ما هي حصوات الغدد اللعابية؟

حصوات الغدد اللعابية (بالإنجليزية: Sialoliths) هي ترسبات من الأملاح والمعادن كالكالسيوم في قنوات الغدد اللعابية، ممّا يؤدي إلى انسدادها كلّيًا أو جزئيًا، الأمر الذي يُؤدي إلى تجمُّع اللعاب داخل الغدد اللعابية وعدم خروجه منها عبر القنوات إلى تجويف الفم، ممّا يُسبِّب الألم والتورُّم،[١] وتعد حصوات الغدد اللعابية السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالتهاب الغدد اللعابية.[٢]


تحدث حصوات الغدد اللعابية في أي من الغدد اللعابية وقنواتها، وفي حالات نادرة قد تتشكل في أكثر من غدة في الوقت نفسه،[٢][١] وهذه الغدد اللعابية هي:[١]

  • الغدة تحت الفك السفلي: (بالإنجليزية: Submandibular glands)، وهو المكان الأكثر شيوعًا لحدوث الحصوات، وتفرغ هذه الغدة اللعاب خلف الأسنان الأمامية السفلية.
  • الغدد النكفية: (بالإنجليزية: Parotid glands) وهي الغدد الموجودة في الجانب العلوي من كل خد بجانب الأذن، وتفرغ هذه الغدد اللعاب داخل الخد بالقرب من الأسنان العلوية الخلفية.
  • الغدد تحت اللسان: (بالإنجليزية: Sublingual glands)، وتفرغ هذه الغدد اللعاب في قاعدة الفم، وتجدر الإشارة إلى أنّ حدوث الحصوات اللعابية في هذه الغدد يعد أقل شيوعًا.


ما هي أعراض حصوات الغدد اللعابية؟

قد لا تُسبِّب حصوات الغدد اللعابية أية أعراض خصوصًا في بداية تكوّنها، كما قد تختفي أحيانًا من تلقاء نفسها دون أن يعرف الشخص إصابته بها، إلا أنّه الحصوات الكبيرة قد تُسبِّب انسداد القنوات اللعابية، ممّا يُسبِّب ظهور هذه الأعراض،[٣][٤] والتي تحدث عادةً عند تناول الطعام أو الشراب،[٥] وتجدر الإشارة إلى أنّ الأعراض قد تكون مستمرة، أو قد تظهر وتختفي على شكل نوبات،[٦] ونذكر منها:[٣]

  • تورُّم أو ألم تحت الفك أو الأذن.
  • ظهور كتلة مؤلمة تحت اللسان.
  • الشعور بالألم في الوجه أو الفم.[٥]
  • صعوبة البلع ومشاكل في فتح الفم.[٥]
  • جفاف الفم.[٥]
  • الحمى وخروج القيح في حال تسبُّب الحصوات بالإصابة بالعدوى أو الالتهاب.[٣]
  • الحصوة الظاهرة تحت اللسان أو داخل الفك، وتختلف الحصوات في أحجامها، وتتشابه بكونها صلبة وبيضاء اللون.[٣][٧]


ما هي أسباب الإصابة بحصوات الغدد اللعابية؟

لا يُعرَف إلى الآن سبب الإصابة بحصوات العدد اللعابية بدقة، إلا أنّ العوامل والأمراض المُسبِّبة لقلة إنتاج اللعاب، أو زيادة كثافته تزيد من احتمالية الإصابة بها،[٤] ويمكن تفصيل هذه العوامل على النحو الآتي:[١][٣]

  • الجفاف، إذ يُسبِّب تكوّن لعاب أكثر كثافة.
  • تناول طعام بشكل أقل، ممّا يقلِّل الحاجة إلى إفراز اللعاب.
  • تناول أدوية قد تُسبِّب تقليل إفراز اللعاب مثل: بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، وبعض أدوية علاج الأمراض النفسية، بالإضافة إلى بعض مضادات الهيستامين المضادة للحساسية.
  • التعرض للعلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) في الرقبة أو الرأس.
  • التعرُّض لإصابات مباشرة في الفم.
  • شرب كميات قليلة من الماء.
  • الإصابة بأمراض الكلى.
  • الإصابة بمرض النقرس أو متلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjogren’s syndrome)،[٣] ومتلازمة شوغرن هي اضطراب مناعي مُسبِّب لجفاف الفم والعينين،[٨] أو الإصابة بالأمراض الأخرى التي تُسبِّب جفاف الفم.[٧]
  • الإصابة بأمراض الأسنان والفم المزمنة.[٧]
  • التقدم في السن، فغالبًا ما تصيب الحصوات الأشخاص بين سن 50-80 عامًا.[٣][٩]
  • أن يكون الجنس ذكراً.[٣]


كيف يتم تشخيص حصوات الغدد اللعابية؟

يتم تشخيص حصوات الغدد اللعابية عن طريق الفحص البدني وسؤال المريض عن الأعراض الظاهرة، فقد يتمكن الطبيب من تحسُّس مكان وجود الحصوة عند الضغط بيده، وفي حال ذلك قد يوصي الطبيب بإجراء بعض الصور التشخيصية لتأكيد التشخيص، واستبعاد الإصابة بالأمراض الأخرى المُسبِّبة لظهور كتل في الأماكن ذاتها، ونذكر من هذه الفحوصات:[٩]

  • التصوير الطبقي المقطعي (Ct scan).
  • التصوير بالأشعة السينية للغدد اللعابية بعد حقن صبغة خاصة داخلها.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).[١]
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية للرقبة، والذي يُعرَف عمومًا باسم السونار.[١]
  • فحوصات الدم.[٩]


ما هو علاج حصوات الغدد اللعابية؟

يهدف العلاج إلى إزالة الحصوات اللعابية بالكامل، وتُعالَج معظم حصوات الغدد اللعابية عن طريق العلاجات المنزلية البسيطة وبعض مسكنات الألم، ولا يتطلب الأمر اللجوء إلى العلاجات الجراحية في أغلب الأحيان، وتتضمن هذه العلاجات والتدابير المنزلية الآتي:[٥][٦]

  • شرب كميات كبيرة من الماء.
  • مصّ حلوى صلبة حامضة من الليمون الخالي من السكر لتحفيز إفراز اللعاب.
  • تدليك المنطقة المُصابة بلطف، الأمر الذي قد يساعد على إخراج الحصوة من القنوات اللعابية.[٣]
  • مص قطع من الثلج، للمساعدة على تخفيف الألم والتورُّم.[٣]
  • استشارة الطبيب حول استخدام الأدوية المسكِّنة للألم، كالأيبوبروفين (Ibuprofen).[٦]
  • إخبار الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها المريض منذ البداية، فقد يوصي الطبيب بتغيير بعض الأدوية أو تغيير الجرعة في حال كان الدواء يزيد من خطر الإصابة بالحصوات اللعابية.[٦]
  • المضادات الحيوية، فقد يوصي الطبيب بأخذ هذه الأدوية في حال الإصابة بالعدوى.[٦]


قد يقوم الطبيب بالضغط على مكان الحصوة باليد لإخراجها،[٩] وقد يلجأ إلى العلاجات الجراحية البسيطة في حال فشل العلاجات السابقة،[٦] ومن ذلك تنظير الغدد اللعابية، أو استخدام الموجات المساعدة على تفتيتها، لكن في حال كانت الحصوات كبيرة الحجم أو كان الشخص يُصاب بها بشكل متكرِّر قد يوصي الطبيب باستئصال الغدد اللعابية المتأثرة بالكامل.[٥]


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب مراجعة الطبيب في أي من الحالات الآتية:[٢][٩]

  • عند الشعور بألم أو انتفاخ في الفم.
  • عند ظهور أعراض العدوى مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • عند ملاحظة وجود كتلة بجانب الفم أو عند الرقبة.


هل ترتبط حصوات الغدد اللعابية بحصوات الكلى؟

قد تتشابه حصوات الكلى وحصوات الغدد اللعابية بالأملاح المكونة لها مثل: الكالسيوم والفوسفات، وطريقة التشكل،[١٠] لكن لم تثبت الدراسات أي زيادة في خطر الإصابة بحصوات الغدد اللعابية في حال وجود حصوات في الكلية،[١١] ومن ذلك دراسة نُشرت في مجلة PLOS ONE عام 2018 ميلادي.[١٢]


هل هنالك علاقة بين التدخين وحصوات الغدد اللعابية؟

أشارت دراسة نشرت في مجلة International journal of oral and maxillofacial surgery عام 2016 ميلادي ارتباط التدخين بزيادة حجم الحصوة المتكونة في القنوات اللعابية، إذ يساهم التدخين في التقليل من إفراز اللعاب.[١٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Salivary Duct Stones", Children's hospital of philadelphia , Retrieved 8/3/2021.
  2. ^ أ ب ت "Salivary Gland Stone", Pennmedicine, Retrieved 10/3/2021.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "What to know about salivary stones"، Medical news today، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2021.
  4. ^ أ ب Sabrina Felson (25/1/2020), "Salivary Gland Stones", WebMD, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "Salivary duct stones"، Medline plus، اطّلع عليه بتاريخ 10/3/2021.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح "Salivary Stones"، Johns Hopkins Medicine، اطّلع عليه بتاريخ 10/3/2021.
  7. ^ أ ب ت "When That Pain in Your Mouth Is a Salivary Stone"، Cleveland Essentials، اطّلع عليه بتاريخ 10/3/2021.
  8. "Sjogren's syndrome", Mayo Clinic, 22/1/2020, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج "Salivary Gland Stone"، Carle، اطّلع عليه بتاريخ 10/3/2021.
  10. "Salivary and Kidney Stones: Insights into Pathologic Biomineralization", AUA university, Retrieved 10/3/2021.
  11. SaskiaKraaij. HakkiKaragozoglu, MDbYvonne A.G.Kenter, etal (5/2015), and co-workers6,salivary stone formation and nephrolithiasis. "Systemic diseases and the risk of developing salivary stones: a case control study", ScienceDirect, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  12. "Lack of evidence that nephrolithiasis increases the risk of sialolithiasis: A longitudinal follow-up study using a national sample cohort", plos one, Retrieved 10/3/2021.
  13. "Association of serum electrolytes and smoking with salivary gland stone formation", NCBI, Retrieved 10/3/2021.