تُعد الحُمّى التيفيّة أو حمى التيفوئيد (بالإنجليزية: Typhoid fever) عدوى خطيرة، وغالباً ما تنتشر بشكلٍ رئيسيّ في البلدان النامية، وذلك بسبب سوء الصرف الصحي، وصعوبة الحصول على المياه النظيفة.[١]

الحمى المعوية

تُعرف حُمَّى التيفوئيد أو الحُمَّى المعوية على أنّها عدوى بكتيرية يمكن أن تغزو جميع أنحاء الجسم وتؤثر في العديد من الأعضاء،[٢] وبشكلٍ عام تدخل البكتيريا المُسببة لحُمَّى التيفوئيد إلى جسم الإنسان عن طريق الفم، لتصل إلى الأمعاء وتستقر فيها لمدة تتراوح ما بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وبعد ذلك، تشق طريقها عبر جدار الأمعاء إلى مجرى الدم،[٣] بحيث تنتقل البكتيريا بواسطة خلايا الدم البيضاء الموجودة في الكبد، والطحال، ونخاع العظام، حيث تتكاثر هذه البكتيريا وتعود إلى مجرى الدم، وعادةً ما تظهر أعراض المرض في هذه المرحلة، وقد تغزو البكتيريا أعضاء أخرى؛ كالمرارة، والجهاز الصفراوي، والأنسجة اللمفاوية في الأمعاء، لتتكاثر بأعداد كبيرة،[٤] وتجدر الإشارة إلى أن حُمَّى التيفوئيد تُعد أحد الأمراض شديدة العدوى، ومن الممكن أن تنتقل البكتيريا المُسببة لحمّى التيفوئيد عن طريق البراز، أو بشكلٍ أقل شيوعاً من خلال البول.[٢]


أسباب الحمى المعوية

يُعزى سبب الإصابة بحُمَّى التيفوئيد إلى التعرض لنوع من أنواع البكتيريا التي تُعرف ببكتيريا السالمونيلا التيفيّة (بالإنجليزيّة: Salmonella typhi) من النمط المصلي للسلمونيلا المعوية (بالإنجليزية: Salmonella enterica)، ومن ناحيةٍ أخرى يُمكن أن تنجم حُمَّى التيفوئيد بسبب الإصابة بنوع آخر من البكتيريا المرتبطة ببكتيريا السالمونيلا التيفيّة، وتُعرف بسلمونيلا نظيرة التيفيَّة (بالإنجليزية: Salmonella paratyphi)، فقد تسبب هذه البكتيريا عادةً المرض بصورةٍ أقل شدة مقارنةً مع بكتيريا السالمونيلا التيفيّة.[٤]


طرق انتقال الحمى المعوية

عادةً ما تنتقل حُمَّى التيفوئيد عبر عدة طرق، والتي نذكر من أبرزها ما يلي:

  • تناول طعام أو شُرب سوائل ملوّثة بالبكتيريا، حيثُ يمكن للأشخاص المصابين بحُمَّى التيفوئيد الحادة تلويث إمدادات المياه المحيطة من خلال البراز، والذي عادةً ما يحتوي على نسبة كبيرة من البكتيريا، نتيجةً لذلك قد يؤدي هذا التلوث بدوره إلى تلويث الإمدادات الغذائية.[٤]
  • تناول المأكولات البحريّة المأخوذة من المناطق الملوثة بمياه الصرف الصحي.[١]
  • التعرض للذباب الذي قد يتسبب بإصابة الإنسان بالعدوى من خلال نقل العوامل المُعدية إلى الأطعمة.[١]


يُمكن أن تنتقل العدوى بشكلٍ غير مقصود من خلال أشخاص حاملين للعدوى ولا يعرفون أنهم مُصابون بها،[٣] وتجدر الإشارة إلى حُمَّى التيفوئيد لا تنتقل عبر الحيوانات، وذلك يعني أنّ العدوى عادةً ما تحدث نتيجة انتقال المرض من شخصٍ إلى آخر.[٣]


الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بالحمى المعوية

فيما يلي ذكر لأكثر الحالات التي تكون عُرضةً للإصابة بحُمَّى التيفوئيد:[٥]

  • الأطفال، وبالرغم من ذلك عادةً ما تظهر عليهم أعراض أخف من البالغين.
  • شرب المياه الملوثة بمياه الصرف الصحيّ أو تناول الطعام الملوث الذي يحتوي على السالمونيلا التيفيّة.
  • العمل أو السفر إلى البلدان التي تنتشر فيها حُمَّى التيفوئيد.
  • التعامل مع بكتيريا السالمونيلا التيفيّة، وقد يحدث ذلك من خلال العمل في مختبرات علم الأحياء الدقيقة السريرية.
  • الاتصال المُباشر بشخص مُصاب، أو أُصيب مؤخرًا بحُمَّى التيفوئيد.


أعراض الحمى المعوية

بشكلٍ عام تميل أعراض الإصابة بحُمَّى التيفوئيد إلى التطوّر بشكلٍ تدريجيّ،[٥] وقد تبدأ الأعراض بالظهور في العادة خلال مدةٍ تتراوح ما بين 6 إلى 30 يومًا بعد التعرض للبكتيريا،[٣] ومن الجدير بالذكر أنّ مُعظم الأشخاص المصابين بحُمَّى التيفوئيد يتعافون منها في حال اللجوء للعلاج المُبكر،[٥] في حين أنّه قد تتفاقم الأعراض بشكلٍ مُستمر خلال أسابيع، إذا لم يتم البدء بالعلاج.[٢] وتشمل الأعراض لحُمَّى التيفوئيد ما يأتي:[٦]

  • حُمَّى مُستمرة: قد تصل درجة حرارة الجسم إلى 39-40 درجة مئوية
  • الإمساك أو الإسهال.[٢]
  • فقدان الشهية. [٢]
  • آلام المعدة.
  • الضعف.
  • الصداع.
  • السّعال.
  • طفح جلدي على شكل بقع مُسطحة ذات لونٍ وردي. [٢]



تشخيص الحمى المعوية

ينطوي عادةً تشخيص حُمَّى التيفوئيد على أخذ عينة زراعة للبراز (بالإنجليزية Stool culture) للكشف عن بكتيريا السالمونيلا التيفية،[٦] وفي حال كانت نتيجة اختبار البراز غير واضحة، فسيتم أخذ عينات من الدم أو البول لإجراء التشخيص.[٤]


علاج الحمى المعوية

في الحقيقة تُعد المضادات الحيوية العلاج الوحيد الفعّال لحُمَّى التيفوئيد، حيثُ يتحسن معظم المرضى بعد البدء بالعلاج بالمضادات الحيوية، خاصًّة إذا تم اكتشاف الإصابة بالمرض مبكرًا.[٧]


المُضادات الحيوية

تتضمن المضادات الحيوية الموصوفة بشكل شائع لعلاج حُمَّى التيفوئيد ما يلي:[٨]

  • سيبروفلوكساسين: (بالإنجليزيّة: Ciprofloxacin)، غالباً ما يصف الأطباء هذا الدواء للأشخاص البالغين غير الحوامل، كما يمكن أيضًا استخدام دواء مشابه آخر يسمى أوفلوكساسين (بالإنجليزيّة: Ofloxacin)، ومن الجدير ذكره أنّه لم تعد العديد من بكتيريا السالمونيلا التيفية حساسة للمضادات الحيوية من هذا النوع.
  • أزيثروميسين: (بالإنجليزيّة: Azithromycin)، يمكن استخدام هذا المضاد الحيوي في حال كان الشخص غير قادر على استخدام سيبروفلوكساسين، أو كانت البكتيريا مقاومة للسيبروفلوكساسين.
  • سيفترياكسون: (بالإنجليزيّة: Ceftriaxone)، غالباً ما يُعطى هذا المُضاد الحيوي عن طريق الحقن، وهو بديل في حالات العدوى الأكثر تعقيدًا أو الخطيرة، أو للأشخاص الذين لا يناسبهم تناوُل دواء السيبروفلوكساسين، مثل: الأطفال.


علاجات أخرى

تشمل العلاجات الأخرى لحُمَّى التيفوئيد ما يأتي:[٨]

  • شرب السوائل: إذ يساعد ذلك على منع حدوث الجفاف الذي قد ينتج عن الإصابة بالحُمَّى والإسهال لفترات طويلة، أمّا في حالات الجفاف الشديد، فقد يحتاج المريض إلى تلقي السوائل عن طريق الوريد.
  • الجراحة: عادةً ما يتم اللجوء للعملية الجراحية في حال تمزّق الأمعاء، وذلك بهدف إصلاح الثقب.



الوقاية من الحمى المعوية

تلقي المطاعيم

يوصى عادةً بتلقي اللقاح المُضاد لحُمَّى التيفوئيد لأي شخص يخطط للسفر إلى أحد مناطق العالم التي تنتشر فيها عدوى التيفوئيد،[٢] وبشكلٍ عام تُعتبر لقاحات التيفوئيد غير فعالة بنسبة 100%، لذلك ينبغي الحرص دائمًا على الالتزام بالاحتياطات الأخرى التي تتضمن الإرشادات المتعلقة بأمان الطعام والشراب للمساعدة في منع العدوى، وفيما يلي ذكر لأبرز اللقاحات المتوفرة ضد حُمَّى التيفوئيد:[٩]

  • اللقاح الفموي: حيثُ يمكن إعطاؤه للأطفال بعمر 6 سنوات على الأقل، وعادةً ما يتكون من أربعة حبوب تؤخذ يوم بعد يوم، وينبغي أخذها جميعها قبل السفر بأسبوع واحد على الأقل، وتجدر الإشارة إلى أنّ اللقاح الفموي يتطلب عادةً جرعة مُعززة كل 5 سنوات.
  • اللقاح عن طريق الحقن: يمكن إعطاؤه للأطفال بعمر سنتين على الأقل، وينبغي إعطاؤه قبل أسبوعين على الأقل من السفر، وغالباً ما يتطلب اللقاح القابل للحقن جرعة معززة كل سنتين.


اتخاذ الاحتياطات المناسبة

ينبغي اتخاذ احتياطات معينة عند التواجد في المناطق ذات خطر مرتفع للإصابة بعدوى التيفوئيد، حيثُ كما ذكرنا سابقاً فإنّ اللقاحات ليست فعالة تمامًا وعادةً ما تفقد فعاليتها بمرور الوقت، وفي يلي ذكر لأبرز النصائح للوقاية من حُمَّى التيفوئيد:[١٠]

  • تعقيم المياه: حيثُ يُنصح عاةً بغلي أو تعقيم أي ماء يستخدم للشرب، أو الغسيل، أو تحضير الطعام، أو صنع الثلج، أو تنظيف الأسنان، والأفضل من ذلك، التركيز فقط على شرب المياه من المصادر المعبأة وشرب المشروبات الأخرى التي تأتي على شكل عُلب أو زجاجات.
  • طهي جميع الأطعمة: ينبغي طهي جميع الأطعمة بالكامل، وتجنب شراء الطعام من باعة متجولين، والأطعمة المخزنة أو المقدمة في درجة حرارة الغرفة، وبدلاً من ذلك، يُفضل تناول الأطعمة المعلبة أو الوجبات المطبوخة حديثًا والتي تُقدم ساخنة على البخار.
  • غسل اليدين جيدًا وبشكلٍ مُتكرر: يُنصح بغسل اليدين باستخدام الماء النظيف والدافئ إلى جانب الصابون، وفي حال عدم توفر الماء والصابون، يُمكن استخدم معقم اليدين المعتمد على الكحول.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Typhoid fever", who, Retrieved 5/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Typhoid fever", nhs, Retrieved 5/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "What you need to know about typhoid", medicalnewstoday, Retrieved 5/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Typhoid Fever", webmd, Retrieved 5/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Typhoid fever", mayoclinic, Retrieved 6/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Typhoid Fever and Paratyphoid Fever", cdc, Retrieved 7/4/2021. Edited.
  7. "Typhoid Fever", historyofvaccines, Retrieved 7/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Typhoid fever", mayoclinic, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  9. "Vaccination", cdc, Retrieved 8/4/2021. Edited.
  10. "Typhoid Fever", kidshealth, Retrieved 8/4/2021. Edited.