تُعد الأمعاء الدقيقة (Small intestine) أطول أجزاء الجهاز الهضمي، فقد يصل طولها إلى ما يُعادل 6 أمتار، وتُشكّل الجزء الواصل بين المعدة والأمعاء الغليظة، وعادةً ما تكون مثنية لتتسع داخل البطن، وبشكلٍ عام تلعب الأمعاء الدقيقة العديد من الوظائف الحيوية المُهمّة في الجسم، فما هي وظائف الأمعاء الدقيقة؟[١]

ما هي وظيفة الأمعاء الدقيقة؟

تتمثل وظائف الأمعاء الدقيقة بما يأتي:[٢]

  • هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية اللازمة للجسم،[٢] إذ تكون الأمعاء الدقيقة مسؤولة عن هضم وامتصاص 90% من الطعام، بينما يتم هضم وامتصاص 10% المتبقية في المعدة والأمعاء الغليظة،[٣] تتضمن العناصر التي يتم امتصاصها بواسطة الأمعاء الدقيقة: مختلف العناصر الغذائية، والماء، والأملاح، إذ إنّه بالمتوسط يدخل الأمعاء ما يصل إلى 9 لترات من الماء يوميًا، بحيثُ يتم امتصاص 7 لترات منها داخل الأمعاء الدقيقة، ويتبقى 1.5-2 لتر تدخل إلى الأمعاء الغليظة.[٤][٤]
  • التخلص من المواد غير الضرورية.[٢]
  • امتلاكها وظيفة مناعية، إذ تعمل كحاجز يمنع البكتيريا الضارة من الدخول إلى الأمعاء.[٢]




تكون خلايا الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء الدقيقة هي المسؤولة عن وظيفتها، إذ إنّها تكون مطوية مُشكّلةً نتوءات مجهرية تسمى الزغابات تزيد من مساحة سطح الامتصاص، بالإضافة إلى أنها تحتوي على مجموعة من الخلايا المتخصصة التي تنتج مواد كيميائية تساعد على عملية الهضم، وكذلك فإنها تفرز هرمونات مهمة لتنسيق العملية الهضمية بين الأمعاء والمرارة والبنكرياس.



[٤]


أجزاء الأمعاء الدقيقة ووظيفتها

يمكن تقسيم الأمعاء الدقيقة إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، والتي نذكرها بشيءٍ من التفصيل فيما يلي:

  • الاثني عشر: (Duodenum)، ويطلق عليه أيضًا اسم العفج، وهي أقصر جزء في الأمعاء الدقيقة، حيثُ يبلغ متوسط طولها 20-25 سم، وتحيط بالبنكرياس على شكل حرف C بالإنجليزية، وتبدأ من المعدة، وتنتهي في الربع العلوي الأيسر من البطن متصلًا بالصائم، وتفرغ داخلها الإنزيمات الهاضمة القادمة من البنكرياس والكبد عن طريق فتحة تدعى أَمبولة فاتَر (Ampulla of Vater)‏ للقيام بعملية الهضم للطعام.[٥]
  • الصائم: (Jejunum)، ويبلغ طوله حوالي 2.5 مترًا،[٢] ويصل بين الاثني عشر في أحد طرفيه واللفائفي في الطرف الآخر، ويشكل حوالي 40% من الأمعاء الدقيقة عند البشر، وهو الجزء المسؤول عن عملية امتصاص السكريات، والأحماض الأمينية، والأحماض الدهنية، بالإضافة إلى أنّ أكثر من 95% من امتصاص الجسم للكربوهيدرات والبروتين يحدث في الصائم.[٥]
  • اللفائفي: (Ileum)، وهو الجزء الذي يُمثل نهاية الأمعاء الدقيقة التي تتصل بالأمعاء الغليظة، وتشكل 60% من نسبة الأمعاء الدقيقة عند البشر،[٥] حيثُ يبلغ طوله حوالي 3 أمتار، وهو الجزء المسؤول عن إتمام عملية امتصاص، ومن المواد التي يقوم بامتصاصها فيتامين ب12، والأحماض الصفراوية.[٢]

ما هي العوامل التي تزيد من فعالية عمل الأمعاء الدقيقة؟

كما ذكرنا سابقاً تقوم الأمعاء الدقيقة بمعظم عمليات الهضم والامتصاص، بالرغم من حجمها الضيق المخادع، إلى أن مساحة سطحها تصل إلى 250 مترًا مربعاً أي ما يعادل حجم ملعب تنس، ويعود ذلك إلى ثلاث ميزات تسمح لها بالحصول على مساحة سطح امتصاصية ضخمة متواجدة في مكان ضيق نسبيًا، ومنها:[٦]

  • الطيات المخاطية: إذ إنّ السطح الداخلي للأمعاء الدقيقة ليس مسطحاً بل يتواجد على شكل طيات دائرية، والتي تُساهم في زيادة مساحة السطح، بالإضافة إلى أنها تُساعد على تنظيم تدفق الطعام المهضوم عبر الأمعاء.
  • الزغب: (Villi)، حيثُ تُشكل الطيات العديد من النتوءات الصغيرة بداخل تجويف الأمعاء الدقيقة، وتكون مغطاة بالخلايا التي تعمل على امتصاص العناصر الغذائية التي يمر عبرها.
  • الزغيبة: (Microvillus)، وتُطلق على الخلايا الصغيرة الشبيهة بالشعر والتي تتواجد على الخلايا الموجودة على الزغب، وهي تساعد على زيادة سطح كل خلية على حدا، ونتيجة لذلك يمكن لكل خلية امتصاص المزيد من العناصر الغذائية.
  • الجهاز العصبي المعوي: (Enteric nervous system)، والذي يلعب دورًا مهمًا للغاية في تنسيق الكثير من حركات الأمعاء الدقيقة، بما في ذلك تحريك محتويات الأمعاء.[٤]


ما هي المشاكل التي يمكن أن تتعرض لها الأمعاء الدقيقة؟

يمكن أن تصاب الأمعاء الدقيقة بالعديد من الأمراض، ومنها:[١]

  • الداء الزلاقي أو البطني (Celiac Disease).
  • مرض كرون.
  • العدوى.
  • سرطان الأمعاء.
  • الانسداد المعوي.
  • متلازمة القولون المتهيج.
  • القرحة، مثل: القرحة الهضمية.
  • النزيف.


نصائح للمحافظة على صحة الأمعاء الدقيقة ووظائفها

هناك مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها للحفاظ على صحة الأمعاء الدقيقة وقدرتها على أداء وظائفها، ومنها ما يأتي:[٧]

  • شرب المياه: يُعد شرب الماء أحد أفضل الطرق لإزالة السموم من الجسم، إذ إنّه يساعد على إزالة جميع الشوائب من القناة الهضمية.
  • تناول البروبيوتيك: (Probiotic)، إذ إنّ تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك كالزبادي ومخلل الملفوف يدعم صحة وفعالية عمل الأمعاء.
  • تجنب الإفراط في تناول الطعام: إذ يُمكن أن يؤثر ذلك في الجسم بشكلٍ سلبي، ويشمل ذلك تأثيره في الأمعاء الدقيقة فيجعلها تفرز المزيد من الإنزيمات الهاضمة؛ مما قد يُسبّب تضرّر الجهاز الهضمي.


المراجع

  1. ^ أ ب "Small Intestine Disorders", medlineplus, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Anatomy, Abdomen and Pelvis, Small Intestine", ncbi, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  3. Dr. Ananya Mandal (28/6/2019), "What Does the Small Intestine Do?", news-medical, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Small Intestine", muschealth, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت Sherry Christiansen (21/3/2020), "The Anatomy of the Small Intestine", verywellhealth, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  6. "Difference Between Small and Large Intestine", chp, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  7. "10 Tips to Keep Your Small Intestine Healthy", simplyhealth., Retrieved 26/8/2021. Edited.