في معظم حالات المغص والإسهال لا يوجد ما يدعو إلى القلق، إذ يحدث التّعافي في غضون أيّام دون الحاجة إلى علاج، إذ توجد حلول منزليّة عديدة قد تفيد في علاج المغص والإسهال الشّديد، فيما تحتاج الحالات التي لا تستجيب إلى الحلول المنزليّة إلى استشارة الطبيب والحصول على العلاج الدّوائي.[١]




الحلول المنزليّة لعلاج المغص والإسهال الشّديد

يُمكن لاتّباع بعض العلاجات المنزليّة أن يُساهم في علاج المغص الذي يُصاحبه الإسهال، وفيما يأتي توضيح لخُطّة علاجيّة تتضمّن حُلول منزليّة يجب الالتزام بها بالتّرتيب:


المُواظبة على شُرب السّوائل

يسبّب الإسهال نقصًا في السّوائل بما فيها الماء، ممّا يؤدّي إلى فقدان العديد من أملاح الجسم مثل الصّوديوم والكلوريد، لذا من المهمّ تعويض السّوائل المفقودة كخطوة علاجيّة أولى لحماية المصاب بالمغص والإسهال من الجفاف، والذي يُعدّ أمرًا خطيرًا بالنّسبة للأطفال والبالغين،[٢] ويرافق الإسهال شعور بالتّعب ومغص وتشنّجات في البطن أو فيما يُعرف بعسر الهضم، ويكون عادة في الجزء العلويّ من البطن، لذا بمجرّد الشّعور بالإعياء، يجب أن يبدأ المصاب بتقليل كمّيات طعامه، والتّركيز على شرب السّوائل الصّافية بكميّات قليلة ولعدة مرّات في اليوم، مع الحرص على الحصول على كمية كافية من السوائل، ويُمكنك تمييز ذلك من خلال لون البول، إذ عند الإكثار من شُرب السّوائل سيُصبح البول شفافًا، ولكن في حال عدم قدرة المصاب على الاحتفاظ بكميّات كافية من السّوائل وبدأ بالتّقيؤ، فمن الممكن أن يبدأ برشفات من الماء مع امتصاص رقائق الثّلج، وعند استقرار حالته يمكن أن يجرّب سوائل أخرى مثل:[٣]

  • مرق الشوربة الصافية.
  • العصائر مثل عصير التفاح، أو التّوت البرّي، أو الكرز، مع ضرورة تجنّب عصائر الحمضيّات.
  • المصّاصات أو المُستحلبات.




إضافة: يُمكن تقديم محاليل الجفاف الفمويّة (ORS) للأطفال لتعويض السّوائل التي تتم خسارتها بفِعل الإسهال الشّديد، وتتواجَد هذه المحاليل في الصّيدليّات المحليّة بكثرة، لذلك يُمكن الحُصول عليها بسُهولة.




البدء بأكل بعض الأطعمة الصّلبة

بعد الشّعور بالتّحسن والقدرة على الاحتفاظ بالسوائل دون تقيّؤها، يمكن إدخال بعض الأطعمة الصّلبة منخفضة الألياف الغذائيةّ إلى جانب السّوائل ومنها:[٤]

  • التّفاح.
  • البطاطا المسلوقة
  • الموز.
  • الأرزّ الأبيض.
  • الخبز الأبيض.
  • المعكرونة.
  • الدّجاج أو التيركي بدون جلد.
  • السمك.


ويحتاج المصاب إلى بضعة أيام لأسبوع لاستعادة نشاطه وقابليته لتناول الطّعام، وكذلك ليعود نظام إخراجه كما سبق، ويمكن أن يبدأ بنظام غذائيّ يتضمّن وجبات صغيرة متكرّرة على مدار اليوم بدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة، ومن الأفضل أن يحتوي النّظام الغذائي على ما يلي:[٢]

  • أطعمة غنيّة بمادة البكتين (بالإنجليزيّة: Pectin) كالفواكه.
  • أطعمة غنيّة بالبوتاسيوم مثل البطاطا العاديّة والبطاطا الحلوة.
  • أطعمة تحتوي على الأملاح التي يحتاجها الجسم مثل الشّوربات.
  • الخضار اللّينة المطبوخة.
  • كمية كافية من البروتين.


الابتعاد عن بعض الأطعمة

قد يفيد تجنّب الأطعمة التّالية في تخفيف تهيّج القناة الهضمية والتي تتضمّن ما يلي:[٢]

  • الأطعمة الغنية بالدّهون.
  • الأطعمة الحارّة.
  • الأطعمة التي تحتوي على محلّيات صناعيّة.
  • الأطعمة التي تحتوي على تركيز عالٍ من سكّر الفركتوز.
  • منتجات الألبان وخاصّة لهؤلاء الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
  • المشروبات الغنيّة بالكافيين، إذ يجب الامتناع عن استهلاك الكافيين لما له من خصائص مليّنة للجهاز الهضمي، ممّا يزيد حالة المصاب بالإسهال سوءًا، وتتضمّن مشروبات الكافيين كُل من؛ القهوة، والشاي.[٥]
  • الحبوب الكاملة.[٣]
  • الخضار النّيئة.[٣]
  • الشّوكولاتة.[٥]


الحلول الدّوائية لعلاج المغص والإسهال الشّديد

في بعض الحالات التي لا تستجيب إلى الحلول المنزليّة، سيحتاج المصاب إلى أخذ بعض الأدوية لعلاج الإسهال والمغص، وقد يصف الطّبيب إحدى الأدوية الآتية وِفقًا لمُسبب الإسهال والمغص:

  • المضادّات الحيويّة: (بالإنجليزيّة: Antibiotic)، والتي تفيد في علاج الإسهال إذا كان نتيجة لعدوى بكتيرية أو طفيلية، ولكن إذا زاد الإسهال سوءًا بسبب المضادّات الحيوية، قد يخفض الطّبيب جرعتها أو يلجأ إلى أدوية أخرى.[٦]
  • أدوية وقف الإسهال: وأشهرها الأدوية التي تحتوي على مركّب لوبرميد (Loperamide) مثل دواء إميديوم (Imodium)، أو تلك التي تحتوي على مركب (Bismuth subsalicylate)، وذلك لعلاج المغص النّاتج عن الإسهال.[٧]
  • أدوية لعلاج حالات مرضيّة محدّدة: إذا كان الإسهال ناتجًا عن اضطرابات معيّنة مثل متلازمة القولون العصبي (بالإنجليزيّة: Irritable bowel syndrome - IBS)، أو مرض الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزيّة: Inflammatory bowel disease - IBD) مثل: داء كرون (بالإنجليزيّة: Crohn’s disease)، أو التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative colitis)، أو التهاب القولون المجهري (بالإنجليزيّة: Microscopic colitis) أو فرط النّمو البكتيري، حينها تُعطى أدوية لعلاج الحالة وبالتالي السيطرة على الإسهال.[٥]
  • البروبيوتيك: (بالإنجليزيّة: Probiotics) أو ما يُعرف بالبكتيريا النّافعة، إذ يرى بعض الخبراء أنّ البروبيوتيك يكون مفيدًا في جعل الجهاز الهضمي بيئة صحّية نظيفة تكافح الإسهال، لكن ينبغي استشارة الطبيب أوّلًا قبل أخذ البروبيوتيك أو أيّ مكمّلات غذائية أخرى.[٥]




في حالة استمرار تقيّؤ المريض، وعدم قدرته على شرب كمّية كافية من السّوائل، فقد يلجأ الطّبيب إلى إعطاء المحاليل المغذية عن طريق الوريد.





يمكنك استخدام أدوية تخفيف المغص أو مسكنات الألم خاصة الخفيفة منها على المعدة كالباراسيتامول (ريفانين، بنادول..) لتخفي الألم والمغص.




حالات تستدعي زيارة الطبيب

في العادة يتوقّف الإسهال وتتحسّن الأعراض المُصاحبة له في غُضون 5 - 7 أيّام، سواءً عِند البالغين أو الأطفال، لذلك إن زاد الإسهال عن 7 أيّام فينبغي حينها مُراجعة الطّبيب على الفور،[٨] وفيما يأتي توضيح مُفصَّل للحالات التي تستدعي زيارة الطّبيب:


بالنسبة للبالغين

ينبغي استشارة الطّبيب في الحالات التالية:[٦]

  • استمرار الإسهال لأكثر من بضعة أيّام.
  • وجود دم في البُراز، أو مُلاحظة لون البُراز بأنّه أسود.
  • حمّى تفوق 39 درجة مئويّة.
  • الإصابة بالجفاف.
  • الشعور بألم شديد في البطن أو منطقة المستقيم.
  • الشّعور بألم عند التّبول.[٧]
  • الصعوبة في التغوّط وخاصّة مع استمرار التقيؤ.[٧]
  • الشّعور بحرقة المعدة (بالإنجليزيّة: Heartburn) والتي لا تخف مع أخذ الأدوية المضادة لها، أو استمرارها لأكثر من أسبوعين.[٧]


الأطفال

من المُهم زيارة الطّبيب فورًا إذا:[٦]

  • إذا لم يتحسن إسهال الطفل خلال 24 ساعة.
  • إذا ظهرت الأعراض التّالية:
  • الإصابة بالجفاف.
  • الحُمّى.
  • وجود دم في البُراز، أو مُلاحظة لون البُراز بأنّه أسود.




الأطفال الصّغار أكثر عرضة للإصابة بالجَفاف بسُرعة، لذلك ينبغي الانتباه.




الوقاية من المغص والإسهال الشّديد

قد تفيد الإجراءات التّالية في منع الإصابة بالمغص والإسهال الشّديد، وتتضمّن ما يلي:[٣]

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصّابون بعد قضاء الحاجة، وقبل البدء بتحضير الطّعام، وبعد الانتهاء من تناوله.
  • عدم مشاركة أدوات الطّعام والشّراب مع شخص آخر.
  • تجنّب تناول الألبان، والأجبان، والبيض، غير المبردة في الثّلاجة.
  • التّعامل بحذرٍ مع اللّحوم والدّواجن النّيئة، إذ يجب غسل اليدين جيدًا بعد لمسها، وتعقيم أدوات الطّبخ والمناضد، ومنع اختلاطها مع الأطعمة الأخرى.


المراجع

  1. "/underlying-causes-of-stomach-pain-and-diarrhea", gi.md, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "How to treat diarrhea at home", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "remedies-upset-stomach-diarrhea", www.webmd.com, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "diarrhea", my.clevelandclinic, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "diarrhea", mayoclinic, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "abdominal-pain-in-adults-treatment", webmd, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  7. "Diarrhoea and vomiting", nhs, Retrieved 9/9/2021. Edited.