يعّد البنكرياس أحد أعضاء الجسم المهمة، ويقع في الجزء العلوي الأيسر من البطن خلف المعدة، ويشبه في شكله شكل السمكة أو حبة الإجاص المسطحة، ويقسم البنكرياس إلى 3 أجزاء وهي: الرأس، والجسم، والذيل، ويجدر بالذكر أنه لا يعرف الكثير من الناس الوظائف الأساسية للبنكرياس،[١][٢] وللتعرف عليها يمكنك قراءة المقال الآتي:

ما هي وظائف البنكرياس؟

يلعب البنكرياس دورًا مهمًا في عملية هضم الطعام وتنظيم نسبة السكر في الجسم، ويتكون البنكرياس من نوعين أساسيين من الغدد: غدد إفرازية (بالإنجليزية: Exocrine)، وغدد صماء (بالإنجليزية: Endocrine)،[٢] ولكل منها وظيفة مختلفة عن الأخرى نوضحها فيما يأتي:


الغدد الإفرازية

تنتج الغدد الإفرازية إنزيمات مهمة لعملية الهضم،[٢] وتنتقل هذه الإنزيمات بعد إفرازها من الغدد عبر القناة البنكرياسية إلى الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة المعروف باسم الاثني عشر لتتم عملية هضم الطعام هناك، ومن الجدير بالذكر أنّ البنكرياس يصّنع يوميًا ما يقارب 235 مليلتر من العصارة الهضمية التي تحتوي على تركيز عالي من هذه الإنزيمات الهاضمة، ويوجد 3 أنواع أساسية من هذه الإنزيمات،[٣] نذكرها فيما يأتي:

  • إنزيم الليباز: (بالإنجليزية: Lipase) يعمل هذا الإنزيم مع العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد على تكسير الدهون الموجودة في الطعام، وفي حال وجود نقص في هذا الإنزيم لن يتمكن الجسم من امتصاص الدهون بشكل جيد مما قد يسبب ظهور بعض الأعراض، مثل: الإسهال، كما يسبب حدوث نقصًا في بعض الفيتامينات الذائبة في الدهون وأهمها فيتامين أ، وفيتامين د، وفيتامين ك، وفيتامين هـ.[٣][٤]
  • إنزيم البروتياز: (بالإنجليزية: Protease) يكسّر هذا الإنزيم البروتينات الموجودة في الطعام، كما أنه يمنع الكائنات الدقيقة الموجودة في الأمعاء كالبكتيريا والخمائر من التسبب بإصابة الجسم بالمرض، وفي حال حدوث خلل في هذا الإنزيم فإنه يتسبب في عدم قدرة الجسم على هضم البروتينات، وبالتالي قد يعاني الشخص من حساسية تجاه البروتينات كما قد يزيد من خطر الإصابة بالتهابات في الأمعاء.[٤]
  • إنزيم الأميليز: (بالإنجليزية: Amylase) مسؤول هذا الإنزيم عن تكسير الكربوهيدرات الموجودة في الطعام إلى سكريات بسيطة، حتى يتمكن الجسم من استخدامها في إنتاج الطاقة، ويسبب حدوث خلل في هذا الإنزيم الإصابة بالإسهال بسبب تأثير الكربوهيدرات في القولون.[٤]


الغدد الصماء

سميت هذه الغدد بالغدد الصماء لأنها تفرز الهرمونات التي تنتجها مباشرة في الدم لينقلها إلى أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمي، دون وجود قنوات لإيصال الهرمونات إلى جزء محدد في الجسم، إذ تعمل هذه الغدد على تصنيع وإفراز هرمونات مسؤولة عن تنظيم مستويات السكر في الدم،[٣][٢] ومن هذه الهرمونات:

  • الإنسولين: (بالإنجليزية: Insulin) ينظم هرمون الإنسولين مستويات السكر في الدم، كما ينظم استهلاك خلايا الجسم للسكر، وفي حال عدم وجود كمية كافية من هذا الهرمون في الجسم فإن مستويات السكر في الدم ترتفع مما يسبب الإصابة بمرض السكري.[٥]
  • جلوكاجون: (بالإنجليزية: Glucagon) يساعد هذا الهرمون على الحفاظ على مستويات سكر الجلوكوز في الدم بمستويات كافية حتى يتمكن الجسم من أداء وظائفه بالصورة المطلوبة، وفي حال انخفاض مستويات السكر في الدم يحفّز هرمون الجلوكاجون الكبد ليفرز السكر في الدم.[٦]
  • الجاسترين: (بالإنجليزية: Gastrin) يفرز البنكرياس هذا الهرمون ليحفز المعدة على إفراز حمض المعدة.[٣]
  • الأميلين: (بالإنجليزية: amylin) يساعد هذا الهرمون على تنظيم الشهية وتفريغ المعدة.[٣]


كيف تتأكد من سلامة البنكرياس

يتم التأكد من سلامة عمل البنكرياس من خلال ما يأتي:


عدم وجود أي من الأعراض الآتية

تختلف أعراض أمراض البنكرياس بحسب المسبب الرئيسي للمرض، لكنها قد تتضمن ما يأتي:[٧]

  • ألم في الجزء العلوي من البطن.
  • ألم في البطن ينتشر إلى الظهر.
  • ألم في البطن يزداد سوء بعد الأكل.
  • الحمى.
  • تسارع في ضربات القلب.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • الشعور بألم عند لمس البطن.
  • خسارة الوزن دون سبب مبرر.
  • فقدان الشهية.[٨]
  • اصفرار الجلد أو بياض العينين المعروف باسم اليرقان.[٨]
  • ألم في الظهر.[٨]
  • انتفاخ البطن.[٨]
  • حدوث مشاكل في الهضم.[٨]
  • إخراج براز دهني وكريهة الرائحة.[٨]


إجراء بعض التحاليل والفحوصات

يمكن إجراء عدد من التحاليل والفحوصات للتحقق من صحة البنكرياس وتشخيص بعض المشاكل المتعلقة به، ونذكر بعض من هذه الفحوصات فيما يأتي:

  • تحاليل الدم: عادة ما يطلب الطبيب إجراء فحوصات الدم للكشف عن وجود أي مشاكل مرتبطة بأمراض البنكرياس، مثل: فقر الدم، أو الالتهابات بأنواعها، أو الجفاف.[٩]
  • فحوصات البراز: عادة ما يطلب الطبيب إجراء هذا الفحص للتحقق من كمية الدهون الموجودة بالبراز، وذلك للتحقق من كفاءة الجهاز الهضمي في امتصاص الدهون، حيث إنّ ارتفاع نسبة الدهون في البراز يدل على أن الجهاز الهضمي لا يمتص الدهون بشكل كافٍ.[٧]
  • فحص تحفيز إفراز السيكريتن: (بالإنجليزية: Secretin Stimulation Test) خلال هذا الفحص يقوم الطبيب بإدخال أنبوب من الحلق ليصل إلى الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، ثم يعطى المريض إبرة وريدية تحتوي على هرمون السيكريتن، بعد ذلك يتم سحب السوائل والإفرازات الموجودة في الاثني عشر على مدار ساعتين عن طريق الأنبوب وتحليل مكوناتها في المختبر، وعادة ما يطلب الطبيب إجراء فحص تحفيز إفراز السيكريتن لتقيّيم كفاءة عمل البنكرياس، وخاصة في حال الإصابة بأمراض تؤثر في البنكرياس مثل: مرض التليف الكيسي أو سرطان البنكرياس.[٩]
  • فحص الإيلاستيز في البراز: (بالإنجليزية: Stool Elastase) يقيس هذا الفحص كمية إنزيم الإيلاستيز في البراز، وهو إنزيم تصنعه خلايا متخصصة في البنكرياس يساعد على هضم الدهون والبروتينات والكربوهيدرات الموجودة في الطعام، وهو من الهرمونات الضرورية لعملية الهضم، في حال عدم وجوده أو وجوده بكميات قليلة جدًا في البراز يدل ذلك على قصور في عمل البنكرياس.[١٠]
  • التصوير المقطعي المحوسب: (بالإنجليزية: Computerized tomography scan) اختصارًا CT، للبحث عن وجود حصى في المرارة أو للكشف عن مقدار الالتهاب الموجود في البنكرياس.[٧]
  • تصوير البطن بالأمواج فوق الصوتية: (بالإنجليزية: ultrasound)، وذلك للكشف عن وجود التهاب في البنكرياس أو حصى في المرارة.[٧]
  • تصوير الموجات فوق الصوتية بالمنظار: (بالإنجليزية: Endoscopic ultrasound) للبحث عن وجود التهاب أو انسداد في قناة البنكرياس أو القناة الصفراوية.[٧]
  • تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع: (Endoscopic retrograde cholangiopancreatography) واختصاراً ERCP، يستخدم هذا الفحص للكشف عن صحة القنوات الصفراوية وقناة البنكرياس من خلال الأشعة السينية، كما يمكن إزالة حصوات المرارة التي تسد القنوات الصفراوية من خلال هذا الإجراء.[٩]
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للقناة الصفراوية: (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Cholangiopancreatography) واختصاراً MRCP، يستخدم هذا الاختبار لفحص القنوات الصفراوية والقناة البنكرياسية.[٩]

المراجع

  1. "Purpose and Anatomy of The Pancreas", seenamagowitzfoundation, 1/4/2020, Retrieved 23/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "The Pancreas and Its Functions", columbiasurgery, Retrieved 23/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "The Digestive Process: What Is the Role of Your Pancreas in Digestion?", hopkinsmedicine, Retrieved 23/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Pancreatic enzymes"، pancan، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2021. Edited.
  5. "Purpose And Role Of The Pancreas", seenamagowitzfoundation, 4/5/2021, Retrieved 4/5/2021. Edited.
  6. "Glucagon", diabetes, 4/5/2021, Retrieved 4/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج "Pancreatitis", mayoclinic, Retrieved 23/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح "Pancreas", betterhealth, Retrieved 23/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث Minesh Khatri (26/1/2020), "Pancreas Function Tests", webmd, Retrieved 23/3/2021. Edited.
  10. "Stool Elastase", medlineplus, Retrieved 23/3/2021. Edited.