داء البلهارسيا

يُعرف داء البلهارسيا (بالإنجليزية: Schistosomiasis, Snail fever) المعروف أيضاً عامةً ب"مرض عبدالحليم حافظ "، على أنّه أحد الأمراض الطفيليّة التي قد تكون حادة أو مزمنة،[١] ويحدث هذا المرض نتيجة انتقال دودة طفيلية إلى جسم الإنسان، وغالباً ما يؤثر في الأمعاء والجهاز البولي بشكلٍ خاص، ولكن يمكن أن يؤثر في أنظمة أخرى في الجسم أيضًا، وذلك لأنه يعيش في الأوعية الدموية.[٢]


كيف تحدث الإصابة بداء البلهارسيا؟

في الحقيقة ينتشر داء البلهارسيا في المناطق المدارية وشبه الاستوائية مثل مصر واليمن والسودان، وخاصة في المجتمعات الفقيرة التي لا تتوافر فيها مياه الشرب الصحية، والصرف الصحي المناسب، حيثُ تشير التقديرات إلى أنّ ما لا يقل عن 90% ممن يحتاجون إلى علاج من داء البلهارسيا يعيشون في إفريقيا، وذلك بحسب مُنظمة الصحة العالميّة (WHO)،[٣] وبالرغم من ذلك، قد تتواجد هذه الطُفيليات أيضًا في أجزاء من أمريكا الجنوبية، والشرق الأوسط، وآسيا، وبشكلٍ عام تعيش الديدان الطُفيلية التي تسبب داء البلهارسيا في المياه العذبة، مثل: البرك، والبحيرات، والأنهار، والخزانات، والقنوات.[٤]


ينتقل داء البلهارسيا عادةً عن طريق ملامسة جلد الشخص للمياه الملوثة والتي تعيش فيها أنواع معينة من القواقع التي تحمل ديدان البلهارسيا، حيثُ تتطور الطفيليات وتتكاثر داخل القواقع، ويُمكن للطفيل ترك هذه القواقع ودخول الماء حيث يمكنه البقاء على قيد الحياة لمدة 48 ساعة، ويمكن لهذه الطُفيليات أن تخترق جلد الأشخاص الذين يلامسون، أو يسبحون، أو يستحمون، أو يغتسلون في المياه الملوثة، وفي غضون عدة أسابيع، تنضج الطُفيليات لتصبح ديدانًا بالغة وتعيش في الأوعية الدموية في الجسم حيث تنتج الإناث البيوض، وقد ينتقل بعض البيض إلى المثانة أو الأمعاء، ومن ثم ينتقل إلى البول أو البراز.[٥]


أعراض داء البلهارسيا

في الحقيقة لا تظهر الأعراض على الكثير من الأشخاص المصابين بالبلهارسيا، أو قد لا يعانون من أي أعراض لعدة أشهر أو حتى سنوات، ولكن بعض الأشخاص قد يصابون أحيانًا بنتوءات حمراء صغيرة ومثيرة للحكة تظهر لبضعة أيام موضِع اختراق الديدان للجلد،[٤] وبشكلٍ عام يُمكن تقسيم الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين بالبلهارسيا إلى أعراض حادة وأعراض مزمنة، ويُمكن بيانها على النحو التالي:[٦]


الأعراض الحادة

عادةً ما تظهر الأعراض الحادة بشكلٍ مُفاجئ ولمدة قصيرة وذلك بعد بضعة أسابيع من اختراق الديدان للجلد، وقد تتضمن الأعراض ما يأتي:[٦]

  • الحمّى.
  • الصداع.
  • التعب.
  • آلام المفاصل والعضلات.
  • السعال.
  • الإسهال الدموي.
  • ألم في البطن.


الأعراض المُزمنة

تظهر الأعراض المُزمنة لداء البلهارسيا في العادة بعد عدة أشهر أو سنوات من الإصابة لأول مرة، ويمكن أن يسبب مشاكل صحية على المدى الطويل، وفي الحقيقة يُعد داء البلهارسيا المزمن أكثر شيوعًا من النوع الحاد، وقد تعتمد الأعراض على المنطقة المُتأثرة بهذا الداء، وذلك كما يلي:[٦]

  • الكبد أو الأمعاء: وقد تشمل الأعراض ما يلي:[٧]
  • الإسهال.
  • الإمساك.
  • ظهور دم في البراز.
  • القرحة المعوية (بالإنجليزية: Intestinal ulcers).
  • تليف الكبد (بالإنجليزية: Liver fibrosis).
  • فرط ضغط الدم البابيّ (بالإنجليزية: Portal hypertension)، أو ارتفاع ضغط الدم حول الجهاز الهضمي.
  • الجهاز البولي: وقد تشمل الأعراض ما يلي:[٢]
  • ظهور دم في البول.
  • الشعور بألم أثناء التبول.
  • الرئتين: وقد تشمل الأعراض ما يلي:[٨]
  • ارتفاع ضغط الدم في شرايين الرئتين.
  • ضيق التنفس.
  • خفة الرأس.
  • ألم في الصدر بسبب أحد أنواع قصور القلب المعروف بمرض القلب الرئوي (بالإنجليزية: Cor pulmonale).
  • الأعضاء التناسلية: قد يُسبب العقم سواء للرجال أو النساء.[٨]
  • المخ أو النخاع الشوكي: وذلك في حالات نادرة، وقد تتضمن أعراضه ما يلي:[٨]
  • نوبات الصرع.
  • الضعف العضلي.
  • الشلل.


تشخيص داء البلهارسيا

يعتمد تشخيص الإصابة بداء البلهارسيا بشكلٍ عام على التاريخ الصحيّ والفحص البدني للشخص، ومن الضروري معرفة ما إذا كان الشخص قد تواجد في إحدى مناطق انتشار المرض خلال الفترة الماضية، خاصةً إذا تعرض لبحيرات وجداول المياه، ويمكن الكشف عن الإصابة بالمرض من خلال أخذ عينة من البول أو البراز وإخضاعها للفحص المخبري، ويُمكن أيضاً القيام بمجموعة من فحوصات الدم، مثل: اختبار تفاعل البوليميراز المُتسلسل (بالإنجليزية: Polymerase chain reaction) وذلك لتأكيد التشخيص، ولكن قد تكون النتائج الإيجابية مؤشرًا على التعرض السابق للطفيليات ولا يعني ذلك بالتأكيد إصابة حالية، وبالرغم من ذلك، وقد لا تكون هذه الاختبارات إيجابية عادةً إلا بعد مرور مدة تتراوح ما بين 6-8 أسابيع من الإصابة بالمرض، وهذا لأن هذه البيوض قد تستغرق وقتًا لتطوير وتحفيز الاستجابة المناعيّة في الجسم، كما قد تُجرى فحوصات أخرى للكشف عن أعضاء الجسم المُتأثرة بالعدوى.[٩]


علاج داء البلهارسيا

يهدف علاج داء البلهارسيا في المساعدة على تخفيف تأثير العدوى في الشخص، وعادةً ما يقوم الأطباء بوصف دواء لمدة قصيرة يُسمّى برازيكوانتيل (بالإنجليزيّة: Praziquantel)، المعروف تجاريّاً باسم (Epiquantel)، وذلك في حال كانت نتيجة اختبارات الشخص إيجابية، حيثُ يُعد هذا الدواء فعّالًا خاصّةً إذا لم يتعرض الشخص لأضرار أو مضاعفات صحية خطيرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الدواء قد يكون فعّال حتى في المراحل المُتقدمة من المرض، ولكنّه لا يمنع عودة تطور العدوى مرة أخرى، وبشكلٍ عام يمكن للأشخاص الذين يعيشون في منطقة عالية الخطورة تناول جرعة فموية واحدة من البرازيكوانتيل لتقليل فرصة الإصابة بالعدوى والمضاعفات، وقد يحتاج الناس إلى هذا العلاج سنويًا لعدة سنوات.[٢]


الوقاية من داء البلهارسيا

يوجد العديد من النصائح والإجراءات التي يُمكن اتباعها للوقاية من الإصابة بداء البلهارسيا، ونذكر منها ما يأتي:[١٠]

  • تجنب السباحة أو المشي في مياه البلدان التي تنتشر فيها البلهارسيا، ويُعتقد أن برك السباحة المعالجة بالكلور والسباحة في المحيطات آمنة.[١٠]
  • شرب المياه الصالحة للشرب، وفي الحقيقة لا توجد طريقة سريعة للتأكد من سلامة المياه القادمة مباشرة من القنوات، أو البحيرات، أو الأنهار، أو الجداول، أو الينابيع، لذلك يُوصي الخبراء بغلي الماء لمدة دقيقة واحدة على الأقل بما يُساهم في قتل أي طفيليات، أو بكتيريا، أو فيروسات ضارة، وتجدر الإشارة إلى أنّ علاج الماء باليود وحده لا يجعل المياه آمنة وخالية من الطفيليات.[١٠]
  • غلي المياه المستخدمة في الاستحمام لمدة دقيقة واحدة على الأقل ثم تبريدها قبل الاستحمام، وبشكلٍ عام ينبغي أن يكون الماء الذي تم الاحتفاظ به في خزان لمدة يوم إلى يومين على الأقل آمنًا دون غليان.[٨]
  • التجفيف الجيد بالمناشف بعد التعرض العرضي لمياه قد تكون ملوثة، على سبيل المثال: عند السقوط في نهر، وذلك لمنع طفيليات البلهارسيا من اختراق الجلد.[٨]


المراجع

  1. "Schistosomiasis", who, Retrieved 27/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What is bilharzia, snail fever, or schistosomiasis?", medicalnewstoday, Retrieved 27/3/2021. Edited.
  3. "Schistosomiasis", who, Retrieved 27/3/2021.
  4. ^ أ ب "Schistosomiasis (bilharzia)", nhs, Retrieved 27/3/2021. Edited.
  5. "About Schistosomiasis", cdc, Retrieved 27/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Schistosomiasis", patient, Retrieved 27/3/2021. Edited.
  7. "What is bilharzia, snail fever, or schistosomiasis?", medicalnewstoday, Retrieved 27/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج "Schistosomiasis", msdmanuals, Retrieved 27/3/2021. Edited.
  9. "Schistosomiasis", medicinenet, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت "Schistosomiasis", webmd, Retrieved 27/3/2021. Edited.