ألم البنكرياس بعد تناول الطعام، ما حقيقة هذه الشكوى؟

ما أسباب ألم البنكرياس بعد الأكل؟

يلعب البنكرياس دوراً مزدوجاً في الجسم؛ وذلك من خلال إنتاج الهرمونات اللازمة لتنظيم مستوى السكر في الدم، والإنزيمات اللازمة لهضم الطعام، ولذلك نجد أنّ هذه الإنزيمات ينشط إفرازها بعد تناول الطعام، وتنشط هذه الإنزيمات تحديداً عندما تصل إلى الأمعاء. لكن في حال ارتفع تركيزها وأصبحت نشطة داخل خلايا البنكرياس، فإنها تسبب تورماً، ونزيفاً، وتلفاً، وهو ما يطلق عليه التهاب البنكرياس الحاد.^[١]

إن السبب الأكثر شيوعاً لحدوث التهاب البنكرياس الحاد هو حصى المرارة؛ ويعود إلى ما تسبّبه حصى المرارة من إغلاق وانسداد في القناة البنكرياسية التي تنقل الإنزيمات الهاضمة من البنكرياس إلى الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى تغيير مسار الإنزيمات، حيث تتدفق بعد تناول الطعام إلى داخل البنكرياس لتتسبب بالتهابه وانتفاخه، وبالتالي يلاحظ المريض زيادة الألم بعد تناول الطعام.^[٢][٣]

كيف يكون ألم البنكرياس بعد الأكل؟

يمثل ألم الجانب الأيسر العلوي أو منتصف البطن العرض الأكثر شيوعاً لالتهاب البنكرياس، والذي يحتد بعد عدة دقائق من تناول الطعام، خصوصاً بعد الوجبات الكبيرة أو الدسمة، ويمكن وصف الألم كالتالي:^[١]

• يصبح الألم شديداً وثابتاً ويستمر لعدة أيام.
• يمكن أن يزداد سوءاً عند الاستلقاء على الظهر.
• قد يمتد الألم إلى الظهر، وصولاً إلى أسفل الكتف الأيسر.

كيف يمكن علاج ألم البنكرياس؟

يتطلب ألم البنكرياس الناتج عادة عن التهاب البنكرياس الحاد دخول المريض للمستشفى؛ بهدف تلقي العلاج المناسب داخل المستشفى بناء على وضع المريض، ويمكن بيان ذلك على النحو الآتي:^[٤]

علاج الحالات الخفيفة

يهدف علاج الحالات الخفيفة من التهاب البنكرياس إلى الحد من الألم والأعراض المرافقة، إلى جانب الحفاظ على سلامة البنكرياس لأداء وظيفته الأساسية في الجسم، وتشمل هذه العلاجات ما يأتي:^[٤]

• الصيام: إذ يترتب على المريض أن يتوقف عن تناول الطعام لبضعة أيام، بهدف منح البنكرياس فرصةً للتعافي، ويمكن العودة إلى النظام الغذائي المُعتاد للمريض تدريجيًّا ومع مرور الوقت، وذلك بمجرّد السيطرة على التهاب البنكرياس، فقد يبدأ المريض بشرب السوائل وبعض الأطعمة الخفيفة.
• التغذية الوريدية: إذا تطلّب الأمر واستمر الإحساس بالألم عند تناول الطعام، ولم يتعاف البنكرياس بشكل تام، فقد يُوصَى بوضع أنبوب التغذية للحصول على الطعام.
• مسكّنات الألم.
• السوائل الوريديّة: منعًا للجفاف النّاجم عن استهلاك الجسم للطاقة والسوائل في إصلاح البنكرياس.

علاج الحالات الشديدة

تتضمن خطة العلاج للحالات الأكثر شدة من التهاب البنكرياس الحاد ما يأتي:^[٣]

• تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالمنظار (ERCP): يستخدم الأطباء هذه التقنية لعلاج التهاب البنكرياس الحاد والمزمن، حيث تستخدم التقنية تنظير الجهاز الهضمي العلوي والأشعة السينية لعلاج كل من تضيق أو انسداد القناة الصفراوية أو البنكرياس، وغالباً ما تساهم في إزالة حصوات المرارة التي تسبب ذلك الانسداد.
• جراحة استئصال المرارة: يتم إزالة المرارة من خلال إجراءٍ جراحي أو باستخدام المنظار، وقد يتم إجراؤها بعد علاج التهاب البنكرياس؛ لتقليل فرص حدوث المضاعفات، وتكرار تكون حصوات المرارة مستقبلاً.

نصائح للحفاظ على سلامة البنكرياس

هناك مجموعة من النصائح والإرشادات التي يفضّل اتباعها للوقاية من حدوث حصى المرارة، والحفاظ على سلامة البنكرياس، ومنها ما يلي:^[٥]

• اعتماد نظام غذائي متوازن قليل الدّسم، ويشتمل على الحبوب الكاملة ومجموعة من الفواكه والخضراوات.
• تجنّب الأطعمة الدّهنيّة أو المقلية ومنتجات الألبان كاملة الدّسم.
• تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبةٍ مرتفعة من السكريات البسيطة، مثل الحلويات والمشروبات ذات السعرات الحراريّة العالية.
• ممارسة الرياضة بانتظام.
• المحافظة على وزن صحي وفقدان الوزن تدريجياً إن تطلّب الأمر ذلك.