علاج قرحة المعدة بالأعشاب

تُعرَّف قرحة المعدة (Stomach ulcer) بأنها التقرّحات المفتوحة التي تتشكّل في بطانة المعدة أو الجزء الأول من الأمعاء الدّقيقة (الاثني عشر)، والتي تُعالَج باستخدام المضادات الحيوية أو مضادات حموضة المعدة، إلى جانب بعض التدابير المنزلية والعلاجات بالأعشاب التي قد تكون مفيدةً في تخفيف حدّة أعراض قرحة المعدة والسّيطرة عليها.^[١][٢]

تخفيف قرحة المعدة بالأعشاب

هنالك مجموعةٌ من الأعشاب والنباتات التي يمكن استخدامها كجزءٍ من خطّة علاج قرحة المعدة،^[٣] إلا أنها تعتبر علاجًا مُساعِدًا ولا تغني عن العلاج بالأدوية، ولا بدّ استشارة الطبيب للتأكّد من مناسبتها لك، وعدم تداخلها مع أيّ أدوية تستخدمها،^[١] والتي نبيّنها على النحو التالي:

• الورقيات الخضراء: مثل البقدونس (Parsley) أو الكزبرة (Coriander) أو الهندباء (Dandelion)؛^[٤] تساعد هذه الأعشاب على زيادة سماكة الغشاء المخاطي الذي يحمي المعدة من الحمض، فقد يكون السبب في تشكّل القرحة أحيانًا هو نقص سماكة هذا الغشاء.^[٥]
• البابونج: (Chamomile)؛ يوصي الطّبيب بشرب 2-3 أكواب من شاي البابونج كل يوم، فهو من الأعشاب المخصّصة لتهدئة الأعصاب وتخفيف التوتر المُرافِق لقرحة المعدة، فضلاً عن احتوائه على مركباتٍ نباتية نشِطة تُثبِّط تكاثر جرثومة المعدة.^[٣][٦]
• الصّبار والكركم: يمكن إضافتهما إلى وجبات الطّعام خلال تحضيرها، فالصّبار من النباتات المُساعِدة على التئام القروح، والذي أظهر تأثيرًا علاجيًا مُشابِهًا في تقليل كمية حمض المعدة لدواء قرحة المعدة أوميبرازول (Omeprazole)، بينما أظهر الكركم دوره في زيادة كمية المخاط المُغلّف لبطانة المعدة والذي يحميها من أضرار جرثومة المعدة.^[٥][٧]
• الزنجبيل: (Ginger)؛ يمكن استخدام الزنجبيل بإضافة 2-3 شرائح من الزنجبيل في كوبين من الماء السّاخن، وتركه منقوعًا لمدة نصف ساعة تقريبًا، ثم شربه قبل 20 دقيقة من تناول الطّعام وهو من النباتات المطهرة والتي تساعد على التخلّص من أيّة عدوى موجودة في الجهاز الهضمي، ومن المعروف احتواء الزنجبيل على مركباتٍ تُساهِم بزيادة حركة الأمعاء وتخفيف التهابها، فضلاً عن كونه عشبةٌ مفيدة للغثيان الحاصل في حالة قرحة المعدة.^[١][٧]
• الثوم: (Garlic)؛ يمتلئ الثوم بمركبّات غنية بالكبريت، لها آثارٌ مضادّة للأكسدة وتخفف التهاب المعدة، وبذلك يمكن السّيطرة على تكاثر الجرثومة الحلزونية المتسببة بقرحة المعدة.^[٨]
• الملفوف: (Cabbage)؛ يُحفّز نبات الملفوف تدفق المزيد من الدم نحو بطانة المعدة، مما يساعد على تسريع عملية الشّفاء.^[٨]
• جذر الخطمي: (Marshmallow)، هو من الأعشاب المُلطّفة لأعراض قرحة المعدة، فيساعد استخدام هذا النوع من الأعشاب على تهدئة وتخفيف تهيّج الغشاء المخاطي في الجهاز الهضمي، كما أنه يُسرِّع التئام القرحة، بالتالي يخفف من أعراض قرحة المعدة بشكلٍ أسرع، فاحتواء الجذور والأوراق على سائلٍ صمغي لزج يُغلِّف المعدة، إلى جانب دوره في تقليل كمية حمض المعدة المُفرَز، وتخفيف الالتهاب المُتسبب بتشكّل فرحة المعدة.^[٣][٩]
• عشبة إبرة الراعي أو الجيرانيوم: (Herb robert)؛ يمكن تحضير الشاي من الأوراق المجفّفة أو الطّازجة لعشبة الراعي، وذلك بصبّ كوبٍ من الماء المغلي فوق الأوراق وتركها لمدة 5 دقائق، ثم تصفية الأوراق وشربها، إذ تساعد هذه الأعشاب على انكماش الأوعية الدموية، وتقليل النزيف المُرافِق لقرحة المعدة.^[٣][١٠]
• الفلفل الحارّ: (Chili pepper)؛ يحتوي الفلفل الحار على مركباتٍ فعّالة لعلاج قرحة المعدة، والتي تثبّط إفراز حمض المعدة، وتزيد من تشكّل مخاط بطانة المعدة، مما يُسرّع شفاء قرحة المعدة.^[١١]
• عرق السّوس: (Liquorice)؛ يمنع عرق السّوس إفراز حمض المعدة، ويحمي من العوامل المتسببة بالتهاب وقرحة المعدة.^[٩]

ممارسات منزلية لعلاج قرحة المعدة

هنالك عددٌ من المحاذير الواجب تجنّبها والنصائح والممارسات الواجب اتباعها خلال فترة علاج قرحة المعدة، والتي نبيّنها على النحو التالي:^[٨][١٢]

• أكثر من شرب الماء؛ بالأخصّ عندما تتسبب قرحة المعدة بالغثيان والتقيؤ.
• أقلع عن التدخين أو شرب الكحول، لأنها عاداتٌ سيئة تضرّ ببطانة المعدة.
• احرص على تناول 5 وجبات طعامٍ في اليوم، بدلاً من وجبتين أو ثلاث وجبات طعام كبيرة.
• لا تُكثِر من تناول الأطعمة الغنية بالبهارات والتوابل، فقد تزيد هذه الأطعمة من سوء الأعراض.
• تحكّم في انفعالاتك وسيطر على التوتر في حياتك، من خلال أخذك قسطًا كافيًا من النوم، والاسترخاء.
• تناول مكمّلات البروبيوتك؛ وهي عبارة عن بكتيريا نافعة تقاوم وجود جرثومة المعدة وتساعد على التخلّص منها، إذ يمكن الحصول على البروبيوتيك من المخللات، أو منتجات الألبان.
• قم بطهي اللحوم والأطعمة الأخرى على درجات حرارةٍ كافية.
• اغسل يديك قبل وبعد تحضير الطعام.
• حافظ على وزنٍ مناسب، دوون التعرّض لمشاكل نقص التغذية.
• كن حذرًا في اختيارك لأنواع مسكّنات الألم، إلى جانب ضرورة استخدامها ضمن توجيهات الطبيب، وبأقلّ جرعةٍ متوافرة ولأقصر مدةٍ ممكنة.

أدوية لعلاج قرحة المعدة

يختلف العلاج الدّوائي المُستخدَم لقرحة المعدة باختلاف المسبب، وعادةً ما ينطوي العلاج على قتل جرثومة المعدة -إن وُجِدَت-، أو الحدّ من استخدام بعض أنواع مسكّنات الألم، مثل الإيبوبرفين (Ibuprofen)، ومن الأدوية المُستخدَمة في علاج قرحة المعدة ما يلي ذكره:^[١٣]

• المضادات الحيوية: يُستخدَم مزيجٌ من المضادات الحيوية لقتل جرثومة المعدة المتسببة بالقرحة، وقد يستمرّ العلاج بهذه المضادات فترة 10 أيام إلى أسبوعين، إلى جانب استخدام الأدوية التي تقلل إفراز حمض المعدة، ومن الأمثلة على المضادات الحيوية ما يلي:
• أموكسيسيلين (Amoxycillin).
• كلاريثروميسين (Clarithromycin).
• مترونيدازول (Metronidazole).
• تاينيدازول (Tinidazole).
• تتراسيكلين (Tetracycline).
• ليفوفلوكساسين (Levofloxacin).
• مضادات الحموضة: تمنع هذه الأدوية إفراز حمض المعدة بشكلٍ تام، بالتالي منح القرحة فرصةً للتعافي، لكن لا بدّ من استشارة الطبيب قبل استخدام هذه الأدوية، إذ إن استخدامها لفتراتٍ طويل ينطوي عليه آثارٌ جانبية كزيادة كسور الرسغ أو الورك، ومن الأمثلة عليها:
• أوميبرازول (Omeprazole).
• لانزوبرازول (Lansoprazole).
• رابيبرازول (Rabeprazole).
• إيزومبرازول (Esomeprazole).
• بانتوبرازول (Pantoprazole)‏.
• الأدوية التي تحمي بطانة المعدة: تُغلّف هذه الأدوية بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة، وبذلك تحمي الأنسجة خلال فترة التّعافي، ومن الأمثلة عليها:
• سوكرالفات (Sucralfate).
• ميزوبروستول (Misoprostol)‏.

هل تُشفَى قرحة المعدة وحدها؟

الجواب نعم، تلتئم الكثير من القرح الصّغيرة المعدة باتّباع عادات الأكل والحياة الصّحية، ولكن قد يتكرر تشكّلها مرة ثانية إذا لم يتمّ القضاء على مسببها الأساسي.^[١٤]