استئصال القولون

استئصال القولون (Colectomy) هو إجراء جراحي ينطوي على إزالة جزء من القولون أو كامل القولون، وأحيانًا قد يتضمن إزالة القولون مع المستقيم، وتُجرى هذه الجراحة بهدف العلاج أو الوقاية من بعض الأمراض المؤثرة في القولون.[١][٢]



معلومة: القولون هو جزء من الجهاز الهضمي يتم فيه امتصاص الماء والمعادن وبعض العناصر الغذائية من الطعام المهضوم جزئيًا، ثم يتم التخلُّص من المواد المتبقية على شكل براز خارج الجسم.




دواعي إجراء استئصال القولون

من الأمثلة على الأمراض التي تدعو إلى إجراء استئصال القولون ما يلي:[٣]

  • سرطان القولون: يعتمد حجم الجزء الذي سيتم استئصاله على مرحلة وشدة السرطان،[٣] فالمراحل المبكِّرة من السرطان قد تتطلب إزالة جزء صغير منه، في حين قد تتطلب المراحل المتقدمة منه إزالة أجزاء أكبر.[١]
  • مرض كرون: وهو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة المُسبِّبة لالتهاب وتهيُّج أنسجة الجهاز الهضمي،[٤] وفي بعض الحالات إن لم تكن الأدوية ذات فعالية جيدة في العلاج فقد يلجأ الطبيب إلى إزالة الجزء المصاب من القولون.[٣]
  • التهاب القولون التقرحي: وهو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية المُسبِّبة لالتهاب الأنسجة المبطِّنة للقولون وحدوث التقرحات فيها،[٥] وقد يُجرى استئصال القولون في حال ظهور أعراض شديدة مرافقة لالتهاب القولون التقرحي والتي لا يمكن السيطرة عليها باستخدام الأدوية.[٣]
  • انسداد القولون: وهي من الحالات الطارئة التي تتطلب استئصال القولون بالكامل أو جزء منه،[٣] وفيها لا يتمكن الطعام أو الغازات من المرور عبر القولون، فينحصر جميعه في مكان ما.[٦]
  • التعرّض لنزيف لا يمكن السيطرة عليه: قد يحدث نزيف شديد في القولون نتيجة تعرضه لضربة مباشرة أو تمزق فيه، الأمر الذي يتطلب استئصال الجزء المتضرِّر.
  • التهاب الردب القولوني: (Diverticulitis) الردب هي جيوب أو انتفاخات صغيرة تتشكل في جدار القولون، ولا تُسبِّب هذه أية أعراض مزعجة عادةً، ولكن التهابها نتيجة انحصار البكتيريا وتكاثرها داخلها قد يُسبِّب العديد من المضاعفات والأعراض كالحمّى، والإسهال أو الإمساك، وخروج الدم والمخاط مع البراز، وتكوّن الخراج، وغيرها، [٧] وقد يوصي الطبيب بإجراء استئصال للقولون في حال تكرار الإصابة بها أو تسبُّبها بمضاعفات خطيرة.[٣]
  • جراحة وقائية: وذلك في حال ملاحظة علامات وتغيُّرات في الخلايا تشير إلى احتمالية تطوّر هذه التغيُّرات إلى أورام سرطانية لاحقًا خلال فحص القولون بالمنظار،[١] أو في حال وجود سلائل في مرحلة ما قبل التسرطن (polyps)، وهي كتل حميدة إلا أنّها قد تتحول لكتل سرطانية فيما بعد،[٣] كما قد يوصي بذلك في حال الإصابة بأمراض وراثية تزيد من فرصة الإصابة بسرطان القولون، مثل: متلازمة لينش (Lynch syndrome).[١]
  • تضيُّق القولون أو التوائه.[٦]
  • الإمساك الشديد.[٦]


التحضيرات لعملية استئصال القولون

هناك العديد من التحضيرات التي تسبق إجراء استئصال القولون، رغم أنه بعض الحالات تُجرى هذه الجراحة في الطوارئ فلا يكون هناك وقت للتحضير،[٨] ولكن عادة تشمل التحضيرات ما يلي:[٩]

  • إجراء تقييم كامل للمريض من قِبل الطبيب: بما فيها بعض الفحوصات، مثل:
  • التصوير بالأشعة السينية.
  • اختبارات الدم.
  • تخطيط القلب الكهربائي (ECG).
  • تنظير القولون لرؤية القولون والمستقيم من الداخل، وذلك باستخدام أنبوب صغير متصل بكاميرا صغيرة.
  • الصيام: حيث يوصي الطبيب بالتوقف عن تناول أي طعام أو شراب قبل 12 ساعة من موعد إجراء العملية؛ حيث يجب أن تكون الأمعاء فارغة، كما يوصي بإجراء بعض التغيرات في النظام الغذائي للمريض ومن ذلك: شرب السوائل أو المرق فقط في اليوم الذي يسبق العملية.
  • تناول الأدوية المليّنة: حيث يوصي الطبيب بتناول الملينات أو الحقن الشرجية؛ لتنظيف الأمعاء وإفراغها قبل 1-2 يوم من العملية.
  • التوقف عن تناول بعض الأدوية في الأسبوع الذي يسبق الجراحة: ومن هذه الأدوية: الأدوية المميعة للدم، وذلك وفقًا لتوصيات الطبيب.
  • تناول المريض لأنواع من المضادات الحيوية: وذلك وفقًا لتوصيات الطبيب، بهدف الوقاية من الإصابة بالعدوى بعد العملية.[٨]


كيف تتم استئصال القولون؟

تختلف طريقة إجراء جراحة استئصال القولون وفقًا لحالة المريض وشدتها، ولكن إجمالًا تكون كما يلي:[٦]

  • تخدير المريض بشكل كامل: حتى لا يشعر بأي ألم.
  • إحداث شق أو أكثر في منطقة البطن: وتجدر الإشارة إلى أن الطبيب قد يقوم بإجراء جراحة استئصال القولون بإحدى الطريقتين التاليتين:
  • الجراحة التقليدية المفتوحة (Open surgery): وفيها يقوم الطبيب بإجراء جرح واحد طويل في البطن أو أكثر للوصول إلى الجزء المُراد استئصاله من القولون.
  • الجراحة التنظيرية (Laparoscopy): وفيها يقوم الطبيب بإحداث عدة شقوق صغيرة في البطن لإدخال أدوات الجراحة والمنظار،[٦] وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الطريقة ترتبط بتعافي المريض بشكل أسرع واعرضه لألم أقل مقارنة بالطريقة السابقة.[١]
  • إزالة أنسجة القولون المتضررة بلطف وعناية.[٦]
  • ربط نهايات الأمعاء السليمة من أطراف الجزء الذي تم إزالته باستخدام الغرز: في بعض الحالات يقوم الطبيب بعمل فتحة جانبية أو فغر القولون (stoma) وذلك عندما لا يتمكن من ربط النهايات السليمة للأمعاء معًا بشكل مُؤقت أو دائم.[٦] وفي بعض الحالات قد يقوم الطبيب بوصل نهاية الأمعاء الدقيقة مع فتحة الشرج مشكلاً ما يعرف بالكيس الداخلي (Pouch) وذلك في حال استئصال القولون كاملًا مع المستقيم.[١]
    

    في حالة عمل فتحة جانبية يقوم الطبيب بإحداث فتحة في جدار البطن، وإيصال النهايات السليمة للأمعاء لهذه الفتحة، ومن ثم وضع كيس بلاستيكي على الفتحة لتجميع الفضلات من الجهاز الهضمي، وعلى المريض إفراغ هذا الكيس على مدار اليوم.

    
  • إغلاق جرح البطن.[٦]


مدة عملية استئصال القولون

تستغرق عملية استئصال القولون عادة بين 1-4 ساعات.[٦]


الآثار الجانبية لعملية استئصال القولون

تختلف الآثار الجانبية الناتجة عن العملية باختلاف حجم الجزء الذي تم استئصاله، والصحة العامة للمريض، وطريقة إجراء الجراحة،[١٠] ونذكر من الآثار الجانبية التي قد تنتج عنها الآتي:[١١]

  • الآثار الجانبية للمخدر، وتتضمن: الصداع، والغثيان، والارتباك.
  • ألم في البطن من الجراحة.
  • التعب.
  • الإمساك أو الإسهال.
  • الشعور بالانزعاج من كيس الفغر المرفق في حال وجوده.

ما بعد عملية استئصال القولون

ويكون كما يلي:[١٠]

  • مراقبة العلامات الحيوية للمريض مع زوال تأثير المخدِّر: وذلك بنقل المريض إلى غرفة الإنعاش بعد العملية مباشرةً.
  • بقاء المريض في المستشفى حتى تستعيد الأمعاء وظيفتها:[١٠] وهذا ما قد يستغرق حوالي 3-7 أيام.[٨]
  • إعطاء المريض السوائل عن طريق الوريد: وتكون بدايةً بعد العملية، ومن ثم يبدأ بتناول المشروبات الصافية عن طريق الفم، وتدريجيًا مع استعادة الأمعاء لوظائفها سيتمكن المريض من تناول الأطعمة الصلبة.[١٠]
  • تعليم المريض لكيفية العناية بكيس الفغر القولوني: وذلك في حال كانت الجراحة تتضمن وجوده، مع تعلم كيفية تغييره وعدد المرات التي يحتاج بها المريض لذلك.[١٠]



هناك عيادات خاصة بالعناية بالفتحة الجانبية وأدوات طبية خاصه بها؛ تساعد المريض على التأقلم مع الفتحات الجانبية في جميع جوانب الحياة مثل الاهتمام بنظافة المنطقة والاستحمام وحتى ممارسة السباحة، حتى يتمكن الشخص من ممارسة نشاطاته اليومية.


  • الحاجة إلى إجراء بعض التغييرات في النظام الغذائي للمريض: ويكون هذا لمدة 6 أسابيع بعد الجراحة غالبًا أو حتى يتعافى المريض بالكامل، حيث إن بعض الأطعمة تساعد على تسريع الشفاء ومنع حدوث بعض المضاعفات كالإمساك أو الإسهال؛ فبدايةً يوصي الطبيب بتناول السوائل فقط، ثم يُسمَح للمريض بتناول الأطعمة الصلبة قليلة الألياف، إذ يُنصَح بأن لا تتجاوز كمية الألياف اليومية المُتناولة 8-13 غرامًا، ويُنصَح أيضًا باتباع التدابير الآتية:[١٢]
  • شرب كميات كافية من السوائل أي حوالي 8-10 أكواب يوميًا بسعة 235 ميليلتر.
  • تناول وجبات صغيرة كل 2-4 ساعات.
  • تناول الوجبة الأكبر من الطعام في منتصف اليوم خاصةً في حال إجراء فغر القولون، فهذا يقلِّل من الحاجة لإفراغ الكيس ليلًا.
  • الحد من تناول الأطعمة المبهرة، والحامضة، والغنيّة بالدهون والسكريات قدر الإمكان، فهذه الأطعمة قد تُسبِّب الإسهال.
  • تجنُّب مضغ العلكة أو الشرب عن طريق القشة، وذلك للوقاية من الإصابة بالإمساك.
  • التوقُّف عن التدخين أو مضغ منتجات التبغ.
  • تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن بناءً على توصيات الطبيب.
  • تعافي المريض في غضون بضعة أسابيع من مغادرة المستشفى بشكل كامل: فقد يشعر المريض بالضعف في البداية، ولكن سرعان ما يستعيد قوته،[١٠] وغالبًا ما يتمكن المريض من ممارسة أنشطته اليومية الاعتيادية بعد حوالي 6 أسابيع.[١١]

مراجعة الطبيب

يجب على المريض مراجعة الطبيب في الحالات التالية:[١٣]

  • وجود نزيف.
  • وجود مشاكل في التنفس، مثل: ضيق التنفس، أو صعوبة التنفس، أو الصفير أثناء التنفس.
  • الارتباك أو حدوث أي تغيُّر في الوعي، وعدم القدرة على الاستجابة بالمؤثرات المحيطة بالمريض.
  • ألم في الصدر، أو الشعور بضيق في الصدر، أو خفقان.
  • الحمّى، وتجدر الإشارة إلى أنّ ارتفاع درجة حرارة الجسم البسيطة خلال الأيام الأولى بعد العملية يعد أمرًا شائعًا، وغالبًا لا يشير إلى الإصابة بالعدوى لكن لا بد من استشارة الطبيب.
  • فقدان القدرة على التبوّل أو التبرُّز.
  • الشعور بألم في الساق، أو انتفاخها واحمرارها.
  • الشعور بوخز أو خدر في منطقة العملية.
  • الشعور بألم شديد في البطن، وعدم استجابته لمسكنات الألم.
  • ظهور تورم مفاجئ في البطن.
  • وجود احمرار، أو تورم، أو خروج إفرازات أو قيح من جرح العملية.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Colectomy", mayoclinic, Retrieved 11/4/2021. Edited.
  2. "colon", National Cancer Institute, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Bowel Obstruction Treatment & Bowel Resections (Colectomy)", eastarkansascare, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  4. "Crohn's Disease", niddk, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  5. "Ulcerative Colitis (UC)", webmd, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Colectomy (Bowel Resection Surgery)"، clevelandclinic، اطّلع عليه بتاريخ 12/4/2021. Edited.
  7. "Diverticular disease - diverticulitis and diverticulosis", healthdirect, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "What Is a Colectomy?", everydayhealth, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  9. "Colectomy", hopkinsmedicine, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح "Colectomy"، middlesexhealth، اطّلع عليه بتاريخ 12/4/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Is A Colon Resection A Major Surgery?", medicinenet, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  12. "Colectomy Diet", drugs, Retrieved 12/4/2021. Edited.
  13. "Colectomy", healthgrades, Retrieved 12/4/2021. Edited.