عملية الزائدة الدودية
تعرف عملية الزائدة الدودية (Appendectomy) على أنها إجراء جراحي يُجرى في حال الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية لاستئصالها تماماً؛ حيث تعد الجراحة العلاج الجذري لالتهاب الزائدة الدودية ومنع حدوث مضاعفات أخرى. ولعملية الزائدة الدودية نوعان هما العملية المفتوحة، أو العملية بالمنظار.[١][٢]
تعد عملية الزائدة الدودية عملية طارئة، ولكنها قد تُجرى أحيانا كإجراء وقائي لتجنب حدوث التهاب الزائدة الدودية في المستقبل.
دواعي إجراء عملية الزائدة الدودية
يلجأ الطبيب لإجراء عملية الزائدة الدودية كخيار أول عند تعرضها للالتهاب؛ نتيجة لانسدادها بسبب تجمع البراز أو البكتيريا، والإصابة بالعدوى، حيث أنّ التهاب الزائدة قد يعرض الشخص للإصابة بمضاعفات أخرى أكثر شدة؛ نتيجة لانتشار العدوى في حال انفجارها، وانتشار القيح أو الخراجات في البطن. وعلى الرغم من صعوبة تشخيص التهاب الزائدة الدودية أحياناً إلا أنه يمكن للطبيب تشخيصها عبر الفحص السريري، ومن خلال استبعاد الحالات الطبية المشابهة لها في الأعراض عن طريق إجراء الفحوصات التشخيصية مثل: فحوصات الدم، والتصوير المقطعي للبطن. ومن أهم الأعراض التي تشير إلى التهاب الزائدة الدودية ما يأتي:[٣]
- الشعور بالألم بالجزء الأيمن السفلي من البطن، والذي يكون خفيفاً بداية، ثم يزداد ليصبح حادًا وشديدًا.
- الإسهال أو الإمساك.
- الغثيان والتقيؤ.
- قلة الشهية.
- ارتفاع درجة الحرارة.
هناك صعوبة في تشخيص التهاب الزائدة الدودية أحياناً خاصة عند الأطفال، أو الكبار في السن، أو النساء في عمر الإنجاب.
أنواع عملية الزائدة الدودية
يمكن إجراء عملية الزائدة الدودية بطريقتين، إلا أن الطبيب يختار الطريقة الأنسب بحسب حالة المريض،[٤] وفيما يلي توضيحا لأنواعها:
- عملية الزائدة الدودية بالمنظار: (Laparoscopic appendectomy) وهي الطريقة الأكثر شيوعاً؛ وتعتمد على إدخال كاميرا صغيرة وأنبوب من خلال شق بسيط في البطن، ويُحدث الطبيب شقين آخرين لاستئصال الزائدة الدودية خلال مراقبة التجويف البطني بالكاميرا، ومن ثم يُغلق الشقوق عبر خياطتها بخيوط قابلة للتحلل، ويغطيها بضماد طبي، وتعد عملية المنظار خياراً أفضل للأشخاص الذين يعانون من السمنة، أو كبار السن، حيث أن سرعة التعافي منها أكبر، وتترك آثاراً قليلة، وتتسبب بألم أقل مقارنة بالعملية المفتوحة.[٥][٤]
- عملية الزائدة الدودية المفتوحة: (Open appendectomy) وهي الطريقة التقليدية لاستئصال الزائدة الدودية، تتم عن طريق إجراء شق في البطن بطول 7-10 سنتيمترات، وإزالة الزائدة الدودية الملتهبة من الأمعاء، ويغلق الطبيب مكان الجرح عن طريق خياطته،[٤][٦] وتعد الخيار الأفضل لمن تعرضوا لانفجار الزائدة الدودية، حيث لا يمكن إجراء عملية المنظار لهم.[٥]
التحضير لعملية الزائدة الدودية
على المريض اتباع بعض التعليمات قبل الخضوع للعملية في الوضع الطبيعي،[٧] وفيما يلي توضيحاً لهذه التعليمات:[٨]
- الفحوصات الطبية: يخضع المريض للفحص السريري وبعض الفحوصات الأخرى مثل فحوصات الدم وغيرها من الفحوصات التشخيصية.
- الامتناع عن الطعام والشراب: قبل 8 ساعات من موعد العملية؛ للتقليل من احتمال الإصابة بأي مضاعفات، كما أنه يسهل على الطبيب فحص التجويف البطني خلال العملية.[٨][٧]
- تناول الأدوية: أخبر الطبيب عن جميع الأدوية والمكملات الغذائية والعشبية التي تتناولها، فقد يطلب الطبيب إيقاف بعضها قبل البدء بالعملية، أهمها الأدوية المزمنة مثل مميعات الدم، أو مضادات التخثر أو الإنسولين.[٨][٧]
- أخبر الطبيب عن حالتك الصحية: يجب إعلام الطبيب بوجود أي من الحالات التالية قبل الخضوع للعملية، وهي:[٨]
- الحمل: حيث يجب إعلام الطبيب إن كنتِ حاملا، أو تشكين بوجود حمل.
- الحساسية: حيث يجب إخبار الطبيب في حال المعاناة من الحساسية اتجاه مواد التخدير، أو المطاط، أو اللاصقات، أو أي أدوية أخرى.
- وجود تاريخ مرضي بالإصابة باضطرابات النزيف مسبقاً.[٩]
- الملابس: يجب نزع المجوهرات وارتداء رداء المستشفى الخاص قبل العملية.[٩]
تنبيه: تكون عمليات الزائدة الدودية غالبا طارئة، وقد لا يملك المريض الوقت الكافي للتحضير لها.
إجراءات عملية الزائدة الدودية
تستمر عملية الزائدة الدودية عادة ما يقارب الساعة،[١٠] وتتشابه الخطوات التالية في كلا العمليتين، وتجرى على الشكل التالي:[٩]
- يستلقي المريض على طاولة العملية، ويبدأ الفريق الطبي بتحضيره للعملية عن طريق وصل أنبوب وريدي بذراعه، لحقن أدوية التخدير وغيرها خلال العملية.
- يحرص طبيب التخدير على مراقبة ضغط الدم، والنبض، والتنفس، وتشبع الدم بالأكسجين قبل التخدير، وذلك لأن العملية تُجرى تحت التخدير العام.
- يتم تخدير المريض ومن ثم يجري الطبيب شقًا في أسفل البطن حسب نوع العملية، ويزيل الزائدة الدودية.
- يغلق الطبيب مكان الزائدة الدودية باستخدام الخيوط الطبية، ويغسل الطبيب التجويف البطني بمحلول ملحي في حال كان المريض قد تعرّض لانفجار الزائدة الدودية قبل الخضوع للعملية.
- يلجأ الطبيب لإدخال أنبوب لسحب أي سوائل متبقية في مكان الجرح بعد العملية.
- تُرسَل الزائدة الدودية بعد استئصالها إلى المختبر ليتم تحليلها.
آثار ومضاعفات عملية الزائدة الدودية
تعد عملية الزائدة الدودية من العمليات الشائعة، ولا تسبب أي مشاكل أو مضاعفات طويلة الأمد عادة، ولكنها كأي عملية أخرى قد تنطوي على بعض الآثار الجانبية، ومنها:[١١]
- الإصابة بالعدوى في مكان جرح العملية: قد يحدث التهاب في مكان الشق، على الرغم من إعطاء المريض المضادات الحيوية قبل، وخلال، وبعد العملية لتقليل احتمال الإصابة بالالتهابات الحادة.
- النزيف تحت الجلد: يؤدي النزيف إلى تكوّن انتفاخ وتجمع للدم تحت الجلد، ولا يحتاج لأي علاج عادة، إلا أنه يجب مراجعة الطبيب للتأكد من الحالة.
- ظهور الندب: تتكون الندب مكان الشق في كلا نوعين عمليات الزائدة الدودية.
- تكوّن الخراجات: قد يتسبب انفجار الزائدة الدودية بالإصابة بالعدوى، وتكون قيح بعد إجراء العملية.
- الفتق: قد يحدث الفتق في أحد الشقوق التي يجريها الطبيب، بعد الانتهاء من العملية.
- الآثار الجانبية للتخدير: تعد من الأعراض النادرة، كظهور رد فعل تحسسي، أو الإصابة بالتهاب الرئة نتيجة لارتجاع مكونات المعدة إلى الرئتين.
الرعاية ما بعد عملية الزائدة الدودية
تعتمد مدة التعافي بعد العملية على نوعها، ونوع التخدير، وحالة المريض بعد العملية، ويحتاج المريض للرعاية في المستشفى بعد الخروج من العملية، وبعد العودة إلى المنزل، ونذكر فيما يأتي توضيحاً لذلك.[١][١٢]
الرعاية في المستشفى
تتراوح مدة المكوث في المستشفى بعد العملية بين يوم إلى يومين في الحالات الطبيعية، وقد تطول بحسب حالة المريض؛ ففي حالة تعرض المريض لانفجار الزائدة الدودية قد تطول مدة إقامته في المستشفى ما بين 3 إلى 5 أيام، وذلك لتلقي المضادات الحيوية وريدياً لعلاج العدوى، ومراقبة الغذاء خلال هذه الفترة،[٦] ويمر المريض خلال إقامته في المستشفى بالخطوات التالية:[١٣]
- يتم مراقبة العلامات الحيوية للمريض، مثل: درجة الحرارة، والنبض، وضغط الدم، والتنفس.
- يقيم مقدم الرعاية الطبية مكان الجرح ودرجة الألم عند المريض، ويقدم له المسكنات بحسب إرشادات الطبيب.
- يتمكن المريض من الحركة والمشي، إن لم يكن يعاني من أي مضاعفات، حيث ينصح بالحركة بشكل معتدل لتجنب حدوث شد عضلي في عضلات البطن.
- يتمكن المريض من تناول الطعام خلال 24 ساعة من العملية.
الرعاية في المنزل
يجب اتباع بعض التعليمات التي يخبرك بها الطبيب بعد الخروج من المستشفى إلى حين التعافي التام، ومن هذه التعليمات نذكر ما يأتي:[٧]
- تناول الطعام والشراب: يمكنك العودة للنظام الغذائي المعتاد، مع الحرص على تناول كمية كافية من الألياف لتجنب الإصابة بالإمساك، والتقليل من كمية الدهون، وشرب السوائل بكمية كافية.[١١][١٤]
- الحركة والأنشطة المختلفة: يمكنك البدء بالحركة تدريجيا خلال 3-5 أيام بعد إجراء عملية المنظار، وخلال 10-14 يوماً في حال إجراء العملية المفتوحة بعد استشارة الطبيب، وينصح باتباع التعليمات التالية:[٥]
- تجنب الأنشطة المجهدة، وبدأ بالأنشطة الخفيفة كالمشي لفترات قصيرة.
- خذ قسط كاف من الراحة، وخاصة عند الشعور بالتعب فالجسم يحتاج للراحة الكافية بعد العملية.
- خذ إجازة من العمل، أو المدرسة إلى حين أن تشعر بتحسن، وبعد استشارة الطبيب.
- الاستحمام: يمكنك أخذ دش خلال 2-3 أيام من إجراء العملية، والاستحمام بحوض الاستحمام بعد مضي أسبوع على الأقل.[١٢]
- تناول الأدوية: استشر الطبيب حول متى يمكنك متابعة تناول أدويتك بعد العملية، كما يجب اتباع تعليماته حول الأدوية التي يصفها بعد العملية، وفيما يلي بعض التعليمات التي تتعلق بها:[١٤]
- الحرص على الالتزام بتناول المضادات الحيوية حسب إرشادات الطبيب، وإتمامها حتى لو شعرت بالتحسن.
- استشر الطبيب حول مسكنات الألم المناسبة والجرعة اللازمة منها.
رعاية مكان الجرح
عند الخضوع للجراحة المفتوحة يضع الطبيب مشابك لتثبيت مكان الشق، ويزيلها بعد 7-10 أيام من العملية، وقد يستعمل الطبيب اللاصقات في مكان الشق، وفيما يلي بعض التعليمات حول العناية بمكان الشق:[١٤]
- لا تحاول إزالة اللاصقات قبل مرور أسبوع، أو حتى تسقط لوحدها.
- يمكنك غسل المنطقة بمياه دافئة، باستعمال الماء والصابون بعد مرور 24-48 ساعة من العملية، إلا في حال أخبرك الطبيب بغير ذلك، واحرص على تجفيف المنطقة بلطف.
- حافظ على نظافة المنطقة وأبقها جافة، ويمكن تغطيتها باستخدام الضمادات الطبية، مع ضرورة تغييرها يوميا.
هل يمكن العيش بشكل طبيعي دون الزائدة الدودية؟
الجواب نعم، يمكن العودة لممارسة كافة الأنشطة بشكل طبيعي بعد إجراء استئصال الزائدة الدودية، فليس هناك وظيفة أساسية لها في الجسم، ولا تسبب إزالتها أي مشكلات صحية تذكر.[٧]
دواعي مراجعة الطبيب
يجب مراجعة الطبيب في حال ملاحظة أي من الأعراض التالية بعد إجراء العملية:[٨]
- ارتفاع الحرارة أو القشعريرة.
- احمرار، أو انتفاخ، أو نزيف في مكان الشق.
- الشعور بألم في المنطقة المحيطة بالشق.
- فقدان الشهية، أو مواجهة صعوبة عند تناول الطعام أو الشراب.
- السعال المستمر، أو التقيؤ.
- ضيق التنفس، أو التنفس بصعوبة.
- ألم أو تشنجات، أو انتفاخ في البطن.
- الإسهال لمدة تزيد عن 3 أيام.
- الإمساك لمدة يومين أو أكثر.
المراجع
- ^ أ ب "how is an appendectomy performed", medicinenet, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Appendectomy for Children", stanfordchildrens, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "Appendectomy", mountsinai, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Appendectomy", kidshealth, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Appendectomy: Surgery to remove the appendix", newsnetwork mayoclinic, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Appendectomy", SCL Health, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "What to know about appendectomy", medicalnewstoday, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Appendectomy", University of Rochester Medical Center Rochester, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Appendectomy", hopkinsmedicine, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "HOW LONG DOES AN APPENDECTOMY TAKE?", North Texas Medical Center, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "appendicitis treatment", nhs, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Appendectomy: Complex Appendicitis", nationwidechildrens, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ↑ "appendectomy", betterhealth, Retrieved 21/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Appendectomy: What to Expect at Home", myhealth alberta, Retrieved 21/5/2021. Edited.