يحدث المغص عند كل طفلٍ واحد من كلّ 5 أطفال تقريبًا، ولا يعتبر مغص الرضع مرضًا بحدّ ذاته، وإنما مجموعةٌ من السّلوكيات المزعجة للأهل، فهو يتمثّل بالبكاء والصّياح المُفاجئ والشّديد الذي قد يستمرّ لساعاتٍ متواصلة أو قد يحدث في أوقاتٍ متأخرة من الليل، ودون سببٍ واضح، وفيما يأتي توضيحٌ لما يمكنك فعله في المنزل لتخفيف مغص طفلك.


ما يمكنك فعله في المنزل لتخفيف مغص طفلك؟

لا يوجد علاجٌ محدد لمغص المواليد، وتهدف جميع التدابير والنصائح المنزلية إلى تقليل شدّة بكاء طفلك، والتخلّص من أيّة أسباب تزيد حدّته سوءًا، ومن الجدير بالذّكر أن ما يناسب طفلك قد لا يُناسب الآخر،[١][٢] ونذكر هذه الأمور على النحو التالي:

  • تحققي من عدّة أمور ضرورية لطفلك: كالتأكد من أنه ليس جائعًا، أو حفاضاته مبللة، أو بحاجةٍ إلى النوم، أو وجود حرارةٍ أو برودةٍ عليه.[٣][٤]
  • قللي من الضجيج المحيط بطفلك: وحاولي خلق بيئةٍ هادئة حوله تساعده على الاسترخاء، مثل منع الزيارات في وقتٍ متأخر من الليل، أو تعتيم الأضواء، أو التحدث معه بصوتٍ هادئ.[٥]
  • شغّلي بعض الأصوات الغريبة أو الهادئة حسب ما يفضّله طفلك: إذ يفضّل بعض المواليد الجدد صوت المكنسة الكهربائية، أو المُجفِّف، فذلك يذكّرهم بفترة تواجدهم في رحم أمهم، ويساعد على تخفيف رغبتهم بالبكاء،[٥][٦] بينما يستجيب البعض الآخر للأصوات الهادئة، كالتهويدات الغنائية، أو عزف الموسيقى الهادئة، لذلك عليك محاولة فهم طفلك، وما يحبّه ويساعده على تخفيف البكاء.[٥][٣]
  • دلّكي بطن طفلك برفق: وذلك يكون مع اتجاه عقارب الساعة لتخفيف شعوره بالألم.[١]
  • اضغطي على بطن طفلك بلطف: وذلك بوضعه مستلقيًا على بطنه، بحيث يكون على ركبتيك، ووجهه نحو الأسفل، مع تحريك ساقيه برفق لتدليك منطقة البطن، أو التربيت على ظهره في هذه الأثناء.[١][٥]
  • احملي طفلك واحتضانيه بوضعية الاستقامة: وهو أكثر النّصائح فعالية، إذ يمكنك فعل ذلك دون خشية تعلّق طفلك بهذه العادة، فكثير من المواليد الجدد يجدون راحتهم بوجودهم قرب أمهاتهم أو آبائهم،[١][٥] أو خلال حملك له قومي بهزّه وأرجحته بلطف، فذلك يُذكّره بفترة تواجده في الرحم.[٥]
  • القيام بتكريع طفلك بطريقةٍ صحيحة: ففي كثير من الأحيان قد يكون مغص طفلك ناجمًا عن تراكم الغازات، بالتالي فإن تكريعه يساعد على إخراجه للغازات وتخفيف شعوره بالألم.[١][٥]
  • ضعي زجاجة ماء ٍأو كمادة مادة دافئة على بطن طفلك: مع التحقق من أنها ليست ساخنة جدًا وتسبب له الحروق، أو يمكنك تحميمه بماءٍ دافئ يساعده على الاسترخاء والنوم.[١][٧]
  • التقميط: يساعد لفّ طفلك بإحكامٍ داخل بطانية جافة ودافئة، على منحه الشّعور بالدفء والأمان، مما سيقلل من بكائه المتكرر.[٣][٦]
  • قدّمي اللهاية: يساعد المصّ على تهدئة الشّعور بالمغص، إلا أنه من الضّروري استشارة الطبيب حول إمكانية تقديمك اللهاية لطفلك.[٣][٥]
  • الخروج من المنزل: يساعدك تغيير المكان في بعض الأحيان، واستنشاق هواءٍ نقي على تخفيف بكاء طفلك، إذ يمكنك اصطحابه إلى نزهةٍ في عربة الأطفال، أو وضعه في مقعد السيارة والقيادة به.[٣][٦]
  • أرضعي طفلك بطريقةٍ صحيحة: وذلك عن طريق التحقق من حصوله على حاجته الكاملة من حليب الثدي قبل الانتقال إلى الثدي الآخر أو التبديل بينهما، وضرورة إفراغه من الحليب بشكلٍ كامل.[١][٥]
  • تجنّبي الإفراط في رضاعة طفلك: فمن الممكن أن يسبب له ذلك الانزعاج، وعمومًا يُنصَح بالانتظار ما لا يقلّ عن ساعتين أو ساعتين ونصف بين مرات الرضاعة خلال اليوم.[٦]
  • راقبي طبيعة طعامك وشرابك: فمن شأن الطعام والشراب الذي تتناولينه أن يؤثر في صحّة طفلك، وقد يكون عليك التوقف عن تناول بعض أنواع الأطعمة؛ مثل الخضراوات المسببة للغازات كالملفوف والقرنبيط، أو الحمضيات، أو الألبان وفول الصويا، والقمح، والبيض، والفول السوداني، والمكسرات والأسماك.[١][٥]
  • بدّلي نوعيات الحليب في حال كان طفلك يتمّ إرضاعه باستخدام الزجاجة: فقد تسبب بعض أنواع الحليب الحساسية، أو قد يحتوي بعضها على الحليب البقري، ولا بدّ من استشارة الطبيب قبل الشّروع إلى تغيير نوع الحليب المُستخدَم، إلى جانب ضرورة تجنّب أنواع الحليب المحتوية على بروتين الكازين المتحلل بالماء أو المتحلل جزئيًا باعتبارها علاج للمغص، فلا دليل علمي يثبت صحّة ذلك حتى الآن.[٥]
  • اختاري النوع الأنسب من زجاجات الحليب بحسب عمر طفلك: فقد تسبب بعض أنواع زجاجات الحليب ابتلاع طفلك لكمياتٍ أكبر من الهواء خلال إرضاعه، والذي يتسبب بمشكلة الغازات والمغص لديه، ويمكنك اختيار أنواع الزجاجات ذات العنق الضيق لهذا الغرض.[٣][٢]
  • اطلبي المساعدة من أحد أفراد العائلة: فقد يشعر الأهل بالتوتر والإحباط من التعامل مع بكاء الطفل، لذلك يكونون بحاجةٍ إلى أخذ قسطٍ من الراحة والابتعاد عن الطفل قليلاً لساعةٍ أو ساعتين.[٦][٢]
  • قدّمي قطرات البروبيوتيك: يمكن أن تخفف هذه القطرات من مشكلات الانزعاج في الجهاز الهضمي، وذلك لأنها تساعد على تعزيز مستوى البكتيريا النّافعة فيه، وتحسين صحّة الأمعاء لدى طفلك.[٥][٧]
  • استشيري الطبيب حول إمكانية استخدام القطرات المحتوية على دواء سيميثيكون: والتي تساعد على تخفيف أعراض انزعاج طفلك من الغازات الزائدة.[٥]



تحذير: يجب استشارة الطبيب بشأن استخدام الأعشاب مثل النعنع أو الشومر لعلاج المغص؛ حيث أن معظم الأعشاب غير آمنة للأطفال تحت عمر 6 أشهر، ويعتمد ذلك أيضاً على الكمية المستخدمة.




نصائح للأهل للتعايش مع مغص المواليد

يحتاج والدا الطفل المُصاب بالمغص إلى تلقّي الكثير من التحفيز والدعم والتشجيع، ومن النصائح التي تساعد على التأقلم مع حالات مغص المواليد ما يمكن توضيحه على النحو التالي:[١][٥]

  • تحضير وجبات الطعام مسبقًا: وذلك تقليلاً للجهد والتعب خلال ساعات المساء أو حين تعرّض الطفل للمغص.
  • تبادل الأدوار بين الزوجين أو بين أفراد الأسرة الواحدة: يساعد تقسيم الواجبات في رعاية الطفل وحمله خلال فترة النهار على التعامل بشكلٍ أفضل مع نوبات بكائه.
  • النوم خلال فترات نوم الطفل: فذلك يمنح الرّاحة للوالدين، ويساعد الطفل على الشّعور بالأمان أثناء نومه بجانب أمه أو أبيه.
  • أخذ قسطٍ من الراحة: فمن الضّروري أخذ قسطٍ من الراحة بين الحين والآخر، كالركض من 10-15 دقيقة في اليوم، وذلك للمساعدة على الاستجابة لبكاء الطفل دون التذمّر أو التوتر والانزعاج منه وتجاوز المراحل الصّعبة دون التأثير في الطفل أو الوالدين.
  • مراجعة الطبيب في حالات العجز وعدم معرفة كيفية التعامل السّليم مع مغص الطفل.


كيف يمكن التعرّف إلى مغص المواليد؟

يُشخّص الطّبيب مغص المواليد بناءً على ثلاثة معايير هي:[٥]

  • يستمرّ بما لا يقلّ عن 3 ساعات في اليوم.
  • يحدث لثلاثة أيامٍ على الأقل في الأسبوع.
  • يستمرّ لمدة 3 أسابيع متتالية على الأقلّ.


دواعي مراجعة الطبيب

تحتاج بعض الحالات التي يمكن ملاحظتها على الطفل مراجعة الطبيب، وهذه الحالات هي:[٢]

  • عدم مصّ الطفل للثدي أو زجاجة الحليب بشكلٍ جيد.
  • الرّضاعة بكمياتٍ أقلّ من المُعتاد.
  • التقيؤ.
  • الإسهال.
  • الانفعال عند حمله أو الاقتراب منه.
  • إصدار الطفل لصرخاتٍ غريبة.
  • تغيّر في طبية التنفس.
  • النّعاس أو الخمول بشكلٍ أكثر من المُعتاد.
  • درجة حرارة أعلى من 38 درجة مئوية.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Colic in Babies", americanpregnancy.org, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Colic", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Colic", kidshealth.org, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  4. "Colic", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ظ "Colic in Babies: Signs, Causes and Tips for Parents", www.whattoexpect.com, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Colic Relief Tips for Parents", www.healthychildren.org, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Colic", www.nhs.uk, Retrieved 23/5/2021. Edited.