هل يعود الكبد لحجمه الطبيعي؟

هُناك العديد من أعضاء الجسم التي لا تتجدد في حال حدوث استئصال لها، فهل يُمكن للكبد أن يعود لحجمه الطبيعي؟

هل يعود الكبد لحجمه الطبيعي؟

يتمتع الكبد بقدرة فريدة بين أعضاء الجسم الأخرى، وتلك القدرة هي التجدد والتعافي بعد حدوث تلف في الخلايا، حيث يُمكن للكبد أن يتجدد بشكل تام، طالما بقي منه 25% على الأقل من الأنسجة السليمة، وأحد أكثر الأمور المثيرة للاهتمام فيما يخص تجدد خلايا الكبد هو أن الكبد يمكن أن ينمو إلى حجمه وقدرته السابقة دون أي فقدان للوظيفة في أثناء عملية التجدد.^[١][٢]

ويُمكن توقُّع هذه الخاصية المميزة للكبد؛ بسبب وظيفة الكبد الأساسية في الجسم، كون أنه من أجهزة الترشيح وتنظيف الجسم من السموم والمواد الكيميائية التي يتعرّض لها الجسم بشكل يومي، مما يستدعي أن تتمتع خلايا الكبد بالقدرة على التجدد ليتمكّن الكبد من المُحافظة على قدرته الوظيفية.^[٣]

ما هي المدة التي يحتاجها الكيد حتى يتجدد؟

إذا حدث تلف فيما يُقارب 50 - 60% من خلايا الكبد نتيجة التعرُّض لسموم أو جُرعة زائدة من الأدوية، فعادة ما يتجدد الكبد بشكل كامل خلال 30 يوماً في حال لم تحدث مُضاعفات شديدة، أما في حال حدوث مُضاعفات شديدة سيتطلّب الأمر مُدّة أطول بحسب شدّة الضرر.^[٤]

هل يُمكن أن يتوقّف الكبد عن التجدد؟

بالرغم من أنه يُمكن للكبد أن يتحمل العديد من الأمراض والتعافي منها، والتي تشمل السرطان والتهاب الكبد وبعض الجرعات الزائدة من الأدوية وأمراض الكبد الدهنية.

ولكن في حال تعرّض الكبد للتلف بشكل متكرر أو مستمر، فإنه يحاول إصلاح نفسه عن طريق تكوين نسيج ندبي، يسمى التليف، وعندما ينتشر هذا النسيج الندبي على نطاق واسع، فإنه يدمر البنية الداخلية للكبد وبالتالي يؤثر سلباً في قدرته على القيام بوظائفه وتجديد خلاياه، وهذا التندب الواسع يسمى بتليف الكبد.^[٥][٦]

متى يتم اللجوء لزراعة الكبد؟

عندما يتجاوز الكبد قدرته على تجديد خلايا، فإن العلاج الرئيسي هو زراعة الكبد، وعادة ما يتم اللجوء إلى هذا الإجراء في الحالات التالية:

• الحالات المُتقدّمة من سرطان الكبد.
• أمراض الكبد الالتهابية الحادّة.
• أمراض الكبد الوراثية.

ونظرًا لنقص في توفُّر الكبد الكامل للزراعة، والذي يتم الحصول عليه من الجثث الحديثة، يمكن للأطباء إجراء عمليات زراعة للكبد من المتبرعين الأحياء، حيث إنه في عملية زراعة من متبرع حي، تتم إزالة جزء من كبد المتبرع وزراعته محل كبد المريض، وبعد الجراحة، يتجدد كبد المتبرع مرة أخرى إلى الحجم الكامل، بينما ينمو كبد المريض الجديد أيضًا إلى الحجم الطبيعي.^[٧]

وتوفر عملية زراعة الكبد من المتبرعين الأحياء وقتًا ثمينًا لمرضى الكبد، مما يقلل من خطر تفاقم أمراض الكبد لديهم، بالإضافة إلى التعافي بوقت أسرع والحصول على استجابة علاجية أفضل على المدى الطويل.^[٨]

وللتعرف على شروط زراعة الكبد، اضغط هُنا.