قد يتعرض بعض الأشخاص أحيانًا إلى مواقف طارئة تتمثل في شرب مواد سامة بدون انتباه، مما يستدعي إخضاعهم إلى الرعاية الصحية الفورية، ومحاولة استخراج المواد السامة من أجسامهم، وتستخدم عملية غسيل المعدة (بالإنجليزية: Gastric Lavage) بشكلٍ شائع في مثل هذه المواقف، إذ يتم من خلالها تفريغ المعدة من هذه المواد السامة قبل أن يتم امتصاصها في الجسم،[١] وفي هذا المقال سنبين كيفية إجراء هذه العملية.


كيف يتم غسيل المعدة؟

يبدأ الطبيب بإجراء عملية غسيل المعدة من خلال اتباع الخطوات التالية:[١][٢]

  • يتمدد الشخص على سرير المستشفى على جانبه الأيسر، بحيث يكون رأسه مائلًا إلى الأسفل بما يقارب 20 درجة.
  • يقوم الطبيب بتخدير الحلق باستخدام أدوية مخصصة لذلك.
  • يجهز الطبيب أنبوب غسيل المعدة من خلال دهنه بمادة لزجة خاصة، ومن ثم يبدأ بإدخاله عبر المريء باتجاه المعدة بحذر.
  • يبدأ الطبيب بسحب السوائل الموجودة في المعدة بعد وصول الأنبوب إليها، وذلك باستخدام أدوات سحب خاصة.
  • يبدأ الطبيب بضخّ محلول ملحي خاص مجهز مسبقًا إلى المعدة، واستخراجه مجددًا إلى وعاء خارجي.
  • سيصبح لون المحلول الذي يخرج من المعدة صافيًا بعد تكرار العملية لعدة مرات، ما يعني أن كافة المواد السامة التي كانت في المعدة تم استخراجها.


متى يعتبر الطبيب غسيل المعدة هو العلاج الأنسب؟

في الحقيقة يعتبر غسيل المعدة إجراءً مثيرًا للجدل في الوسط الطبي بشكلٍ عام، إذ يحاول الطبيب تجنب إجراءه إذا لم تكن الحالة خطيرةً وتستدعي إجراءه، وعادةً ما يلجأ الطبيب إلى إجراء غسيل المعدة في الحالات التي يتيقّن فيها أن إجراءها سيحمي المريض بشكل فعّال من تعرضه للمرض أو الوفاة بسبب تناوله مادة سامة، حيث ينبغي أن يتم إجراء غسيل المعدة في غضون أقل من ساعة بعد تناول أي مادة سامة،[٣] كما قد يلجأ الطبيب إلى إجرائها في الحالات التالية:[٤]

  • الحالات التي يشكل فيها ارتجاع المواد السامة من خلال التقيؤ خطرًا على المريء أو على القصبة الهوائية.
  • الحالات التي يعاني فيها المريض من أعراض شديدة، مثل الصرع، أو ارتفاع درجة الحرارة، أو الغيبوبة.
  • الحالات التي تكون فيها المادة السامة التي شربها أو تناولها المريض شديدة السمية، إذ يتم إجراء عملية غسيل المعدة بشكل فوري بسبب تأثيراتها الخطيرة على الجسم في حال تم امتصاص جزء منها.
  • قبل إجراء عملية التنظير العلوي من الجهاز الهضمي في حال كان المريض يعاني من التقيؤ المصحوب بالدم.[٢]
  • سحب المادة الحمضية من المعدة بهدف إجراء الاختبارات والفحوصات.[٢]
  • تخفيف الضغط في حالات انسداد الأمعاء.[٢]


قبل وأثناء إجراء عملية غسيل المعدة

في الحقيقة لا تتطلب عملية غسيل المعدة تحضيرات معينة، خاصّةً أنها تتعلق عادةً بالحالات الطارئة عندما يبتلع الشخص أي مادةٍ سامة أو عندما يتقيأ دمًا، إلا أن من المحتمل أن ينصحك الطبيب بعدم تناول الطعام لبعض الوقت قد يصل إلى ليلة كاملة في حال كان غسيل المعدة غير طارئاً، كما من الممكن أن ينصحك بالتوقف عن استخدام بعض الأدوية أيضًا، وبالرغم من اعتبار عملية غسل المعدة عمليةً غير مؤلمة بشكل عام، إلا أنها قد تتسبب لك بشعور مزعج يشبه الشعور بالتقيؤ أثناء تمرير الأنبوب إلى داخل المريء، إلا أن هذا الشعور سريعاً ما يختفي.[٥]


المخاطر المحتملة لعملية غسيل المعدة

بالرغم من اعتبار عملية غسيل المعدة عمليةً آمنةً بشكلٍ عام،[٣] إلا أن من الممكن أن تحدث بعض المخاطر في حالات قليلة أو نادرة أحيانًا، وفيما يأتي سنذكر بعض هذه المخاطر:[٥]

  • استنشاق بعض السوائل التي تم سحبها من المعدة من خلال تسربها إلى القصبة الهوائية أثناء السحب.
  • ثقب المريء بواسطة أنبوب السحب.
  • إدخال أنبوب السحب إلى القصبة الهوائية عن طريق الخطأ بدلًا من إدخاله إلى المريء.
  • نزيف بسيط.


موانع إجراء عملية غسيل المعدة

يلجأ الأطباء إلى علاج حالات التسمم الغذائي في بعض الأحيان من خلال استخدام أساليب علاجية أخرى عندما يكون من غير الممكن إجراء عملية غسيل المعدة، كما في الحالات الآتية:[٣]

  • التعرض لمادة سامة غير خطيرة ولا تهدد الحياة.
  • شرب أحد مشتقات الهيدروكربونات (بالإنجليزية: Hydrocarbons)، أي أحد المشتقات النفطية، إلا إذا كانت تحتوي على مواد أخرى شديدة السميّة، مثل المبيدات السامة.
  • تناول أحد المواد الكاوية (بالإنجليزية: Caustic substances) من خلال الفم.
  • تناول المواد السامة التي لا تشكل خطرًا كبيرًا على الجهاز الهضمي بقدر خطورتها على الجهاز التنفسي.
  • التسمم بأدوية يكون حجمها أكبر من حجم الأنبوب المُستخدم في سحب محتويات المعدة.
  • الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية شديدة.
  • وجود تضيق في المريء.
  • إجراء عملية المجازة المَعِدية (بالإنجليزية: Gastric bypass surgery) سابقًا.
  • وجود احتمال التعرض لنزيف أو ثقب في القناة الهضمية.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب Jaskaran Singh (11/6/2019), "Gastric lavage", wikem, Retrieved 7/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث " Gastric suction "، ucsfbenioffchildrens، 3/9/2018، اطّلع عليه بتاريخ 7/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Elif Dilek Cakal, "Gastric Lavage and Activated Charcoal Application", iem-student, Retrieved 7/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Gastric Lavage", sciencedirect, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Gastric suction", mountsinai, 28/9/2020, Retrieved 7/4/2021. Edited.