[١٠]
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة
- في حال الرضع، والأطفال الصغار، وكبار السن
- ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
- دم في البراز.
- ظهور علامات الجفاف.
هل يمكن تشخيص عدوى السالمونيلا في المنزل؟
على الرغم من توافر العديد من أنواع الفحوصات المنزلية التي يمكنها الكشف عن احتمالية تعرُّض الشخص لعدوى السالمونيلا، إلا أنّ هذه الاختبارات لا تعد مؤكَّدة للتشخيص؛ فمعظمها يبحث عن وجود السالمونيلا في الأطعمة، أو المشروبات التي تناولها الشخص، أو في البيئة المحيطة له، لا في داخل جسمه، كما أنّ دقة نتائج هذه الاختبارات غير مُؤكَدة بعد، وبعضها صعب الاستخدام.[٥]
يجدر التنويه إلى تجنُّب انتظار نتائج هذه الفحوصات لمراجعة الطبيب في حال ظهور أي من العلامات التي تستدعي ذلك والمذكورة سابقًا، فبعض هذه الفحوصات تحتاج إلى 48 ساعة لإظهار النتائج.
المراجع
- ^ أ ب ت "Salmonella", clevelandclinic, Retrieved 8/3/2021. Edited.
- ↑ "Questions and Answers", cdc, Retrieved 8/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Salmonella infection", Drugs.com, 11/10/2019, Retrieved 22/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Salmonella", CDC, 5/12/2019, Retrieved 28/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "How Salmonella Is Diagnosed", verywellhealth, Retrieved 8/3/2021. Edited.
- ↑ "Vital Signs (Body Temperature, Pulse Rate, Respiration Rate, Blood Pressure)", hopkinsmedicine, Retrieved 8/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Diagnostic and Public Health Testing", cdc, Retrieved 8/3/2021. Edited.
- ↑ "Salmonella Culture (Stool)", urmc, Retrieved 8/3/2021. Edited.
- ↑ "Stool Test: Bacteria Culture", kidshealth, Retrieved 8/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Salmonella infection", mayoclinic, Retrieved 8/3/2021. Edited.