قرحة الفم
قرحة الفم (Mouth ulcers) هي تآكل أجزاء من الأنسجة المخاطية التي تغطي باطن الفم، وتظهر هذه التقرحات داخل الفم على الخدين، أو الشفاه، أو اللسان، أو المنطقة الخلفية لسقف الفم،[١][٢] ويجب الإشارة إلى أنّها غير معدية، على عكس التقرحات التي قد تظهر على السطح الخارجي للشفاه، وعلى الرغم من أنّ قرحة الفم قد تُسبِّب الألم والشعور بالانزعاج، وأحيانًا تزيد من صعوبة تناول الطعام والحديث، إلا أنّها غير خطيرة.[٣]
أعراض قرحة الفم
تظهر التقرحات داخل الفم متورِّمة مستديرة أو بيضاوية الشكل، وقد تكون حمراء، أو بيضاء، أو صفراء، أو رمادية اللون،[٢] وتختلف الأعراض باختلاف السبَّب الذي أدى إلى الإصابة بها، ونذكر من هذه الأعراض الآتي:[١]
- ظهور قرحة واحدة مؤلمة أو أكثر على بطانة الفم.
- تورم الجلد حول القروح.
- وجود مشاكل أو ألم عند المضغ، أو عند تنظيف الأسنان.
- تهيج القروح عند تناول الأطعمة المالحة، أو الحارة، أو الحامضة.
- فقدان الشهية.
- الشعور بالتنميل والحرقة قبل ظهور التقرحات بيوم أو يومين.[٣]
- صعوبة الكلام وتناول الطعام.[٤]
تجدر الإشارة إلى أنّ تقرحات الفم تظهر غالبًا على شكل تقرحات صغيرة محاطة بحدود حمراء، إلا أنّها أحيانًا تكون كبيرة وعميقة داخل أنسجة الفم، وفي بعض الحالات النادرة تكوّن مجموعات من حوالي 10-100 تقرح صغير بحجم رأس الدبوس، والتي قد تندمج معًا مشكّلة تقرحًا واحدًا كبيرًا.[٣]
أسباب قرحة الفم
تنجم قرحة الفم عن الأسباب التالية:[١]
- عض باطن الخد عن طريق الخطأ: وهو السبب الأكثر شيوعًا
- الإجهاد أو القلق.[٥]
- التعرض لحروق عند تناول الطعام الساخن.
- إصابة أنسجة الفم بالخطأ عند تنظيف الأسنان.
- تعرّض أنسجة الفم للإصابة الناجمة عن أطقم الأسنان، أو حواف الأسنان الحادة، أو تقويم الأسنان.[٥]
- نقص الفيتامينات،[٥] مثل فيتامينات B، وحمض الفوليك، والحديد.[١]
- تهيُّج أنسجة الفم عند تناول بعض الأطعمة، ومن أمثلتها: الشوكولاتة، والقهوة، والفراولة، بالإضافة إلى الجبن، والمكسرات، والأطعمة الحامضة، والأطعمة الغنيّة بالتوابل.[٣]
- الإصابة ببعض الالتهابات أو الأمراض، مثل: مرض حساسية القمح (Coeliac disease)،[٥] أو مرض كرون.[١]
- الإصابة بضعف المناعة، بسبب الإصابة بالسكري، أو فيروس نقص المناعة البشرية.[٤]
- التعرُّض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي في حالة الإصابة بالسرطان.[٤]
- تهيّج أنسجة الفم عند استخدام غسولات الفم أو معاجين الأسنان التي تحتوي على مادة لوريل سلفات الصوديوم (Sodium Lauryl Sulfate).[٣]
- التغيرات الهرمونية،[٥] حيث إنّ بعض النساء تصاب بقرحة الفم أثناء الدورة الشهرية.[٢]
- تناول بعض أنواع الأدوية،[٥] مثل: بعض مسكِّنات الألم كالإيبوبروفين، وبعض الأدوية المُستخدَمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية.[٢]
- التحسُّس من بعض أنواع البكتيريا في الفم، أو الإصابة بالبكتيريا الحلزونية (H.pylori) المُسبِّبة لحدوث التقرحات الهضمية في المعدة والأمعاء.[٣]
- فقر الدم أو بعض أمراض الدم الأخرى. [٦]
- الإقلاع عن التدخين، فقد يواجه الشخص الذي أقلع عن التدخين قرحة الفم في الفترة الأولى بعد توقفه.[٢]
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتيّة،[١] مثل: مرض الذئبة (SLE)، ومرض بهجت (Behcet's syndrome).[٤][٧]
أمراض المناعة الذاتية: هي الأمراض التي يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم عن طريق الخطأ؛ مثل: الذئبة الحمامية حيث تؤثر في العديد من أنسجة الجسم مثل: المفاصل، والجلد، والكلى، والأوعية الدموية، وغيرها.[٨] أما مرض بهجت فهو أحد الأمراض النادرة التي تتسبب بالتهابات في الأوعية الدموية في كافة أنحاء الجسم.
- سرطان الفم.[١]
- الإصابة بالتهاب المفاصل التفاعلي (Reactive arthritis)، وهو أحد الأمراض المُسبِّبة لحدوث الالتهاب في العديد من أنسجة الجسم، وذلك بعد التعرُّض للعدوى غالبًا.[٢]
تشخيص قرحة الفم
لا تتطلب حالات القرحة الخفيفة زيارة الطبيب، ولكن في بعض الحالات التي تتطلب مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص ومعرفة السبب بدقة، يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات التالية:[٩]
- الفحص البدني: بتحقق الطبيب من تجويف الفم بشكل دقيق، ثمّ قد يتبعها ببعض الاختبارات.
- اختبار مسحة الفم.
- تعداد الدم الشامل (CBC).
- فحوصات للتحقُّق من مستويات الحديد، والفولات، و B12.
- فحص تعداد الأجسام المضادة لأحد أمراض المناعة الذاتية (antibody count) مثل حساسية القمح،[٩] وهو اختبار يُجرى بسحب عينة دم من المريض للتحقق من وجود الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي.[١٠]
- خزعة الفم، وفيه تُؤخَذ عينة صغيرة من أنسجة قرحة الفم، والأنسجة المجاورة لها، وذلك في حال لم تكن نتائج الاختبارات الأولية حاسمة في تحديد سبب الإصابة.[٩]
- التنظير: لاستبعاد خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء، ويُطلب هذا الفحص في حالات نادرة.[٩]
علاج قرحة الفم
لا تحتاج قرحة الفم إلى العلاج عادّة، إذ إنّها تختفي من تلقاء نفسها خلال أسبوع إلى أسبوعين، ولكن يمكن للعلاجات أن تساهم في تخفيف الألم أو الإزعاج، أو التقليل من احتمالية الإصابة بقرحة الفم مرة أخرى،[١١] ويمكن تفصيل العلاجات على النحو الآتي:
العناية الذاتية
يساعد اتباعك لبعض التدابير على تسريع الشفاء من التقرحات، وتشمل التالي:[١١]
- ضع قطعة من الثلج على مكان القرحة، أو اجعلها تذوب في فمك.[١٢]
- قم بغرغرة فمك عدة مرات خلال اليوم باستخدام الماء الدافئ والمُمَّلح قليلًا، وإبقاء الماء في الفم لمدّة 4 دقائق.[١]
- نظِّف أسنانك باستخدام فرشاة أسنان ناعمة.
- أكثر من شرب السوائل.[١]
- تجنب تناول الأطعمة الحارة، أو المالحة، أو الحامضة، أو الساخنة، أو المقرمشة الخشنة حتى تلتئم القرحة، وتناول الأطعمة الطريّة بدلًا منه.
- تجنب استخدام معجون أسنان يحتوي على مادة لوريل سلفات الصوديوم.
- استخدم القشة لشرب المشروبات الباردة.
- تجنب مضغ العلكة.
- تابع فحوصات الأسنان الروتينية باستمرار.[١١]
- حافظ على نظافة الفم.[١]
- ضع القليل من حليب المغنيسيا على قرحة الفم عدة مرات يوميًا.[١٢]
علاجات أخرى
تتضمن هذه العلاجات الآتي:
- علاج الأمراض الأخرى المُسبِّبة لقرحة الفم.[٤]
- معجون واق ومهدئ: يُستخدَم هذا لتغطية القروح بشكل مؤقت لحمايتها وتخفيف الألم، ومن أمثلتها أورابيس (Orabase).[١٣]
- العلاجات الدوائية: وتتضمن هذه غسولات الفم، أو الجل، أو أقراص المصّ، وقد يحتوي بعضها على مواد مضادة للالتهاب، أو مسكِّنات الألم، أو مواد مضادة للميكروبات والبكتيريا، ويجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ أي منها، فبعضها يُمنع استخدامه للأطفال،[٢] كما قد يصف الطبيب أحيانًا بعض الحبوب والبخاخات في حال عدم نجاح العلاجات السابقة.[١٣] ومن الأمثلة عليها: بخاخ افوكين (Avocain)، غسول فم كلورهيكسيدين (Chlorhexidine mouthwash)
- تناول المكملات الغذائيّة: في حال كان السبب سوء التغذية ونقص مستويات بعض الفيتامينات والمعادن.[٤]
- الكيّ: (Cautery) يساعد هذا على علاج التقرحات فوريًا.[٤]
في حال كان سبب تقرحات الفم الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، فيجب الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب لعلاج هذه الأمراض والأعراض الناتجة عنها.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
من الضروري مراجعة الطبيب في الحالات التالية:[١٤]
- استمرار القرحة أكثر من 3 أسابيع.
- ظهور تقرح غير عادي أو غير مؤلم في منطقة جديدة في الفم.
- الإصابة بالتقرحات بشكل متكرِّر، مع ظهور تقرحات جديدة قبل التئام التقرحات التي قبلها.[١٢]
- انتشار القرحة داخل الفم.
- الشعور بألم شديد.
- الإصابة بالحمّى.
- ظهور القرحة بعد بدء تناول دواء جديد، أو بعد الإصابة بعدوى بكتيرية.
- الشعور بصعوبة شديدة في تناول الطعام أو الكلام.[١٢]
الوقاية من قرحة الفم
يساعد اتباع التدابير ذاتها المذكورة سابقًا في فقرة العلاجات على الوقاية من الإصابة بتقرحات الفم، كما تساعد التدابير الآتية على ذلك:[١٢]
- تناول طعام صحي ومتوازن غني بالخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، للوقاية من سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن.
- استشر طبيبك حول طرق آمنة لحماية أنسجة فمك في حال كنتَ تضع تقويم للأسنان، أو أطقم أسنان، أو في حال كان لديك أسنان حادة، كاستخدام شمع الأسنان للتقويم (Dental wax).
- حاول التخفيف من التوتر، ويمكِّن ذلك من خلال التأمل، أو اتباع أساليب التخيُّل الموجَّه.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Mouth ulcers", betterhealth, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Mouth ulcer", nhsinform, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Canker sore", Drugs.com, 24/3/2021, Retrieved 1/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "What Are the Causes of Mouth Ulcers?"، MedicineNet، 18/6/2020، اطّلع عليه بتاريخ 1/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Mouth sores and ulcers", healthdirect, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Mouth ulcers", dentalhealth, Retrieved 2/4/2021. Edited.
- ↑ "Behcet's disease", mayoclinic, Retrieved 2/4/2021. Edited.
- ↑ "Systemic Lupus Erythematosus (SLE)", cdc, Retrieved 2/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Mouth Ulcers: Types, Symptoms, and Treatment", emedihealth, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Celiac Disease Antibody Tests", labtestsonline, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Mouth ulcers", nhs, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Canker sore"، Mayo Clinic، 3/4/2018، اطّلع عليه بتاريخ 1/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "Mouth Ulcers", patient, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Everything you need to know about mouth ulcers", medicalnewstoday, Retrieved 26/3/2021. Edited.