يُعدّ قص المعدة من الإجراءات الجراحية التي يُلجأ لها لحلّ مشكلة السمنة أو البدانة،[١] ولكن لا تُعتبر هذه الجراحة خيارًا أول لتقليل الوزن وهي ليست مناسبة لجميع الأشخاص، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن جوانب هذه العملية، وما هي أهم الشروط التي تُرشّح الشخص للخضوع لمثل هذه العملية، وغيرها من المعلومات الأخرى المُتعلقة بهذه الجراحة.[٢]
ما هي عملية قص المعدة؟
تُعد عملية قص المعدة المعروفة باسم عملية التكميم (بالإنجليزية: Sleeve Gastrectomy, Gastric Sleeve) عملية جراحية يتم فيها إزالة جزء من المعدة وضم الأجزاء المتبقية سويةً بحيث يُشكل معدة جديدة تكون مُقاربةً لحجم حبة موز أو كيس صغير، حيث تُشكل هذه المعدة الجديدة نحو 10% من حجم المعدة الأصلية.[٢]
ما هو مبدأ عملية قص المعدة في تقليل الوزن؟
تُعتبر جراحة قص المعدة فعالة في التقليل من الوزن، ويقوم مبدأها على النحو التالي:[٣]
- تقليل حجم المعدة، وبالتالي الشعور بالشبع بشكلٍ أسرع.
- زيادة حركة المعدة، مما يعني السماح للطعام بالمرور إلى المعدة والأمعاء بشكلٍ أسرع من قبل.
- تغيرات في الهرمونات، كانخفاض في الهرمون المسؤول عن الشعور بالجوع، وبالتالي الشعور بالجوع بصورةٍ أقل.
دواعي إجراء عملية قص المعدة
يُلجأ لعملية قص المعدة عند فشل كافة طرق خسارة الوزن التقليدية في تقليل الوزن الزائد، والتي تتضمن الحميات الغذائية وممارسة الرياضة،[١] وفيما يأتي ذِكر للحالات التي تستدعي إجراء عملية قص المعدة:[١]
- بلوغ مؤشر كتلة جسم الشخص (BMI) ما مقدار 40 أو أكثر.
- تراوح مؤشر كتلة جسم الشخص (BMI) بين 35 و39.9، أيّ الوصول لحد السمنة، إضافة إلى المُعاناة من مشكلة صحية خطيرة مرتبطة بالوزن؛ مثل داء السكري من النوع الثاني، أو ارتفاع ضغط الدم، أو انقطاع النفس النومي الشديد.
- بعض الحالات التي يتراوح فيها مؤشر كتلة الجسم بين 30 و34، ويُعاني فيها الشخص من مشاكل صحية خطيرة مرتبطة بالوزن، ويكون ذلك في بعض هذه الحالات وليس جميعها.
يجب على الشخص أن يكون على استعداد تام لإجراء تغييرات دائمة على نمط حياته للحصول على حياة أكثر صحّة؛ بما يتضمن الانتباه لتغذيته، وحالته الصحية، والعديد من سلوكياته وأنماط حياته.
ما هي إيجابيات عملية قص المعدة؟
تتمثل إيجابيات عملية قص المعدة على النحو التالي:[٤]
- خسارة كبيرة في الوزن على المدى الطويل.
- الحد من كمية الطعام التي يمكن استهلاكها.
- تغيرات في هرمونات الأمعاء، والتي تقلل الشهية وتعزز الشعور بالشبع.
- زيادة إنفاق الجسم للطاقة.
ما هي أبرز الاستعدادات لإجراء العملية؟
يُوصي الطبيب الشخص بمجموعة من الإجراءات التي يجب الالتزام بها استعدادًا لعملية قص المعدة، والتي تتضمن ما يأتي:[٥]
- اتباع نظام غذائي يعتمد على الأطعمة السائلة فقط، ويكون ذلك لمدة أسبوع إلى أسبوعين قبل الخضوع للجراحة وفقًا لتوصيات الطبيب.
- الإقلاع عن التدخين لمدة ثلاثة أشهر قبل الجراحة.
- تجنب تناول الكافيين لمدة شهر على الأقل قبل الجراحة.
- أخذ حمام في الليلة السابقة للعملية باستخدام نوع خاص من الصابون المضاد للبكتيريا.
- الالتزام بإرشادات الطبيب بشأن التوقف عن تناول بعض الأدوية وذلك لفترة زمنية معينة قبل الجراحة أو بعدها.
- الامتناع عن الأكل أو الشرب بعد منتصف الليلة التي تسبق إجراء الجراحة.
- البدء بالتدرب على الالتزام بالممارسات والعادات اليومية التي سيكون الشخص مُلزمًا باتباعها بعد الجراحة.
- تجهيز الأغراض الشخصية التي سيحتاجها الشخص أثناء فترة إقامته في المستشفى؛ مثل المشط وفرشاة الأسنان.
ما الذي يحدث أثناء عملية قص المعدة؟
تختلف تفاصيل العملية بناءً على حالة الشخص وطريقة المستشفى أو الطبيب في التعامل مع العملية، ففي بعض الحالات يتم إجراء قص للمعدة من خلال عمل شقوق تقليدية كبيرة في البطن، ولكن الخيار الأفضل لإجراء هذه العملية هو القيام بها عن طريق المنظار، حيث يتم إجراء عدة شقوق صغيرة في الجزء العلوي من البطن وإدخال أدوات صغيرة عبرها، ومن الجدير ذكره أنّ هذه الجراحة تستوجب إخضاع الشخص للتخدير العام قبل الجراحة، بحيث يكون الشخص نائمًا وغير متيقظ أثناء الجراحة، تستغرق هذه العملية من ساعة إلى ساعتين، ويقوم خلالها الطبيب بإجراء تدبيس رأسي للمعدة وإزالة الجزء المنحني وهو الأكبر من المعدة، وتنتهي العملية بإخراج الشخص إلى غرفة الإنعاش وإبقائه تحت المراقبة الطبية لفترة من الزمن ضمانًا لعدم حدوث أي مضاعفات.[١]
كيف يكون التعافي بعد الجراحة؟
يُوصي الطبيب عادةً بإخراج الشخص من المستشفى بعد يوم أو يومين من خضوعه لجراحة قص المعدة، ويتم توجيه الشخص للمشي خلال الساعات الثلاثة أو الأربعة التي تلي الخضوع لجراحة قص المعدة، وقد يشعر الشخص ببعض الألم بعد الجراحة، وللسيطرة عليه يُوصي الطبيب بمسكنات الألم، وقد تظهر أعراض التعب في الفترة الأولى من إجراء العملية بسبب انخفاض السعرات الحرارية التي يحصل عليها الشخص، ولكن تبدأ مستويات الطاقة والنشاط بالتحسن بعد أسبوعين تقريبًا من إجراء العملية، ويُمكن العودة إلى العمل أو الدراسة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من العملية، وكذلك يُمكن استئناف ممارسة الرياضة بعد 4 أسابيع من العملية.[٣]
كم مقدار الوزن الذي يتم خسارته بعد إجراء عملية قص المعدة؟
تُقدر نسبة نجاح عملية قص المعدة بنحو 80-90% تقريبًا، ويصِل معظم الأشخاص إلى أدنى وزن لهم خلال سنة إلى سنتين بعد الخضوع للجراحة، وعادةً ما تكون خسارة الوزن وبشكلٍ عام على النحو التالي:[٣]
- خلال أول أسبوعين: تكون خسارة الوزن بمعدل 0.45 كيلو غرام في اليوم الواحد.
- الأشهر الثلاثة الأولى: يتم فقدان 35-45% من الوزن الزائد.
- الأشهر الستة الأولى: يتم فقدان 50-60% من الوزن الزائد.
- السنة الأولى: يتم فقدان 60-70% من الوزن الزائد.
ما هي العادات الغذائية الجديدة التي يجب الالتزام بها؟
يستلزم الخضوع لجراحة قص المعدة الالتزام بعاداتٍ غذائية جديدة، وبخاصة تلك الموجهة للشخص خلال الفترة الأولى بعض الخضوع للجراحة، ففي اليوم الأول بعد الخضوع للعملية يجدُر بالشخص الالتزام بشرب السوائل الصافية فقط، وبعد مُغادرة الشخص للمستشفى عليه الالتزام بتناول الأطعمة المهروسة ومخفوقات البروتين لمدة 4 أسابيع تقريبًا، وبعد مُضي شهرٍ على العملية يُمكن للشخص تناول الأطعمة الصلبة اللينة ببطء، بالإضافة إلى ضرورة اتباع أنماط وعادات غذائية جديدة يُوجهه الطبيب لها للالتزام بها طيلة فترة حياته، إذ إنّ الشخص لن يكون قادرًا على تناول الطعام بالقدر الذي اعتاد عليه سابقًا، ومن العادات التي يجب على الشخص الالتزام بها ما يأتي:[٢]
- الابتعاد عن شرب السوائل أثناء تناول الطعام، لأن ذلك يسبب امتلاءً في المعدة الجديدة.
- الالتزام بأخذ مكملات الفيتامينات والمعادن التي يُوصي بها الطبيب بشكلٍ يومي.
- تجنب المشروبات الغازية والوجبات الخفيفة مرتفعة السعرات الحرارية.
- شرب السوائل بعد نصف ساعة من الانتهاء من الوجبة.
- مضغ الطعام جيدًا قبل بلعه.
ما هي سلبيات وأضرار عملية قص المعدة؟
فيما يتعلق بسلبيات عملية قص المعدة، فهي تتمثل على النحو التالية:[٤]
- نقص في الفيتامينات والمعادن على المدى البعيد، خاصةً فيتامين ب12، والحديد، والكالسيوم، وحمض الفوليك، مما يستدعي الحاجة لاستخدام المكملات الغذائية.
- وجوب الالتزام بالعادات الغذائية الموصى عليها، ومكملات الفيتامينات والمعادن مدى الحياة.
- احتمالية حدوث بعض المضاعفات، كونها من العمليات المعقدة، وقد تتضمن المضاعفات ما يأتي:[٦]
- العدوى.
- النزيف.
- إصابة أعضاء أخرى.
- الحاجة لإجراء عملية جراحية مفتوحة.
- انسداد في الأمعاء. [٧]
- استعادة الوزن بعد نقصانه.[٧]
- حدوث جلطة دموية في الساقين أو الرئتين.[٧]
- آثار جانبية ناجمة عن الخضوع للتخدير.[٧]
- ارتجاع أحماض المعدة. [٧]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Sleeve gastrectomy", Mayo clinic, Retrieved 4/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "What Is Gastric Sleeve Weight Loss Surgery?", WebMD, Retrieved 4/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Gastric Sleeve", UCLA, Retrieved 4/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Bariatric Surgery Procedures", asmbs, Retrieved 4/3/2021. Edited.
- ↑ "Gastric Sleeve Surgery: Overview", very well health, Retrieved 14/4/2021. Edited.
- ↑ "Gastric Sleeve Surgery", Cleveland clinic, Retrieved 4/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Weight Loss Surgery", kids health, Retrieved 4/3/2021. Edited.