دوالي المريء: الأعراض، الأسباب والعلاج

يُعرّف المريء بأنّه ذلك الأنبوب العضليّ الذي يربط بين الفم والمعدة، وتكون وظيفته الأساسية هي دفع الطّعام والشّراب إلى المعدة عن طريق انقباضاته العضليّة التي تكون على نمط موجات إيقاعيّة، وقد يُصاب المريء ببعض الاضطرابات والأمراض التي تؤثر في طريقة عمله، ومنها دوالي المريء، فما هي دوالي المريء؟ وما أسباب حدوثها؟ اقرأ هذا المقال لتعرف الإجابة.^[١][٢]

دوالي المريء

تُعرف دوالي المريء (بالإنجليزية: Esophageal Varices) بأنّها تضخّم غير طبيعيّ صغير أو كبير الحجم يحدث في أوردة المريء، وترتبط عادة بأمراض الكبد، إذ إنه تتّصل أوردة المريء بالكبد، وقد يحدث انسداد في الأوعية الدّموية التي تغذّي الكبد نتيجة وجود مشاكل أو ندوب في أنسجته، وهذا من شأنه دفع الدم الذهاب إلى الأوردة الدموية الأخرى المتصلة، بما فيها أوردة المريء، ونظراً لأن هذه الأوردة صغيرة الحجم، ولا تستطيع تحمل الضغط الكبير للدم العائد من الكبد، يؤدي هذا إلى تضخّمها أو انفجارها في الحالات المتقدمة، مما قد يهدّد الحياة في حال عدم علاجها.^[٣][٤]

الأعراض

عادة، لا تظهر أعراض على المصاب بدوالي المريء إلى أن يحدث نزيف فيها، والذي يؤدي إلى ظهور الأعراض التّالية:^[٥]

• تقيّؤ الدّم بكميات كبيرة.
• براز ذات لون أسود قطراني أو مصحوب بالدم.
• الدّوار أو الدوخة.
• فقدان الوعي في الحالات المتقدمة.

كما قد يُصاحب دوالي المريء بعض العلامات التي تشير إلى الإصابة بمرض في الكبد، ومنها:^[٥]

• اصفرار لون الجلد وبياض العينين، فيما يُعرف باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice).
• تجمّع السّوائل في البطن، فيما يُعرف بالاستسقاء البطني (بالإنجليزية: Ascites).
• سهولة النّزف أو التّعرّض للكدمات.

الأسباب

سبق ذكرنا أن دوالي المريء تُعزى إلى انسداد الأوعية الدموية في الكبد نتيجة تعرّضه للضرر والأمراض، وهذا من شأنه أن يزيد من الضغط الموجود في الأوردة بحالةٍ تعرف فرط ضغط الدم في الوريد البابي (بالإنجليزية: Portal hypertension)، مما يستدعي الحاجة إلى البحث عن مجرى آخر للدم، وانتقاله إلى المريء، مسبباً تضخم الأوردة فيه، ونذكر فيما يلي أبرز أمراض الكبد التي تتسبب في الإصابة بدوالي المريء:^[٦]

• تشمع الكبد: (بالإنجليزية: Cirrhosis) والذي يحدث نتيجة لعدّة أمراض تُصيب الكبد، مثل التهاب الكبد الوبائي بأنواعه، أو مرض الكبد الكحولي، أو مرض الكبد الدّهني، أو اضطرابات في القناة الصفراويّة المرتبطة بالكبد.
• الجلطات الدموية في الكبد: إن وجود أي تجلط في الأوعية الدموية الموجودة في الكبد، بما في ذلك الوريد البابي (بالإنجليزية: Portal vein)، تتسبب بالإصابة بدوالي المريء.
• العدوى طفيليّة في الكبد: مثل عدوى البلهارسيا (بالإنجليزية: Schistosomiasis)، والتي تصيب الكبد وتسبّب ضرراً فيه، كما أنها قد تصيب الرّئتين، والأمعاء، والمثانة.
• متلازمة بود- تشيري: (بالإنجليزية: Budd-Chiari syndrome) والتي تسبّب انسدادًا جزئيًّا في أوردة الكبد.^[٧]

عوامل الخطورة

تتضمن عوامل خطر الإصابة بدوالي المريء ما يلي:^[٤]

• الإصابة بأي مرض في الكبد بشكل عام، وتشمع الكبد بشكل خاص.
• الإفراط في شرب الكحول.
• السمنة.

التشخيص

يحرص الأطباء على إجراء الفحوصات الدورية للمريء لدى الأشخاص المُصابين بمراحل متقدمة من أمراض الكبد؛ بهدف الكشف عن دوالي المريء مبكراً، وعلاجها تبعاً لذلك، ومن أبرز طرق الكشف عن دوالي المريء:^[٨]

• التنظير الدّاخلي للمريء: (بالإنجليزية: Endoscopy) ويُجرى بإدخال أنبوب مرن تتّصل نهايته بكاميرا تصوير، ليلتقط صورًا للمريء، ويطّلع الطّبيب على الصور بحثاً عن أي أوردة متضخّمة وما هو حجمها، كما قد يستطيع الطبيب من خلال التنظير رؤية خطوط حمراء تُشير إلى احتمالية وجود نزيف في الأوردة.
• الفحوصات التصويرية: مثل تصوير الرّنين المغناطيسي أو التّصوير الطّبقي، إذ قد يُستخدم أحدهما إلى جانب التّنظير الدّاخلي لإنتاج صور للمريء، والكبد، والوريد البابي، ممّا يوفر معلومات أكثر حول حالة الكبد الصّحيّة مقارنةً بتلك التي يحصل عليها الطّبيب عند إجراء التّنظير الدّاخلي لوحده.

العلاج

يهدف علاج دوالي المريء إمّا لمنع حدوث النّزيف أو لوقفه، يكون العلاج كما يلي:

العلاجات الواقية من نزف دوالي المريء

وتتضمن:^[٩]

• أدوية خافضة للضّغط في الوريد البابي، مثل أدوية حاصرات بيتا، والتي تتضمّن البروبرانولول الذي يُعرف تجارياً باسم Inderal، أو نادولول الذي يعرف تجارياً باسم Corgard.
• ربط الأوردة المنتفخة بشرائط مرنة لحمايتها من النّزف من خلال التنظير الداخلي.

علاجات نزيف دوالي المريء

أما إذا كان المُصاب بدوالي المريء يعاني من النّزيف، سيحتاج الطبيب إلى علاج لإيقافه، وتعويض كمّيات الدّم المفقودة، ومن طرق العلاج المُستخدمة لوقف النّزيف:^[١٠]

• نقل الدم: وذلك في حالة حدوث نزيف شديد من دوالي المريء.
• الأدوية: قد يقوم الطبيب بإعطاء دواء أو أكثر مما يلي عند حدوث نزيف في المريء:
• الأدوية التي تقلل من تدفق الدم إلى أوردة الكبد: مثل دواء أوكتريوتيد (بالإنجليزية: Octreotide)، حيث يُعطى لمدة 5 أيام متتالية بعد النزيف.
• الأدوية التي تعمل على تضيّق أوردة المريء المنتفخة: مما يساعد على التقليل من النزيف، وتتضمن الأمثلة عليها دواء تيرليبريسين (بالإنجليزية: Terlipressin).
• الأدوية التي تمنع الإصابة بالعدوى أثناء النزيف: مثل المضادات الحيوية.
• العلاجات التنظيرية: وتتضمن هذه العلاجات ما يلي:^[١١]
• ربط دوالي المريء بالمنظار: (بالإنجليزية: Endoscopic variceal banding)، وهي تُجرى من خلال إدخال منظار مربوط بشريط مطاطي إلى دوالي المريء، وربطها بالشريط لمنع تدفق الدم إليها، وتُجرى هذه العملية بشكل متكرر على عدة أسابيع حتى تختفي الدوالي تماماً.
• تصليب دوالي المريء بالمنظار: وفيه يتم حقن مادة كيميائية إلى الجدار المحيط بالدوالي أو بالدوالي نفسها، مما يؤدي مع مرور الوقت إلى انسداد الوريد وتندبه، الأمر الذي يقلل النزيف.
• تحويل مسار الوريد البوابي في الكبد: إذا استمر النّزيف بعد اتّخاذ الإجراءات السّابقة، يمكن ربط الوريد البابي أو أحد فروعه بوريد آخر في الدّورة الدّموية العامّة، ممّا يعيد توجيه معظم مسار الدّم الذي يذهب عادة إلى الكبد، الأمر الذي يخفّف من الضّغط على أوعيته الدّمويّة، ويقلل النزيف في الدوالي.^[٥]
• زراعة الكبد: وهو الخيار الأفضل في المراحل المتقدمة جداً.^[١٠]

الوقاية من دوالي المريء

في الواقع، لا يوجد علاج يمنع تطوّر دوالي المريء لدى الأشخاص المصابين بتشمّع الكبد، لكن قد تُفيد الإجراءات التّالية في الحفاظ على صحّة الكبد، ومنع تطوّر مضاعفات خطيرة فيه، ومن هذه الإجراءات:^[٣]

• عدم تعاطي الكحول.
• اتباع نظام غذائيّ صحّي، يكون غنيًّا بالخضار والفواكه، والحبوب الكاملة، ومصادر البروتين الخالية من الدّهون، والابتعاد عن الأطعمة المقليّة والمشبّعة بالدّهون.
• الحفاظ على وزن صحّي، إذ أنّ الزّيادة المفرطة في نسبة الدّهون تشكّل خطرًا على صحّة الكبد.
• استخدام الكيماويّات بحذر وعناية، فالكبد يعمل على التّخلّص من السّموم، فلا ضير من تجنّب التعرض للكيماويّات حفاظًا على صحّته، وتخفيف الجهد الواقع عليه.
• التقليل من مخاطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي، مثل عدم المشاركة في استخدام الحقن مع الآخرين، واستشارة الطّبيب حول أهمّية أخذ لقاح ضدّ التهاب الكبد الوبائي من النّوع A أو B.