قد يُصاب الجهاز الهضمي بالعدوى البكتيريّة أو الفيروسيّة، ومنها اليرسينيا المعويّة التي تنتقل للإنسان عن طريق الفم عند تناوله طعام ملوّث بالبكتيريا اليرسينية، وهي عدوى غير شائعة، ولكن تزداد حالات الإصابة بها في فصل الشّتاء مقارنةً بباقي أيام السّنة، فما هي اليرسينيا المعوية؟ اقرأ هذا المقال لمعرفة المزيد من التّفاصيل حولها.[١]

اليرسينا المعوية

تُعرف اليرسينا المعويّة (بالإنجليزية: Yersiniosis) بأنّها عدوى غير شائعة تصيب الجهاز الهضمي في الإنسان نتيجة تناول طعام غير مطبوخ جيدًا، أو حليب غير مبستر، أو ماء ملوث ببكتيريا تسمى اليرسينيا، ومن أشهر أنواعها اليرسينيا القولونيّة (بالإنجليزية: Yersinia enterocolitica)، وتسبّب أعراضًا مختلفة وفقًا لسنّ المُصاب، إذ إنها غالبًا ما تُصيب الأطفال، ولكن الخبر الجيد أن عدوى اليرسينا المعوية بسيطة، وعادةً يحدث الشّفاء منها في غضون أيّام دون أي علاج، كما أنها لا تسبّب في معظم الحالات مضاعفات خطيرة.[٢]


الأعراض

تظهر أعراض اليرسينيا المعويّة بعد مرور 4-7 أيّام على الإصابة بالبكتيريا اليرسينيّة، وقد تستمرّ من أسبوع إلى 3 أسابيع، وتكون على النّحو التّالي:[٣]

  • الأطفال الرّضع: حمّى، آلام في البطن، وإسهال والذي يكون عادة مصحوباً بالدم.
  • الأطفال الأكبر سنًّا والبالغين: ألم في الجهة اليمنى من البطن مع حمّى.


قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض تأتي في أوقات لاحقة من العدوى، ومنها:[٣]

  • آلام المفاصل: التي قد تحدث بعد شهر من بدء العدوى، لكنها تختفي في غضون 1-6 أشهر عادةً، وتظهر آلام المفاصل في الركبتين، أو الكاحلين، أو الرسغين.
  • طفح جلدي: خاصةً على الساقين وجذع الجسم، وهو أكثر شيوعًا عند النساء، ويختفي عادةً أيضاً في غضون شهر.


الأسباب وطرق الانتشار

تنتقل البكتيريا اليرسينية إلى الإنسان عند ملامسة براز إنسان أو حيوان مُصاب بالعدوى بشكل غير مباشر، وذلك عن طريق:[٤]

  • تناول طعام ملوّث بالبكتيريا، وتحديدًا اللّحوم غير المطبوخة جيّدًا أو النيئة.
  • شرب ماء أو حليب ملوّث بفضلات الشّخص المصاب أو الحيوانات المصابة.
  • وضع الطفل يديه داخل الفم بعد اللعب مع قطة أو كلب مُصاب.[٥]
  • من النّادر انتقال العدوى من شخص مصاب إلى آخر بشكل مباشر، لكن في بعض الحالات، قد تنتقل العدوى من الطّفل الرّضيع المصاب إلى الشّخص البالغ الذي يرعاه إذا لم يقم بغسل يديه جيدًا بعد تغيير الحفاض.[٦]




يكون الشخّص المصاب مُعديًا لطالما استمر وجود الأعراض، وقد يستمرّ بعض المصابين في نقل العدوى لأسابيع أو شهور حتّى بعد اختفاء الأعراض.




عوامل الخطورة

تزيد العوامل التّالية من خطر الإصابة باليرسينيا المعويّة، وتتضمّن ما يلي:[٧]

  • الخضوع لعمليات نقل الدم.
  • الإصابة باضطرابات في استقلاب الحديد، مثل:
  • تليّف الكبد.
  • داء ترسّب الأصبغة الدّموية.
  • فقر الدم اللّاتنسّجي.
  • الثلاسيميا.
  • الإصابة بحالات مرضيّة أخرى، مثل:
  • الأورام الخبيثة.
  • السّكري.
  • سوء التّغذية.
  • أمراض الجهاز الهضمي.


التشخيص

يمكن إجراء الفحوصات التالية من أجل تشخيص اليرسينيا المعويّة:

  • فحص زراعة البراز: ويُعدّ أفضل طريقة لتشخيص اليرسينيا المعوية، وفيه يتم الكشف عن وجود البكتيريا في البراز من عدمها.[٥]
  • فحص زراعة الدم: في معظم الحالات سيكون سالبًا، ولا يعطي مؤشرًا على الإصابة إلا في حالات انتشار البكتيريا إلى مجرى الدم.[١]
  • فحوصات تصويريّة: مثل فحص الأشعّة المقطعيّة أو فحص الموجات فوق الصّوتية، لمعرفة ما إذا كان هناك سبب آخر لظهور الأعراض، مثل التهاب الزائدة الدودية.[٨]
  • فحوصات أخرى: قد تتواجد بكتيريا اليرسينيا في مناطق أخرى غير البراز أو الدم، مثل الحلق، أو البول، أو السوائل الموجودة في المفاصل وغيرها، لذا قد تؤخذ عينة من هذه المواقع لتأكيد التشخيص.[٩]


العلاج

عادةً لا تحتاج اليرسينا المعوية أي علاج لدى الأشخاص الأصحاء، وتختفي من تلقاء نفسها مع مرور الوقت، وتتضمن الخطة العلاجية فقط شرب المزيد من السّوائل، وخاصّة تلك التي تحتوي على الأملاح والمعادن؛ لتعويض السّوائل المفقودة عبر الإسهال، وتجنب الإصابة بالجفاف، لكن قد يصف الطبيب المضادات الحيوية في الحالات الشديدة، كما من الضروري مراجعة الطوارئ لأخذ العلاجات اللازمة في حال كان الطفل المُصاب عمره 3 أشهر أو أقل.[١٠]




من المهم عند تكرار حدوث نوبات الإسهال، مراقبة ظهور علامات الجفاف لدى الطّفل، والتي تتضمّن ما يلي:

  • العطش الشّديد.
  • تظهر العيون غائرة.
  • جفاف الفم أو اللّسان.
  • جفاف الجلد.
  • عدم التّبول بكثرة كما هو معتاد.
  • جفاف الحفاض لعدّة ساعات لدى الأطفال الرضع.
  • التعب والإعياء.
  • البكاء بدون دموع.



طرق الوقاية من اليرسينيا المعوية

للوقاية من عدوى اليرسينيا المعوية، ينبغي اتخاذ الإجراءات التالية:[٢]

  • تجنب تناول الطعام غير المطبوخ جيداً.
  • تناول وشرب الحليب المبستر فقط، وكذلك منتجات الألبان المبسترة.
  • غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل تناول الطعام أو البدء في تحضيره.
  • بعد تحضير اللحوم النيئة، ينبغي غسل اليدين والأظافر جيداً، وذلك قبل حمل الرضيع، أو لمس ألعابه، أو زجاجات الحليب، أو اللهايات.
  • منع انتقال العدوى في المطبخ، من خلال:
  • استخدام ألواح تقطيع منفصلة للحوم وأنواع الطّعام الأخرى.
  • تنظيف ألواح التقطيع بحذر، وكذلك أسطح المطبخ، والمناضد، وأواني الطبّخ بالماء السّاخن والصّابون، وذلك بعد تحضير اللّحوم النّيئة.
  • التّخلص من فضلات الحيوانات بطريقة صحيّة.
  • غسل اليدين جيّدًا بعد استعمال المرحاض، أو عند التّعامل مع فضلات الحيوانات المصابة.[١١][٤]
  • حماية مصادر المياه من التّلوث بفضلات الحيوانات والبشر.[٤]
  • تجنب شرب الماء مباشرة من مصادر المياه الطّبيعية، كالبحيرات والجداول المائيّة، وخاصّة تلك القريبة على الأراضي الزّراعية التي تُرعى فيها الحيوانات الماشية.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Yersiniosis", kidshealth.org, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "DEFINITION OF YERSINIA ENTEROCOLITICA", rxlist, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Yersinia enterocolitica (Yersiniosis)", cdc, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Yersinia enterocolitica (Yersiniosis), non-pestis", health.hawaii.gov, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Yersiniosis", Ministry of Health Ministry of Long-Term Care, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  6. "Risk factors for yersinosis", somepomed.org, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  7. "Yersinia Enterocolitica", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  8. "Diagnosis and Treatment", cdc, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  9. "Yersiniosis", healthlinkbc, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  10. "Facts about yersiniosis", ecdc.europa, Retrieved 3/4/2021. Edited.